عمرو خالد الممنوع.. دروسه الأكثر بيعاً
القاهرة: أسر الداعية الإسلامي عمرو خالد غير الأزهري لب الشباب عبر برامجه بالقنوات الفضائية وأحاديثه في المساجد، التي أضافت بعدا جديدا للدعوة الإسلامية، من خلال تركيزه على إعادة تقديم سير الصحابة في ثوب جديد ونشرها بين الشباب على أنها مثل وقدوة.
وتصاعدت شعبية عمرو خالد سريعا حتى أن السلطات المصرية التي يساورها القلق دائما من صعود أي نزعة إسلامية من شأنها أن تشكل تحديا سياسيا، سعت إلى كبح أنشطته ومنعه من تصوير بعض البرامج وحظرت عليه إلقاء دروس في المساجد.
لكن أشرطة الكاسيت والفيديو والأسطوانات المدمجة التي سجلت عليها أحاديثه ما زالت من أكثر الأشرطة والأسطوانات مبيعا. كما أن قناتين فضائيتين على الأقل عرضتا بشكل منتظم حلقات معادة من برنامجه "ونلقى الأحبة" الذي يتحدث فيه عن قصص صحابة النبي عليه الصلاة والسلام طوال شهر رمضان الماضي.
وقبل الحظر الذي فرض على خالد (35 عاما) كانت أحاديثه تجتذب أعدادا غفيرة أغلبهم من الشبان وبخاصة الشابات، والذين يتدفقون لسماعه في مساجد بالقاهرة.
وبسبب قدرته على الإقناع دفع خالد كثيرات من المسلمات إلى ارتداء الحجاب. تقول منى (47 عاما) وهي مهندسة مدنية ترتدي الحجاب: "عندما أستمع إليه وهو يتحدث عن الإسلام أشعر أني أريد أن أسمع أكثر وأكثر. اشتريت عدة أشرطة له".
وأضافت قائلة: "إنه مقنع جدا ويحلل كل جوانب ديننا، الصلاة والصوم والزكاة والحج والشهادتين. كما أنه يتحدث أيضا عن الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم مثل الأمانة والصبر".
وذكرت أمل (40 عاما) وتعمل مترجمة: "أحب طريقته في الحديث. إنها تصل إلى الجميع وبخاصة الشباب وهو يقدم معلومات عن الصحابة لا يعلمها كثيرون".
ويقول عبد الوهاب وهو بائع أشرطة كاسيت وفيديو في وسط القاهرة: إن أشرطة خالد هي الأكثر مبيعا بين الأشرطة الدينية. ويعتقد عبد الوهاب أن السر وراء نجاح خالد هو "قدرته على تبسيط الأمور" بحيث يفهمها المسلم العادي.
وتتسم محاضرات خالد بالحيوية وتتخللها عبارات بالعامية المصرية وبعض الطرائف مما يساعد على جذب مستمعيه. ويطعم محاضراته دائما بالحديث عن القيم الإسلامية في سياق القرن الحادي والعشرين مثلما فعل في حديث عن "الشباب والصيف" تناول فيه كيف يمكن للشبان التصرف في عطلة الصيف كشباب مسلم دون الإخلال بواجبات دينه.
وينتمي خالد الذي يعمل مراجعا للحسابات إلى أسرة من الشريحة العليا في الطبقة المتوسطة المصرية حيث ولد لأب طبيب، وكان جده لأمه إبراهيم عبد الهادي باشا رئيسا للوزراء في عهد الملك السابق فاروق.
وأثبت خالد أنه ماهر في استخدام وسائل الإعلام الحديثة، فإلى جانب القنوات الفضائية التي تذيع محاضراته فإنه يمتلك موقعه الخاص على الإنترنت كما افتتح مؤخرا موقعا جديدا يحوي أخباره الشخصية وبرامجه ومحاضراته.
وذكرت الصحف أن خالد توجه فجأة إلى بريطانيا قبل بداية رمضان هذا العام لنيل درجة الدكتوراه في السيرة النبوية من جامعة "ويلز" بسبب المزيد من القيود وأنه سيستمر في أنشطته من هناك.
وما زالت ملابسات خروجه من مصر غير واضحة. وذكرت صحف محلية أنه طلب منه التخلي عن كل أنشطته الدعوية "لأنه تطرق مؤخرا إلى قضايا سببت مشكلات" إلا أنها لم تذكر تفاصيل. لكن موقع خالد على الإنترنت نقل عنه تكذيبه لما ورد عن أن أحاديثه تسببت في مشكلات منوها بأنه يمكن لأي أحد استرجاع جميع ما قال لدحض أي فرية ضده.
ونقلت عنه أكثر من صحيفة وكذلك موقعه على الإنترنت قوله "أنا أحب بلدي حبا شديدا.. ولا يمكن أن أتكلم عنها إلا بكل خير مهما كانت الأسباب" إلا أنه أكد أن دروسه ستستمر.
وكان الكاتب المصري النصراني "مفيد فوزي" قد تعرض في مقالات له نشرتها جريدة "أخبار اليوم" المصرية لمحاضرات عمرو خالد بالقدح، متهما إياه بأنه يدعو للطائفية بسبب حثه الفتيات المسلمات على ارتداء الحجاب ليتميزن كمسلمات. وتطاول فوزي على الحجاب معتبرا إياه ردة حضارية؛ مما دفع عددا من الكتاب إلى الرد عليه واتهامه هو بالسعي لإشعال الفتنة الطائفية بتطاوله على فريضة شرعية إسلامية ووصفها بأنها تخلف.
ويعد فوزي أحد الكتاب المحسوبين على النظام السياسي، الساعين لإرضاء رموزه والوصول من خلاله في الوسط الصحفي.
وكان خالد قد منع من إلقاء أحاديثه في مسجد بوسط القاهرة في يوليو 2001 بحجة الاختناقات المرورية التي سببها الإقبال الكبير على محاضراته، ثم انتقل بعد ذلك لإلقاء محاضرات في مسجد "الحصري" بمدينة السادس من أكتوبر التي تقع خارج القاهرة إلا أنه منع أيضا عدة مرات كان آخرها في يونيو2002.

ذات الوشاح الازرق @that_aloshah_alazrk
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️