ان من فضائل هذه الامة انها امة محمد صل الله عليه وسلم
الامة التي فضلها الله عز وجل بالقران والسنة وبالكثير من الخيرات وجعل من الانيباء من يتمنى انها امته
كيف لا وفي ابسط ما يقوم العبد من اعمال البر حسنات مضاعفة
لقد جعلها الله امة اعمارها قصيرة بين الستين والسبعين كما جاء في الحديث الشريف :
"أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك". رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. ورواه الترمذي وابن ماجه وصححه الالباني ولكن عوضها المولى الكريم بايام وليال العمل فيها مضاعف الاجر بسنوات
وحتى من ابسط الامور الذكر باللسان يهدم سنوات من الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر
ويؤجر المرء حتى في خطواته وسكناته وتبسمه
فما اعظم هذه الامة وما اروعها وهي امة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فاللهم لك الحمد
قال الطوسي رحمه الله : " ومن رحمة الله بهذه الأمة أن جعلهم في آخر الزمان، وجعل
أعمارهم قصيرة ، وضاعف لهم الثواب " .
فعوضهم الله بليال وأزمنة وأمكنة ومناسبات تتضاعف فيها الأجور ، كليلة القدر وعشر
ذي الحجة ، وصيام عرفة ، وغير ذلك .
ومن هذا المنطلق احببت ان اتكلم عن بعض من هذه الايام التي يضاعف فيها الثواب
وهي الاشهر الحرم
فلقد خص الله عز وجل هذه الاشهر عن غيرها من الشهور وذكرها في كتابه:
قال عز وجل {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.

الأشهر الحرم هي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم؛ فشهر مفرد، وهو رجب،
والبقية متتالية، وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم.
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «خَصّ الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها..
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «{فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} يحتمل أن الضمير يعود إلى الإثنى عشر شهرًا، وأن الله تعالى بين أنه جعلها مقادير للعباد، وأن تُعمر بطاعته، ويُشكر الله تعالى على منتِه بها...
ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحُرم، وأن هذا نهي لهم عن الظلم فيها، خصوصًا مع النهي عن الظلم كل وقت، لزيادة تحريمها، وكون الظلم فيها أشد من غيرها»
وقال قتادة رحمه الله: "إن العمل الصالح والأجر أعظم في الأشهر الحرم، والذنب والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهنّ، وإن كان الظلم على كل حال عظيم، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء كما يصطفي من خلقه صفايا"
فالأشهر الحُرُم الواردة في هذه الآية، والمقصودة بالكلام هي الأشهر ذات الحرمة الأبدية، وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:
«إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» (البخاري في صحيحه،
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «فإنما أضافه ـ أي رجب ـ إلى مُضر ليُبين صحة قولهم في رجب إنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان، لا كما تظنه ربيعة من أن رجب المحرم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال وهو رمضان اليوم، فبَيَّنَ صلى الله عليه وسلم أنه رجب مضر لا رجب ربيعة
فقيده الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يوضحه «ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان»
وقيل : إن تحريم ذي القَعدة كان في الجاهلية لأجل السير إلى الحج ، وسمي ذا القَعدة لقعود هم فيه عن القتال ؛ وتحريم المحرم لرجوع الناس فيه من الحج إلى بلادهم ؛ وتحريم ذي الحجة لوقوع حجهم فيه ؛ وتحريم رجب كان للاعتمار فيه من البلاد القريبة

شهر رجب :
ورجب: هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية وهو أحد الأشهر الحرم ،سموه بذلك لتعظيمهم إياه في الجاهلية عن القتال فيه، ولا يستحلِّون القتال فيه، والترجيب التعظيم، والراجب المعظم لسيده
هل لشهر رجب مزية على غيره من الشهور؟
ينبغي علينا ألَّا نخص شهر رجب إلا بما خصه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أنه شهر محرَّم يتأكد فيه اجتناب المحرمات لعموم قول الله عز وجل في الأشهر الحرم: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} .
وقد روُي في هذا الشهر صلوات وأذكار لكنها ضعيفة لا تثبت بها حجة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أدرك هذا الشهر ولم يزد فيه على غيره
قال ابن حجر رحمه الله: «لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة»
ومن الامور البدعية التي انتشرت في شهر رجب الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج
قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: «وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأتِ في الأحاديث الصحيحة تعيينها، لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث.....
قال الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: «فأما ليلة السابع والعشرين من رجب فإن الناس يدّعون أنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم فيها إلى الله عز وجل وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية، وكل شيء لم يثبت فهو باطل»

