على هامش يوميات مديرة (5 ) فلانة ابنة فلان

الأدب النبطي والفصيح

تسلمت إرث هذا اليوم الثقيل قبل أن يلفظ أنفاسه وكان لا بد أن أكتب وصيته عنه حتى لا تضيع مفرداته على أبواب المقتسمين أو الحائرين
رغم ما كان...
فقد كانت فيه إشراقات وبسمات
كان فيه حنان بدون فاتورة حساب
كان فيه ضوء فرق بين الحق والترهات
كان فيه مرسى لكل سفينة اغتراب
ولكن في هذا اليوم أيضا تزاحمت النقاط تبحث عن حروفها فأمسكت بها لأزرعها بحق في تربتها قبل أن تنمو خارج حدود الصدق.
فابتدأت ....
بأم أحمد ورغم حسن النية في عملها إلا أنني أنني حاولت أن أحد من نشوة النصر التي سكنتها وكان تنبيها بأن أخذ الحق ما كان ليكون بالخداع والإيقاع وأن منطق الباطل مهما ارتفع فلا بد وأن يسقط . وطلبت منها إعتذارا لفلانة و أمامي على ما فعلته وتعريضها لهذا الموقف , وتعهدت بذلك وكانت صادقة العهد كريمة الأخلاق .
وثنيت .. بفلانة ولقد استجمعت كل ما آتاني الله من صبر حتى أسكب الماء على نارها الدفينة .. فكان صمتا أعقبه رفض لسماع أي شيء ... ودخلت لها من كل الأبواب وفي كل مرة أجر أذيال الفشل وأعود مستجمعة صبري لأجده في كثير من الأحيان يقتل بكلمة أو رد حتى عيل هذا الصبر وكاد أن يعلن هزيمته , حتى لمحت بادرة أمل
اقتربت منها نظرت إليها نظرة مبتسمة ومددت يدي إليها قائلة :
_ هل تعاهديني على فتح صفحة جديدة ومحاولة اعتباري أختا لا تضمر لك شرا ولا يهمها إلا صالح التلاميذ والمعلمات ..
ولم أكمل ... وقفت وترقرقت الدموع في عينيها قائلة :
_ كانت لحظة غضب وغالبها البكاء
وتبعتها لحظة صفاء ...
أما الثالثة فكانت لكل من عشش في عينيه نظرات القلق والفضول وبعض من ندم إليهن حاولت أن أرسل قلمي كي يجلو المستور ولكنني أحجمت فالقلم يجب أن يدخل القلب والعقل دون استئذان . فكانت دعوة مني لطرح الحوار بين الجميع وأن يكون مكتبي ملتقى لكل راغبة في رفع مستوى العمل وابتدأت بمكافأة المبادرات ورفع الحواجز النفسية . حتى بدأ الثلج يذوب قليلا قليلا وبان تحته المرج الأخضر وانتعشت صديقتي الخضراء الصامتة بمقدم الجميع والحنو عليها وإضافة قطرات ماء لتروي عطشها .
أما االسطر الرابع من وصية هذا اليوم الطويل فقد خصصت به نفسي :
وتلوت ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) وابتدأت المعركة تحتدم في داخلي بين القلب والعقل فعقلي يلومني على أخطائي وقلبي يرفض معاقبة نفسي على تقصيرها بحق من وضعهم الله في دربي وحملني أمانة المسؤولية تجاههم . ولم تنته المعركة إلا بعد أن رفعت يدي إلى الله عز وجل أطلب منه المغفرة والعون وسكن القلب خاضعا لأوامر العقل .
أ
3
728

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
عطاء
عطاء
ليس الشأن أن تملك مبادىء وقيم,ولكن الشأن كل الشأن أن تثبت عليها وتصونها بعين الرقابة والأمانة واستشعار المسؤولية0
صاحب المثل والقيم يشقى في زمان يفرض بقوة على ذوي المبادىء النفي والاغتراب أ والمداهنة0
ومهما كانت للباطل فورة وثورة ورغوة وانتفاش فإن ذلك آيل للسقوط والانهيار,فالحق أبلج والباطل لجلج!!

أختي صباح لاحرمنا الله من عطر الكلم الذي تضوع في ثنايا تلك الوقفات
فجزاك الله عنا خير الجزاء
صباح الضامن
صباح الضامن
أخيتي أحلام
اشكر لك تزيين الصفحة بأجمل الأقوال وبارك الله فيك
أخيتي عطاء
مهما نادينا على الكلمات لتسعفنا فإنها أحيانا تنزوي في هوامش بعيدة وتغترب عنا ولكن لطف الله هو الذي يعيننا على إظهارها فينجلي الحق ويندحر الباطل
شكرا لمرورك اللطيف فقد غمرني مسكه