
hanona05
•
قراءه ممتعه




hanona05
•
hanona05 :
صباح يوم الثلاثاء 1 / 6 / 1427 هـ : تقلبت أزهار يمين ويسار وهي تدعي ربها يغمض عيونها لو دقايق ~ ياترى هو سهران زيي ولا نايم في سابع نومة ~ , من أصبحت أمس يوم حناها ما نامت إلى الآن , زفرت وقالت وهي تقوم : استغفرت مية مرة , حتى إبليس ما نومني , العادة ما أكمل عشر مرات إلا وأنا راقدة .. حكت شعرها بضيق وصرخت : يا نوووووووووووم .. ورمت نفسها على ورى وزفرت وهي تطالع في سقف غرفتها , غرفتها اللي بتروح عنها بكرة , قامت وقالت : والله أقوم أحسن من السدحة , كذا بأتعب أكثر .. وقامت تشتغل في البيت وتدور أي شي عشان تنشغل فيه , جهزت فطور من ثلاث أنواع بيض وأنواع الجبن والزيتون وحتى فول طبخته وحطت شموع على الطاولة المستطيلة في الصاله اللي فرشت عليها مفرش وجهزت برادي شاهي وحليب وراحت تصحي عمر , طالع عمر في ساعته وقال بصوت نعسان : أزهار الساعة 9.30 .. قالت وهي تسحبه : ويعني ؟؟ يلا قوم .. تثاوب وفرك عيونه وتشطف ودخل المطبخ , سأل لمن شاف السفرة : أزهار نمتي ؟؟ وطالع في وجهها وقال وهو يجلس على الأرض : ما أظن .. جلست قدامه وقربت له العيش وقالت : سمي بالله .. كان طول ماهو ياكل وهو يمدح في أكلها ويعطيها شوية نصايح لزواجها وهي كانت تطالع فيه طول الوقت كانت تحاول قدر الإمكان تحفر صورته بداخلها , ما تدري ليه تحس زواجها بخليها تفقده مرة ثانية , لمن طالع فيها حطت نفسها تاكل , ولمن خلص أكل ساعدها في شيل السفرة وقال مقترح : اش رايك نروح البحر ؟؟ طالعت في ساعتها وقالت وهي تحط الصحون في المغسلة وتفك الصنبور : دحيييييييين ؟؟ هز راسه وقال وهو يصك الصنبور : إيوه , إلبسي عبايتك يلا , العروس مفروض ما تغسل نحاس .. نشفت يدينها وقالت باستسلام : يلا , يلا .. جلس يدور بالسيارة في البحر إلين الظهر وبعد ما صلوا في مسجد قريب أصر يغديها في مطعم , وبعد المطعم مررها على محل آيس كريم , أكلته وهي مستمتعة , صح كانت بطنها بتنفجر من كثر مازغطها عمر أكل على الغداء لكن الإيس كريم له لذته , وقف عند مسجد وصلوا العصر وبعد ماخرجوا قال : اش رايك نرجع للبحر نشتري من البليلة اللي كانت مقفلة الصباح .. صرخت باستنكار : عمــــــــــر .. ضحك وقال : أمزح , بنروح لحديقة الحيوان .. شهقت وقالت : إنت تتكلم جد ؟؟ قال وهو مقطب : ما أفتكر يوم إني كذبت عليك , وهذا بفضل ومنة من الله .. ابتسمت وقالت : آسفة بس مني مصدقة , صراحة أحلى يوم في حياتي .. شغل شريط قرآن عنده جلست تستمع له بصمت وبدون ما تشعر غاصت في النوم اللي من أول تدور عليه .. لف عليها عمر وقال براحة : أخيييييييرا , ما بغيتي تنامين .. وغير وجهته للبيت , وعند العمارة صحاها وساعدها على الطلوع , من التعب نامت على كنب الصالة , لحفها وشغل المكيف وخرج من الشقة لأنه عنده أشغال قبل زواجها وصك الباب بعد ما تأكد إنها غاطة في النوم ومرتاحة .. ************************في فيلا أبو جاسم بعد المغرب : كان أهل البيت كلهم على قدم وساق عشان يستقبلون صاحب أبوهم عبد الكريم و عايلته في ملحق الضيوف اللي رفض جاسم يسكن فيه وفضل شقة بسيطة في نفس الحي , جاسم وأبوه راحوا للمطار وعبد الرزاق راح مع حسان عشان يجهزون ذبايح عشا الليلة .. صرخت الجوهرة : بتقومين ولا لا ؟؟ حطت العنود رجل على رجل وقالت : فيه 3 شغالات من دون شغالتك والبيت نظيف , أقوم اش أسوي , بالعقل اش أسوي أقلع الرخام وأنظف تحته ؟؟ : عنود بلا قلة حيا وطولة لسان , احترميني أنا أكبر منك .. قامت العنود بغيض وقالت : اللهم طولك ياروح , جوهرة تراك من أمس حاطة دوبك دوبي , أموت وأعرف أنا اش مسوية عشان تقعدين لي عالوحدة , يعني الهنوف نايمة والبندري جالسة على النت , اش معنى أنا بالذات تجين وتناقريني هااااااا ؟؟ قالت الجوهرة : كلهم سنعات ولقوا لهم عرسان وانتي لسه قاعده , طاقه الـ 24 ولسه ما دق أحد الباب .. كتمت العنود غيظها وقالت ببرود ساخر : كيفهم , هم الخسرانين مو أنا .. قالت الجوهرة : قومي تلحلحي قدام عمتي حنان عندها ولدين مو واحد عسى تخطبك لواحد فيهم وإن شاء الله عدنان , مهندس تحلمين بزيه .. شهقت وقالت : عساك تبغيني أتحرك قدامهم يعني يعني أنا لهلوبة , لا عيونيييي هذا بعدك , بعدين عدنان بالذات ما أبغاه أكيد نسخة منسخة من أخوك جاسم والعياذ بالله .. صرخت الجوهرة بعصبية وهي تحط يد على خصرها وتحرك اليد الثانية : اش قال الله في جاسم ؟؟ ولا ست أزهار خلته في عيونك وععع .. زفرت العنود وصرخت وهي رافعة يدينها : ياااااااااا صبـــــر وينك ؟؟ وقامت وطلعت الدرج وهي تقول : أنا أطلع غرفتي أحسن لي .. نزلت أمها وهي تسأل : اش فيك ؟؟ صوتك واصل لآخر الفيلا .. أشرت العنود بصمت على الجوهرة اللي قاعدة تعطي نصايح ما ألقت لها بال وكملت طريقها , نزلت هدى وقالت : الجوهرة بنتي خفي على العنود شوي .. قالت الجوهرة : تبغينها تعنس , أم خالد بتحضر العرس وبتشوف البنات , في عهود وريم و سفانه غير العنود وكلهم في سن زواج , تبغينها تنقي أحد ثاني غيرها لعدنان ولا سامر .. قالت أمها : يا بنتي الزواج قسمة ونصيب .. : والتفكير برضو له دور .. قاطعهم صوت الجرس فقالت هدى : تكفين يا بنتي لا تتضاربون قدام الضيوف وتفضحونا .. وراحت تستقبل حنان اللي جات مع سحر و سلافة , دقايق و نزلت العنود بعد ما تمالكت أعصابها ومن تلاقوا هي وسحر نسيوا كل الموجودين وجلسوا يتناقلون آخر الأخبار اللي ما تناقلوها بالرسايل وأصواتهم المتحمسة صاجة الموجودين , خاصة سلافة اللي اعتذرت إنه عندها صداع وطلعت ترتاح في الملحق اللي دلتها عليه الهنوف .. *** قال جاسم بحسرة : تمنيت أشوفهم , مالي عهد بهم .. قال عدنان بابتسامة : احمد ربك واسجد له شكر اللي ماجوا كان قلبوا جوازك حريقة .. ضحك حسان وقال : لهالدرجة ؟؟ صراحة شوقتني أشوفهم وأتعرف عليهم .. لف عليه عدنان وقال باستغراب : انت ماقيد شفتهم ؟؟.. قال جاسم يفسر : مو انتم نقلتم الرياض قبل سنة من نقل عمتي نورة لجدة .. قال حسان وهو يدقه بمزح : لا تقول اسم أمي مرة ثانية لا أعلمه على اسم أمك هدى .. قال جاسم : لا والله , يعني يعني ماقلته دحين .. ضحك عدنان وقال : ولد نورة وولد هدى اسكتوا أحسن لكم .. لفوا عليه وقالوا في وقت واحد : ولد حنان مالك دخل .. انفجروا ضحك وقال عدنان : الله يـــ.... فجعتوني , شوية و تاكلوني .. وبعد تبادل بعض الأخبار راح حسان لخاله اللي ناداه , لف عدنان على جاسم المسرح وسأل بفرح : كيفك يالمعرس ؟؟ هز راسه وقال بقرف : زييييييين .. سأله بحيره : وليه تقولها بدون نفس ؟؟ زفر جاسم وقال : كذا مزاج , فضها سيرة .. لف عدنان عنه وقال بضيق : أفففففففف , يا إنك غليس بشكل , تقتل الفرحة في مهدها .. خرج جاسم جواله اللي قفله يومين وفتحه , ما أخذ دقيقة وجاته ثلاث رنات رسايل , كانت كلها من أزهار , جديده تحمل نفس المضمون وبعضها منعاد إرسالها , مسحها وهو يقول بداخله ~ عشر رسايل إلى الآن , هذي اش عندها مصرة لهالدرجة ؟؟ ~ استغرب من نفسه ليش ما يبغى يروح يشوف اش عندها , هل هو خايف من اللي بيسمعه منها !! مستحييييييييل , ليش يتردد ويخاف , هي أصلا ما تعني له شي من البداية وهو الوحيد اللي عارف إنها إنسانة صايعة في ثوب عابدة .. خرجه صوت عدنان وهو يسأل: وييييييييييييين ؟؟ على وين يابن الناس ؟؟ ابتسم جاسم وقال : في همي اللي بيركب راسي بكرة .. : لا حول ولا قوة إلا بالله , اللي يسمعك يقول رايح لمصيبة ولا معركة .. قام وقال : خليها على الله .. وخرج عشان يشوف العشاء , وبعد ما تعشوا تواعد ينام مع حسان في المجلس عشان يصحون مع بعض ويسوون بعض الأشغال الناقصة , راحوا البقية للملحق و دخل جاسم غرفته عشان يغير ثوبه , و بعد تفكير عميق اتصل على صاحبه في الاتصالات وسأله : ها طلعت لي الفاتورة ؟؟... جزاك الله خير , لقيت الرقم اللي قلت لك عليه ؟؟ ما يدري ليه انصدم لمن قاله فيه مكالمتين أمس من نفس الرقم اللي سأل عنه , وحده مدتها ربع ساعه ووحده عشر دقايق , هو كان عارف إنه أكيد كان في شي بينهم بس ما تخيل إنه جرأتها ممكن توصل لدرجة إنها تدق على عبد الرحمن قبل زواجها بيومين وبعد التهديد ذاك كله , شكر صاحبه وصك التلفون وسحب جواله وخرج بدون تفكير .. *********************** دق الجرس المتواصل أزعجها و صحاها من نومها , قامت ولقيت نفسها على الكنبة ~ اش جابني هنا ؟؟~ حاولت تسترجع ذكريات اليوم لكن دق الجرس نزعها من أفكارها وخلاها تجري للباب , فتحته من دون ما تطالع وهي تدعي إنه ما يكون صاير شي , الدق يدل إنه مصيبة صارت , دخل شبح ثوب قدامها , رفعت راسها و انصدمت لمن لقيت جاسم ما يبعد عنها أكثر من 10 سم وارتفع معدل نبضها وهي تشوف الغضب مستعر بداخل عيونه , صفق الباب بكل قوته ومسك يدها وجرها على الصالة , وهناك لف عليها ورص على يدها سأل بصوت بارد : اش كنتي تبغين تقولين ؟؟ حست أزهار برعب ~ هذا كله الغضب عشان هالسؤال , وليه دحين ؟؟ ~ طالعت في الساعة المعلقة وراه على الجدر , كانت مقربه على 12 , تذكرت إنها ما صلت لا مغرب ولا عشا , صرخ وهو يسحب يدها عشان تطالع فيه : جاااااااااوبييييييييي .. انتفضت رغم عنها وقالت بصوت واطي : كيف أفهمك و انت معصــ.. قاطعها وهو يفلت يدها ويمسك عضدها ويرصه : مااااااااالك دخل معصب ولا لا , تكلمي .. قالت وهي تزفر : طيب سيب يدي .. ولمن رص عليها أكثر سحبت نفسها بعيد عنه وقالت بصوت أعلى : سييييييييبني .. و انصعقت من نظرات الحقد والكره و الاشمئزاز اللي يرميها بها ~ هذي مهي نظرات عريس لعروسته أبدا ~ نزلت نظرها عنه وقالت وهي تحس برودة تجتاح قلبها وجسمها كله : كنت بأكلمك على موضوعنا , قصدي على الحكاية اللي ضربتني عليها بسبب سوء فهم .. قال بغيض من بين أسنانه اللي جز عليها بقوة : زين يعني فاكرة إني ضربتك عليها ؟؟ استغربت سؤاله الوقح فطالعت فيه بصدمة , قال ببرود صدمها أكثر : شكله ودك أذكرك به .. فتحت عيونها على آخرها وبلا شعور قالت مستنكرة بصوت عالي : نــعـــم , انت اش قاعد تقول ؟؟ صاير بعقلك شي , جايني ليلة زواجنا وتقول ودك أذكرك , فرحان بالضرب اللي ضربتني إياه ومتفاخر فيه سيد جاسم .. صرخ بعصبية : احترمي ألفاظك ورخي صوتك و انتي تخاطبيني .. زفرت وقالت بضيق وهي تلف عنه عشان تتمالك أعصابها : انت تخلي في الواحد عقل عشان يفكر يحترم ولا لا .. حط يده على كتفها و لفها عليه وقال بنفس العصبية : نـــعــــم , طالعي فيني يوم تكلميني ... حست باختناق فضيع فقالت وهي تدف يده بطفش : إنت إنسان لا يمكن التفاهم معاه , كلمتين على بعض ما قلتها , خليني أقول اللي عندي بعدين قول اللي عندك ولا العكس , أما كذا ما ينفع .. كتف يدينه وقال وهو ينفخ الهوا من خشمه : وصل الكذاب لحد الباب , قولي اللي عندك يا ست هانم .. حسته زي الجلاد اللي يستنى يأدي وظيفته , سحبت نفس وقالت وهي تدعي ربها تجيها الجرأة تتكلم وتقول كل اللي عندها : أصلا العلاقة اللي انت تفكر فيها مهي بيني وبين عبد الرحمن , هي بين ... بين .... البندري وعبد الـ... صرخ فيها يقاطعها : كذاااااااااااااااااااااااابــــــه .. صرخته هزت بدنها كله , وكمل وهو يصفق ظاهر يده اليمين بباطن يساره : رقمه مفوتر في جوالك , أمس مكالمتين فلا تقعدين ترمين جرمك على غيرك يا مطوعة زمانك .. قالت بصوت حاولت تخليه طبيعي وهي تحس أعصابها شوي وتنفجر : أنا والله ما أعرف رقمه, كيف بأدق عليه وأنا ما أعرف رقمه ؟؟ بعدين حتى لو بكلمه ماني غبية أكلمه من الجوال بعد كل اللي قلته ولا ناسي , والله ما بأحلف كذب , أنا ما أعرف شي عنه ولا أعرف منه إلا اسمه , أنا كنت ذاك اليوم عنده عشان أطلب منه يصحح غلطته مع البندري اللي كانت منهارة وسخف قلبي لها وإذا مو مصدقني إسأل البندري بنفسها .. ما كانت تبغى تصارخ لأنه معروف إنك إذا كنت صاحب حق فلا داعي للصراخ , ~ كيف تكذب وتقول اسأل البندري ؟؟ تكون صادقة !! مستحييييل يمكن واثقة إني ما حأكلم البندري في الموضوع ؟؟ ولا يمكن ..... ~ انصعق من كلمة غلطة اللي رنت في عقله وسأل بتوجس : أي غلطة تقصدين ؟؟ خافت من نبرات صوته فقالت بهدوء استعادته بسرعة : قصدي إنه كان يكلمها بالماسنجر وتطورت وصارت مكالمات .. قال وهو يحس عقله يدور في دوامات : هذا مو شي يحتاج تصحيح , يوقفون وينتهي كل شي , إذا كنتي صادقة في حكاية الريحة له فأكيد الموضوع كبير .. طاااااااالع فيها وعقله في مكان ثاني , قعد يربط ارتباك عبد الرحمن لمن كلمه على موضوع أزهار وتلعثمه وصدمته الواضحة في نبراته لمن طلب منه إنه يكمل موضوع الخطبة , تحاشيه له يوم الأربعاء , البندري وتصرفاتها في الفترة الأخيرة , كلام أزهار و تعليقاتها من أول المشكلة .. ~ يااااااارب تجيب العواقب سليمة , يارب كيف هالرجال عصبي ومتهور , مو بعيد يسوي جريمه بسبب عصبيته الـ ~ قطع أفكارها وهو يسأل بصوت بارد : و انتي كنتي تبغين تقولين لي هالكلام ليه ؟؟ نزلت راسها وقالت بهمس : ما أبغى نبدأ حياتنا بكذبة .. قال بسخرية حستها تشرح قلبها بمشرط : واااي يا حكيمة انتي , يعني تعترفين إنك كذبتي عليه و أخذتيني مسخرة هالمدة كلها .. رفعت راسها بصدمة وقالت بدفاع : لا أبدا , الموضوع كان سوء فهم .. رماها بنظرات حااااااااادة وهو يهمس ببرود فضيع : وسوء الفهم هذا ما ينجلي إلا ليلة الزواج يا أفندية .. هزت راسها وقالت بسرعة : حاولت أقولك من قبل من يوم المشكلة لكن كان كل شي يمشي بسرعة و .. قاطعها بسخرية وهو يحس بفورااااااااااان في عروقه اللي أحرقتها حرارة دمه : لااااااا والله , كان يمشي بسرعة .. قالت مدافعة باستماتة : انت ما اعطيتني مجال , بعدين ما كنت أبغى أفضح البندري إلا بعد ما آخذ إذنها , خاصة إن الموضوع مر عليه فترة و .. ولمن شافته رافع حواجبه ببرود وعدم اهتمام صرخت بداخلها ~ ليش تحطين نفسك في موقف دفاااااااع , هو الغلطان , هو الغلطان ~ , زفرت بضيق وقالت وهي تأشر بيدها دلالة عدم الإهتمام : هذا كل اللي عندي .. انتبه هاللحظة للحنا المنقوش في يدينها ولا شعوريا جلس يتفحصها ~ هي مسوية في نفسها شي ولا هي هي ما تغيرت ؟؟ شعرها الأجعد نفسه وملامحها العادية هي نفسها ما تغيرت , أجل ايش اللي أحسه تغير فيها ؟؟ ~ حس بغيضه وكرهه يزيييييييد بشكل غريب بعد ما جلس يتأملها ~ أنا تاخذني هالزفت مسخرة عندها وتكذب علي كل هالمدة و فوق هذا كله حاطة نفسها شهيدة المعركة , الطاهرة اللي انطعن في شرفها وصبرت عشان الأجر , شايفة نفسها على إيه ؟؟ ~ قال بنبرة ما فيها مناقشة وهو يمد يده : هاتي جوالك يا شهيدة المعركة .. هنا حست أزهار بأعصابها تتفلت منها , سألته بعصبية : اش تبغى فيه ؟؟ قال وهو يحرك أصابيعه : هاتي و صكي حلقك .. حطت يدينها على خصرها وقالت بعناد : جوالي ماني معطيته لأحد .. رمااها بنظرة ونزل يده ولف على شنطتها المحطوطة على الكنبة وفتحها , شهقت وقالت وهي تسحب الشنطة منه : مالك حق تفتحها .. ما تزحزحت الشنطة من يده رغم سحبتها القوية , خرج الجوال وساب الشنطة لها وقال وهو يحط الجوال في جيبه : بأخليه عندي إلين أتأكد من موضوع البندري .. وتحرك للباب , حست بدمها يغلي من القهر وقبل ما تتقدم له لف وقال بصوت مخيف : والـــلـــه شوفيني حلفت , لو طلع كلامك كذب وافترى , اعتبري نفسك طططااالق من الليلة وإن كان صحححححححح .... جلدك وجلد البندري بأنزعه من مكانه على استغفالكم ليه بهالطريقة اللي خليتوني فيها زي البزر الأهبل قدام عبد الرحمن .. عقلها تناسى القهر وقام يدور بسرعة , لحقته ومسكت ذراعه قبل ما يدخل الممر وقالت برجاء : جاسم الله يسعدك لا تضرب البندري .. رفع واحد من حواجبه و طاااااالع فيها وقال بسخرية : خايفة عليها لهالدرجة , ولا خايفة ينكشف كذبك ؟؟ .. ضغطت ذراعه وهي تقول : استر عليها تراها ندمانة , سألتك بالله ما تضربها , صدقني بتنفضح لو صار بينكم شي الليلة , الكل بيشك ليش ضاربها ليلة زواجك , تكفى لا تفرح عبد الرحمن فيها أنا وهي ما حسبنا إنه يخطبها وينتهي الموضوع على خير بدون شنة ورنة , ترى الموضوع كبيييير وفيه فضيحة .. ما يدري ليه تذكر ليلى وهي مستندة على السرير وهي تطالعه بدلع , وتذكر عدنان وهو يصرخ العرض دين , تخيل البندري مكان ليلى وعبد الرحمن مكانه , سحب يده و قال بعصبية وهو يحس بمشاعر متضاربة : مااااااالك دخل بيني وبين أختي , حاطة نفسك المنقذة المصلحة القادمة من المجهول .. وتحرك بيخرج , رجعت مسكت ذراعه وقالت بهدوء متوسل وهي تحاول تخليه يفكر بعقل وبدون تهور : انت قلتها أختك , تكفى يا جاسم لا تسوي فيها زي ما سويت فيني , خلعت الذيب ولا قتله , هي كل يوم تتعذب من خوفها إني علمتك و متوقعه إنك تكلمها في الموضوع كل دقيقة , اش بتستفيد لو عاقبتها , تغرغ غضبك بس ؟؟ وهي ما فكرت بفضيحتها .. حس بغيضه يزيد من ثقتها إنها بريئة وإنه البندري ورى كل اللي صار و انقهر إنه بدأ يقتنع بهالكلام ~ معقول الكلام اللي قالته صح ؟؟ وهي بريئة , لاااااااااا , والله لا أحرقهم الثنتين اللي لعبوا علي زي المغفل , أناااااااا يستغفلوني بنتين ~ سحب يده و صرخ : قلت لك افلتي يدي , حتى عبد الرحمن أجله على يدي اليوم لو كان صار بينه وبين الحيوانة شي .. قالت بصوت عالي مقهور : جاسم قلتلك لا تـتــهـــور .. دفها بذراعه وهو يصرخ : انقلعي عنيييييييييييييي .. قوة دفته خلت ظهرها يضرب في طرف الكنب قبل ما تطيح على الأرض , حست بشعاااااع ألم حااااارق في ظهرها , رفعت راسها وشهقت برعب لمن شافت عمر واقف في بداية الممر وهو ماسك شماغه بيد وثوبه الجديد رافعه باليد الثانية , همست بألم : عمر .. التفت جاسم و انصدم بعمر اللي طرح كل شي في يده قبل ما يكور يده ويضربها في وجه جاسم وهو يصرخ : ياااااااااااا خسيس يااااا نـــــذل .. صرخت برعب لمن لكمه مره ثانية وقامت رغم ألمها وصرخت وهي تشوف جاسم اللي كان مستعد يرد الضربه لأخوها كرد فعل : لاااااااااااااااااا .. دفت جاسم بعيد عن عمر وأعطته ظهرها وهي تلفت على أخوها اللي هاجم هو الثاني ناوي يضربه مرة ثالثة , مدت