شهر الله المحرم :
المحرم أو شهر المحرم هو أول شهور العام، سمِّي بذلك لأن العرب في الجاهلية كانوا يحرِّمون فيه القتال، ويجمع على محرمات ومحارم ومحاريم
ويضاف إلى الله تعالى فيقال: شهر الله المحرم.
فإن قيل: ما الحكمة في إضافته إلى الله تعالى مع أن الشهور كلها لله؟! فيقال: يحتمل أنه لما كان من الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال وكان أول شهور السنة أضيف إليه إضافة تخصيص، ولم يصحّ إضافة شهر من الشهور إلى الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا شهر الله المحرم
فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم»رواه مسلم
عاشوراء في التاريخ:
قال بن المنير: الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟
قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه
موسى، قال: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» رواه البخاري
فضل صيام عاشوراء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء:
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه مسلم 1916).
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب.
وكما تنتشر البدع في شهر رجب انتشرت بدع كثيرة يوم محرم وعاشوراء
وعلى الانسان ان يتحرى سنته صلى الله عليه وسلم ويبتعد عن البدع التي احدثها الناس
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء ، من اللطم والصراخ ،
والبكاء ، والعطش ، و***** المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ، حتى يسب السابقون الأولون .....
بدعةُ الفرحِ عندَ النَّواصب، قابلَ بعضُ المتعصِّبين لآلِ البيتِ بدعةَ الفرحِ والحزنِ ببدعة الفرح والترح، فصار أقوام يستحبون يوم عاشوراء (الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة) ...

ذوالقعدة :
ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر من السنة القمرية (أو التقويم الهجري)، وهو الشهر الذي يسبق الحج. وهو أول الأشهر الحرم المذكورة في القرآن الكريم. يعتقد أن أصل التسمية تقوم على فكرة القعود عن الحرب.
من خصائص ذي القَعدة : أن عُمَرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم كلها كانت في ذي القَعدة ، سوى عمرته التي قرنها بحجته ، مع أنه صلى الله عليه وسلم أحرم بها أيضاً في ذي القَعدة ، وفعلها في ذي الحجة مع حجته ، وكانت عُمَرُه صلى الله عليه وسلم أربعاً :
عمرة الحديبية ولم يتمها ، بل تحلل منها ورجع .
وعمرة القضاء من قابل .
وعمرة الجعرانة ، عام الفتح ، لما قسم غنائم حنين ؛ وقيل إنها كانت في آخر شوال ، والمشهور أنها كانت في ذي القَعدة ، وعليه الجمهور .
والجعرانة :وهو موضع ماء بين الطائف ومكة ، وهو إلى مكة أقرب ، نزله النبي صلى الله عليه وسلم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزوة حنين
وعمرته في حجة الوداع،كما دلت عليه النصوص الصحيحة، وعليه جمهور العلماء أيضاً
ولذي القَعدة فضيلة أخرى ، وهي أنه قد قيل : إنه الثلاثون يوماً الذي واعد الله فيه موسى عليه السلام ؛ قال ليث عن مجاهد في قوله تعالى : ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ) قال : ذو القَعدة ، (وأتممناها بعشر ) الأعراف : 142 ، قال : عشر ذي الحجة .

ذو الحجة :
ذو الحِجَّة هو الشهر الثاني عشر من السنة القمرية أو التقويم الهجري، والشهر الثاني من الأشهر الحرم، سُمّي بهذا الاسم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس لرسول الله، وسمي بذلك لأنه يكون فيه الحج
في اليوم التاسع من هذا الشهر يكون يوم عرفة ووقفة عرفات أو مايسمى بيوم الحج الأكبر ويكون اليوم العاشر من ذي الحجة أول أيام عيد الأضحى المبارك عند المسلمين.
فضلها:
وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
1- قال تعالى: {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ} ، قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجة كما قالهه ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم".
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة»، قالوا: ولا الجهاد، قال: «ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء». (رواه البخاري).
- قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} ، قال ابن عباس وابن كثير يعني: "أيام العشر".
4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». (رواه الطبراني في المعجم الكبير).
5- كان سعيد بن جبير رحمه الله إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه. (الدارمي).
6- قال ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره"
صيام يوم عرفة:
يتأكد صوم يوم عرفة، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال عن صوم يوم عرفة: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» (رواه مسلم).
فعلينا الاكتار من الاعمال الصالحة في هذه الايام العشر المباركة من الصيام والصلاة والذكر والتكبير والتهليل
فقد من الله عز وجل علينا بهذه النعم العظيمة وكل يوم يمر من اعمارنا وهو علينا شهيد يوم القيامة
قال الحسن البصري (يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك)
فعلينا ان نجاهد انفسنا في العبادة والطاعة والاكثار من النوافل في هذه الايام المباركة حتى لا نندم عليها مادام في العمر بقية وفي الجسد صحة وقوة
فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاثعشرات:
العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.

اسال الله عز وجل ان يعيننا على طاعته في هذه الاشهر المباركة وبان لا نظلم فيها انفسنا
وان يعيننا في ما تبقى من ايامنا
ما كان من كمال فهو من عند الله وما كان من خطا او نسيان فمن نفسي والشيطان
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡
جزاك الله خيراً. ياغالية .