طيف الابتسامة
جزاكم الله خيرر
اسمي مو مهم
اسمي مو مهم
والله حبيت يااختي افيدك لاكسب دعوتك ادخلي قوقل واكتبي علاقه الايمان بالعلم وان شاء الله بتلقين ضالتك الله يوفقك
لمار**
لمار**
تفضلــــــــــي هذا الأول

العلم والايمان مرتبطان معا دائما فبالعلم نتعمق فى الايمان

وبالعلم نكتشف اشياء كثيرة تعمقنا اكثر فى الايمان

الايمان بكل شىء حولنا الامان اولا بالله سبحانه وتعالى الايمان باليوم الاخر و بالملائكة والكتب والرسل والايمان بالقضاء والقدر

اذا الايمان بكل شىء فى الحياه


فكيف يكون الارتباط بين العلم والايمان فى مفهومنا ......



المعني الشائع لكل من مفهومي العلم والإيمان


إن كلمة "علم" كلمة واسعة التداول مشهورة بين الناس محبوبة لديهم. ارتبطت في أذهان الأجيال بإنجازات مختلفة ومفاهيم مختلفة وإن تقاربت وسارع كثير من المفكرين والكتاب إلى تحلية أفكارهم وكتاباتهم بأنها علمية.

وأكثر هذه المعاني شهرة وأقربها إلى قلوب الأجيال الأخيرة بمن فيها جيلنا هذا هو ما ارتبط بالتقدم في مجال استكشاف الطبيعية: مكوناتها وظواهرها وقوانينها وما لها من خصائص أخرى. وما ارتبط بمناهج معينة في البحث والتنقيب عن الحقائق والمعرفة: الموضوعية والتجريبية والالتزام بمنطق صارم. فأوسع المعان انتشارا لكلمة "علم" هو المعني الذي يعبر عنه في الدوائر العلمية الناطقة باللغة الإنجليزية المعاصرة بكلمة Science.

والحال بالنسبة لكلمة "إيمان" مشابه في بعض جوانبه لما عليه الأمر في كلمة "علم". فهي أيضًا كلمة واسعة التداول مختلفة المعاني وإن تقاربت. وسارع بعض الناس لتبنيها ووصف موقفهم بأنه إيماني – وإن كانت الدوافع مختلفة، بل أحيانا متعارضة – مع دوافع من أسرع يتسربل
بالعملية.



اولا : العلــــــــــــــــــم




1- الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة

الإسلام دين التوحيد – لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والإيمان بالله سبحانه والتسليم له وإثبات كل ما أثبته أمر لا يسع مسلما إلا أن يقول به. والقرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى أوحاه لعبده ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين وقد تعهد الله سبحانه بحفظه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ، و القول الفصل في كل ما يصبو المسلم للاطلاع عليه أو البناء عليه. فمبحث العلم والإيمان لا يمكن أن يبدأ بخير من الإنصات للقرآن فيما يعلمنا به عن الله ذي الجلال. "فالعليم" اسم من أسمائه تعالى، و"عليم" صفة من صفاته سبحانه، والآيات الكريمة التي تثبت ذلك لله تبارك وتعالى كثيرة تناسب كل آية منها مكانها من التنزيل الحكيم.

والأسئلة تدور في الرأس عن العلم ومفهومه القرآني، والعين تنظر في آيات الذكر الحكيم والقلب يهفو لعقل ما تراه العين والتفقه فيه فتأخذ بشغاف القلب آيات بعينها تفتح عليه خزائن الرحمة والهدى إن شاء الله.






ثانيا: الايمـــــــــــــــــان


1- عودة لمفهومي الشاهد والغائب


قلنا إن علم الغيب فارق واضح في الإسلام بين الخالق والمخلوق وإن القرآن الكريم أثبت العلم للإنسان وبين أن ذلك هو علم الشاهد. فكيف وصف القرآن الكريم موقف الإنسان من الغائب؟ نعم، لا يعلم الإنسان الغائب ولكن هل يعرفه أو يدركه بصورة أخرى من صور المعرفة أو الإدراك سوى العلم؟



2- الإيمان


إن القارئ للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي يذكر فيها الغائب وإدراك الإنسان له يجد أن اللفظ المستعمل دائما هو الإيمان.

(...مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ..) .

(...وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ...)
177].


علاقة العلم و الإيمان

1- العلم أساس الإيمان

فإن كان العلم هو إدراك الشاهد والإيمان هو إدراك الغائب فما علاقتهما؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول: (...بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) .