يدينها وقالت : خلاااااااص يكفييييي .. تصنم عمر لأنها اعترضت طريقه بس , حطت يدينها على صدر عمر وهي تهمس عشان تهديه : عمر أنا الغلطانه , أنا الغلطانه .. كان صدره يعلو ويهبط وأنفاسه مسموعة من كثر الغيض , حتى نظراته كانت حااااااااااقدة و مصوبة على جاسم اللي وقف في مكانه يبادله نظرات باااااارده لأول مرة في حياتها تشوف عمر معصب بهالشكل , حست ضربات قلبه متسارعه تحت كفوفها , مسدت أكتافه وهي تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي خالي من الألم اللي تحسه يفتت عظام ظهرها : عمر , عمور طالع فيه , عمر , عمر .. بالقوة سلخ نظراته عن جاسم وطالع فيها , ابتسمت وهمست : عادي ما في شي , سوء تفاهم , أنا الغلطانه فيه ... وما حست إنه دموعها بدأت تنزل بلا حساب إلا لمن شافت نظرات عمر المصعوقة لها , حط يده ورى راسها وسحبها بقوة ورص وجهها في صدره عشان ما يشوف جاسم دموعها و طااااااالع فيه بحقد لأول مرة يتمنى لو الموت بيده ويرميه على جاسم ذيك اللحظة , استغفر بداخله و قال بانفاس مسموعة : شكرا على حضورك الأكثر من رائع , وأظن إنك متأكد إن الوقت متأخر كفاية , بكرة زواجكم ولا ناسي .. كان يطرده بطريقة محترمه حشمة أخته , خرج جاسم من دون أي حرف زيادة , و من انصك الباب بعد وجه أزهار عن صدره و طااااااااالع فيها بنظرات ما فهمتها , مسح دموعها بأصابيعه وقال بصوت طلع مخنوق غصب عنه : تكفين لا تنزفين لهالرجال بكرة يا زهرة , إذا هذي سواته ليلة عرسكم اش بيسوي بعدين ؟؟.. تفاجأت من اللي قاله و حست بقلبها ينعصر بداخلها ~ ليييييييييييه شاف هالمنظر ؟؟ سامحني يا رب ماني معترضة على قضاءك لكني ما كنت أبغاه يقلق عليه , يا حبيبي يا عمر , مو كافيك همك , أدفع روحي ولا أشوف هالنظرة في عيونك ~ ابتسمت وقالت : والله كنا نتكلم في موضوع مهم أنا من زمان كنت أبغى أكلمه عليه وأنا اللي استفزيته وهو حذرني كم مرة لكني ما سمعت تعرفني زنانة , فحاول يبعدني وما درى إني خفيفة لهالدرجة بأطير من أول دفه وصدقني لو تأخرت دقيقتين كان لقيته يساعدني وهو يعتذر .. قال بعد صمت : ما ني مصدقك بس بحاول أمثل قدامك إني مصدق .. وحط كفوفه حولين وجهها وقال : ما أبغى أتدخل بينك وبين زوجك ولا بأحرشك عليه لأنه ملعون من خبب زوجة على زوجها , لكني أسألك بالله إذا ما تبغينه قوليلي , والله لا أخليه يطلقك و أعززك وأكرمك , تراني والله ماني عجزان عن نفقتك , ولو ما شالتك الأرض أشيلك على راسي .. وقرن كلامه وهو يحط يمناه على راسه , خنقت دموعها خنق وقالت وهي تنحت ابتسامة على وجهها : الله لا يحرمني منك , أنا عارفة صدق الكلام اللي قلته والله يشهد إني بداخلي متأكدة من قلب إنك ما بتقصر معاي بشي , أصلا عمرك ما قصرت , لكن صدقني حبيبي الكلام اللي قلته لك ما اختلقته , مجرد سوء تفاهم وأنا متأكدة إنه انتهى فلا تشغل بالك .. وضحكت وقالت بمرح مصطنع : بكرة بصير عروووووس و تقولي تطلقي .. حاول يجاريها لكنه ما قدر , أصرت عليه يقيس الثوب قدامها عشان تكون أول وحده تشوفه , ومن دخل غرفته جلست على أقرب كنبه ومددت ظهرها اللي حست كل خلاياه تصصصصصرخ من الوجع , جوة غرفته خنق قهره وغيضه ولبس ثوبه ومن انفتح الباب اعتدلت في جلستها وتأملته بحب , ولمن طاااااالت نظراتها سأل : هاااا , اش قلتي ؟؟ ابتسمت وقالت : صدقني ما يحتاج أقول شي , شهادتي مجروحة , تصدق لو إحنا يوم 15 كان قلت البدر نزل بيتنا .. ضحك وقال : يا عليك لساااااااان .. جلست تناقشه عشان تطمنه إنها بخير في بعض أموره اللي بيسويها من بعد ما تروح عن البيت استعدادا لزواجه و نص عقلها طاااااااير للبندري وأحوالها دحين مع جاسم اللي ما تلومه على عصبيته وفي نفس الوقت تتساءل عن المكالمات اللي قال عنها .. ************************* تم بحمد الله الفصل الثامن ...تتابعون في الفصل التاسع من عندما عبروا حدود الظلام : أصبحـ (ت) زوجـ (ت) ـي .. ........... رصصصصصص كفه بكل قوته وهو يسلم عليه وقال من بين أسنانه : مبروك عليك أختي ......... ............ صرخت بداخلها ~ ياليته خووووووف كان يروح , لكنه جرح عميييييييييق بيلازمني طول حياتي ~ ............ ............. حست إنها بدأت تسترجع نفسها المخنوق , طالعت فيه وقالت بصوت مبحوح : كله منك ..... ............ زحفها بيده بخشونه وهو يقول بعصبية : و خخخخخخري .....صباح يوم الثلاثاء 1 / 6 / 1427 هـ : تقلبت أزهار يمين ويسار وهي تدعي ربها يغمض عيونها لو دقايق...
