علاج قسوة القلب من يشكو قسوة قلبه وعدم قدرته لترك الذنب إلىالذين قنطوا من رحمة الله
إليكم علاج يسير .. اتبع هذه الإرشادات ونفذ خطواتها، وانظر إلي النتيجة
أحد خطوات العلاج: الإقلاع عما هي - النفس- عليه: بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتزام الصالحين، والتخويف والترغيب، وأخبار الصالحين إن ذلك مما يلين القلوب بنجع فيها.
الثاني: ذكر الموت، فيكثر من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات، كما تقدم في الباب قبل، يروى أن امرأة شكت إلى عائشة رضي الله عنها قسوة قلبها، فقالت لها: أكثري من ذكر الموت يرق قلبك، ففعلت ذلك فرق قلبها، فجاءت تشكر عائشة رضي الله عنها.
قال العلماء: تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا ويهون المصائب فيها.
الثالث: مشاهدة المحتضرين، فإن في النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته، ونزعاته، وتأمل صورته بعد مماته، ما يقطع عن النفوس لذاتها، ويطرد عن القلوب مسراتها، ويمنع الأجفان من النوم، والأبدان من الراحة، ويبعث على العمل، ويزيد في الاجتهاد والتعب.
يروى أن الحسن البصري دخل على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت فنظر إلى كربه، وشدة ما نزل به، فرجع إلى أهله، بغير اللون الذي خرج به من عندهم، فقالوا له الطعام يرحمك الله، فقال: يا أهلاه عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله لقد رأيت مصرعًا لا أزال أعمل له حتى ألقاه).
فهذه ثلاثة أمور ينبغي لمن قسا قلبه، ولزمه ذنبه، أن يستعين بها على دواء دائه، ويستصرخ بها على فتن الشيطان وإغوائه، فإن انتفع بها فذاك، وإن عظم عليه ران القلب، واستحكمت فيه دواعي الذنب، فزيارة قبور الموتى تبلغ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأول، والثاني، والثالث، ولذلك قال عليه السلام: ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت والآخرة، وتزهد في الدنيا)، فالأول: سماع بالأذن، والثاني: إخبار للقلب بما إليه المصير، وقائم له مقام التخويف والتحذير في مشاهدة من احتضر، وزيارة قبر من مات من المسلمين معاينة، فلذلك كانا أبلغ من الأول والثاني.
قال صلى الله عليه وسلم: ( ليس الخبر كالمعاينة ) رواه ابن عباس ولم يروه أحد غيره
(من كتاب التذكرة )
نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
واسكنك الجنان , وجمعنا واياكم فيها .