فكيف هدينا للإيمان؟ ونعلم أن الله سبحانه وتعالى رزقنا البصر والسمع والفؤاد وجعلها من وسائل الإدراك. ونعلم أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل أي إنه جاءنا الخبر منه سبحانه وتعالى، وقد قلنا إن الخبر في القرآن والسنة علم. فكأن المعني هو أنا رزقناكم إدراكا بالشاهد أوصلكم لإدراك الغائب، رزقناكم علما أداكم إلى الإيمان، فإذا فهمنا هذا علمنا أن العلم هو أساس الإيمان. وفهمنا قول الله سبحانه وتعالى (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ...) .

2- الراسخون في العلم

فكلما أن الأساس العلمي المعتمد عليه في الإيمان قويا كلما كان الإيمان قويا. فالعلم الإسلامي عصمة من الانحراف الإيماني. والراسخون



الإعراض والكفر

1- الإعراض والتولي والجحود

ويجدر بنا الآن بعد أن ربطنا بين العلم والشاهد، والإيمان والغائب، والعلم والإيمان، والعلم والإيمان والعلم، وبعد أن اتضح لنا أن هنالك عملا يقوم به الإنسان تجاه ما يلقي إليه من علم (يعترف به ويشهد ثم يؤمن بما جاء فيه عن الغيب)، يجدر بنا أن ننظر في أعمال الذين لا يقبلون العلم أو الإيمان وكيف وصفها القرآن الكريم، يقول الله تبارك وتعالى:

(وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) .

(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ) .

(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)
]




وسائل تحصيل العلم والإيمان


1- الحواس والقلب

وإن كان منطلقنا الأول في تحديد مفاهيم العلم والإيمان وغيرهما كان من مفهومي الشاهد والغائب فلنجعل ذلك أيضًا المنطلق في تحديد أدوار وسائل تحصيل العلم أو الإيمان.

فقد رأينا أن الشاهد يدرك بالبصر أو الجلد، وأن الخبر يسمع بالأذن. فكل ما جاء من علم كان إدراكا بالحواس.

ثم ماذا يحدث لهذا العلم الذي تحصلته العين أو الأذن أو الجلد؟ الآيات توضح أن هذا العلم يعقله القلب. بمعني أن القلب يمسكه ويثبته. فإذا بعد الحواس نجد أن دورا رئيسيا يقوم به القلب. وهذا الدور يبتدئ بإمساك أو تثبيت العلم. فإن ما عملته العين أو الأذن أو الجلد لا يترك ليذهب وإنما يعقل. ثم، وهذا هو الأمر الثاني الذي يقوم به القلب، يتفقه فيه.

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا....)
: 46].


راتب العلم والإيمان


إن الحواس هي وسائل إدراك الشاهد وهي التي تعطينا علما. هي التي تعطينا الإدراك المباشر. وأما القلب فهو الذي يعطينا إدراك الغائب فهو الذي يعطينا إيمانا، هو الذي يعطينا الإدراك غير المباشر. فأي الوسيلتين أعلى مرتبة؟ بالجواب هو في أن الوسيلة الأعلى مرتبة هي التي تؤدي إلى الغاية الأعلى مرتبة. فأيهما أعلى مرتبة: العلم والإيمان؟

أرى أن المنظور الإسلامي وهو يشمل الدنيا والآخرة يضع العلم في المرتبة الأولى. لأن أعلى مرتبة في الإدراك وهي السعادة التي لا تدانيها سعادة أن ينظر الإنسان ربه سبحانه وتعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) فالفئة التي تنظر ربها سبحانه هي الأقرب إليه فهي نالت الدرجات العلي. هي التي علمت الله سبحانه وتعالى ولم تقف عند حد الإيمان به. ولكنا نسارع فنقول إن الإيمان بالله تعالى أعلى مرتبة من العلم بمخلوقاته. أي انه في المنظور الإسلامي الذي يشمل الدنيا والآخرة يأتي العلم بالله في المرتبة الأولى، ثم الإيمان به في المرتبة الثانية، ثم العلم بمخلوقات في المرتبة الثالثة، ثم الإيمان بمخلوقاته في المرتبة الرابعة.



