ععدما يصبح "عالم حواء" مسرحًا للروايات البوليسية بلا مكافأة!
في زاوية مظلمة من زوايا الإنترنت، وبالتحديد في منتدى "عالم حواء" الذي لا يعرف الجوائز، هناك من يواصل بعناد اتهامي بـ"التأليف والكذب". ويا لدهشتي! فأنا، الساردة المجهولة، والمؤلفة المغمورة بلا حقوق ملكية فكرية، أجد نفسي متهمة بنسج القصص والحبكات المعقدة... في مكان لا يقدم حتى "نقاط ولاء" أو "شكرًا" مكتوبة بخط ذهبي!
تخيلوا معي المشهد: أنا أجلس خلف شاشتي، أفكاري تتراقص كفراشات ملونة، أخط بيدي قصصًا قد تلامس القلوب، أو ربما تثير بعض الضحكات. وفي ذهني، لا يوجد سوى هدف واحد: مشاركة تجاربي وهمومي. لا يوجد عقد فيلم ينتظر توقيعه، ولا رواية ستترجم إلى عشر لغات، ولا حتى قسيمة شرائية لعشاء مجاني. مجرد كلمات تتدفق من عقلي إلى لوحة المفاتيح.
فجأة، تظهر محققة المنتدى، نظراتها ثاقبة كأشعة الليزر، وهي تصرخ في وجهي الافتراضي: "كاذبة! مؤلفة! هذه ليست حقائق، هذه قصص من نسج خيالك!"
أحاول أن أتمالك نفسي من الضحك، أو ربما من البكاء على ضياع موهبة كان يجب أن تستغل في كتابة سيناريوهات هوليوودية. أرد عليها في صمتي: "ولماذا؟ أخبريني، سيدتي المحققة الفاضلة، ما هو دافعي الخفي وراء هذا "التأليف" العظيم؟ هل هناك جائزة نوبل لأكثر العضوات خيالًا في منتديات السيدات؟ هل هناك سيارة فارهة تنتظرني إذا أبدعت في وصف موقف يومي بطريقة مشوقة؟"
بالطبع لا! لا توجد جوائز، ولا مكافآت، ولا حتى إشادة رسمية من "إدارة المنتدى" على إبداعاتي الوهمية. الأمر أشبه بأن يتهمك أحدهم بالسرقة، بينما كنتَ تتبادل حديثًا وديًا في حديقة عامة لا يوجد فيها ما يُسرق!
ربما يجب أن أتقدم بطلب براءة اختراع على خيالي الواسع، أو أن أطالب برسوم ملكية فكرية على كل "قصة كاذبة" كتبتها. ففي عالم يسعى فيه الجميع للمكاسب، يبدو أن هوايتي الوحيدة هي تضييع الوقت في "التأليف" المجاني.
لعلها تعتقد أنني أعمل تحت غطاء منظمة سرية تهدف إلى نشر الروايات الخيالية في المنتديات النسائية لخداع الأمة! أو ربما تظن أنني أتدرب لأصبح كاتبة قصص قصيرة مشهورة، وهذا المنتدى هو ورشة عملي السرية.
لا تقلقي يا صديقتي، أو ربما عدوتي الافتراضية. أنا هنا، أكتب لأنني أريد مشاركة ما بداخلي، لا لأنني أسعى وراء كنوز مدفونة تحت زر "إرسال الموضوع". وكل "كذبة" أو "تأليفة" أكتبها هي في الواقع مجرد تعبير عن فكرة، شعور، أو حتى مجرد طريقة لـالتعبير عما أختبره في حياتي.
فدعيني أواصل "التأليف" يا سيدتي المحققة، ودعيني أستمتع بكوني "كاذبة" في عالم لا يقدر المواهب الخيالية المجانية. ففي النهاية، ما دامت لا توجد جوائز، فإني حرة في أن أكون ساردة قصص عالم حواء، حتى لو كانت هذه القصص تعيش في مخيلتي فقط!