علموااا أولادكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الذي منّ علينا بمنة الإسلام وهدانا بإرشاد وهدي خير الأنام ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام ، ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً رسول الله نور الأنوار وبدر التمام صلى الله عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الأعلام وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد ...
فقد فـُرضت محبة سيدنا رسول الله في القرآن الكريم والسنة الشريفة فقال تعالى :- قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين
التوبة 353
فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها واستحقاقه لها , إذ أوعد تعالى من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله بقوله تعالى :- فتربصوا حتى يأتي الله بأمره .
وقال رسول الله :- لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم
اعلم أن محبة سيدنا رسول الله هي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون وإليها يشخص العاملون وعليها يتفانى المحبون وبروح نسيمها يتروح العابدون , فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات , والنور الذي من فقده فهــو في بحــار الظلمــات , وهـي روح الإيمـان والأعمال الصالحات .
وإذا كان الإنسان يحب من منحه في دنياه مرة أو مرتين معروفاً فانياً منقطعاً أو استنقذه من مهلكة أو مضرة لا تدوم فما بالك بمن منحه منحاً لا تبيد ولا تزول ووقاه من العذاب الأليم مالا يفنى ولا يحول .
وإذا كان المرء يحب غيره على ما فيه من صورة جميلة وسيرة حميدة فكيف بهذا النبي الكريم والرسول العظيم الجامع لمحاسن الأخلاق والتكريم المانح لنا جوامع المكارم والفضل العميم , فقد منحنا الله به منح الدنيا والآخرة وأسبغ علينا نعمه باطنة وظاهرة فاستحق أن يكون حظه من محبتنا له أوفى وأزكى من محبتنا لأنفسنا وأولادنا وأهلينا وأموالنا والناس أجمعين بل لوكان في منبت كل شعرة منا محبة تامة له لكان ذلك بعض ما يستحقه علينا ، وهذا ليس بغلو كما يقول بعض المبطلين المتشدقين المحرومين من هذه المحبة بل هو علو وسمو في محبته .
قــــال : من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله رواه مسلم
ألا يا محب المصطفى زد صبابة وضمخ لسان الذكر منك بطيبه
ولا تعبــــأن بــــالـمبـطلـــــين فـإنمـــــا عــلامــــة حـــــب الله حــــب حبيبـــــــه
ولأجل ترسيخ هذا الفهم الراقي لمحبة النبي في الأمة علينا غرسها بذرة في قلوب أبنائنا ينشؤون عليها ، امتثالاً لقوله : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن ... الحديث رواه الديلمي عن الإمام على
فلابد أن نُعرف أبناءنا من هو نبينا وكيف كانت أخلاقه وماذا كان يقول حتى تتعلق عقولهم وقلوبهم به منذ الصغر فيكبرون على التأسي بآدابه السامية والاقتداء بأفعاله الكريمة عليه الصلاة والسلام .
وليت الآباء والأمهات يجلسون إلى أبنائهم وبناتهم ويتدارسون معهم سيرة المصطفى العطرة وإشراقاتها المضيئة ، بل نحسب أن هذا من واجب المؤسسات التعليمية أيضاً فليتها تحدد أسبوعاً أو أكثر خلال العام الدراسي وتسميه :
( أسبوع السيرة النبوية الشريفة ) أو أي تسمية أخرى كالأسبوع المحمدي مثلاً أو غيرها .
بحيث ينظم خلاله الأساتذة والطلاب مجالس وندوات ومسابقات وترصد لها جوائز تحفيزية الغاية منها ربط الأبناء بالنبي وتثبيتاً وتعميقاً لمحبته في قلوبهم فينشأ جيل يحمل راية المحبة النبوية التي طالما حوربت من قبل أعداء الإسلام من يهود وملحدين وأذيالهم الذين علموا علم يقين من خلال استقراء تاريخ الإسلام في عصوره الأولى أن محبة الأوائل للنبي وتعلقهم القوي بذاته الشريفة كان هو الجذوة التي تذكي إيمانهم وتلهمهم النصر ، عليكم إخوة الإيمان أن تُربوا ابنائكم على حب الله وحب رسوله حتى يقوى نور الإيمان في قلوبهم .
علموا أولادكم ... أن نبينا هو حبيب الله و مصطفاه وخليله ومجتباه وهو أكرم خلق الله عند الله .
قولوا لهم إن المؤمن لا يصدق ولا يذوق حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
علموهم ... أنه كان قبل البعثة الصادق الأمين وكان بعدها رحمة الله للعالمين ، ولابد أن يعرف أبناءنا أنه الرحمة المهداة للعالمين حقا وفعلا فالله تعالى يقول له :- وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين الأنبياء آية 7
وقال هو عن نفسه إنما أنا رحمة مهداه رواه الحاكم والطبراني
علموهم ... أنه دعوة إبراهيم وبشارة موسى وعيسى وأنه إمام الأنبياء والمرسلين ، وقد يتساءل الأبناء كيف كان رسول الله إمامـــا للأنبياء وهو خاتمهم فقصوا عليهم قصة الإسراء والمعراج واشرحوا لهم كيف أم ســـيدنا محمد الأنبيـاء في بيت المقدس ليلة الإسراء والمعراج .