وفقنا الله وهدانا الى ما يحبه ويرضى
لمار**
لمار**
وهذا الثانـــــــي شوفي الي يعجبك فيهم

العلم والإيمان متعة العقل والروح


الأستاذ: العطري بن عزوز
باحث في الدراسات الإسلامية والإعجاز
تخصص عقيدة ومقارنة الأديان






مما هو معلوم أن الحق عز وجل قد منح الإنسان القدرة على العلم والمعرفة والتمييز بين الأشياء، فخلق له الأدوات التي يتمكن بها من تحصيل العلم واكتسابه، وبعد أن قدر الله للإنسان أن يكون عاقلاً مميزاً عالماً مختاراً ومنحه أدوات العلم والتمييز، أمره ربه أن يسلك سبيل العلم وأن ينتفع بأدوات العلم لديه. وأن لا يتبع أمراً لا علم له به، وأنه سيكون مسؤولاً عن الانحراف . إذ لا عذر لإنسان بعد ذلك إن هو سلك طريق الضلال، قال تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }(1)، وإذا كان الحق عز وجل هو الذي منحنا السمع والبصر والعقل، أفلا يجدر بهذا الإنسان أن يستخدم هذه الأدوات التي خلقها له في معرفة خالقه ورسوله أولاً،قبل أي معرفة أخرى؟ فيأخذ عقيدته بعلم ويقين، حتى يكون من أهل الإيمان الراسخ، الذي لا يتزلزل، وليكون من أهل العقول الذين أبصروا بالعلم حقائق الإيمان بالله ورسوله، وبذلك يتذوق ويتمتع بحلاوة العلم والإيمان .


وقد جعل الله تعالى الطريق للإيمان به وبرسوله يأتي عن طريق العلم وهو الطريق الموثوق للوصول إلى الغاية المقصودة، قال الحق عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }(2)، إذن فالإيمان هو المنطلق الصحيح لتصرف الإنسان في هذه الحياة، المحقق للسعادة في الدنيا والآخرة . وكل تصرف ينطلق من غير الإيمان لا يثمر إلا الشقاء والخسران، ولهذا علق الله الفلاح والفوز به، وعلق الخسران والشقاء بفقده، كما قال تعالى:{ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(3) .



فالعلم من أجّل نعم الله تعالى على الإنسان، حتى أصبح جزءً من حياتنا اليومية نحتاجه في أعمالنا، ولا حديث في هذه الأيام إلا على التطورات التكنولوجية .! وهنا يطرح السؤال: إلى أي مدى يمكن أن نقدس العلم ونحترمه ؟ هل هو مطلوب لذاته ؟ وهل هو وسيلة أم غاية ؟ إن الناظر إلى واقع الحال سواء في البلاد الغربية أو العربية يجد عجباً، الناس يكاد أن يؤلهوا العلم، فتنة بما وصل إليه من تطورات مذهلة، فإن قلت لأحدهم يقول: الدين كذا وكذا يقاطعك قائلا: دعك من هذا، أو هذا أمر غيبي، وتجد كلاما كثيرا .. أما إن قلت قال العلم: كذا وكذا، فيسكت متقبلا كل الكلام الذي تقوله ومؤمنا به إيمانا راسخا لا يتزعزع . فالدين أو الإيمان في نظره غيبي وتخلف ورجعي، والعلم عنده تطور وحضارة ورقي، إذن فما الذي حدث، إن هذه الفكرة وليدة سلسلة أحداث تاريخية ترجع إلى القرون الوسطى، حيث كانت الكنيسة تحارب العلم، وحدث صراع كبير بين رجال الكنيسة ورجال العلم، وانتصر رجال العلم وكفروا بكل الغيبيات، وكان موقفهم هو معاداة الإيمان، وانطلقت النهضة العلمية المعاصرة من منطلق مادي صرف، معادي لكل معاني الروح، لا يقبل غير المادي، ونحن نعلم أن الكون الذي نحن فيه، الغيبيات فيه أكثر من الماديات، ولذلك انغمست هذه الحضارة في الماديات، مع العلم أن هؤلاء الغربيون، استخدموا المنهج القرآني، وهو المنهج العلمي التجريبي الذي أسسه علماء الإسلام، ولكنهم سخروه في المادة فقط، فبنوا الإنسان المادي، وغفلوا عن الجانب المهم في الإنسان وهو الروح، ونتجت عن ذلك الشقاء والفراغ الروحي، وسقوط القيم، وتحلل الأسر، وزيادة الأسلحة المدمرة التي تهدد الإنسانية بأكملها، وكل هذا من سمات هذا العصر الذي سمي بعصر التقدم العلمي .



وهكذا أصبح العلم أداة في يد الغربيين لزعزعة الإيمان عن طريق إقناع الشباب بأن العلم وحده كافي للتحضر والتقدم والمدنية ومن ثم الوصول إلى السعادة بعيدا عن قيود الدين، إذن فما مدى صحة هذه الرؤية، فهل صحيح أن العلم وحده كاف لسعادة الإنسان ؟ .






