إهداء خاص
إلى من جعل دمعتي تخط مافي قلبي من مشاعر جامحه......!
إلى من غير دنيتي ورسم فيها خريطة الفراق واضحة.....!
أهديكم جميعا
قصتي
عنـــدما تتحدث الذكريات
بقلم samt
بعد وفاة أختي الوحيدة التي خرجت للدنيا وهي جثه هامدة . حملت أمي وأنجبت لنا أخً ثامن اسمه سعد الذي تحملت تربيته بنفسي وانا بالتاسعة من عمري لقد احببته حب شديد حب الام لإبنها ....
كان دائما معي لا يفارق نظري أبداً ...
كان معي في الاكل والشرب وأمام التلفاز عند النوم لاينام إلا على صدري ...
ومع مرور السنين كبر سعد وقررنا إدخاله مدرسه لذوي الإحتيجات الخاصه....
كان قمه في الإحترام للمدرسات وزملاءه في المدرسة ...
كان محبوب جداً عند المدرسات كان في قمة الذكاء سريع الفهم ذاكرته قويه متفوق في مدرسته كان اهتمامي الاول في كل شيء طريقة لبسه أكله تعامله مع الناس وطريقة كلامه معهم .
كان بالنسبة لي كل شيء ......
ومع مرور السنين في المدرسة ...
تخرج سعد منها ليدخل الابتدائيه ...
كان عمره اثنا عشر سنه دخل المدرسة لعام 1427-1428هـ ...
ودرس بها الفصل الاول وكان في قمة الامتياز والاحترام في المدرسه ...
يذهب الساعة الخامسة ويرجع الساعة الحادي عشر ظهرآ ...
كنت عندما أرجع من المدرسة يستقبلني ويرحب بي لدرجة أنه يحمل عني حقيبتي ويحضر لي كأساً من الماْْْْء ...
ومن ثم يعرض علي دفاتره ليريني ماذا عمل بالمدرسة اليوم مفتخراً بعبارات الشكر من عند الأساتذة ...
كان يومياً على هذا الحال .. استقبال .. ترحيب .. عرض ..
إلا يوم واحد كان مختلفاً جداً عن الأيام الأخرى
وهو عندما استقبلني بفرح شديد ليريني مستوى
الفصل الدراسي الاول كان في جميع المواد متميز
وكان عنده شهادة الشكر والتقدير وذلك لما قدمه
من المساعدات لطلبه ...
كان سعد في قمة السعادة ...
وفي يوم من الايام مرض سعد يوم الثلاثاء 18/1/1428 هـ ...
ذهبنا به إلى المستشفى فأدخلوه قسم التنويم وشخصت حالته بأن هناك مشاكل في الصدر تؤثر على التنفس وأنه يعاني من الربو ...
طبعاً أنا كنت المرافقة معه في المستشفى كانت المره الاولى التي ارافقه معه في المستشفى ...
تم علاجه في المستشفى خلال أربعه أيام ثم خرج منه وتم وإعطاءه الأدوية اللازمة لإكمال العلاج في المنزل ...
وبعد ذلك خرج يوم الاحد تاريخ 23/01/1428 وبعد خروجه بيومين مرض مرضاً شديداً كانت حرارته تصل الى 40ْ درجه مئوية وكان النفس يقل ويصل الى 75% من مئه وكانت كل هذه الاعراض تأتي فجأه وتذهب فجأه ...
ذهبنا به الى المستشفى فقرروا ان يتنوم في غرفة الملاحظه ...
طبعا أنا كنت المرافقة معه لأني مستحيل أن أتركه وكان هو أيضا لا يريد أحدا غيري معه في المستشفى ...
كانت أمي تأتي لزيارتنا وتعرض عليه أن تبقى معه وهو كان يرفض ولا يريد غيري لأنه كان يعتبرني كل شيْء في حياته وأنا أيضا كان قلبي الذي ينبض ...!
عموما ...
كانت حالته الصحية تتراجع فلم يعد يأكل مثل قبل ولا يكثر الكلام وكان دائماً في حالة تعب ...
كانت عليه أجهزة كثيرة من ضمنها الأوكسجين كان 24 ساعة عليه وإذا تركه نقص الأوكسجين وأصبح لونه أزرق ...