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل التاسع : أصبحـ (ت) زوجـ (ت) ـي ..
من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب
يوم الأربعاء 2 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم قبل صلاة الظهر :
دخلت الهنوف مجلس الرجال وهمست بهدوء وهي تهز كتف جاسم اللي قالت لها أمها إنه ما نام في غرفته أمس : جاسم , جاسم قوم , جسوووووووم ..
وصلها صوته المخنوق يقول بهمس : أنا ماني جاسم ..
قالها وهو يشد اللحاف ويغطى نفسه أكثر , ضربته على كتفه وهي تقول : هاهاها ضحكتني , قوم , أبويه يبغاك ضروري , ترى الساعة 11 و شويه ...
وشدت اللحاف منه فجأة , وهي تقول بعناد : قوووووووووووم ...
شهقت لمن شافت الشعر مو نفسه شعر جاسم , شعر أخوها أنعم وأكثر , رمت اللحاف عليه وشردت من المجلس ..
قام عدنان من سدحته بعد ما سمع صوت الباب الداخلي ينصك بقوووة وزفر وهو يغطي وجهه ويقول : استغفر الله , أنا اش خلاني أنام هنا , الله يقطع شرك يا جاسم , كله منك ..
بعد يدينه وطالع في ساعته و هو يستغفر , و رجع طالع في الباب وضحك وهو يقول لنفسه : والله كانت بتموت بشهقتها ..
غطت الهنوف وجهها وهي جالسة تصيييييييح فوق سرير العنود اللي مهي قادرة توقف ضحكها الهستيري , بعدت الهنوف يدينها وقالت بقهر : ما يضحك عساك تاكلين زيها يالحمارة ...
مسحت العنود دموعها وهي تقول بصوت غرقان ضحك : بطنيييييي , بطني تعورني من كثر الضحك , بأروح الحمااااااام ..
وانسدحت وهي تحاول توقف ضحكها , ضربتها الهنوف وقالت : طيب انقلعي أحد ماسكك ؟؟
سحبت نفس عميق وخرجته وهي تمسح باقي دموعها وهي تقول : والله أنا ماني حزنانة عليك حزنانة على المسكين اللي قلك أنا ماني جاسم لكنك ما سمعتيه ..
ورجعت تقهقه وهي تمسك بطنها وتقول : أظنه خاف على نفسه , على باله بتسوين له شي ..
مسكت الهنوف المخدة و نطت ولصقتها في وجهها وعصرتها عليها عشان تكتم صوت ضحكها وهي تقول بغيض : لاااااااااااا تضحكييييييييييييييين ..
وسكتت وهي تلتفت على البندري اللي مازالت نايمة رغم كل هالصراخ والضحك , سألت باستغراب : البندري ما نامت بدري أمس ؟؟ غريبة ما صحيت على هذا الإزعاج كله ..
قامت العنود وهي تبعد المخدة و قالت : لا والله , نامت بدري , شفتي بعد ما طلعت من عند الضيوف كانت نايمة , على كل خليها نايمة أحسن عشان تصحصح في الزواج , مو زيي شكلي بأنام في نص الفرح ..
وقامت بكسل , قالت الهنوف : هذا مفروغ منه يوم إنك ما نمتي إلا على الفجر , ناسية إنه ورانا جواز ؟؟..
تمغطت وهي تصارخ , ضربتها الهنوف وهي تقول : بس , كم مرة هاوشناك على هالحركة ..
طنشتها و طالعت في المراية تتأكد إن المكر ما تفكك مع النوم , انفتح الباب فجأة ودخلت منه الجوهرة وهي تقول : هذا كله نووووووووم , يلا قوموااا ..
وقفت وراها ريناد تقول بصوتها الصغير : يلااااااا ..
ضحكت الهنوف وقالت وهي تضمها : يازيييييييييينهااااااااااااااا ..
طفت الجوهرة المكيف وقالت بحزم : يلا انتي و اياها كلها نص ساعة و رايحين القاعة ..
قالت العنود بضيق حاولت تخفيه : ليه طفيتيه ؟؟ يختي الدنيا حر و إحنا بالمكيف كيف بدونه ؟؟
رمتها بنظرة حادة وقالت قبل ما تخرج : انتم لو ما مشاكم أحد بالقوة ما مشيتوا , خلوا الحر يلحلحكم شوية ..
زفرت بحرقة و دنقت لريناد وقالت بقهر : والله لو طلعتي زي أمك بأذبحك ساااااااامعة ؟؟
ضحكت ريناد ببراءة وقالت : سامعه ..
قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة : لا تسمعك الجوهرة تجيب أجلك , أنا رايحة أجهز أشيائي ..
دخلت العنود الحمام وقبل ما تصك الباب شهقت وهي تشوف محمول البندري مكسر لأجزاء مرمية في الزبالة , طالعت من الباب للبندري النايمة ورجعت طالعت في المحمول , دنقت ورفعته وهي مهي مصدقة , الشاشة المهشمة لوحدها منفصلة عن لوحة المفاتيح اللي صار نصها بلا أزرار , حطت يدها على موضع قلبها وهي تشوف بين الأنقاض جوالها اللي صار أشلاء , رمتها من يدها وجريت على البندري بخوف , سحبت اللحاف وهي تقول : بندري ..
لقيت البندري دافنة وجهها في المخدة بصمت , بعدت شعرها بتردد وهي تهمس : بندري حبيبتي اش صار ؟؟
قالت البندري بصوت مخنوق : ولا شي ..
انصعقت وهي تشوف آثار ضربة في خدها , لفتها و شهقت لمن شافت وجهها المتورم من كثر الصياح , حطت يدها على فمها وهي تسأل برعب : بنت , اش صااااار ؟؟ هذا النفخ من الصياح ولا من إيييييييييييه ؟؟
هزت البندري راسها بلا وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , هزتها العنود وهي تقول بعصبية : بتفهميني اش صار ولا لا ؟؟ محمولك وجوالك , تكلمييييييييي ..
