قمر 14_2007

قمر 14_2007 @kmr_14_2007

عضوة نشيطة

عمتنا الجميلة ...

الأسرة والمجتمع

كانت تنظر إلى المرآة صباح مساء في شغف ونرجسية وكبرياء، وعندما تود السير كانت تمشي بخطوات وئيدة كالطاووس.. تختال بحسنها ورشاقة قوامها، استقامة عودها الرفيع، جدائل شعرها الناعم الطويل تتدلى وراءها.
مرآتها الحنون الصادقة لا تخونها، لا تخطئ في إبراز تقاسيم الوجه المليح مثل شق القمر. كانت تخفي المرآة الصغيرة المستديرة في صدرها، كلما اختلت بنفسها أخرجتها وتمعنت النظر في خصلات الشعر الجميل التي تنام على جبهتها وحول الأذنين، ويتوقف النظر على الأنف الدقيق كحبة اللوز، والعينين السمراوين الواسعتين، كأنما هما ليس بعينيها!!
عندما لم تسعها المرآة الصغيرة، تذهب للمرآة الكبيرة في غرفة نومها، المرآة المثبتة على ضلفة خزانة الملابس من الداخل، تفتح الخزانة وتتأمل محاسنها الطاغية، تمر بيدها الرقيقة الناعمة البيضاء على ملابسها وثيابها الحريرية المزركشة. تظل واقفة ساهمة شاردة الفكر، أيها تختار لتكمل زينتها ويزداد جمالها.
كنا نقول: «عمتنا الجميلة» بدون ذكر اسمها وهذا يكفي لأن الجميع يعرفون من نقصد. وزيادة في حبنا لها، نطلق عليها أحيانًا: «جميلة الجميلات»!
وفي المساء، عندما تحكي لنا جدتنا حكاية «ست الحسن والجمال» نعقب على حديثها قائلين: «إنها تشبه عمتنا الصغيرة»!!
وعمتنا الجميلة هي أصغر العمات وأكثرهن عطفًا علينا - نحن الصغار - وهي بدورها تعجب بحديثنا عنها وتعطينا الحلوى وقطع النقود المعدنية.
هيه.. يا عمتنا الجميلة!1 كلما جاء «الشاطر الحسن» يطرق باب العائلة، ويسأل عن «ست الحسن والجمال» كانت ترفض استقباله أو الحديث معه، أو تقديم كلمة حلوة له!! ويعود «الشاطر حسن» إلى حرّ الجبال ولهيب الرمال كسير النفس والقلب، وتظل عمتنا الجميلة مع مرآتها الحبيبة.. وحيدة بلا فارس الأحلام!!
عمتنا الجميلة، الصغيرة، ست الحسن والـ... مع مرور الأيام، لم يعد يطرق باب العائلة أحد ليسأل عنها، أو يتحدث بشأنها ليطلب يدها للزواج. وبدأت تنتظر الفارس الذي سيأتي من وراء الغمام، يمتطي صهوة «الحصان الطائر» ليخطفها ويرحل بها إلى الغابات ودنيا الأحلام والخيال والأوهام. ظلت تنتظر وتنتظر.. ولم يأت الفارس!!
مع مرور الأيام والشهور والسنين، غدونا نقول: «عمتنا الكبيرة» ونسينا كلمة «الجميلة» الصغيرة، بعدما شاهدنا شعيرات بيضاء وهي تحاول انتزاعها بعصبية من رأسها.
بدأنا نصمت عندما نراها تجلس وحيدة. ومع غفوة الزمن بدأت الغضون والخطوط تحت العينين وعلى جانبي الفم وحول الذقن.
الزمن يكر ويفر والصغار أصبحوا شبابًا، والشباب غدوا رجالاً، الرجال أضحوا شيوخًا.. ونشاهد «العمة» وهي تجلس وحيدة، نقول بصوت مكتوم: «العمة المسكينة»، ومع ذلك ظلت تنتظر «الفارس» الذي رحل. تنتظر عودة «الشاطر حسن» بفارغ الصبر!! ترتب ثيابها الحريرية المزركشة، ترتب فراش غرفة نومها الذي أعدته وزخرفته للأيام المقبلة، لم تفقد الأمل أو تمل من طول الانتظار.
ذات صباح كانت العمة ثائرة، تساءل الجميع عن سبب ثورتها، عرفنا أن النسوة المتزوجات أطلقن عليها: «العانس»، «العمة العانس» اسم جديد. أصبح وأمسى متداولاً بين نساء البيت سرًا وعلانية!! ورحل الأحفاد إلى المدن البعيدة، ليتلقوا العلم. وعادوا فوجدوا عمتهم قد أمست عجوزًا مشاكسة كل يوم لا تتوقف عن الشجار والمهاترات لأتفه الأسباب، وأحيانًا تخلق هي الأسباب من لا شيء!! واعتاد أبناء الأحفاد أن ينادوها: «عمتنا الغولة» وهي تصرخ في وجوههم بهستيريا. كنا نحزن على أيام عمتنا الجميلة، على زمن «ست الحسن والجمال» ومع ذلك لا ننبس بكلمة واحدة.
صباح أحد الأيام التي لا تمحى من الذاكرة استيقظنا على صوت هياج وصياح وتحطيم أثاث صادر من غرفة «عمتنا الــ... العجوز»، قالت النسوة: «لقد جنت المرأة»!! وعندما دخلت عليها، وجدت الغرفة في حالة فوضى وتدمير، الستائر ممزقة والملابس الحريرية المزركشة ملقاة على الأرض ومبعثرة، الخزانة مفتوحة على الضلفتين، والعمة المسكينة مضطربة، سألتها بهدوء: «ما بك يا عمتي؟!» أشارت بيدها التي يسيل منها الدم نحو المرآة المشروخة وقالت في صوت مخنوق: «لقد حطمتها بعد أن خدعتني طوال هذه السنوات...».
حمدت الله أنها لم تجن. وأنها حطمت المرآة فقط، حطمت غرورها. ولكن القرار جاء متأخرًا كثيرًا، بعد فوات الأوان. هززت رأسي بحزن وحدثت نفسي بألم: «بعد مرور نصف قرن من الزمان، يدرك الإنسان أن عليه أن يحطم المرآة، يحطم المرآة...» وتبادلنا النظرات الحزينة، في صمت!!


