ان من اجمل ما ناخذ به من سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هي الادعية التي اوصانا بها
في جميع امورنا الدينية والدنيوية ، ولما كانت هذه الحياة مليئة بالمنغصات والهموم فقد جاء في السنة الشريفة الكثير من الوصايا والادعية
التي ياخذ بها المسلم ليذكر ربه ويناجيه حتى ترتاح نفسه ويطمئن قلبه ويزول حزنه
وان الله عز وجل يبتلي الانسان بالكربات والهموم ولا يكون سلاحه الا اللجوء الى ربه ومولاه بادعية الهم والكرب والحزن
وقد انتشر في زماننا الكثير من الادعية التي يرجو الناس بها تفريج همومهم ولكنها لا اصل لها في السنة النبوية الشريفة
لذلك جمعت هذه الادعية التي اوصى بها رسول صلى اله عليه وسلم لكل انسان مكروب
الكرب لغة:
قال ابن منظور: الكرب: الحزن والغم الذي يأخذ بالنفس، وجمعه كروب
الكرب اصطلاحا
قال النووي: الكرب: هو الغم الذي يأخذ بالنفس
وقال المناوي: الكرب: هو الغم والضيق
جاء في فيض القدير :
المكروب: أي المغموم والمحزون، والكَرْب بالفتح فسكون:
ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه و يغمَّه و يُحزنه
والفرق بين الكرب والحزن: أن الكرب حزن مع شدة
ادعية الكرب :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم "متفق عليه"
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "هذه الكلمات إذا قالها الإنسان عند الكرب كانت سببا في تفريج كربه"
جاء في سنن أبي داود وسنن ابن ماجه، من حديث أسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
" ألا أعلّمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب: الله، الله ربّي لا أشرك به شيئاً ".
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :
( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
رواه النسايئ والبيهقي وقال الشيخ الالباني في "السلسلة الصحيحة" : إسناده حسن .
هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي تتضمن تحقيق العبودية لله رب العالمين ، وتتضمن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته
وقد ورد هذا الدعاء ، بلفظ مقارب ، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه ،
أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) .
رواه أحمد (27898) ، وأبو داود (5090) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3388) .
( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) : أي لا تتركني لضعفي وعجزي لحظة واحدة ، بل أصحبني العافية دائما ، وأعني بقوتك وقدرتك ، فإن من توكل على الله كفاه ، ومن
استعان بالله أعانه ، والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين .
وهذه الادعية كلها تتضمن توحيد الله عز وجل والاخلاص له بالعبودية وفي هذا أوضح دلالةً على أن أعظم علاج الكرب, هو تجديد الإيمان، وترديد كلمات التوحيد ((لا إله إلا أنت))
ومن قصص الانبياء نستنتج هذا الامر ففي قصة يونس عليه السلام زالت عنه الكربات بمجرد لجوءه الى الله وتوحيده ومناداته
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم بشيء: إذا نزل برجل منكم كرْبٌ، أو بلاء من بلايا الدنيا، دعا به يُفرج عنه ؟ فقيل له: بلى , فقال: دعاء ذي النون))
اخرجه النسائي والبيهقي والحاكم وصحح إسناده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول : " لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ، وتبارك الله رب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين " . "
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه لاختلاف فيه على الناقلين
المستدرك على الصحيحين للنيسابوري
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كرب نبي من الأنبياء، إلا استغاث بالتسبيح."
اسال الله عز وجل ان يفرج عن كل مهموم ومكروب وان يعطي لكل انسان سؤله فان ذك عليه هين
وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