علاج الهموم والغموم

كثير من مسلمي اليوم من القلق والهم والكدر والامراض النفسية وينزلق بعضهم الى الاكتئاب واليأس والارق وتعاطي المهدئات والبحث عن السراب . يقول ابن القيم ( الغموم والهموم والاحزان والضيق , عقوبات عاجلة ونار دنيوية وجهنم حاضرة . والاقبال على الله والانابة اليه والرضى به وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره و الفرح والسرور بمعرفته , ثواب عاجل وجنة وعيشة لا نسبة لعيش الملوك اليها البته ) وان اعظم منحة يمنحها الله لعبده منحة التلذذ بالعبادة , فمامعنى ذلك ؟
ان لذة العبادة هي ما يجده المسلم من راحة النفس وسعادة القلب وانشراح الصدر اثناء العبادة وعقب الانتهاء منها ويتفاوت هذا الامر بين الناس كل بحسب قوة ايماته .
كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لمؤذنه بلال - رضى الله عنه - عندما يحين اوان الصلاة : (أرحنا بها يابلال ) وذلك لما يجده عليه الصلاة والسلام في الصلاة من الانس والسرور بمناجاة ربه .وها هو معاذ بن جبل - رضى الله عنه - يبكى عند موته وهو يقول : انما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذ كر.
أسباب تحصيل لذة العبادة:
1- مجاهدة النفس يقول اله سبحانه وتعالى ( ياأيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) ( آل عمران ) وروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال ( المجاهد من جاهد نفسه في الله ) ( رواه الترميذي )
2- ترك فضول الطعام والشراب والكلام والنظر يقول تعالى ( يابنى ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) ( الاعراف ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وان ابعد الناس من الله القلب القاسي ) ( رواة الترميذى )
3- البعد عن الذنوب صغيرها و كبيرها
يقول صلىالله عليه وسلم (اياكم ومحقرات الذنوب فانما محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها نهلكه )