عندما اذهلتنا بقولها ((ذ لقد هبت لرؤية ابني))

الملتقى العام

انها فعلا ام ليست ككل الامهات
*
*
*
في ذلك المساء رأيتها ... سيده في اخر الاربعين
او في اول الخمسين ... سيده هادئه تجلس في طرف المجلس بهدوء...
قليلة الكلام كثيرة الانصات وأراها تتمتم كثيرا
واظنها تستغفر او تسبح الله ...
وتبتسم كل ما عانقت عيناها عيني احدى الجالسات ... كنت اتشوق للجلوس بجانبها
فما سمعته عنها يجعل الكثير من الاسئله تدور في رأسي
ولو اني اعلم ان الحياء سيمنعني عن سؤالها ولكن
هو الشوق لان اكون في يوم من الايام في مكانها ...
كانت محاضره عن الغيبه تلقيها احدى الداعيات جزاها الله عنا خيرا كثيرا ... وبعد ان فرغت من المحاضره ,,بدأت النساء بالانصراف ولم يبقى سوى الداعيه وقليل من النساء ممن ينتظرن من يقلهن ...
وتلك السيده ..
نهضت من مكاني لحاجه ثم اخترت ان اجلس الى جوارها بعد ان عدت ..فلقد خلى المجلس وسنحت لي الفرصه اخيرا
.. كانت مشغوله بمكالمه وسمعتها تقول للمتحدثه انها صائمه وتنتظر المؤذن .. فادنيت التمر منها ولوحت لفتاة تقف بالدله ان تصب لها فنجانا
وتحضر الماء ..... سألتها عن عينها فقد كانت تشكو من ألم دعاها للسفر لعلاجه ..
حمدت الله وقالت لقد قاربت على الشفاء ولم تعد تؤلمني ...اذن المؤذن وجلست الحاضرات تردد معه الاذان بصمت ..
وخيم على المجلس هدوء قطعه صوتها وهي تدعو لابنها ...ثم قالت أرجو منكن الدعاء لابني ان يرده ربي لي سالما .. قالت لها الداعيه وهل هو مسافر للخارج؟؟ ... قالت انه في الشام فهو مجاهد ....
دعوت له كما دعت له الحاضرات بان يعود سالما ولكني زدت بان يتقبل الله منه ويرزقه احدى
الحسنيين فامنت بشده على دعائي وكانها تقول هذا ما اردت ....
سألتها كيف كان؟؟ .. قالت كان امام مسجد الحي وحافظا للقران
وكان بارا بي الى حد اعجز عن وصفه بره يشبه قصص كنا نسمعها عن بر السلف الصالح ..كنت قد اعتقدت انه لم يعد مثل بره في هذا الجيل حتى رأيت ابني...
تقول لقد ذهب فجأة بلا سابق انذار وحزنت عليه كثيرا لدرجة اني شارفت على فقد بصري وقد سافرت للعلاج ...
بعد ان فرغت من افطارها ..رفعت رأسها الى الحاضرات وقالت ....
((ذهبت منذ شهرين لرؤية ابني))
... صعقنا جميعا والتفتنا اليها بدهشه !!!!!! هل فعلا ذهبتي لارض الجاهد ؟؟!!!! ...
ابتسمت بهدوء كعادتها وقالت : نعم ...
كيف ؟؟ كيف استطعت الوصول اليه ؟؟ وكيف خطرت على بالك هذه الفكره ؟؟ ..
قالت اشتقت اليه ... وطلبت من زوجي ان يذهب بي الى هناك لاراه ... سخر من فكرتي .. وبناتي حاولن ثنيي عن الذهاب ولكنه قلب الام وتحت اصراري والحاحي ..
قبل زوجي بالامر الواقع وحجز لنا رحلة من الرياض الى تركيا
ركبت الطائرة وأنا خائفه واشعر بقلبي سيخرج من بين اضلعي خوفا من المجهول