وكان كل ساعتين يستخدم جهاز البخار استمر على هذا الحال لمدة ستة أيام وكان اليوم السادس يوم غريب جداً حيث كان يكثر من طلباته فكان يقول "حبيني" هو أساساً كان كل يوم يقول لي ولكن في ذلك اليوم كان يكثر منها لدرجه إني كنت أرفض وعندما أرفض كان يقول لي " أنا احبك " لكي اقترب منه فقط كان أيضاً يقول لي "سولفي" "قولي لي سالفه " وهو يقول هذه الكلمة كان يتألم كثيراً كان قلبه يؤلمه كانت الساعه 11 ليلاً يوم الثلاثاْء 2/2/1428هـ فذهبت وأخبرت الممرضات فنقلوه في غرفة البخار واستدعوا الدكتور فوراً فكشف عليه ووجد أن هناك مشكله في الصدر تؤثر على قلبه وأن َضغطه دمه يرتفع وأن أكسجينه يقل فأعطوه كميه من البخار المتواصل حتى الساعه الخامسه فجراً من يوم الأربعاء 3/2/1428هـ وكان خلال الساعات الماضية يتألم ويقول قلبي يؤلمني وهو يبكي وعندما نظر ووجدني أبكي معه مسح دموعه وقال لي "سولفي " وقلت له انه سوف يتحسن ويذهب الى البيت ونلعب أنا وهو الكره والبلاستيشن ونقعد عند أبوي ونسولف معه ونضحك معه هو وأمي والعيال وتكون ***** الله أحسن من أول ...! بعدها بلحظات نزلت من عينه دموع صامته لا صياح لها كانت حالته خطره فقرروا إدخاله العناية المركزة ولكن بعد ساعتان لان العناية مزدحمة بالمرضى فذهبوا بنا الى الغرفة في الساعة 5:30 فجراً كان سعد يردد (حبيني) و (أنتي قلبي)و(أنتي حياتي )و (أرجوك...؟ )
أنا كنت أنفذ جميع طلباته ومن ضمنها أيضا .. انه كان يطلب الماء لشرب وغسل وجه به ... وفي الساعة السادسة حضر الدكاترة وكان أكثرهم دكاترة القلب واحضروا معهم جهاز كبير ادخلوه معهم للغرفة كان جهاز تصوير القلب اجروا التصوير للقلب وقالوا لي أنهم كانوا متوقعين وجود ماء حول القلب ولكن وجدوا أن شرايين القلب ملتهبة وضاغطة على قلب ...
تنفس سعد تنفساً اصطناعي ويجب إدخاله للعناية المركزة ليكون تحت نظرهم من خلال ممرضه خاصه له ...
وبعد فتره نقلوه إلى العناية وذهبت معه إلى مدخل العناية فقط لأنه ممنوع الدخول لغير العاملين في المستشفى ولكن قبل دخوله من باب العناية رأيت ما لم أراه في حياتي كلها رأيت أخ يودعني كان يلقي أخر النظرات إلي ... كانت نظرات حزينة وكان يبدو على وجه معالم السكرات وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات ...
واشتد نزعه أمام عيني ... فجأة ...
أقفل باب العناية بيني وبينه ولم أستطع أن أراه وكلما سألت عنه الممرضات قالوا نحن لا نعلم لأ، الدكاترة جميعهم عنده ...
لحظتها قررت أن ادخل وأرى بنفسي ماذا يحدث وعند وصولي عند الباب أتت الدكتورة وسحبتني إلى الخلف ..
وقالت هل أنتي أمه ؟
قلت لا ..
قالت إذاً ممنوع الدخول لغير الأب والأم
قلت أنا المرافقة معه في المستشفى
قالت إذاُ استريحي وأنا سوف ائتي إليك بعد قليل .
انتظرت فإذا بدكتورتين مقبلتين إلي ...
قلت ماذا حصل بسعد أخي ؟
قالوا إن الحالة حرجه جداً ويجب ان يأتي والديك الآن ... طبعاً كانت الساعة 9:30 صباحاً أخذت الجوال واتصلت بأمي وقلت لها أن تأتي هي وأخي فحضر أخي مع أمي إلي المستشفى فدخل أخي فقط إلى العناية ومنعوا أمي من الدخول ...
فانتظرنا إلى أن خرج أخي وكانت عيناه مليئة بالدموع فسألناه عن سعد ...
فإذا بدكتورة أتت إلينا ونحن في وسط قسم التنويم وقالت البقاء لله سبحانه وتعالى يا أم سعد ربك أخذ أمانته ...