=====




يا بنات هذي قصة معبرة جدا ... قريتها في مجلة بالصدفة وحبيت اكتبها في المنتدى

واتمنى انها تفيدكم :26:

ادعولي بالتوفيق في حياتي ,
7
749

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

85 مره
85 مره
حلوه

انا يعجبنى هذا النمط من الكتابات
بس اذا كانت هذه القصه منوحى تفكيرك وقلمك
اكتبى قصه شويه فيها تفاؤل
لاتخوفى البنات هنا هههههههههه

بس قصتك جميله واسلوبك اجمل
عن نفسى استمتعت بالقراءه
قمر 14_2007
قمر 14_2007
هلا اختي مره.. هذي مو قصتي انا جبتها من مجلة قد قريتها

ولا ياليت يكون عندي موهبة .. عموما انا نقلتها لكم للافادة عشان البنات ياخذون عبرة

ويكونون واقعيات . ومن ناحية ان القصة تخوف هي فعلا تخوف بس حطيتها زي ماقلت للافادة
So`Sweet`
So`Sweet`
وحيدة بلا فارس الأحلام!!
:icon33::icon33:
:icon33::icon33:
:icon33::icon33:
cute angel-m
cute angel-m
تسلم يدينك ع النقل..
فعلا قصه معبره..
زوجة حمد
زوجة حمد
حبيبتي لاتزعلي من كلامي
اليوم البنت افضل لها تجلس ببيت ابوها عانس وغوله ولا تتزوج من اشباه الرجال اللي في زمنا زمنا هذا
رجال ماخذو من المرجله حتى اسمها
عانس افضل من مريضه نفسيا اوحتى مجنونه من الذكر اللي تزوجته خوفا من العنوسه