لكن شوقي لابني كان أكبر واكثر ... وصلنا الى تركيا
وقد سهل الله لنا كل الصعاب وجدنا من يدلنا على الطريق وارشدنا الى فندق قريب من الحدود السوريه ولكنه
آمن على حد قوله ... قال انتظرو هنا وسأجري اتصالاتي ... بقينا في الفندق والخوف يملأنا .. وبعد يوم اتى الينا الرجل يبشرنا انه توصل الى مكان ابني وقد أبلغوه بزيارتنا .. وهو في الطريق إلينا ..
هل اصدقه ام اكذبه ؟؟!!.. هل فعلا سأرى ابني ؟؟ قال نعم باذن الله وعند وصوله سأبلغكم ...
ماهي الا ساعات وكنت أحسبها أيام بل شهور حتى طرق الباب فانتفضنا خوفا وشوقا.. فاذا بالرجل يقول هيا انزلو الى البهو فابنكم شارف على الوصول ..
خرجت الى خارج الفندق انتظره على الرصيف ..فاذا بالباص الذي يقله قد اتى من بعيد ...
أخرج رأسه الغالي من النافذه وهو يضحك فرحا ويقول ((والله يمه انك قويه والله انك قويه )).. نزل بشوق ولهفه ووقع على رجلي يقبلها ويقول القدم التي ساقتك الى هنا قليل بحقها التقبيل والتمرغ تحت ترابها ثم اخذ يقبل راسي ويدي ويعود الى راسي ويقبله مرة اخرى ويدفن رأسه في حضني ويشم رائحتي ...
قال هل صحيح يا اماه ان عينك عميت من البكاء ؟؟ قلت نعم يا ابني قال ((أفااا ))ليست هذه المرأة التي ربتني ..قلت يابني سيدنا يعقوب أبيضت عيناه حزنا على فقد ابنه وهو لديه احد عشر ابنا غيره أما أنا فليس لدي غيرك انت واخيك كيف لا أحزن على فراقك ؟؟!!!.. بكى بكاءً شديدا بين يدي وقال هل انتي راضية عني يا اماه ؟؟.... قلت نعم يابني
راضيه وإعلم أن ما أنت به هو ما ربيتك عليه وهذا ثمرة تربيتي لكن غيابك المفاجئ آلمني ..قال كنت أخاف أن تثنيني عن ما عزمت عليه بعاطفة الام وأنا أعلم يقينا أنه ماتحبين وإلا لما أقدمت عليه ...
تقول دعوت له بان يرزقه ربي ما يتمنى وان يحفظه الله من كيد العدو ووادعته بنفس راضيه ..ثم ذهب ....
نهضت لتصلي.. وبهذا انتهت قصتها ..
عندما انهت صلاتها أتى من يقلها فاستأذنت بعد أن وعدتها بزيارة خاصة في بيتها فهي بالنسبة إلي كنزا كنت أبحث عنه ولن أضيعه باذن الله ...
هذه الصحبة التي ابحث عنها ..
هي تكبرني بكثير ولكن لا ضير إن كانت هي من ابحث عن صحبتها
*
*
*
ارجو منكن اخواتي الدعاء لها ولابنها ولا تنسوني من الدعاء
44
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نجد دياري 100
نجد دياري 100
ماشاء الله تبارك الرحمن
يارب اصلح لنا ذريتنا واهدهم

والله يرد لها ولدها وجزاك الله خيراا
الآنسه انهار
الآنسه انهار
ماشاء الله عليها
ربي يحفظ لها ولدها
مشاعر دافئه ~
مشاعر دافئه ~
سبحاااان الله قلب الام
الله يخليه لها ويرجعه سالم يارب
الجيل الجديد .
ماشاء الله لا قوة الا بالله

سلمت يمينك اختي وسلم عمر تلك المرأة التي ربت كهذه تربية
للسجود لذه
للسجود لذه
آمين
وجزاكم الله خير اخواتي