ففي قصة موسى عليه السلام، دلالة واضحة عن محدودية العقل، حيث برهن القرآن للعقليين بالتجربة الحسية ضعف العقل فقد طلب موسى عليه السلام الرؤية، فلما تجل الله للجبل اهتز وكاد أن يقتلع من جذوره، وأغمي على عقل موسى لأنه لم يستوعب الرؤية، والتعليل واضح أن العقل عاجز عن الوصول إلى كثير من الحقائق، قال تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } (4) . وهكذا يبقى العقل دائما عاجزا عن إدراك حقيقة الأشياء ما لم يستعن بالوحي، فالعلاقة بين العقل والوحي تأتي من خلال التعرف على كيفية تعامل العقل مع الوحي، أي كيف تتعاون مصادر العلم مع بعضها للوصول إلى الحقيقة، وفي بيان هذه العلاقة يقول الدكتور زغلول النجار: ( إن العقل لكي يقوم بدوره في تفهم الوحي لابد أن يعتمد أسساً تهديه إلى الفهم، وهي أسس راجعة في أغلبها إلى خصائص الوحي ذاته، أو إلى خصائص العقل، وانخرام أحد الأسس يؤدي إلى خلل في الفهم، وبالتالي إلى الانحراف في فهم المراد الإلهي ) (5) .



والقرآن لم يجيء ليعلمنا العلـوم، بل جاء ليحث العقول على تعلم العلـوم والنظر في الكون والإنسان، لتنكشف الأسرار الغامضة، على أن يتعاون الوحي مع العقل في استقراء الحقائق من الكتابين، فالقرآن كلام الله وكتابه المسطور، والكون خلق الله وكتابه المنظور والحقيقة مبثوثة فيهما . يقول الشيخ الشعرواي: (.. الكتاب لم يجيء كتابا كونيا، لم يجيء ليعلمنا العلوم .. الكتاب جاء يستحث عقولنا أن تتعلم .. ولكن أيمر على الحقائق وهي حقائق ؟ نقول له: قائل الكلام هو الله، وخالق الكون هو الله، وما دام قائل الكلام هو خالق الكون، فيجب ألا تتضارب حقائق القرآن مع حقائق الكون..)(6) .






بقيت مسألة مهمة وهي لماذا بعض الناس دون غيرهم لديهم هوس بالعلم والإيمان وشغف بالتعمق في فيهما ؟ في حين نجد الأغلب ينفرون منهما ويركنون إلى حياة الخمول والجهل، طبعا الجواب مستمد من الملاحظة واستقراء الحال، وهو أن من تعود على البحث والقراءة والتعلم وحل المسائل والتفكر في مخلوقات الله تعالى المبثوثة في هذا الكون، يجد في نفسه متعة وراحة يعجز اللسان عن التعبير عنها، لأنه أمسى مدمنا على المعرفة، يحس بحلاوة الإيمان ويتمتع بالبحث العلمي، علماء الأعصاب قدموا لنا تفسيراً منطقياً وسهلاً لتأكيد أن ثمة متعة حقيقية تجتاح الدماغ، ويُحس بها الإنسان عندما يلتقط المعلومة، أو يفهم شيئاً جديداً. وأيضاً قدموا لنا الآلية التي يتم بها نشوء المتعة في الدماغ، وشبهوا الأمر بالإدمان على الأفيون. ولذا فإن مدمني الأفيون لا يحتاجون هذه المادة من الدماغ، ويغدون أشخاصاً كسولين وخاملين علمياً. أما تعليل الإدمان على المعرفة فقد وصف العلماء الإدمان بلغة بسيطة، وهو الاعتماد على شيء معين كمصدر للحصول على اللذة أياً كان نوعها. ولا تنشأ الحالة إلا لدى من تكرر استخدامه لهذا المصدر، وتعودت نفسه عليه، وأحس بالفرق حين حرمانه منه. وهو ما ينطبق على علاقة الدماغ بالمعرفة.



الباحثون من جامعة جنوبي كاليفورنيا يقولون أن الدماغ يأخذ مكافأة ذاتية عند التقاطه معلومة جديدة أو حله لمسألة ذهنية صعبة. والمكافأة هذه عبارة عن جرعة من مادة الأفيون!، تعمل على البدء بسلسلة من التفاعلات الكيميائية السريعة، وتنتج في نهاية الأمر دفقة من مادة طبيعية شبيهة في مفعولها على الدماغ بالأفيون، وذلك على حد قول بروفسور العلوم العصبية بجامعة جنوبي كاليفورنيا، الدكتور ايرفنغ بيدرمان الذي وضع فرضيته الجديدة في نتائج البحث المنشور في العدد الأخير من مجلة «العلماء الأميركيين».



