الاخوات الغاليات من منا لا تريد معرفة سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم سواء كانت فعلية او قولية ... في خلقه ..في تبسمه .. في حلمه وتواضعه... وفي جميع حياته
من منا لا تحبها وتتمنى لو ان حياتها كلها تكون مثل حياته صلى الله عليه وسلم
لذلك ارتايت ان انزل بين فترة واخرى شيئ من احاديثه الشريفة صلى الله عليه وسواء في عبادته ... او معاملاته ....او اخلاقه صلى الله عليه وسلم
واسال الله عزوجل ان يتقبل اعمالنا ويجعلها خالصة لوجهه الكريم صلى الله عليه وسلم
من دعائه صلى الله عليه وسلم :
رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ،
وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا
رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي))
والحديث اخرجه البخاري في الادب المفرد ، و الترمذي وابن ماجه أيضا، وقال الشيخ الألباني: صحيح.
شرح المفردات:
((رهَّاباً)): الرهبة، الخوف، والفزع . أي خائفاً منك في كل أحوالي: في ليلي ونهاري، في سفري وفي حضري، وفي الغيب والشهادة .
((مخبتاً)): الخاشع، والمخلص في خشوعه. كثير الإخبات، وعلامته: أن يذلّ القلب بين يدي اللَّه تعالى إجلالاً وتذلّلاً، أي لك خاشعاً متواضعاً خاضعاً.
((أواهاً)):المتضرّع، والبكّاء، وقيل كثير الدعاء .(والأوَّاه: هو: كثير التضرّع والدعاء والبكاء للَّه عز وجل
((منيباً)):التائب، والراجع إلى اللَّه في أموره .
((حوبتي)):الحوْبةُ، والحوبُ: الإثم، والذنب.
((حجتي)): الحجة: الدليل، والبيِّنة
((سخيمة قلبي)): غلّ القلب، وحقده .
قوله: ((لك ذكَّاراً)):أي كثير الذكر لك في كل الأوقات، والأحوال قائماً، وقاعداً، وعلى جنب في الصباح، والمساء، وفي السر والعلن،
وفي سؤاله تعالى التوفيق إلى الذكر؛ لأنه هو أفضل الأعمال.
((اللَّهم اجعلني لك شكَّاراً)): أي كثير الشكر، كما تفيده صيغة المبالغة في قوله: ((شكَّاراً))، أي اجعلني كثير الشكر في السرّاء والضرّاء في القول، والعمل، وفي السرّ، وفي العلن على النعماء والآلاء،
وفي تقديم الجار والمجرور ((لك)) للدلالة على الاختصاص، أي أخصّك بالشكر؛ لأنك خالق النعم، ومعطيها، سأل اللَّه التوفيق إلى الشكر؛ لأن به تدوم النعم.
قوله: ((وسدّد لساني)): أي صوّب لساني حتى لا ينطق إلا بالحق، ولا يقول إلا الصدق .
جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود: معنى واغسل حوبتي: أي امح إثمي، والحوب الإثم، ومعنى واسلل سخيمة قلبي: أي غشه وغله وحقده وحسده ونحوها بما ينشأ من الصدر ويسكن في القلب من مساوئ الأخلاق.
((واسلُلْ سخيمة قلبي)): أي أخرج من قلبي: الحقد، والغلّ، والحسد، والغشّ، ، وغير ذلك من ظلمات القلب.
السَّل: الإخراج برفق ولين، كما تُسَل الشعرة من العجين.
والسخيمة: الحقد والضغينة وكل غِل يصيب القلب.
في هذا التعبير دلالة على دقة المطلب، فضغائن القلوب وأدواؤها إن لم تُزل بالرفق زالت بالهلاك
ومتى أخرجت السخيمة من القلب برفق عاد له حياته وصفاؤه، وشعت منه الأنوار، ومُلئ صاحبه طمأنينة وانشراحا.
وهذا الدعاء من ادعية الرسول صلى الله عليه وسلم التي اشتملت على جميع المنافع التي يحتاجها العبد في دينه ودنياه
واسال الله عزوجل ان ينفعنا به ويعيننا على الالتزام به
وقد ذكر الحافظ عمر بن علي البزّار في ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا الدعاء كان غالب دعائه رحمه اللَّه
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡
