علامات قرب ظهور الدجال وعلامات أخرى

الملتقى العام

علامات قرب ظهور الدجال وعلامات أخرى

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألف عليهم الطيالسة " ولازالوا إلى الآن في أصبهان بإيران ويلبسون الطيالسة ، فقد يكون الدجال هو ملك إسرائيل الموعـود الذي سيعيــد قيام دولة إسرائيل الذي ينتظره اليـهود حول العالم .
ما يرجح هذا الأمـر هو أن المسيح سيجوس الأرض ، و رغم أنه لن يستطيع دخول مكة المكرمه أو المدينة المنوره ، إلا أن الأحداث التي ستدور سيكون أغلبها حول المدينة المنوره و ليس بجوار مكة المكرمه ، وقد يكون هـذا بسبب ايمان اليهود أن المدينة المنورة ومنجم سليمان " مهد الذهب " يعتبران داخل إطـار حدود مملكة إسرائيل ، إضافة الى كون المدينة المنوره عاصمة للدولة الإسلامية .
إن العلامات المادية التي توضح قرب خروج المسيح الدجال حسب ما جاءت في الأحاديث الشريفة يمكن تحديدها على النحو التالي :
أولا : ظهور المخترعات الكثيرة المؤثرة في حياة الناس والتي يعقبها الهلاك العام ، أو تكون من أسباب الهلاك العام :
إن التقدم العلمي الذي تمكن الناس من معرفته واستخدامه في حياتهم سيعقبه هلاك عام قبل خروج الدجال ، وإن هذا التقدم هو إحدى العلامات البارزة التي تسبق خروجه ، لقد أورد المحدث محمد أنور شاه الكشميري الهندي في كتابه التصريح عما تواتر من نزول المسيح تحقيق ومراجعة عبد الفتاح أبو غدة حديث سمرة بن جندب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل سرده سمرة في خطبة خطبها قال ثم سلم يعنى رسول صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من صلاة كسوف كان للشمس فحمد الله وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وشهد أنه عبده ورسوله ثم قال ( يا أيها الناس أنا بشر ورسول الله فأذكركم الله تعالى إن كنتم تعلمون أنى قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربى لما أخبرتموني حتى أبلغ رسالات ربى كما ينبغي لها أن تبلُغ ، إن كنتم تعلمون أنى قد بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني ، فقام الناس فقالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك، ثم سكتوا ، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كسوف الشمس والقمر وزوال النجوم وأن ذلك لا يحدث لموت العظماء لكنها آيات من آيات الله ) ثم قال عليه الصلاة والسلام في هذه الخطبة ( وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا أخرهم الأعور الدجال ،ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبى تحى شيخ من الأنصار ، وأنه متى خرج فإنه يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح من عمل سلف ، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمل سلف ، وأنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس ، وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيتزلزلون زلزالاً شديدا ،ً فيصبح فيهم عيسى ابن مريم عليه السلام فيهزمه الله وجنوده ، حتى أن جذم الحائط وأصل الشجرة لينادى يا مؤمن هذا كافر يستتر بي فتعال اقتله ، ولن يكون ذلك حتى ترو أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم ، تساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكر ، وحتى تزول جبال عن مراسيها ، ثم على أثر ذلك القبض وأشار بيده ) وقد جاء هذا الحديث بصيغ متقاربه لدى الإمام أحمد والحاكم والطبرانى ، وأخرجه ابن حبان والطحاوى ، وقد ذكر أجزاء من هذا الحديث الشيخ حمود التويجرى رحمه الله وقد جاء فيها ألفاظ تزيد المعنى وضوحا ، فقد ورد في رواية ابن وضاح والطبرانى حديث سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما ، لم تكونوا ترونها ، ولا تحدثون بها أنفسكم ). وفى رواية أخرى عنه رضى الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (ستـــرون قبل أن تقوم الساعة أشياء تستنكرونها عظاما ، تقولون هل كنا حدثنا بهذا ، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى ، واعلموا أنها أوائل الساعة).
