على حـافة الحاجـة يتألمون .. ولأنكِ الضوء يتأملون ...! { فعالية في ضيافة مميزة ..

الأسرة والمجتمع





.
.


.. بســم الله الـرحــمـن الـرحـيـم ..
.. سلام من الله ورحـــمـــة تحـيطكم من كل جـــانب ..



مفهوم الشباب من أبلغ المفاهيم التي تتغلل في طبقات أمتنا ..
فهم أصحاب مرحـلة من أجمل مراحل العمر , مرحلة ممتلئة بـ كل شيء ..
فرح , حزن , مواقف , مشاعر , طموحات , إنجازات ..
كل شيء فيها له مذاقه الخاص ونكهته الفريدة ..
فـ فيها يكتمل غالب النضج لدى الإنسان ليرى الحياة بمنظور آخر ,
غير ذاك الذي لازمه في مرحلة الطفولة ..
الشباب ذكورًا كانوا أم إنـــاث هم أساس بنية المجتمع وعمادهـ المتين ..
بهم تتوقد الهمم , وعليهم تنعقد آمال الأمم ...
فلا نراهم إلا عقلا مدبر يسيّر دفـة أوطانهم ويدفع بعجلته نحو الأمام ..
وأنتِ يا زهـــرتي إحداهم ... هكـــذا أنتِ فـتاتي ... هكـــذا أنتِ رائعتي ...
رغم كل المعوقات التي تواجهكِ إلا أنه باق بداخلك الكثير لـ تقدمينه ..
نعم أخيتي بداخلك قيم إنسانية جـمة جـلية تنتظر الأزمة لـ تبرز ,
ولكن هل سيطول بها الانتظار ؟ ..
كلا : فلم يعد هناك متسع , السنون تجري مجرى النهر ..
وبراكين الطاقـة لم تتفجر ..!



يقول مالك بن دينار : ( إن صدور المسلمين تغلي بأعمال البر ,
وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور ، والله تعالى يرى همومكم ..
فانظروا ما همومكم رحمكم الله ) ..
أرأيتِ أختي الفاضلة ...
كم من براكين قابعة في جوهرك تنتظر أن تزحزح عنكِ هم الحياة ,
و تبلور فؤادك بـ شعور السعادة والرضا , والأعمال التطوعية كفيلة أن تفعل ذلك ..
أعمال خير من صنع يديك وقلبك , صغيرة كانت أم كبيرة فكلها خير ..
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو تلقى أخاك بوجه طليق ) ..
أعمال غير ربحية مخلصة لله فيها النية , لا تنتظر دعم مؤسسة أو منظمة دولية ..
هي منكِ وترجين أجرها لكِ من خالقك , ومولاك وحـدهـ أعلم بكِ وكفيل بمضاعفة حسانتك بكرم منه ومنـّة ..
فـ لتتبعي عزيزتي خطى نساء الإسلام المضيئات في أعمالهن وحبهن للخير ..
فقد كانت خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها ..
تبذل جهدها ومالها في مؤازرة الرسول صلى الله عليه وسلم ,
وقد قال عنها صلي الله عليه وسلم : وواستني في مالها إذ حرمني الناس ..
وكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها التي قال عنهـــا الرسول
صلى الله عليه وسلم : ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً ) ..
والمقصود بطول اليد : كثرة مدها بـ العطاء للفقراء ، فقد كانت رضي الله عنها
تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء , لـ تقول عنها عائشة رضي الله عنها :
ولم أرى امراة قط خيراً في الدين من زينب بنت جحش ، وأتقى لله وأصدق حديثاً
وأوصل للرحم وأعظم صدقة , وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به ,
وتتقرب به لله تعالى ) رواه مسلم ج 7/136 ..



ولـ تعلمي حبيبتي أنه مهما كان عملك بسيطا إلا أنه يشكل ركيزة أساسية في مجتمعك ..
بل ويعتبر ممارسة إنسانية ارتسم فيها كل معاني الخير والتضحية والعمل الصالح ..
وهل هناك أجمل من العمل التطوعي ...؟
يملأ فراغك ويشعرك بقيمة ذاتك وبأهمية وجودك ..
يشعرك بأسمى معاني الأخوة الإسلامية لمن حولك ,
والتي بتنا نفتقدها خلف الركض وراء نفسي نفسي !!
همنا أنفسنا ومصالحنا وممتلكاتنا , والغير آخر اهتماماتنا ..!
حتى المشاعر والتي أغلى ما يمتلكها الفرد لم تعد لها قيمة ,
وأصبح التجريح سـمة غالبة على طبع البعض والله المستعان ..!



ولنا في قصة شيخنا الفاضل ابن عثيمين _ رحمه الله تعالى أسوة رغم بساطة ما كان يقوم به ..
فقد كان رحمه الله معتاداً عند خروجه من بيته أن يأخذ شيئاً من الطعام لـ هرة
تقف له عند باب البيت كل يوم ، وقد اعتاد على هذا - رحمه الله -
وعوَّدها بالتالي على ذلك ..
وفي أحد الأيام وقبل خروجه من المنزل بحث عن شيء يعطيه هذه الهرة فلم يجد .. انظروا ماذا فعل ؟ ..
أي شخص سيقول إنه لن يفعل شيئاً ، وسـ يخرج ويتناسى الموضوع لـ عدم أهميته ..
ولكن هنا يأتي الفرق الذي يميز الشمس عن بقية الكواكب ..
لما تمده من وهج وضياء و النفس البشرية هكذا بـ صفاتها الإنسانية السوية ..
وهذا ما ميّز أمثال الشيخ - رحمه الله - الذي آثر الخروج من باب خلفي
حتى لا يلتقي تلك الهرة ، ويرى علامات الحزن والانكسار في عيونها ..
سبحانه ربي , أين نحن من تلك الفوائد المجملة بكم هائل من المواعظ ..!
وأغلبنا شح حتى بالإبتســامــة , والقـاء السلام ..!
رأيتِ رائعتي كم ترك ذاك الفاضل بالغ الأثر رغم رحيله ..
فـ الإنسان المسلم يعرف بأنه رآحـل لـ يلتقي بالله ،
وأن لله عز وجل وعد وعداً صادقاً لهذا الإنسان بأن يعطيه الأجر الذي يحفظه ..
ما إن سعى هو في طرق أبواب اخير والتي يحصد منها هذا الثواب والأجر ..
فكل ما تحتاجه أفئدتنا التفاتة تذكرها بوعد الله عز وجل له ..



العمل التطوعي لم يفتعل حديثا بل هو باع العرب منذ قديم الزمن ..
وكان من سمات العرب ومن صفاتهم وأخلاقهم وشهامتهم ..
كان من أحداث يومهم فلا يفتعله موقف أو كارثة أو مجاعـة ..
بل ممارسة يومية كـ أي عمل يومي ..
ولكن التحضر وتباعد البشر وانشغالهم بملذات الدنيا أنستهم واجباتهم وما زاد عليها ..
فجعلت عمل الخير بحسب الرغبة الفردية لـ يندرج تحت مسمى تطوعي ..
ولكن لا بأس عـله يصلح المجتمع ، وترتفع معه كثير من مشكلاته و يحقن دمائه ,
و يمسح كثير من دموعه ، وآهاته ..



الأعمال التطوعية الخيرية كثيرة ولا حصر لها ولكن هاكِ غاليتي بعضها :
فقد ذكر في القرآن الكريم :
  • " وتَعَاونُوا عَلى البِّرِ والتَقوَى " ( المائدة – 2)
  • " فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ "( البقرة -184)
  • " وآتى المَالَ عَلى حُبِه ذَوي القُربى واليتَامَى والمَسَاكِّين وابن السَبِّيل "
  • ( البقرة -177)
  • " وفي أموالهِّم حَقٌ مَعلُوم للسَائِّل والمَحرُوٌم " ( الذاريات -19)
  • " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ " (الزلزلة - 7 ) ..



وفي السنة :
  • يقول صلى الله عليه وسلم : ( كل سلامي من الناس عليه صدقة ,
  • كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته
  • فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ,
  • وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة )
  • متفق عليه ..

  • وقال عليه الصلاة والسلام : ( الإيمان بضع وسبعون , أو بضع وستون
  • شعبة فـأفضلها قول لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ,
  • شعبة من الإيمان ) متفق عليه ..
  • ويقول صلى الله عليه وسلم : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد
  • في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار( رواه مسلم ) ..
  • قول صلى الله عليه وسلم في حديث أبن عمر رضي الله عنهما :
  • ( المسلم أخو المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه
  • كان الله في حاجته , ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا
  • فرج الله عنه كر بة من كرب يوم القيامة , ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه ..

  • ويقول صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم , وتراحمهم ,
  • وتعاطفهم كـ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو له سائر الجسد
  • بالسهر والحمى ) رواه احمد ومسلم ..



