علمي طفلك القراءة منذ الصغر

عودي طفلك على القراءة منذ الصغر





تلعب القراءة دورا كبيرا في بناء فكر الإنسان،وتوسيع معارفه و منحه القدرة على الخلق والإبداع، لكن للأسف نجد أن بعض الأسر تتجاهل القيمة الحقيقية للقراءة ولا تهتم بزرع حبها في نفوس الأطفال بل تكتفي فقط باقتناء الكتب المقررة لكل موسم دراسي وكأن على الطفل أن يظل حبيس المنهج الدراسي فقط.


ينبغي تشجيع الطفل على القراءة منذ الصغر وتعويده على رفقة الكتاب لذا نقدم لك سيدتي بعض النصائح والإرشادات المفيدة :


ـ عليك سيدتي مرافقة طفلك لزيارة معارض الكتب وأخذه للأروقة التي تعرض قصصا و كتبا للأطفال، ولا بأس بمساعدته على اختيار الكتب المناسبة التي يرغب باقتنائها.


شجعيه أيضا على المشاركة في الزيارات الجماعية التي تنظمها المدرسة عادة لهذه المعارض، فهذا يجعله يحس أكثر بقيمة الكتاب وأهمية القراءة، كما سيستمتع باكتشاف كتب جديدة صحبة زملائه وتحت إشراف الأطر التربوية بالمدرسة.

ـ يجب أن تخصصي لطفلك مكتبة صغيرة خاصة به في المنزل فهذا يشجعه على اقتناء الكتب والاهتمام بتنظيمها على الرفوف، وليكن هناك مثلا رف خاص بالقصص العربية ورف للقصص الأجنبية، ثم رف آخر للكتب العلمية وهكذا...


ـ شاركي طفلك متعة القراءة فهذا يجعله يتلذذ بالقراءة ويرى فيها نشاطا يقربه منك أكثر‏.‏وقد حكت لي إحدى الأمهات أنها استطاعت معالجة طفلها من مشكل غيرته من أخيه الأصغر بالقراءة حيث بدأت تجمعهما يوميا للحظات وتقرأ لهما بعض الحكايات من كليلة و دمنة لتفاجأ بعد شهر واحد بسلوك ابنها الذي تغير وبمشاكل الغيرة التي اختفت .بل أصبح في غيابها يقرأ القصص لأخيه الأصغر ويحاول بنفسه أن يوصل له المغزى من كل حكاية كما كانت هي تفعل، وتضيف أيضا أن مستواه تحسن بشكل ملحوظ في التعبير الكتابي و الشفوي في اللغتين الفرنسية و العربية وذلك حسب شهادة المدرسة.


ـ عليك سيدتي أن تمارسي نشاط القراءة أمام طفلك، فالصغير يراك قدوة و مثلا أعلى له و يحاول دائما تقليدك,وهو حين يراك تجلسين مشدوهة أمام التلفاز طيلة اليوم يستحيل أن يقتنع بأهمية القراءة حتى لو حدثته عنها مئات المرات.



ـ لا تنسي أخد قصته المفضلة إلى جانب بعض اللعب عند الذهاب لقضاء يوم في الغابة أو بأي مكان تقصدينه لتغيير الجو لكن حذار من إجباره على القراءة، دعي المبادرة تأتي منه وسترين بنفسك يده وهي تمتد لتصفح قصته المفضلة بعد التعب من اللعب والجلوس للاستراحة.


ـ وجهي لطفلك مجموعة من الأسئلة التي تتطلب منه سرد بعض الأحداث بطريقته الخاصة.

وحاولي أيضا أن تدفعيه للحديث عن توقعاته بخصوص الأحداث القادمة أو النهاية التي يتصورها مناسبة للقصة فهذا سيدربه علي مهارات التسلسل المنطقي التي يحتاجها لمتابعة القصة‏,كما سيفيد في توسيع خياله وتنمية قدراته على الخلق والإبداع.


وأخيرا سيدتي لا تنسي أن ثقافة الأطفال السليمة هي التي تتوافق مع رغباتهم واحتياجاتهم وخصائصهم في إطار من القيم والمثل الصالحة والتي تفيد في بناء شخصيتهم بشكل سوي وتنمية رصيدهم المعرفي و اللغوي.


نعيمة الزيداني
mag farah