الطموح

الطموح @altmoh_2

عضوة نشيطة

عندما دخل أحمد ...

الأسرة والمجتمع

عندما دخل أحمد ...
آآآآآآآه .. مدَّت بها سارة صوتها وهي تنقلب في الفراش على جنبها الآخر .. نظرت في ساعتها
لكنها لم تميِّز عقاربها للوهلة الأولى .. إنها الساعة الثانية عشرة ظهراً .. نهضت متثاقلة ..
توضأت ونظرت إلى وجهها في المرآة .. كم هو متورِّم ، وعيناي جاحظتان هل أطلت النوم لهذا الحد ؟؟!
أبدو وكأنني خرجت من المقبرة للتو .. تبسمت على منظرها .
وبعد الصلاة توجهت إلى المطبخ ..
· بقي ساعتان على خروج أحمد من العمل .. اممم .. ماذا أعمل للغداء ؟
فتحت الثلاجة .. أوووه .. لا يوجد دجاج .. ولا لحم .. ولا كوسه .. ولا باميا .. ولا فاكهة .. ولا طماطم ..
يا إلهي .. لقد نسيت البارحة أن أكتب الأغراض الناقصة ليحضرها .. ما هذه الورطة ..
حسنا .. سأتصل عليه الآن ..
اتجهت مسرعةً إلى الهاتف ...
· السلام عليكم ..
· هلا أحمد .. كيف الحال ؟
· ما لأمر ؟ طلبات كالعادة !!
· بصراحة لم أجد ما أعمله للغداء .. نريد بعض الأغراض .
· ألم أسألك البارحة قبل خروجي عن ما تحتاجين ؟!! حسناً .. ما المطلوب ؟
وبعد سرد القائمة .. أغلقت الهاتف .
الساعة الثانية .. الشوارع مزدحمة .. وكأن الناس يريدون الهجرة من بلادهم
.. ابتسم أحمد عندما أحس بهذا الشعور ..
آه وعندما تكون درجة الحرارة قد قاربت الأربعين يكون للزحام شأن آخر !!
أخيراً .. اكتملت أغراضك يا سارة ..
وندما همَّ أحمد بركوب السيارة خارجا من المركز التجاري .. بادره الجوال برنينه المزعج ..
من .. سارة ثانيةً !! هل نسيت الملح هذه المرَّة .. قالها في نفسه متهكماً ..
· نعم ..
· عفواً أحمد .. يبدو أن الوقت لن يسعفني لتجهيز الغداء بعد رجوعك .. أليس على الطريق مطعم ؟!!
· بلى .. قالها وقد بلغ منه الضيق مبلغه !!!
وقف على مطعمه المحبَّب .. إنه مغلق ..
· حسناً لازال على الطريق آخر ..
الساعة الثالثة إلا ربعاً كان أحمد يضع الأغراض على طاولة المطبخ .. بينما سارة في غرفتها ..
تضع اللمسات الأخيرة على وجهها– وعندما تنشغل المرأة في زينتها فليس غريباً أن لا تسمع فتح الباب –
· سارة .. سارة !!
خرجت سارة مسرعةً من غرفتها ..
· هلا أحمد .. لم أنتبه لحضورك .. هل أحضرت الأغراض ؟؟!
· جهزي الغداء بينما آخذ دشا سريعاً فالحرُّ قد .....
وقبل أن ينتهي من جملته ..
· اوه أحمد .. ألم أقل لك في المرة الماضية لا نريد التفاح الأخضر !! وهذه الطماطم لم هي لينة هكذا ??
.. ألم تتأكد منها قبل الشراء .. يبدو أنها في المحل منذ أيام ..
ألم أقل لك تأكد ما تشتريه طازج .. ليس مكدَّساً عند صاحبه منذ زمن !!
· انسحب أحمد المرهق بهدوء .. بنفس منكسرة .. فقد كان ينتظر اعتذاراً مع كلمات شكر أو دعاء
.. انسحب إلى غرفته بعد أن فقد أي رغبة له بالأكل !!

وقفات مع الخاطرة :
1. ما أجمل أن تكون المرأة كالنحلة في بيتها همَّة وحيوية .. تصحو باكراً لتودع زوجها
إلى عمله بعد أن تتناول الإفطار معه وإن لم تكن عاملة .. وإن ارتاحت بعدها فلا تطيل مما يزيدها خمولاً
و كسلاً بل تصحو لتصلح شأنها وبيتها وأبناها .. تقرأ كتاباً وتستفيد من وقتها وتستعد لقدوم زوجها وأبنائها .
2. ماذا لو جهَّزت سارة غداءً سريعاً مما في بيتها وإن قل ، بدلاً من إثقال كاهل زوجها
المتعب بالمطالب في وقت هو أحوج ما يكون للراحة ، أو على الأقل تستشيره !!
3. ما أجمله من موقف لو استقبلت سارة أحمد فتناولت منه بعض ما معه من أغراض داعيةً الله
بأن يحفظه لها و لا يحرمها منه وأن يخلف عليه وأن يخلف عليه ما أنفقه
مع كلمةٍ محبة تنسيه تعب طريقه .
4. لا بأس من نقد المشتريات ولكن في الوقت المناسب والأسلوب المناسب ،
فليس جميلا أن تنقد وهي للتو قد وضعت في مكانها ..
بل إذا أردت شيئاً مجدداً فنبهي على ما ترغبين دون إشارة لما سبق شراؤه !
5. كم هو جميل أن تهتم الزوجة بهيئتها أمام زوجها
وأجمل منه أن تهتم بالكلام الجميل وأن تحفظ مشاعره مما يكدرها .
7
676

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسيم الود
نسيم الود
كلام سليم
يعطيك العافيه على هالاسلوب الرائع
GrOoO7
GrOoO7
سلمت يداكي ياليت من هو يعتبر ولا يكون مثل ساره :26: :27:
عسل صافي
عسل صافي
mys_alreem
mys_alreem
مشكورة يا الغالية:26:
ام سرمد
ام سرمد
:26: