
هيا بنا يارفيقي نجــــــــــــمع أطراف ذاتينا..
ونكون على أهبة السفر في أي لحظة ..!!
وقفتنا على هذا الشاطئ لم تعد آمنة أبداً...
ألا تشعر كما أشعر بالأرض تهتز تحت أقدامنا..؟!
أخشى أن يبادرنا رمل الشاطئ فيجذبنا إلى أعماقه ..
فنموت قبل أن تكتحل أيامنا معاً ..
سيكون غيهب البحر مثوانا
وأرواح قاعـــــــــــــه المشيعون ..!
أتعبني هذا الترقب المأسور بين أشواك الانتظار
وقفتنا يارفيقي على شاطئ الحيرة معتلة ؟!..
هلم بنا نسافر .. ! !
مادامت القوارب مشرعة، والموج رفيق ، والبحر ساكن
لنعيد قراءة تاريخ ذواتنا هناك ..!
ونسترجع ملامح حياتنا الذاهبة ، ونستعيد رونق ربيعنا ..!
دعنا نسافر في الصمت حتى نغيب ...
مللنا من اكتشاف الآخر، واكتشاف العلل ، واكتشاف المنغصات
شبعنا من مكان يزرع الشر ، ويحصد الشر وينثر بذور الشر ..!
قلوبنا يخيم عليها حزن سرمدي مما ترى ومما تسمع ومما تعاني..
يارفيقي ..!
ألا تشعر بي وقد انحلّ عزمي ،وبهظ حمل معاناتي ، ونام الشقاء عن مناي
وذبلت زهرة قلبي ،. فلم يعد الحب يخامر اشتهاءها كي تتفتح !
و مقامنا ماعاد حصيناً. أو آمناً ..
وقد انكشفت كل البيوت عن أسرارها !
وفُتّحت الأبواب وقالت الفتنة هيت لك !
🍁🍁
لم مازلت متباطئاً .. ؟!
ولم أراك ملجماً عن الرد ؟!
ألا ترى عرى القوارب تنحلّ واحدة إثر الأخرى ...
ويعتليها الراحلون في هيبة وسكون ..؟!
هلا تصغي لوقع المجاديف وهي تنأى بهم ..
ها قد تلاشت يارفيقي خلف حجب الغيب و غاشية الضباب أطيافهم ..؟ !
🍁🍁
وتتساقط التساؤلات على الصخر البارد :
إلى أين ؟؟
ونحن !! ...
إلى متى سننتظر ؟ !
التفتُ إلى مرسى القوارب فإذا به قد خلا ..
إلا من قارب صغير توارى بين الصخور ..
تكشفه موجة وتخفيه أخرى ..!
أليس هناك آخر ؟ !!
لبثنا طويلاً يارفيقي ولبثتَ تواجهني بالصمت..
حتى فاتتنا الوسيلة !
🍂
وانتابتني حيرة مموهة بالحزن ..!
وأسىً يعبر موجة القلب إلى الشاطئ :
ماذا سنفعل ؟ وماذا سنختار ؟
أنرحل سوية على متن قارب ليس مهيأً لاثنين ..؟
وربما يبتلعنا الموج قبل الوصول .!
أم يبقى أحدنا مسمراً على شاطئ الانتظار
يمضغ القلق و يقتات الوحشة؟
ويسافر الآخر عابراً محيطات الأشواق ..
إلى تلك الضفة الساكنة خلف الضباب..
حيث تستيقظ الأحلام المؤجلة ؟ !
أم ننتظر سوية ..!!
🍁
ونطقتَ بعد صمت :
ربما مركبنا الموعود لم يبلغ غاية الوصول
ربما سيلوح شراعه قريباً للهفة تطفو على السطح عند مشارف الغرق ؟!
لا أدري ...! كما أنت لاتدري ..! ومن منّا يدري ؟!!
وهل يملك أحد يارفيقي حرية الاختيار ؟!
🍁
ماأقسى المقارنة بين وقفتينا :
هنا ..!
والأرض الموعودة هناك ..!
كل ماعرفناه من حقائق وبديهيات..
وأحلام وأمنيات ..
تذوب وتتلاشى كوهم وسراب...!
نكتشف أنها كانت حلماً صنعنا فصوله وكتبنا سطوره وعشناه !
نكتشف أن كل ماخططنا له طوال حياتنا لوحة لم تكتمل ملامحها ..
وقصة لم تستوف نهايتها ..
وأن ما نثرناه من بذور القلب الطامع هناك ..
عصفت به رياح الحياة وتركت أرضه صفوان.. !
( ماعندكم ينفد وما عند الله باق)
🍁
العبور الى الضفة الاخرى رحلة المسافرين بلا تأشيرة عودة!
إقامة انتهت صلاحيتها فلا بد إذن من الرحيل..!
كلنا مقيمين يارفيقي ..! وكلنا غرباء ! وكلنا بلا وطن..!
هناك خلف أسوار الغيب يقبع الوطن
لن يعود أحد منا ليروي دهشة الوصول ..
لن تدون رحلتنا في موسوعة ..
ولن تؤرخ تفاصيلها في دنيا البشرية
إنه عالم مختلف .. ولكلٍّ منّا عالمه
قد تكون تؤام روحي هنا..
ولكن قد تكون بعيداً عني هناك
حقاً يارفيقي. !.. من يـــــــــــــدري ؟!
🍁
الله نسأل أن يجمعنـــــــــــــا في ظلال جنتــــــــــــــــــــــه !
تاريخ الإرسال: اليوم