كان سليم ابنها الوحيد الذي بقي لها في هذه
الحياة،وبعد أن توفي زوجها في حادث المرور،كان
سليم بالنسبة لها قلبها،ونبض قلبها،وعينها التي ترى بها،
والنفس الذي تتنفسه،وبالمختصر كان لها الحياة و كل
الحياة،وكانت ما أن تنتهي من التدريس،تسرع إلى
الحضانة التي في المدرسة،وتأخذ ابنها وتعود به إلى
البيت،لتقضي معه ماتبقي من وقت مابين
اللعب ،والأكل،والشرب،وحتى النوم،كان شعورها به
قويا جدا،لدرجة أنها إذا انشغلت بشيء ما عنه تشعر
به حاضرا في عقلها وقلبها،وفي نفس اللحظة تراه
يأتيها حبوا وكله شوق إليها،فتنظر إليه فيبتسم
فتبتسم هي،فيتحمس أكثر ويزيد من سرعة حبوه
ليصل إليها،فتحمله وتقبله على خده الوردي الممتلئ،و
في يوم ما وبينما هي مشغولة بإحدى حصصها
المدرسية،كان ابنها في الحضانة،في تلك اللحظة
شعرت بأنها ليست بخير،وبأن هناك شيئا ما من الحزن
يعتصر قلبها،ويجعلها غير قادرة على التركيز أو المتابعة
ومن دون شعور قطعت الشرح ،وتركت الدرس والطلاب
وركضت مسرعة إلى الحضانة،وعندما وصلت إلى الباب
شعرت بنبض قلبها يزيد وجعا،وفجأة أخذت تبكي بلا
سبب،وطرقت الباب طرقات ضعيفة وبطيئة جدا،إلى
أن فتحت لها الحاضنة الباب،سألتها: كيف حاله ابني؟
ردت عليها:هو نائم هناك.
دخلت لتطمئن عليه،فوجدت حرارته مرتفعة جدا جدا
فزاد بكاء الأم وألمها،وصرخت على الحاضنة: إن ابني
مريض،لماذا لم تنتبهي إلى ذلك؟.
ولم تكثر الأم الكلام،وأخذته مسرعة إلى
المشفى،وعندما وصلت به،كان في حال حرجة جدا
وعلى بعد خطوة من الموت،فأسرع به الأطباء إلى
العناية المركزة،لأنه قد أصيب بحمى شديدة.
مضى على وجوده في العناية المركزة ساعات وساعات
دون أي خبر يسر،كانت الأم تقضي اليوم كله في الدعاء
لطفلها المسكين،وكانت حالتها تزداد سوء،مضى اليوم
بأكمله وهو لا يزال يصارع المرض،وفي منتصف الليل
أمضته الأم تصلي،وتدعو له بالشفاء العاجل،وعيناها
لم تجفان من الدموع،حتى في ساعات الصباح الأولى
تلقت خبرا مفرحا بأن ابنها أصبح بخير،وبإن بإمكانها
رؤيته،وما إن رآها تبسم بل وحاول التحرك من السرير
ليرتمي في أحضان أمه،بعد أن ظل يصارع المرض
المميت لوقت طويل.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

المحامية نون
•
حكاية معبرة عن الترابط الروحي بين الأم والأبناء ..بورك فيك 🌷

قصة معبرة وسرد جميل من قلمك الصادق
تعبر عن عمق العلاقة الروحية التي تربط الأم بولدها
وهي أسمى عاطفة ..
بوركعطاء قلمك الهادف ياملوك
تعبر عن عمق العلاقة الروحية التي تربط الأم بولدها
وهي أسمى عاطفة ..
بوركعطاء قلمك الهادف ياملوك

لا شيء يضاهي شعور الأم بابنها أو ابنتها
و الحديث لا ينتهي عن الأم وقلبها وحبها وحنانها
حفظ الله أمهاتنا وأمهات المسلمين ورحم الله من رحلت منهن
سلمت يداك اختي ودمت بود
و الحديث لا ينتهي عن الأم وقلبها وحبها وحنانها
حفظ الله أمهاتنا وأمهات المسلمين ورحم الله من رحلت منهن
سلمت يداك اختي ودمت بود
الصفحة الأخيرة