التكوين النفسي للإنسان هو عبارة عن مجموعة من المركبات الشعورية المعقدة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال اختراقها إلا عبر أساليب حاذقة، يستدركها العقل البشري ويهضمها تماماً لتعطي معطياتها وتأثيراتها على كيانه ككل.
فالجانب العقلي في الانسان أحد ملامح الشخصية المهمة لنفاذ الفكرة وثباتها لتطبع كبصمة البنان في الوجدان.
وأول غذاء يستقبله العقل هو العقيدة الدينية، أياً كان مصدرها، وأخص هنا على نطاق الحصر (العقيدة الاسلامية) المجردة عن المظهر الشكلي الباهت أو البعد النفسي الواهن كما يظنه البعض والذي يمكن صبغه بملامح قابلة للتغيير عبر أي مؤثر خارجي. فنظرة سريعة إلى واقعنا الاجتماعي الذي نعيشه نستطيع التماس حقيقة الخلخلة العقائدية العميقة في الوجدان وتزاحم المتناقضات الشكلية في الطباع والسلوك والمواقف.
كلنا يتحدث باسم الدين ويناهض عبر حوارات سفسطائية كل أوجه القصور في الأطراف الأخرى لتتفجر عبر هذا الاحتداد الكلامي صراعات كثيرة على الساحة، تعود إلى تضارب فكري كبير وتنافر عاطفي يقودان إلى تعميق الفجوة بين التيارات المتصارعة.
وعندما نعود إلى حقيقة أنفسنا نكتشف ان إشباعنا العقائدي ناقص ومبتور يتطلب فهم التوحيد عن وعي وحب عاطفي نفسي لله سبحانه بحيث يصل الشعور إلى حد التلاحم وهضم فكرة التوحد في حب الله وعبوديته لتنعكس واقعاً على تصرفاتنا وأخلاقياتنا، كما يقول رسول الله (ص): (تخلّقوا بأخلاق الله)، فثمة أخلاقيات موصولة بالتوحيد تتطلب الحذر في النطق والتصرف والمعاملة والحكم والممارسة وإعادة كل الأشياء والمحسوسات والقضايا إلى الحكم العقلي الشرعي الخاضع برضا الله أو غضبه عن حب وقناعة. فعلى سبيل المثال: اتهام الناس والتشهير بهم ونعتهم بأبشع النعوت دون فهم ما لهذه الرواسب والمخلفات السلبية التي تفكك أنسجة المجتمع وتمزق أواصره وتشعل جذوة الفتنة لتستشري حتى تتحول إلى أمر يعتاده الناس بفعل الروتين والعادة والتكرار .. فكما فعل فلان سأفعل وسيفعل علان .. في حين قال رسول الله (ص): (إذا ابتُليتُم بالمعاصي فاستتروا) فالعبث في سيرة الناس والتلذذ بعيوبهم وذكرهم بأسوأ الصفات أثناء غيابهم وتعميم مظاهر فاسدة على الجميع لهو عامل سلبي من عوامل الهدم للروابط الاجتماعية في حين أن المسلم الحقيقي الواعي لحقيقة دينه يحتوي بحكمة وسرية كل العناصر المشوهة التي تهدم كيان مجتمعه.
المظاهر الفاسدة على جميع صورها والتي يتناولها المجتمع على اختلاف انتماءاته وجذوره جميعنا مسؤول عنها ومحاسب عليها .. لأن السلبية في الفعل وانعدام القدوة، والقيم المثالي الذي يحتفظ بخطه كنموذج فعال يحفظ الآخرين ويوجه مسيرتهم ومصالحهم بضمير وصدق بدءاً من رب الأسرة حتى آخر مسوؤل (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)!.
ناهيك عن بعض من تحول إلى جلاد يتلبس لباس الدين ويتمسح بمسوح الإيمان وهو يلقي التهم جزافاً دون الرجوع إلى حس العقيدة الواعي الذي يرفض وجدانياً هذا التصرف.
فإذن هذا الزخم الهائل المتدفق بروح الاسلام ينبغي أن يعاد تجديده وصيانته كما تصان الماكينة عندما تعطل، فكل مسلم بحاجة إلى وقفة صامتة مع ذاته ليفتح حواراً داخلياً مع نفسه ويقيم عقيدته هل هي متوافقة مع سلوكياته أو مناقضة لما يعتقد ويقول، بين ما يتبنى من قيم ويتصرف؟.
لا نكهة حسية للعقيدة طالما هناك شيء موروث يخضع للتفكير.
فالعقيدة الراسخة لا يمكن أن يتسلل إليها أي فكر هدّام أو أي منطق دخيل على الفطرة، ولا تجدي كل محاولات التسلل النفسية التي يصطنعها الآخرون لإضعاف اسلامنا.
فنقطة الضعف هي في محور التفكير الذي يتبنى الاسلام عن قناعة وإيمان وتشبث إلى حد تتغلغل فيه الجذور إلى أرضية العقل وتنصب بمشاعر نفسية وعاطفية إلى أعماق الروح.
ولهذا اكن من السهل أن تهتز صورة المسلمين في المجتمعات الأخرى، من السهل أن يتخلى المسلمون عن التزاماتهم الشرعية.
ومن السهل جداً أن نتنازل عن حقوقنا إلى الآخرين بتلقائية ساذجة لأننا فقط نتغنى بقشور هي عادات وتقاليد موروثة نظنها من صميم العقيدة وهي في الحقيقة موروث اجتماعي رهين الظروف الحالية وننسى أن العقيدة تحتاج إلى مناهل حقيقية أصيلة تمنحنا الزخم العقائدي والعاطفي كطاقة حرارية ملتهبة لا تفتر ولا تخمد بل يصل مفعولها النفسي إلى حد أن تقف وأمام رغبات النفس كحصن منيع وسد قوي أمام أي تخلخل منيع أو اهتزاز في شخصية الانسان وبنيته العقائدية إلى حد الاستماتة والدفاع عن كرامة الانسان واعتباره.
فكفانا عبثاً وجدلاً وتهماً، ولنتفهم الشخصية الاسلامية متكاملة الأخلاق، متوازنة قولاً وفعلاً. فالغرب أخذ يدرس الاسلام ويحضر الندوات الفكرية العالمية لاستيعاب ذلك الدين وفهمه وتدارسه وذلك ضمن تحالف المفكرين المحايدين، في وقت نحن فيه نخلع ثوب الاسلام لنقف في منتصف الطريق ننظر إلى المستقبل نظرة ضبابية باهتة لا علامة لها ولا هوية.
منقووووووووووووووووول
دمعة الطيف @dmaa_altyf
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الذاكرات
•
معرفة الرب فطرة جعلها الله في كل مولود يولد
ولكن أبواه يمجسانه أو يهودانه اوينصرانه ولم يقل يمسلمانه لأنه دين الفطره
علم التوحيد واجب على كل إنسان تعلمه حتى لا يتخبط بالشركيات
والدليل قوله تعالى :
"فاعلم أنه لا إله إلا هو"
وجزاك الله الخير
ولكن أبواه يمجسانه أو يهودانه اوينصرانه ولم يقل يمسلمانه لأنه دين الفطره
علم التوحيد واجب على كل إنسان تعلمه حتى لا يتخبط بالشركيات
والدليل قوله تعالى :
"فاعلم أنه لا إله إلا هو"
وجزاك الله الخير
الصفحة الأخيرة
ولكن أبواه يمجسانه أو يهودانه اوينصرانه ولم يقل يمسلمانه لأنه دين الفطره
علم التوحيد واجب على كل إنسان تعلمه حتى لا يتخبط بالشركيات
والدليل قوله تعالى :
"فاعلم أنه لا إله إلا هو"
وجزاك الله الخير