ويوضح قائلاً، حينما يحاول أحدنا فهم نظرية أو معلومة صعبة، فالأمر غالباً شاق وليس مجرد مرح، لكن بمجرد فهمها والتقاط تلك المعلومة بشكل سليم، ينتاب الإنسان شعور عارم بالرضا والسعادة. ولذا فحاجة دماغ الواحد منّا إلى ما يعيد الهدوء والسكينة إليه، أو ما نصفه بالعامية «فلان يحتاج أن يعدل دماغه»، هي الدافع للناس كي يرفعوا إلى أقصى حد من قدرات الاستيعاب الذهني لديهم للمعلومات والمعرفة. ويعلق البروفسور بيدرمان قائلاً: مزاجنا الذهني مفتون بتجميع المعرفة في كل ثانية كما هو حال تجار القطع الأثرية في الحرص على اقتناء القديم والقيم منها.



وفرضية بيدرمان حول الإدمان المعرفي والعلمي لها قيمة تطورية قوية، ومرتبطة جداً بمستوى الإدراك الذكائي. ويحتاج الأمر إلى عناصر ضاغطة بشكل قوي، كالجوع مثلاً، كي يُؤجل الدماغ رغبته في البحث عن المعرفة. وعلى حد قوله فإن نفس الأمر ينطبق على تقدير الجمال الفني البصري والمتعة في التفاعل معه.



أساس الفرضية وفرضية البروفسور بيدرمان مستوحاة من نتائج بحث تم إهماله منذ ربع قرن حول مستقبلات المواد الأفيونية الطبيعية في خلايا الدماغ، أي نقاط جدار الخلية الدماغية التي تشبك وتعلق عليها مواد اللذة هذه، لتقوم حينها ببعث الشعور باللذة في الخلايا الدماغية. وهذه المستقبلات تكثر في الخلايا الدماغية لمنطقة «حزمة أعصاب الطريق البصري الجوفي»، وهي جزء من الدماغ معني بملاحظة وتحليل الصور وترجمة معانيها للذهن، وفق آليات غاية في التعقيد. والمستقبلات هذه مجمعة ومركزة بشدة في خلايا الحزمة العصبية في المناطق المعنية بفهم وإدراك معاني الصور المرسومة أو المكتوبة، ولا توجد في المناطق المعنية باستقبال الدماغ للصور المرئية في أول الأمر، أي أنها توجد في مناطق تعمل في مراحل متقدمة من عملية التحليل الذهني لمعاني الصور المشاهدة وتحديد مدلولاتها، فلا يثُيرها إلا ما يستدعي التحليل والفهم وليس مجرد الاستقبال الأولى المبدئي. ولذا فالباحثون يقولون كلما كثر النشاط العصبي في أثناء الجهد للتحليل والفهم في المنطقة الغنية بمستقبلات الأفيون، كلما كان الشعور باللذة أعظم عند نجاحها في الوصول إلى الفهم وحل الغموض.







وفي سلسلة من صور متفرقة لمناطق متنوعة من الدماغ بالرنين المغنطيسي لمتطوعين عرضت عليهم أنواع عدة من الصور،وجد فريق البروفسور بيدرمان أنهم فضلوا بشدة الصور التي أثارتهم بشكل ملفت لتحليلها وفهمها، وزادت من نشاط الإفراز في المناطق الغنية بمستقبلات الأفيون. كما ولاحظ البروفسور بيدرمان أن تكرار عرض الصور الجذابة للشخص في البداية يُؤدي إلى تدن تدريجي في إثارة مناطق إفراز المواد الشبيهة بالأفيون مع تكرار العرض، وبالتالي قلة إفراز المواد الكيميائية الباعثة على الشعور باللذة من فهمها. (7)

إذن فقراءة الكتب والإقبال على العلم والمعرفة تعني مزيدا من الإيمان، ومن ثم تتأكد متعة العقل والروح حيث يشعر الإنسان بحلاوة الإيمان، وهذا هو السر في مقولة المغني الأنجليزي الشهير الذي أسلم وسمي بيوسف اسلام حينما سئل عن شعوره بعد اسلامه فقال: يعجز اللسان عن وصف السعادة التي تغمرني والتي لا طالما بحثت عنها في جميع الأديان .


***

المصدر / موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - اضغط هنا لزيارة الموضوع