الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اما بعد :
فقد ترددت كثيرا وطويلا في كتابة هذا الموضوع لانه من اكثر المواضيع حساسية
ولانه بالنسبة لي مؤثر جدا و يستحق من الكلام والنشر مئات الصفحات لنشر الايات والاحاديث واقوال العماء التي جاءت في ذلك
كيف لا وهذا الامر الذي ساتحدث به هو الذي يسرق من الانسان حسناته في لمح البصر
يظل الانسان يصلي ويصوم ويتصدق ويقرا القران ويجتهد في العبادة لنيل رضوان الله وجنته
ثم في لمح البصر ياتي انسانا اخر وياخذ منه كل هذه الحسنات في لحظة
هل عرفتم الان ماذا اقصد ؟
نعم انها الغيبة ..اكل لحوم البشر كما سماها ربنا عز وجل في كتابه
وهذا الامر للاسف منتشر كثير جدا وخاصة بين النساء في تجمعاتهم
والان سهل الامر كثيرا بوجود الجوال والكلام فيه بالساعات
نسال الله ان يغفر لنا ويرحمنا
إن من أعظم آفات اللسان خطرًا على العبد: الغيبة، ولم لا؟ وهي من أسباب عذاب القبر، ومما يحبط العمل الصالح
معنى الغِيبة لغةً:
الغِيبة: الوَقيعة في النَّاس؛ لأنَّها لا تقال إلا في غَيْبَة، يقال: اغتابه اغتيابًا إذا وقع فيه وذكره بما يكره من العيوب وهو حق، والاسم الغيبة، وهي ذكر العيب بظهر الغيب،
.
معنى الغِيبة اصطلاحًا:
قال ابن التين: (الغِيبة ذكر المرء بما يكرهه بظهر الغيب)
.
وعرَّفها الجوهري بقوله: (أنْ يتكلَّم خلف إنسانٍ مستور بما يَغُمُّه لو سمعه، فإن كان صدقًا سُمِّيَ غِيبَةً، وإن كان كذبًا سمِّي بُهتانًا)
.
وقال المناوي: (هي ذكر العيب بظهر الغيب بلفظٍ، أو إشارةٍ، أو محاكاةٍ)
وعرفها الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله :
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ". قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ".
قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ في أخي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: "إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ" رواه مسلم .
ومن اكثر الاحاديث الشريفة الزاجرة لهذه المعصية :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفيَّة كذا وكذا،
فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته» .
قال المناوي: (قال النووي: هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغِيبة أو أعظمها، وما أعلم شيئًا من الأحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ) .
(فإذا كانت هذه الكلمة بهذه المثابة، في مزج البحر، الذي هو من أعظم المخلوقات، فما بالك بغيبة أقوى منها) .
وقال ابن عثيمين: (معنى مزجته: خالطته مخالطة يتغير بها طعمه، أو ريحه، لشدة نتنها، وقبحها، وهذا من أبلغ الزواجر عن الغِيبة)
الغيبة من الكبائر :
يقول ابن حجر الهيثمي رحمه الله عن الغِيبة كما في كتابه "الزواجر عن اقتراف الكبائر
...إن فيها أعظمَ العذاب وأشدَّ النَّكال، وقد صحَّ فيها أنها أربى الربا، وأنها لو مُزِجَت في ماء البحر لأنتنَتْه وغيَّرت ريحه،
وأن أهلها يأكلون الجيف في النار، وأن لهم رائحة منتنة فيها، وأنهم يُعَذَّبُون في قبورهم، وبعض هذه كافيةٌ في كون الغِيبة من الكبائر.
أدلة تحريم الغيبة من القرآن الكريم:
قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} .
قال ابن عباس: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة. قال القاضي أبو يعلى عن تمثيل الغيبة بأكل الميت: وهذا تأكيد لتحريم الغيبة ،
لأن أكل لحم المسلم محظور ، ولأن النفوس تعافه من طريق الطبع ، فينبغي أن تكون الغيبة بمنزلته في الكراهة.
