عندما دقت ساعة الفناء في هيروشيما

ألقيت القنبلة النووية "ليتل بوي" من القاذفة " اينولا غي" في الثامنة و15 دقيقة و30

ثانية صباح السادس من اب " اغسطس " عام 1945 وانفجرت بعد45 ثانية على ارتفاع

580 مترا فوق هيروشيما مطلقة بريقا ابيض يميل الى الزرقة لجزء من الثانية وحرارة

لامثيل لها على الارض وقفزت درجة الحرارة مباشرة تحت الانفجار الى مابين ثلاثة

الالاف الى اربعة الالاف درجة مئوية وفي دائرة قطرها كيلو متر ونصف ارتفعت درجة

الحرارة على سطح الارض في لحظة واحدة الى اكثر من 540 درجة مئوية وكان

المحظوظون اولئك الذين كانوا في مركز الانفجار اذ ماتوا في اللحظة اما بالتبخر

الفوري او التفحم الى جثث صغيرة محنطة ينبعث منها الدخان تجمدت على حركتها

الاخيرة في الحياة الناس الابعد عن مركز انطلاق الموجة الحرارية واجهوا عذابا أبطا فقد

اذابت الحرارة الشديدة كرات عيون الذين كانوا في البريق بدهشة البريق كما احرقت

تقاطيع وجوههم وكوت جلد الجسم كله ليتساقط شريحة بعد شريحة اما الذين نجوا من

الجحيم الفوار فقد خرجوا منه وهم يمشون مثل الانسان الالي باذرع ممدودة الى الامام

وايديهم متهدلة وكانوا يحاولون غريزيا ابعاد جلدهم المحروق عن أي شيء حتى عن

انفسهم تهالك هؤلاء على ضفاف النهر وكان بعضهم يصرخ "ميزوا ميزوا " (الماء باليابانية)

لان درجة الحرارة والاصابات امتصت الماء امتصاصا شديدا من اجسامهم ولما كانت

الالوان الفاتحة تعكس الحرارة بينما تمتصها الالوان الغامقة فان ملابس بعض الضحايا

صارت وشما على اجسادهم مثل رسوم الكيمونو التي وجدت على ظهر امراة والحزام

القماش الاسود الذي وجد على وسط جثة متفحمة تماما وقال ميتشيكو واتانابي الذي نجا

من الانفجار (ان اسرابا من الذباب الكبير ظهرت وحاولت وضع بيضها في اللحم

الانساني وكان الجرحى اضعف من ان يطردوا الذباب الذي عشعش في اياديهم واعناقهم

وكان لون بعضهم اشد سوادا من الذباب الذي غطاهم)

بعد الموجة الحرارية جاء الانفجار الذي انتشر من المركز بسرعة اولية مقدارها 3.2كلم

في الثانية تراجعت بعد ذلك الى سرعة الصوت واذا كانت موجة الصدم الانفجاري هي

الخطر الرئيسي من القنابل العادية فان ليتل بوي وصلت الى مستوى جديد من قوة

التدمير فقد اطلقت ما يعادل 12.5 الف طن من متفجر تي ان تي سوت هيروشيما

بالارض واحدة ولم يسلم من الاذى سوى 6 الالاف مبنى من 76 الف مبنى

ويقدر ان مائة الف شخص قتلوا في اليوم الاول للانفجار ووصل العدد بنهاية السنة الى

140 الفا

وقفــــــــــــــــــــــة: هذه في الدنيا فكيف بنار جهنــــــــــــــــــم