امي حب دائم

امي حب دائم @amy_hb_daym

💕 المميزة بالتحفيظ 💕

علمني الحبيب المصطفى18 :ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة..

ملتقى الإيمان

الحمد لله وكفي والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في هذه الحياة يمر الانسان بمصائب وبلاءات تكون شديدة عليه فيحزن ويزوره الهم والغم والكرب
وتضيق الدنيا به حتى لا يجد لها من دون الله كاشفة ..وهناك من يياس ويقنط من رحمة الله الواسعة

وينسى في لحظة من اللحظات ان هذه الدنيا دار كبد وعناء وبلاء وقد تعذب فيها من هم احسن منا من الانبياء والصالحين

وزارهم الهم والمرض وفقد الاحباب من اباء وازواج وذرية ..ونسوا ايضا ان هذه المصائب والمحن انما هي مكفرات للذنوب والخطايا

جعلها الله لعباده حتى يلقوه وما عليهم خطيئة وهذا هو موضوعنا اليوم وهو الذي جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه :
مما ورد في باب الصبر حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.





قوله –صلى الله عليه وسلم-: ((ما يزال البلاء بالمؤمن...)) وهذا يدل على التتابع والاستمرار، وأن هذا البلاء لا يكون مرة واحدة يلقى فيها ما يكره، ثم ينتهي كل شيء، نعم قد تكون أيام العافية أكثر من أيام البلاء، ولكن الإنسان لا يزال يرد عليه من الواردات ما يؤلمه ويكدر عليه راحته، وينغص عليه عيشه من ألوان الآلام الحسية والمعنوية، مما يتصل بذاته


قوله: ((في نفسه)) كالهموم التي تصيبه من الأحزان والأمراض، وكل ذلك مما يقع عليه من الجوع والعطش والإنهاك والإرهاق، فكل هذه الأمور الواقعة على النفس والبدن يكفر الله -عز وجل- بها خطاياه


قوله: ((وولده)) أي مما يحصل للولد من المكاره التي تؤلم الأب، كالمرض والموت والإخفاق في دراسته، والإخفاق في عمله، والإخفاق في أمور تهم والده



قوله: ((وماله)) وذلك بضياع شيء منه، أو بالسرقة، أو بالخسارة، كأن يدخل في تجارات أو غير ذلك، فيغرق المال ويضيع ويتلف، كل ذلك يؤجر الإنسان عليه، ويحصل له تكفير الخطايا.

قال اهل العلم ان حكمته عز وجل في ابتلاء عباده بالأمراض، أن يستخرج العبودية من أنفسهم، فإن الله إنما خلق خلقه للابتلاء والامتحان،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)



قوله: ((حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة)) بمعنى: أن ذلك لا يزال به حتى يلقى الله، يعني: أنه يُحط عنه من الخطايا شيئاً فشيئاً، في كل بلية يلقاها يوضع عنه من الخطايا وتكفر عنه السيئات، حتى يتخفف كاهله من هذه الأوزار، فيكون قد لقي الله -عز وجل- في نهاية المطاف وقد نفض عنه غبار الذنوب، فسقطت تلك الأحمال والأوزار الضخمة التي ترهقه وتثقله.




قال المنبجي - رحمه الله -: "وليعلم أهل المصائب أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر، والعجب، والفرعنة، وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً؛ فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب؛ تكون حمية له من هذه الأدواء، وحفظاً لصحة عبوديته، واستفراغاً للمواد الفاسدة، الرديئة، المهلكة؛ فسبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه، كما قيل:
قد ينعم الله بالبلوى، وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم






وقال الله عز وجل: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاءسورة البقرة214.
قال ابن كثير رحمه الله: هي الأمراض والأسقام والآلام والمصائب والنوائب، فلذلك أخبر ربنا سبحانه وتعالى أنه لا بد منها، ومن ابتلاه الله بالبأساء والضراء فقدر عليه رزقه مثلاً فليس هذا إهانة له، ليس تضييق الرزق، وفقدان الوظيفة، ونزول المرتب، وخسارة التجارة، ليس إهانة من الله للعبد، وإنما هو ابتلاء وامتحان، فمن أطاع الله في ذلك كان سعيداً، ومن عصاه كان شقياً.
قال عبد الملك بن أبجر رحمه الله: ما من الناس إلا مبتلىً بعافية لينظر كيف شكره أو بلية لينظر كيف صبره.


قال ابن القيم - رحمه الله -: "فالآلام والمشاق إما إحسان ورحمة، وإما عدل وحكمة، وإما إصلاح وتهيئة لخير يحصل بعدها، وإما لدفع ألم هو أصعب منها، وإما لتولدها عن لذات ونعم يولِّدها عنها أمر لازم لتلك اللذات، وإما أن تكون من لوازم العدل، أو لوازم الفضل والإحسان؛ فتكون من لوازم الخير التي إن عُطِّلت ملزوماتها فات بتعطيلها خيرٌ أعظمُ من مفسدة تلك الآلام.


والمصائب تقوي المؤمن وتوقضه من غفلته و تُشعره بضعفه، وافتقاره الذاتي إلى ربه، فيبعثه ذلك إلى إخلاص الدعاء له، و
شدة التضرُّع والاضطرار إليه، وصدق الإنابة في التوبة والرجوع إليه.
قال سفيان بن عيينة - رحمه الله -: "ما يكره العبد خيرٌ له مما يحب؛ لأن ما يكرهه يهيجه للدعاء، وما يحبه يلهيه







نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعافينا وإياكم من البلاء، وأن يرفع عنا الأسقام والأمراض، وأن يجعلنا في صحة وعافية، وأن يرزقنا الاستقامة على دينه وشريعته،
الله يفرج عن جميع المسلمين والمسلمات في كل مكان وييسر امورهم ويجبر خواطرهم
ما كان من كمال فهو من عند الله وما كان من نقصان فمن نفسي والشيطان

اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡





24
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تدلل ياقمر
تدلل ياقمر
الله يجزاك خير وينفع بك
امي حب دائم
امي حب دائم
هذا التعليق محذوف
وفيك بارك الله
مرورك الاروع
الله يسلمك ويسعدك
سرني تواجدك العطر
الفيروز2
الفيروز2
جزاك الله خير الموضع جا بوقتك
الله يطمن قلوبنا ويمسح عليها
ويجعلنا من الصابرين المحتسبين 😔
ورده الجوري
ورده الجوري
بارك الله فيك ووفقك لكل خير..
حنين المصرى
حنين المصرى
رائع غاليتي امي حب دائم
موضوع متميز حقا
جزاك الله خيرا حبيبتي ودمت بود وحب دائمين