وقد علق الشيخ التويجرى يرحمه الله على هذا الحديث بقوله ( وإذا كان المشركون قد أنكروا الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس في ليلة واحدة فكيف لو أخبرهم أن بني آدام يصنعون في آخر الزمان مراكب من حديد سيركبونها فى البر وتحمل التجارة والأثقال العظيمة ويصنعون مراكب من حديد تطير بهم في الهواء وتحمل الجماعة الكثيرة من الناس وما معهم من الأمتعة وتذهب من الحجاز إلى الشام وترجع فى ساعتين فأقل وإن أهل الشام ومصر والعراق والهند وغيرها من الاقطار البعيده ليسافرون من ديارهم للحج في يوم عرفة فيدركون الوقوف مع الناس بعرفة. وكذلك لو أخبرهم أن أهل الارض يتخاطبون بواسطة آلات يتخذونها كما يتخاطب أهل البيت الواحد فيكلم الذين في أقصى المشرق من كان في أقصى المغرب كما يكلم الجالس عنده وبالعكس ويسمع الإنسان الألسن المختلفة فى مشارق الارض ومغاربها وهو جالس فى مجلسه ونحو ذلك مما لا تتحمله أكثر العقول البشرية وأن ترى ذلك عيانا حال وقوع الاخبار بذلك مفصلا لم تؤمن الفتنة على أهل الإيمان الضعيف فكان من حكمة الشارع الحكيم أن أخبر بذلك مجملأ بما أغني شاهده عن التفصيل والله أعلم). وهذا الكلام النفيس من الشيخ يرحمه الله هو دليل الواقع المعاش. والحديث الذى سقناه يحدد علامة مهمة كبيرة قبل خروج الدجال وهى ظهور المخترعات العظيمة التى تذهل العقول وتجعل الإنسان فى حيرة من أمره .
وقد أشار النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى ظهور السيارات ، فعن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله r يقول : سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات ، على رؤوسهم كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدم نساؤكم نساءهم ، كما خدمتكم نساء الأمم من قبلكم . قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/137) : رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ، ورجال أحمد رجال الصحيح ، إلا أن الطبراني قال : (سيكون في أمتي رجال يركب نساؤهم على سروج كأشباه الرحال) ، ورواه ابن حبان (5753) . ورواه الحاكم (4/483) (8346) ولفظه عنده (سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر ، حتى يأتوا أبواب مساجدهم ..) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وانظر : السلسلة الصحيحة (6/1/415) . قال الشيخ الألباني –رحمه الله- : (فإذا عرفت هذا ، فرواية الحاكم مفسرة للرواية الأولى ، و بالجمع بينهما يكون المعنى أن السروج التي يركبونها تكون وطيئة لينة ، و أنها ( أعني السروج) هي كأشباه الرحال ، أي من حيث سعتها . و عليه فجملة " كأشباه الرحال " ليست في محل صفة لـ (رحال) كما شرحه البنا و غيره ، و إنما هي صفة لـ (سروج) . وذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجا حقيقية توضع على ظهور الخيل ، و إنما هي أشباه الرحال . و أنت إذا تذكرت أن الرحال جمع رحل ، و أن تفسيره كما في " المصباح المنير " و غيره : " كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع و مركب للبعير "إذا علمت هذا يتبين لك بإذن الله أن النبي r يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتكرت في هذا العصر ، ألا و هي السيارات ، فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال ، انتهى . وقال الشيخ التويجري –رحمه الله- : (وفي حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- إشارة إلى السيارات ، فإنها تشبه الرحال الصغار ، والرحال جمع رحل ، وهي هاهنا الدور والمنازل ، وفي السيارات مياثر وطيئة لينة ، وفد صارت في هذه الأزمان مراكب لعموم الناس من رجال ونساء ، وكثير من الناس يركبونها إلى المساجد ، وخصوصا في الجمعة والعيدين) إتحاف الجماعة (2/138 ، 139) .
كما أن الحديث يوضح لمن سيعيش زمن هذا التقدم التكنولوجى كما نعلمه الآن ونعيشه ثم يقرأ الاحاديث المتعلقة بالحروب والملاحم القادمة مع الروم ومع الدجال وأنها ستكون بالسيوف فقد يطرأ على الذهن تساؤل : وكيف يتم ذلك والتقدم العلمى قد تجاوز هذه الادوات القديمة ؟ كما قد يطرح تساؤل أخر وهو ما هو مصير هذه الحضارة المادية المتقدمة هل سوف تستمر إلى أن تقوم الساعة أو أن هناك أمر سيحدث ؟ إن الحديث يوضح حقيقة واضحة لمآل هذه الحضارة وأنه الزوال المهلك فقد جاء فى آخر الحديث وعلى أثر ذلك القبض والمقصود بالقبض هو الموت العام ولهذا فإنه من المرجح أن زوال هذه الحضارة سيكون بما صنعته من وسائل الدمار بحيث تحدث الحروب المدمرة التى تؤدى إلى هلاك معظم البشر وعلى دمار وسائل الصناعة الحديثة مما يجعل من يبقى من الناس بعد الموت العام الذى يصيب البشر يستخدمون الوسائل التقليدية فى الحروب وهو السلاح الابيض ولهذا فإن هذا الحديث يوفر للمسلم البشرى والاطمئنان إلى ما سوف يحدث ويجعله فى راحة بال عند حدوث الموت العام . كما إن الموت العام الذى أشار إليه الحديث قد لا يحدث نتيجة لقيام الحروب فقد يحدث نتيجة لعقاب ينزل من السماء على الكافرين والبغاة فقد ورد فى القرآن ما يشير إلى ذلك فى قوله تعالى ( حتى إذا أخذت ألارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها جاءها أمرنا ليلا أو نهاراً فأصبحت كأن لم تغن بالامس) وظن الناس وخاصة الكافرين بأنهم قادرون على حماية الارض ما أشارت إليه الأخبار في وسائل الإعلام عن حدوث اصطدام مذنب بكوكب المشترى وأن الحكومة الأمريكية أمرت علماءها برصد المذنبات لصدها عن الأرض بما يملكونه من صواريخ قوية (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) .