فيا مَن وقعت في الغِيبة، اعلم أن أكلك للجيفة أهون عليك من غيبة أخيك والوقوع فيه!
أخرج البخاري في "الأدب المفرد" وابن حبان عن عمرو بن العاص رضي الله عنه:
"أنه مرَّ على بغلٍ ميِّتٍ، فقال لبعض أصحابه: لأَنْ يأكلَ الرجلُ من هذا حتى يملأ بطنه، خيرٌ له من أن يأكل لحم رجل مسلم"؛ (صحيح الترغيب: 2838).
أي: إن الأكل من هذه الجيفة النتنة أهون من اغتياب المسلم.
كفارة الغيبة:
جاء في فتاوى العلماء في موقع الاسلام سؤال وجواب ان كفارتها هي التوبة والاستغفار لمن اغتابه :
.فعلى كل من وقع منه الغيبة أو البهتان أو النميمة أن يتوب ويستغفر فيما بينه وبين الله ، فإن علِم أنه قد بلَغ الكلامُ للمُتكلَّم عليه فليذهب إليه وليتحلل منه
فإن لم يعلم فلا يُبلغه بل يستغفر له ويدعو له ويثني عليه كما تكلم فيه في غيبته .
وكذا لو علم أنه لو أخبره ستزيد العداوة ، فإنه يكتفي بالدعاء والثناء عليه والاستغفار له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ومَن ظلم إنساناً فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبِل الله توبته ، لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه من أخذ حقه ، وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد : أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك ، وقد قيل : بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته ؛ كما قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 291 ) .
الحالات التي تجوز فيها الغيبة :
فيمَا لَيْسَ بغيبة ذكر النَّوَوِيّ فِي رياض الصَّالِحين وَالْغَزالِيّ فِي إحْيَاء عُلُوم الدّين أَن غيبَة الرجل حَيا وَمَيتًا تُبَاح لغَرَض شَرْعِي
1-التظلم فَيجوز للمظلوم أَن يتظلم إِلَى السُّلْطَان
-2-الِاسْتِعَانَة على تَغْيِير الْمُنكر ورد العَاصِ
3-الاستفتاء فَيَقُول للمفتي ظَلَمَنِي أبي بِكَذَا.
-4-تحذير الْمُؤمنِينَ من الشَّرّ ونصيحتهم
-5-أَن يكون مجاهرا بِفِسْقِهِ أَو بدعته فَيجوز ذكره بِمَا يُجَاهر بِهِ
6-التَّعْرِيف كَأَن يكون الرجل مَعْرُوفا بِوَصْف يدل على عيب كالأعمش والأعرج.
القدحُ ليس بغِيبةٍ في ستةٍ متظلمٍ ومُعَرِفٍ ومُحَذِرِ
ومُجَاهِرٍ فسقًا ومستفتيٍ ومن طلب الإعانَةَ في إزالةِ مُنكَرِ
اخواتي الغاليات نحن على موعد مع شهر رمضان الكريم فلنجاهد انفسنا لامساك السنتنا عن الغيبة و النميمة
ولنعقدالنية من الان على ترك هذه الافعال والاحتفاظ بحسناتنا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
وان ننتبه لحسناتنا اين تذهب و لمن نهديها على طبق من ذهب
اسال الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما
واجمل ما اختم به هذه النصيحة من الحبيب صلى الله عليه وسلم
أخرج الترمذي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟! قال:
((أمسِك عليك لسانك، ولْيَسَعْك بيتك، وابْكِ على خطيئتك))، فمَن أراد النجاة فلْيهتدِ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويمسك عليه لسانه.
• وعند الطبراني من حديث ثوبان بلفظ: ((طوبىلمَن مَلَكَ لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته)).
• وقد مرَّ بنا قول أحدهم: "أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكفِّ عن أعراض الناس"؛ (الإحياء: 3 /152).
ما كان من كمال فهو من عند الله وما كان من نقصان فمن نفسي والشيطان
وصل اللهم وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
امي حب دائم @amy_hb_daym
💕 المميزة بالتحفيظ 💕
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الله يجزاك الجنه ووالديك