الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اما بعد :
في بعض الاحيان وحينما تلاحقنا المحن و تشتد الكروب او الامراض او الهموم نياس من رحمة الله ومن الفرج
نظن انها النهاية وان همنا او مرضنا او اي كرب نعاني منه لا حل له ولا امل ..وننسى قوله تعالى :...فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.. الشرح
فعندما يقع البلاء على المسلم ويشتد عليه يياس ويترك الدعاء لذلك يجب لكل انسان مسلم ان يعلم ان الله عز وجل يتعجب لقنوط عباده ..
لانهم لا يعلمون ان الفرج قريب فيضحك ربنا عز وجل ارحم الراحمين من هذا الموقف من عباده
طبعا ضحكا يليق بجلاله وكماله دون تشبيه او تعطيل فقد اثبت العلماء صفة التعجب والضحك لله عز وجل ..ونحن هنا لسنا بصدد اثبات هذا الامر العقدي
وانما نحن بصدد حديث فيه من الروعة والرحمة بحيث ان ربنا عز وجل يضحك لقنوط عباده من الفرج مع اقترابه ..واقتراب تغير الحال من الحزن الى الفرح ..واقتراب رفع البلاء
لكن الانسان يقنط ويياس
قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ، ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب ) حديث حسن
وَهَذَا العَجَب الَّذِي وَصَفَ بِهِ الرسولُ ربَّه هُنَّا مِنْ آثَارِ رَحْمَتِهِ ، وَهُوَ مِنْ كَمَالِهِ تَعَالَى ، فَإِذَا تأخَّر الْغَيْثُ عَنِ الْعِبَادِ مَعَ فَقْرِهِمْ وشدَّة حَاجَتِهِمْ ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِمُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ ، وَصَارَ نَظَرُهُمْ قَاصِرًا عَلَى الْأَسْبَابِ الظاهرة ، وحسبوا أن لا يَكُونَ وَرَاءَهَا فرجٌ مِنَ الْقَرِيبِ الْمُجِيبِ ؛ فَيَعْجَبُ اللَّهُ مِنْهُمْ.
وَهَذَا محلٌّ عجيبٌ حَقًّا؛ إِذْ كَيْفَ يَقْنَطُونَ وَرَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كلَّ شَيْءٍ ، وَالْأَسْبَابُ لِحُصُولِهَا قَدْ توفَّرت ؟! فَإِنَّ حَاجَةَ الْعِبَادِ وَضَرُورَتَهُمْ مِنْ أَسْبَابِ رَحْمَتِهِ ، وَكَذَا الدُّعَاءُ بِحُصُولِ الْغَيْثِ وَالرَّجَاءِ فِي اللَّهِ مِنْ أَسْبَابِهَا ، وَقَدْ جَرَتْ عَادَتُهُ سُبْحَانَهُ فِي خَلْقِهِ أَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ الْيُسْرَ مَعَ الْعُسْرِ، وَأَنَّ الشِّدَّةَ لَا تَدُومُ ، فَإِذَا انضمَّ إِلَى ذَلِكَ قُوَّةُ الْتِجَاءٍ وَطَمَعٍ فِي فَضْلِ اللَّهِ ، وَتَضَرُّعٌ إِلَيْهِ ودعاء ؛ فتح اللهم عَلَيْهِمْ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا يَخْطُرُ عَلَى الْبَالِ .." .
انتهى من " شرح العقيدة الواسطية " (169-171).
قال ابن رجب رحمه الله :
" وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْجَبُ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ عِنْدَ احْتِبَاسِ الْقَطْرِ عَنْهُمْ وَقُنُوطِهِمْ وَيَأْسِهِمْ مِنَ الرَّحْمَةِ ، وَقَدِ اقْتَرَبَ وَقْتُ فَرَجِهِ وَرَحْمَتِهِ لِعِبَادِهِ ، بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ عَلَيْهِمْ ، وَتَغْيِيرِهِ لِحَالِهِمْ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ، وَقَالَ تَعَالَى: { فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ - وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} .." .
انتهى من "جامع العلوم والحكم
وقال السندي رحمه الله :
" الْمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى يَضْحَكُ مِنْ أَنَّ الْعَبْدَ يَصِيرُ مَأْيُوسًا مِنَ الْخَيْرِ بِأَدْنَى شَرٍّ وَقَعَ عَلَيْهِ ، مَعَ قُرْبِ تَغْيِيرِهِ تَعَالَى الْحَالَ مِنْ شَرٍّ إِلَى خَيْرٍ وَمِنْ مَرَضٍ إِلَى عَافِيَةٍ وَمِنْ بَلَاءٍ وَمِحْنَةٍ إِلَى سُرُورٍ وَفَرْحَةٍ

وفي رواية اخرى للصحابي ابو رزين الذي قال قولته الماثورة عندما سمع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يضحك فقال :لن نعدم من رب يضحك خيرا.
عن أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ ) قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ، قَالَ: (نَعَمْ) ، قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا " .صححه الالباني
لن نعدم من رب يضحك خيرا ...ردديها اختاه في كل كرب تمرين به ..اومرض او حزن ..او بلاء من بلايا الدنيا
لن نعدم من رب يضحك خيرا ...ردديها اذا حاصرتك المهموم والغموم والجاي الى ربك بالدعاء والسجود فانه حيي كريم لا يرد عبدا دعاه
لن نعدم من رب يضحك خيرا ...ردديها اذا جاءك الشيطان وقال لك ان الامر ميئوس منه ولا فرج
ردديها حين تذنبين ذنبا فيحبطك الشيطان من رحمة الله وتوبته على عباده الذين يتوبون اليه ويستغفرونه
واعلمي انه لن يغلب عسر يسرين ...وان الفرج مع الكرب ..معه معه معه
و كل المآسي و ان تناهت فموصول بها فرج قريـــب .

قال الله تعالى :﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
( سورة الطلاق )
ضاقت فلما استحكمت حلقاته ا فرجت وكان يظن أنها لا تفرج
يقول صفي الدين الحِلي:
كن عن هـــمومك معرضا وكل الأمور إلى الــــقضا
وابشر بخـــــير عاجل تنسى به ما قد مضــــى
فلــــــرب أمر مسخط لك في عواقبه رضـــــا
وربما ضــــاق المضيق ولربما اتسع الفضـــــا
الله يفعل ما يشــــــاء فلا تكن معترضــــــا
الله عودك الــــــجميل فقس على ما قد مضـــى
اسال الله عز وجل ان ييسر ويفرج هموم جميع المسلمين والمسلمات ويشفي جميع مرضى المسلمين ويرفع البلاء عن كل من يمر به فان ذلك عليه هين
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