ثانيا : بناء المسجد النبوي وتوسعته وطلاء مآذنه بالرخام الابيض :
فهو من المؤشرات بقرب وقت خروج الدجال فقد أورد الحاكم فى مستدركه حديثا بسنده عن محجن بن الأدرع رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : (يوم الخلاص وما يوم الخلاص ثلاث مرات فقيل يا رسول الله ما يوم الخلاص فقال يجيء الدجال فيصعد أحد فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه إلا ترون إلى هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها ملكا مصلتا فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة وذلك يوم الخلاص وقال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وفى هذا الحديث إشارة إلى تغير يحدث فى بناء المسجد النبوى بحيث يُرى المسجد من بعيد ويبدو للناظر الى المسجد من بُعد بأنه أبيض. ولقد حصل هذا الأمر فقد تمت توسعه المسجد النبوى توسعه كبيرة وأصبح الإنسان يستطيع أن يرى المسجد إذا صعد جبل الرماة حيث يرى منابر المسجد بيضاء ومن الأمور التى تدعو الى التفكير هو أن الأجزاء العليا من المنابر مكسوة بالرخام الأبيض بعكس الأجزاء السفلى ، وبالتالي فإن الناظر من جبل الرماة فى أحد سوف يرى الأجزاء العليا من المنابر بيضاء لأن الاجزاء السفلى محجوبه بالمباني . ولا يعني اكتمال البناء أن الدجال قد أصبح متوقع الخروج بين يوم وليلة ولكن هذه العلامة الواقعة تؤكد هذه الحقيقة وتؤكد أن زمن خروجه ليس ببعيد ، وأن إشارة الحديث إلى جزئية مادية سوف يشير إليها الدجال عند محاصرته للمدينة ، وهذه الجزئية المادية تتعلق بالمسجد النبوى وتصبح هذه الجزئية حقيقة فى هذا العصر تؤكد معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام بإخباره عن شىء لم يحدث إلا بعد مضي أربعة عشر قرناً من الزمن وعليه فإن بقية ما أخبر عنه سيقع حقيقة لا مراء فيها وهو نطق الدجال بالكلمات التى جاءت فى الحديث وصعوده على جبل أحد وإنطاق الله له واعترافه بالرسول الخاتم إن توسعه المسجد النبوي وبنائه ، بهذا الشكل الجميل وإختيار اللون الأبيض الذى أشار إليه الحديث إنها دلالة إيمانية لكل مؤمن أن أقدار الله نافذة وأن ذلك مصداق عملي لقول الله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) . ويحسن هنا أن نذكر أنه في الحديث أيضا لما ذكر المدينة وحراسة الملائكة لها من الدجال ذكر أن لها سبعة أبواب ، والآن هناك سبعة طرق للمدينة .
ولنتذكر أيضا أن من علامات قرب الساعة أيضا عمران مكة ، فعن جابر (رضي الله عنه) أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أخبره أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : سيخرج أهل مكة منها ، ثم لا يعمرونها (أو : لا تُعمر إلا قليلا) ثم تُعمر وتمتليء وتُبنى ، ثم يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدا) رواه أحمد . وعن عبد الله بن عمرو قال (إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ، ورأيت البنيان يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك) رواه ابن أبي شيبة .
ثالثا : خروج أحد المذنبات والتي سوف يكون له تأثير على الحياة النباتية .
ومن المعروف أن مذنب هالي يتكرر كل ستة وسبعين عاماً ، ومن المعلوم أن هذا المذنب يصحبه دخان كثيف فلقد حاول العلماء تصوير مذنب هالي عندما اقترب من الأرض عام 1986م ولكنهم لم يستطيعوا أن يصوروه عن قرب لكثافة الدخان الذي يتركه خلفه ، ويذكر أن مذنب هالي لو اقترب من الأرض بشكل كبير جدا لأصاب الأرض دخان كثيف يؤثر على النباتات ، ولو صحت هذه المقولة العلمية فإنها تتفق مع ما ورد من أحاديث من أنه يسبق الدجال سنوات يقل فيها النبات ففي الحديث الطويل الذي رواه ابن ماجه عن أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه جاء فيه (وإن قبل الدجال ثلاث سنوات شداد ، يصيب الناس منها جوع شديد ، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله ، فلا تقطر قطره ، ويأمر الأرض فتحبس نباتها فلا تنبت خضراء ، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلى ما شاء الله) . هذا الوصف لما يصيب الأرض قبل خروج الدجال يتفق مع ما ذكره علماء الفلك عن ما ينتج من تأثير اقتراب المذنب هالي من الأرض من خلال الدخان الذي سوف يقذفه على الأرض ، لهذا فليس من المستبعد أن تكون علامة الدخان التي وردت في الأحاديث الصحيحة من أنها إحدى العلامات العشر ، وقد يكون الدخان الذي يقذفه المذنب عندما يأذن الله بذلك هو الدخان المشار إليه بأنه أحد العلامات العشر ، وقد لا يكون كذلك وأن علامة الدخان آية أخرى غير ذلك .
لكن الحديث الذي أورده الحاكم في مستدركه بسنده عن أبى مليكه قال غدوت على ابن عباس رضى الله عنهما ذات يوم فقال (ما نمت البارحة حتى أصبحت ، قلت : لم ؟ قال : قالوا طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدجال قد طرق) وقال الحاكم حديث صحيح على شرط الشيخين ، وهذا الحديث له حكم الرفع ، لأن الخبر ليس فيه مجال للاجتهاد ، وأن من علامات خروج الدجال ظهور الكوكب ذي الذنب ، والذي يدخل ضمن الكوكبيات التي تدور حول الشمس ، وقد أورد أن جرير وابن أبى حاتم عن عبدالله بن أبى مليكة قال : غدوت على ابن عباس رضى الله عنهما ذات يوم فقال : (ما نمت الليلة حتى أصبحت ، قلت لم ؟ قال : قالوا : طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت) . قال ابن كثير في تفسيره إسناده صحيح إلى ابن عباس رضى الله عنهما ، ويمكن الجمع بين هذه الرواية والرواية الأخرى التي رواها الحاكم في مستدركه عن ابن عباس برواية ابن أبى مليكة والتي أشارت إلى أن طلوع الكوكب ذي الذنب علامة لخروج الدجال بأن الدخان قد ينسبهم خروج الدجال وأن طلوع الكوكب ذي الذنب علامة لهاتين العلامتين اللتين هما من العلامات العشر الكبرى التي وردت الأحاديث الصحيحة بوقوعها ، وأنها إذا وقعت واحدة منها تتابعت مثل الخرز ، فهذا الحديث مرشد وموجه للمسلم فلا يفجأ بخروج الدجال ، فعند ظهور هذه العلامة المؤذنة بخروجه يتمكن المسلم من تجنب فتنة الدجال ، فإذا لم يحاربه فلا أقل من أن يتجنبه بمقدار ما يستطيع ، كما أرشدت إليه الأحاديث الأخرى ، فمعرفة هذه الأمور تهيئ النفسية المسلمة لمواجهة هذه الفتنة الكبرى .
رابعاً : نزوف الانهار وغور العيون :
فقد أورد الحاكم فى مستدركه حديثاً موقوفا على عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما وهو بحكم المرفوع أنه قال : (للدجال آيات معلومات ، إذا غارت العيون ، ونزفت الانهار ، واصفر الريحان ، وانتقلت مذجح وهمدان من العراق فنزلت قنسرين ، فانتظروا الدجال غاديا أو رائحا) وقال الحاكم حديث صحيح الإسناد وصححه الذهبي . والواقع المعاش يؤكد هذه الحقيقة فلقد غارت العيون التى كانت تفيض على وجه الأرض والتى نعرفها فى الجزيرة العربية ، وفى غيرها فعيون الأفلاج والقصيم والأحساء والخرج قد انخفض ماؤها عشرات الامتار عن وجه الأرض وأصبحت المياه ترفع منها ولم تكن كما كانت فى السابق تجري على وجه الارض أما بالنسبة للأنهار فإن الواقع المشاهد يؤكد صحه ما ورد فى الحديث فقد بنيت السدود على الأنهار وأخذت تستنزف بالري لسقي مساحات واسعة وأصبحت السدود على الأنهار ظاهرة مشاهدة فى هذا العصر بل إن الخشية أن يكون نزف الانهار سببا فى الحروب القادمة كما يؤكد ذلك أصحاب الخبرة والعلم فى مجال اقتصاديات المياه فى الشرق الاوسط . أما بالنسبة للعلامتين الأخريين الواردتين فى الحديث وهما اصفرار الريحان وانتقال مذجح وهمدان فقد يتأخر ظهورهما إلى قرب خروجه جدا .ً انظر : كتاب ( مختارات من أحاديث الفتن ) للدكتور / محمد بن عبدالله الشباني . منقول ببعض التصرف والزيادات .