.. وأخيرًا يا ذات النقـاء ..
هناك مطرًا يطفيء جذوة شمس الظهيرة ..
وهناك ضوءًا يبدد سواد لـيـل حالك ..
وهناك دوحـة تضج الثمر لـ تسد فاه طفل جائع ..
فكوني أنتِ وقلبكِ كذلك , واسقي بذرة طيبة تحتويك ..
فما إن اعتنيتِ بها فحتما ستؤهلكِ للقيام على أحلامك وطموحك ,
اسقيها صدقا , حبا , نبضا , إخلاصا , تسامحا , إيثارًا ..
لـ يكون ذاك كله دافعك تلقائيا نحـو خير إنجاز ..
فـ أنتِ أمل هذه الأمــة و شمــسها المشرقـــة ..
فـ كل ربوعــها تنتظرك لـ تنعشي فيافي عطشى لـ { فقراء , مساكين ,
جائعين , مرضى , جهلاء } ..
كثير هم من يتأرجحون على حـافة الحاجـة يتألمون .. وَ لـ ضياءكِ يتأملون ..
هواياتك , أعمالك , مالك , علمكِ , عقلكِ , فكرك ..
لا تجعليه يضيع هباء دون استغلال ..
فإن كنتِ لستِ بحاجة إليه فـ غيركِ يحتاجـه ويحتاجكِ ..
من وجودكِ هنا في عالمنا الرائع ابتدئي خطاك نحـو أعمال الخير ..
فكم من أخت لكِ تنتظر دعائك ..
و كم من أخت لكِ ترجو نصحك وإرشادك ..
و كم من أخت لكِ تتنظر دعمكِ وتشجيعك ..
مساهمتك البناءة في حياتك كلها هي تطوعية ما إن أخلصتي فيها النية لله ,
واحتسبتي الأجر لخالص وجه الكريم ..
.
.
فــ أسأل الله العلي القدير أن يجعلنا وإياكم على ما يحب ..
وأن يستعملنا في نصرة دينه ..
وأن لا يكـــلنا إلى أنـفـسنا طرفــة عـيـن ..

.
.
.. دمــتن في خير حــال ..


60
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ديالا1
ديالا1
عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
انامل مبدعه ماشاء الله وصياغه حروف صادقه تجسدت في اسمى المعاني ودفئ المشاعر وهمم عاليه تعانق روح الاخلاق الفاضله تريد من ينافسها على عمل الخير
اسال لله الرحمن الرحيم الكريم ان يجعل ماكتبتيه في موازين حسناتك شاهدا لكي بالخير وان يجعلك من الذين يدخلون الجنه من غير حساب ولا عذاب
روح الفن
روح الفن

بسم الله الرحمن الرحيم

الشباب ثروة ومكسب فهو سن الفتوة و فورة البذل و العطاء
أكثر ما يرهب الغرب واليهود ككل أننا كعرب لنا قاعدة شبابية
لذا علينا أن نستغل هذا العمر بما يعود بالجدوى على المرء وعلى الأمة
لكن المؤسف أن نسبة من هذه الفئة العمرية بدل التعمير والبناء
تجدها تتفنن في تضييع الوقت و لا تستغل عامل الصحة و القوة

ونسبة من فتياتنا أصابهن الخمول فتدرس وتظل تنتظر فرصة الوظيفة
بتتملل و تضجر ولا تحاول ربح هذا الوقت الذهبي
فكما تفضلتِ أبواب كثيرة يمكن ولوجها كأعمال تطوعية
أو اتقان أشغال يدويّة أو تعلم لغات أجنبية واكتساب المعارف
خصوصا و الثورة الرقمية اكتسحت كل شيء................

فلا حجة لفتياتنا للحيلولة دون التحصيل واكتساب المعلومات
و المشاركة الفعالة فيما يقام من تظاهرات و دورات و حملات
وحتى كفالة أيتام و رعاية مسنين و إعانة مرضى و مساعدة
محتاجين و......................................................
ضغطة زر كفيلة بكل ذلك ليكون النت نعمة و ليس نقمة
ويكون زيادة حسنات و أجور ودفع نحو الأفضل ..........

فالإرادة
برغبة حقيقية لتغيير و التعمير و بدافع حب الخير للغير
تكون فولاذية
أما التهاون والتسويف وعدم المبادرةودخول في قوقعة لا أستطيع
و لا أقدر و لا يمكنني تجعل الارادة هشة كالزجاج سرعان ما تنكسر

مواردنا البشرية الشبابية ثروة حققية فبلاهة أن نخسرها ولا تُستثمر

دوما أميرة مواضيعك تفتح لي بوابات الاسهاب
..آسفة على هذا الاطناب:35:
وأثابك الله على هذه الإضاءات




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المطيرية305
المطيرية305
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
ماشاء الله موضوع في قمة الروعه كروعتك
دمتي بحفظ الله ورعايته

ـآلنـآدرهـ
ـآلنـآدرهـ

رآآآآآآآآآآآآئعة أنين ,
قلم مبدع فيآض ماشاء الله ,,

سلمتي يا غالية ..



...
اللهم صل على محمد عدد من صلى عليه وعدد من لم يُصلي عليه
اللهم صل على محمد كما تحب أن يُصلى عليه وكما ينبغي أن يُصلى عليه
...
فرناز
فرناز
موضوع قيم ..

بارك الله فيك وفي قلمك الرائع ..