فإذا بالدموع سالت وتعالت الأصوات بالصياح وخرجوا جميع النساء من الغرف على أثر الصياح
وقعت أمي لسماع الفاجعة الكبرى ... لسماع ما لم
يتوقعه أحد منا ... لسماع ... "سعد مات" مات سعد
كيف...؟ سعد مات ..لا..لا..لا يمكن كانت هذه العبارات التي خرجت مني لم أصدق .. لقد كان معي قبل قليل ...
لقد كان يكلمني ويضحك معي ... كيف كيف مات قلبي ... كيف يموت ويتركني ... كيف ... لقد تعاهدنا أنا وهو أن نبقى سويه مدى الحياة ..
لا.. لا.. سعد لم يمت . كيف يموت وهو قلبي ..؟ فتسارعت خطواتي ... إلى العناية المركزة لأرى قلبي وأودعه وعند وصولي إلى الباب ضعفت خطواتي ... ففتحت الباب ودخلت ورأيت جميع الأماكن عليها مرضى عليها أجهزه عليها قلوب تنبض ... ماعدا سرير واحد كان في زاوية مظلمة وكان الستار يغطي السرير بأكمله ... فعلمت أنه سرير قلبي ... فتوجهت إليه ببطء وعندما اقتربت منه ومسكت أطراف الستارة مسكتني الممرضة وقالت لي كل شيء مقدر عند الله وإنا لله وإنا إليه راجعون ... قلتها ومن بعدها مسكت يدي لتدخلني إليه فدخلنا ورأيته نعم رأيته ورأيت أمامي أجهزه كثيرة من ضمنها جهاز للتنفس الاصطناعي ورأيت جثه هامدة لا حراك بها ولا نفس بها ولا قلب ينبض بها ...
وبعدها اكتشفت أنها جثة قلبي أنا جثة أخي سعد مسكت يديه وقبلتها ومن ثم ضمته إلى صدري وقلت له : قم .. قم معي سوف نذهب للبيت أنا وأنت مثل ما وعدتك ... هيا قم لقد دخلنا المستشفى سويه ... وسوف نخرج سويه قم ... لا تتركني أذهب وحدي ... لا تتركني أعيش بالدنيا بلا قلب ... سعد قلبي ... هيا لنذهب ... ولكن لا فائدة من كلامي هذا لأن سعد مات وأنا أكلم جثته فقط ... بعدها رأيت أخي الذي أتى مع أمي يبحث عني فأرشدته الممرضة إلى مكاني فأتى إلي وسحبني من أمام قلبي من أمام سعد ... قلت له أتركني قال ما الفائدة سعد مات سعد مات خلاص هذه مجرد جثه لا حراك بها ...
فألقيت آخر نظره عليه وقبلت جبينه ورحلت عنه كانت أول مره أذهب وأتركه خلفي .. خرجت من العناية ومن ثم من المستشفى كانت الساعه 10:30 يوم الأربعاء 3/2/1428هــ
صحيح أنه مات ولكنه في بالي وقلبي ليل ونهار
مستحيل أنساه وأنسى ذكراه مستحيل أنسى آخر نظره لي ...
ومستحيل أنسى قبلاته التي كانت آخر يوم ...
ومستحيل أنسى شيء أسمـه سعد ...
إلى الله الكريم ابث حزني
وأحسب ان ميتنا شهيدا
إلهي لا تؤاخذني فإني
اكن لسيدي حبا شديدا
يفوق الوصف بل كل القوافي
وما قلبي الذي يبكي حديدا
ارى الدنيا بدون اخي جحيما
وبهجتها على قلبي قيودا
إنتهت:44:
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



عذرا أيها الفرح :
رحم الله أخاها.. وثبتها عند مصيبتها..رحم الله أخاها.. وثبتها عند مصيبتها..
أختي تلميذة الداعية
هكذا هي الدنيا دار لعابر سبيل
أسأل الله أن يرحم أخاها وموتى المسلمين
ودمتي بحفظ الله
هكذا هي الدنيا دار لعابر سبيل
أسأل الله أن يرحم أخاها وموتى المسلمين
ودمتي بحفظ الله

مشكورين على المرور .. بس حبيت اقولكم ان صاحبة القصه هي انـــــــــــــــــــا ..
الصفحة الأخيرة
الدنيا دائما ً تأخذ منا أغلى البشر
فتتركنا نحترق بنار الذكريات
وإن إفترقنا في الدنيا
لابد أن نجتمع بالأخرة
روووووحيsamt