علموهم ... أنه النبي الذي أخذ الله له العهد على أنبيائه أجمعين أن يؤمنوا به لعظمة قدره وجلاله في قوله تعالى :- وَإِذ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَقَ النَّبِيّنَ لّمَاَ ءَاتَيتُكُم مّـِن كِتَبٍ وَحِكمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُم رَسولٌ مُّصَدِقٌ لِّمَا مًعًكُم لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أءَقرَرتُم وَأَخذتُم عَلَى ذّلِكُم إِصرى قَالُوا أَقرَرنَا قَالَ فَأشهَدُوا وَأَنا مَعَكُم مِّنَ الشَّهِدين
آل عمران آية 81
علموهم ... أنه خير من بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .
علموهم ... أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو رؤوف عليهم ورحيم بهم ، قال تعالى :- النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وقال تعالى :- لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَليْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِاِلمؤْمنِينَ رَءوُفٌ رَّحِيمٌ .
علموهم ... أنه كان بشراً في حياته ومعيشته ونوراً في ذاته و أخلاقه وأنه الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .
علموهم ... أنه باب الله الذي من أراد الدخول إليه من غيره لا يدخل لقوله تعالى في الحديث القدسي الجليل :
وعزتي وجلالي لو سلكوا إليّ كل طريق واستفتحوا عليّ كل باب ما فتحت لهم حتى يأتوا وراءك يا محمد .
علموهم ... أن الله تعالى قد شرفه بمحاسن الأوصاف ومحامد التكريم ومدحه بقوله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم .
علموهم ... أن الله تعالى حذر المؤمنين من سوء الأدب معه بقوله تعالى :- يأيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون الحجرات آية 2
علموهم ... أن الله تعالى علم المؤمنين أدب الحديث عند ذكره بقوله تعالى :- لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا النور آية 63
أدبوهم على تعظيم وتبجيل واحترام النبي وعدم ذكر اسمه الشريف دون لفظ السيادة والصلاة والسلام عليه ، فهو سيد الأولين والآخرين رغم كيد الحاسدين والمنكرين فقد قال وهو سيد المتواضعين :
أنا سيد ولد آدم ولا فخر رواه البخاري ومسلم
علموهم ... أن الله تعالى أقسم بحياته تشريفا وتعظيما له ولم يقسم بحياة أحد من الأنبياء قبله فقال تعالى :- لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون الحجر آية 72
وفضله الله تعالى في الخطاب على جميع الأنبياء والمرسلين :-
يأيها النبي و يأيها الرسول
علموهم ... أن الله تعالى قد صلى عليه هو بذاته جل في علاه ثم ملائكته الكرام وأمرنا بذلك وجوبا بقوله تعالى :- إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما الأحزاب آية 56
حببوا إليهم كثرة الصلاة والسلام عليه عند ذكر اسمه الشريف وفي كل وقت ، وذكروهم بقوله إن اولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة
رواه البخاري
علموهم ... أن كل ما تتنعم به البشرية اليوم من عقيدة صحيحة سليمة وشريعة كاملة شاملة عادلة تحقق للإنسان الأمن والسلام والحياة الكريمة يرجع الفضل فيها إليه بينوا لهم كيف كان حريصاً على صالح الإنسانية مضحياً في سبيل نصحها ونجاتها من عذاب الدنيا والآخرة ، فهو القائل إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق رواه الحاكم
علموهم ... واغرسوا في قلوبهم محبته ومحبة آل بيته الطاهرين الطيبين الكرام وذكروهم بقوله تعالي :-
قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى سورة الشورى 23
وقوله : إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي ، وإنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض رواه مسلم وأحمد والترمذي بألفاظ متقاربة
علموهم ... نهج أهل البيت الكرام رضي الله عنهم كي يقتدوا بإخلاصهم وصدقهم وورعهم وطهارتهم .
وعلموا بناتكم الاقتداء والتأسي بحياة سيدة نساء أهل الجنة الطاهرة البتول السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
علموهم ... محبة صحابة رسول الله العظام الأماجد وأن نبينا قد حذرنا من بغضهم أو الكلام عنهم بما لا يليق بمقامهم الجليل فقال :
الله ... الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم , ومن آذاهم فقد آذاني , ومن آذاني فقد آذى الله , ومن آذى الله يوشك أن يأخذه رواه الترمذي
علموهم ... حب القرآن الكريم الذي جاء به النبي وأعينوهم على حفظه والعمل به ورسخوا في عقولهم أن سيرته وأحاديثه الشريفة هي التطبيق العملي لما جاء به القرآن الكريم فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه
فقالت : كان خلقه القرآن .
ولتعلموا أن هذه المعاني والنصائح لن تثبت في عقول وقلوب الأبناء إلا إذا تجسدت تطبيقاً عملياً من قبل الآباء ليسهل بذلك الاقتداء .
جعلنا الله وإياكم ممن نورت محبة النبي قلوبهم , فأنار الله بها دروبهم .
منقول
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقــــــــــــــــــــــــــــــول
:26:
جنوبيه هواها شرقي @gnobyh_hoaha_shrky
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جنوبيه هواها شرقي
•
سبحان الله(19)مشاهده ولا رد!!!
الصفحة الأخيرة