تفاجأت لمن قامت البندري و رمت نفسها على صدرها وهي تقول بصوت مقطع من البكى : لا..لا..لا تقولين لأحد , الله يخليك يا عنوووود , لا تقولييييين لأحد ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : بسم الله عليك , بسم الله عليك , خلاص ما أقول لأحد بس فهميني اش صار , والله قلبي يعورني من كثر الخوف ..
هزت راسها بلا وهي تقول : ما أبغى أتكلم دحين ..
مسحت على شعرها بحنان وهي تقرأ عليها وعقلها مو قادر يثبت على فكرة معينة أو سبب للحال اللي هي فيه , همست : بندري لازم أفهـ....
زاد صياحها وهي تقول : الله يخلييييييييك ما أبغى أتكلم ..
سكتت على مضض وبعد فترة دخلت البندري الحمام عشان تتروش وطلبت من العنود تقولهم إنها تعبانة و ما تبغى تحضر الظهر , وبالقوة قدرت العنود تقنع أمها إنها ما تروح للبندري عشان تجرها غصب عنها لظهر زواج أخوها ..
*************************
أول ما شافه داخل المجلس صرخ : تووووووو الناااااااااااااس ..
التفت جاسم لعدنان اللي واقف وهو عاقد ذراعينه بغيض , ابتسم جاسم وقال : سامحني والله نسيتك ..
تقدم منه ولكمه على صدره وهو يقول : حلوة نسيتك , مواعدني أمس على جلسة عزابية بعد العشا وتروح , تفشلت لمن جا أبوك و معاه الفرش عشان أنام ويوم قلتله مادامك منت في البيت أطلع أنام مع أهلي في الملحق حلف ما أتحرك من المجلس وانك أكيد دقايق و تجي وشوي الدقايق تتحول سااااعاااااات ..
زفر جاسم ورمى نفسه على الكنبة وقال : والله يا عدنان مهموووووووم و ..
طالع في ساعته و كمل : كملت الآن 28 ساعة بدون نوم ..
حط عدنان يده على راسه وهو يقول بصدمة : الله أكبر عليك , انت ناسي اليوم جوازك ..
مسح وجهه بإرهاق وهو يقول : أي جواز الله يرحم والديك , والله مأتم ..
: استغفر ربك ..
تأفف وهو يمسد شعره على ورى ويشد عليه بقبضتيه وسند راسه للجدر , حس عدنان بخوف يجتاحه طاااااالع في جاسم وسؤال واحد يتردد في عقله ~ يكون دري عن العنود ؟؟ ~ التزم الصمت يوم وصل لهالتفكير وما حب يتكلم لأنه لو اللي في باله صحيح معناته أي كلمة منه بتزيد الطين بله ..
: are you there my brother ??? , أوووو hiiiiiiii عدنان ..
لف عليه عدنان وقال بضيق وهو يشوف السلسلة حولين رقبته من فتحة ثوبه اللي لسه ما زرره : الناس تسلم أول بعدين حرام اللي لابسه , لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ..
طالع عبد الرزاق بلا اهتمام في سلسلته السوداء اللي لها تعليقة فضية على شكل قرن مزخرف بنحوتات غريبة وهو يكمل تزرير ثوبه و بعد شعره المبلل اللي طايح حولين وجهه وقال وهو يعدل طاقيته اللي ما أخفت شعره اللي واصل لأكتافه : أوووو SORRY, السلام عليكم ..
رد جاسم السلام بهدوء و قال عدنان بغيض وعصبية : لا والله , يا رجال اسطلب وشد ظهرك ليش أحس جسمك مايع و ذايب ..
ضحك جاسم اللي كان وده قبل دقيقة يمسك قنبلة ويرميها على العالم من كثر ضيقه ورفع راسه وقال وهو يطالع في صاحبه وأخوه ويأشر عليهم : النقيضين اجتمعوا , ولد الديرة وولد 2006 ..
دخل أحمد وقال مقاطع النقاش اللي كان بيصير : ما تجهزتم لسه ؟؟ الله يهديكم أبغى أوصل للقاعة قبل الناس ..
قال عدنان وهو يرمي عبد الرزاق بنظرات حادة : شوية ونلحقك أنا وجاسم يا عم ..
قال وهو يسحب عبد الرزاق : يلا نسبقكم بس لا تتأخرون , صلوا الظهر هناك في القاعة ..
لف على جاسم بعد ما صاروا لوحدهم وقال وهو يطالع فيه بنظرات سعيدة قلقه : زين اللي ضحكت أخيرا , ما بغيييييييييت تسمعنا هالضحكة ..
قام جاسم وقال بابتسامة ساخرة : مو هم يقولون دايما , شر البلية ما يضحك ..
وزفر وكمل : إستناني أتروش وأجي ..
دخل البيت ووقف في الصالة الداخلية وطااااااااالع في الدرج اللي يودي على الدور الثاني , تنهد وراح على غرفته وهو ما وده يشوف أحد , صك الباب وغرق في أفكاره , من خرج من الشقة وهو يحس بنااااااااار في جوفه , دار شوارع جدة كلها وراح البحر ورجع البيت والنار لسه ما انطفت , حاول يهدي نفسه لكنه ما قدر , كان الشيطان يعطيه أفكار وخيالات سحقت روحه سحق ,
جلس على سريره ودفن وجهه بين كفوفه و عقله يسترجع رجعته أمس , كان سامع صوت العنود مع الحريم جوة المجلس , طلع على طول لغرفتها هي والبندري وهو مو حاس بنفسه و ليش هو طالع أصلا أكيد إنها جالسة مع الحريم تحت , فتح الباب من دون ما يدق و اتفاجأ لمن لقيها لوحدها , كانت جالسة على مكتبها وقدامها اللاب توب , التفت وقالت بضيق للشخص اللي حسبته العنود : كم مرة قلتلك دقـ....
و تبلمت لمن شافته وساد الغرفة لحظة صمت قاااااتله , وقفت البندري وهي تحس بكل خلية بداخلها ترتجف من نظراااااااات عيونه , كان يحس أنفاسه تتسارع بشكل فضيع , سأل بلا مقدمات : اش بينك وبين عبد الرحمن ؟؟
اصفر وجهها وتغير وهي تهمس بخوف وهي بالقوة تبلع ريقها اللي جف : أزهار قالت لك ...