ومنها : تجمع اليهود في فلسطين وفتح بيت المقدس والموتان : قال تعالى (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) الإسراء (104) وهذا ما تحقق فتجد أن اليهود لفيف من أنحاء العالم تجعوا بفلسطين . وسيكون فتح المقدس بإذن الله ، ويبدو أنه سيحدث معه أو بعده موت كثير ، فعن عوف بن مالك الأشجعي –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : اعدد ستا بين يدي الساعة ، وذكر منها : فتح بيت المقدس ، ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم ويزكي به أعمالكم . رواه ابن ماجة .في كتاب الفتن (4042) . وقد حمله بعض العلماء على طاعون عمواس ، وربما قيل : بل يكون هذا بعد فتح بيت المقدس المنتظر ، فيكون فيه استخدام أسلحة فتاكة تؤدي إلى أمراض وتشوهات وموت الذراري ، وهو مالم يحدث في طاعون عمواس ، والذي مات فيه جزء من الجيش فقط .
ومن علامات الساعة الأخرى ، التعلق بالدنيا وزخرفة البيوت ، وعدم الخشوع بالصلاة .
عن أبي جحيفة – رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة ، فأنتم اليوم خير من يومئذ )) أخرجه الطبراني والبزار ، وصححه الألباني في الصحيحة رقم (1883) . وبنظرة واحدة إلى بيوت الأثرياء نرى وقوع هذه العلامة . وقريب من هذه الصور ما يفعله البعض من كسوة حيطان منزله بالبلاد ( السيراميك ) ، ولا يدخل في هذا الحديث وجود ستائر على الأبواب .
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيهم خاشعاً )) . صحيح : رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه موقوفاً على شداد وهو أشبه ، صحيح الجامع (2569) .
ومنها حصار العراق والشام :
فقد روى مسلم في الصحيح (2913) عن زهير بن حرب قال كنا عند جابر بن عبدالله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم. قلنا من أين ذاك قال: من قبل العجم يمنعون ذاك. ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي قلنا من أين ذاك قال من قبل الروم ثم سكت هنيهة ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عداً .
إطلاق شياطين سليمان المسجونة ، وظهور المعادن التي يحضرها شرار الناس
عن عبد الله بن عمرو قال : إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان ، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا . وعن عبد الله بن مسعود قال : إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل ، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب ، فيتفرقون ، فيقول الرجل منهم : سمعت رجلاً أعرف وجهه ، ولا أدري ما اسمه يحدّث . رواهما مسلم في المقدمة ، وهذان حديثان موقوفان ، لكنهما في حكم المرفوع ، لأنهما من المغيبات .
وأما المعادن فعن رجل من بني سليم قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ستكون معادن يحضرها شرار الناس . رواه أحمد . وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لا تقوم الساعة حتى تظهر معادن كثيرة ، لا يسكنها إلا أراذل الناس . رواه الطبراني في الأوسط .











14
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نونو بنت رورو
نونو بنت رورو
ياالله حسن الختام
لمحة شجن
لمحة شجن
ياشيخه !!!!!!!


وليش ماتكملين الباقي وتقولين اليوم اللي بتقوم فيه القيامه ؟؟


طبعا عندك علم كل شئ


استغفرالله العظيم
samt alwda3
samt alwda3
جزاج الله الف خير
سوسوان
سوسوان
شكرا لكل من علقت . الأخت شجن أنا ذكرت أحاديث تدل على ذلك مع تعليق العلماء عليها ولم أحدد وقتا والأجمل من السخرية والأكثر فائدة أن تناقشين إذا كانت لديك وجهة نظر فالخطأ وارد
رووعة مكاني
رووعة مكاني
جزاك الله كل خير