قال ببرود وهو يعصر قبضة الباب : جاوبي ..
طاااااااااالعت فيه وهمست من بين دموعها : جاسم لا تضربني ..
دخل خطوتين فقالت برجاء : جاسم آسفة ما كنت أدري إن الموضوع بيتطور كذا , أنا أقلك كل شي , بس الله يخليك لا تضربني , لا تضربني ...
انصعق من كلمتاها ~ يعني كلام أزهار صح , صـــح ~ صك الباب وقفله بالمفتاح , قفلة الباب حستها تعصر قلبها عصر وهي تتذكر شكل أزهار اللي شالوها زي الجنازة بعد ضربه , قالت وهي ترتجف : جاسم سامحني , سامحـ...
واختنقت الكلمة بداخلها لمن تقدم منها بسرعة رهيبة , طوله وجثته حستها تخلع قلبها من مكانه , مدت يدينها قدامها وهي تصرخ برجاء : جاسم , لا تضربني جاسـ.....
رفع يده وهوى بها على خدها بكل قوته , الصفعة من قوتها طرحتها على الأرض , رفعت وجهها وطالعت فيه وعيونها تذرف دموع , كان وده يضربها لكن كلمات أزهار كانت تتردد في عقله بشكل مزعج , رفع يده لعقاله ونزلها , رفع يده وهو يعض على شفايفه من القهر ورجع نزلها ومسكها من ذراعها وعصرها بقوة وهو يقومها , غطت وجهها بيدينها وصاحت وهي تسحب ذراعها منه وهي تقول : الله يخليك لا تضربنييييييييييي , والله ندمانة , والله ما كنت أدري إنه بيصير هذا كله , والله ندمانه ..
قال من بين أسنانه وهو وده يكسر أسنانه من الغيض : بندري قومي ..
هزت راسها وهي تصرخ بشكل هستيري : لا تضربنييييييييييييي , الله يخليك لا تضربني , الله يخليييييييييييك ..
مد يده ومسكها مع شعرها وهو يصرخ : قومييييييييييييييي ..
مسكت في رجوله وهي تصرخ : لااااااااااا , لا تضربنييييييييي , والله هو اللي ضحك عليه , الموضوع كان كله مكالمات ما كنت أدري إنه بيصير اللي صار , والله ما كنت أدريييييييييي ..
الخوف خلاها تعترف وهي منهارة , كانت تتكلم كلمات حسها جاسم طعنات في قلبه وتعترف اعترافات هزت بدنه , كانت عند رجوله تصيح بشكل فضيع لدرجة حس بقطرات دموعها تبلل أقدامه , رفع راسه للسما وحط يدينه على راسه كان يحس بفوضى في مشاعره ما كان يتخيل إنه حيجي يوم في حياته تعترف فيه أخته بعرضها اللي رااااااااح , ومع ميــن ؟؟ مع الشخص اللي كان لازم يحرص عليها أكثر منه , كان وده يذبحها أو يدفنها وهي حية , ( العرض دين ) , ( دقه بدقه يا سيد جاسم ) كلمات عدنان وأزهار كانت تحسسه إنه هو السبب , هو السبب ..
: جاسم سامحنييييييييييييي ..
بعد يدينه ونزل راسه وطالع فيها , شعرها الحريري بخصلاته الشقراء الخفيفة المتناشر على وجهها وملامس الأرض عند أقدامه , جسمها الرشيق المحشور في بجامة وردية تنطق بالبراءة اللي تصرخ بها سنينها العشرين ~ تمتع بها ذاك الحيوااااااااااااااااااان العجوز , أكبر مني , أكبر مني ولعب في أصغر أخواتي , شافها , لمسها , ضمها , باسها وأكيييييد كان بيرميها بعد ما قضى حاجته , تكون صاحت عند رجوله كذا تتوسله يتزوجها , يكون أهانها ورماها بعد ما انتهى منها ~ كانت الأسئلة تدووووور وكلام أزهار عن ندمها يتردد مع أسئلته , رغم كلللللللللل اللي سوته ورغم فضاعة فعلتها ما كان هاين عليه ذلها قدام عبد الرحمن , حس بقلبه ينقبض وصدره بيتفجر وهو يتذكر القبلات اللي طبعها على ليلى , صرخ بها بغييييض : قومي عن الأرررررررض ..
رفعت راسها وقامت بسرعة وحضنته وهي تقول من بين شهقاتها : سامحنيييييييي , جاسم سامحنيييييييييييييي ..
عيونها الواسعة الباكية وسط وجهها الأبيض المحمر من البكا , شفايفها الوردية , كان في كل تقسيم من تقاسيم وجهها يشوف عبد الرحمن قدامه , دفها بكل قوته وهو يصرخ : لا تلمسينييييييييييييييي أنا أأنف إنه تلمسني يدينك القذرة ..
وعشان ما يذبحها بيدينه مسك المحمول ورماه على الأرض بكككككككل قوته , لصقت في الجدر اللي وراها وهي تشوفه يرجع يمسك المحمول ويرميه ويرجع يمسكه ويرميه , صرخ فيها : جواااااااااالك فييييييييييييييييييييييين ؟؟
أشرت على شنطتها مسكها وفرغ كل محتوياتها ومسك الجوال وقال : هذا اللي بدأتي فيه صياعتك يا كللللللللللبه ..
ورماه عليها بكل قوته , غطت وجهها وجلست على الأرض من الفجعة لمن ضرب الجوال في الجدر وتفكك لأجزاء من قوة الضربة , سمعت صوت خطواته الثقيلة وهو يتقدم لها بسرعة , مسك شعرها ووقفها ولصق فمه في إذنها لدرجة كانت أنفاسه تخترقها قال : والله لا أعذبك ..
وسابها وتحرك , طاحت على الأرض وهي تصيح وتقول : جاسم استر علي , جاااااااااسم , جاسم سامحنيييييييييييي , الله يخليك استر علي , جاااااااااااااااااسم ..
كيف مسك أعصابه رغم كل اللي عرفه و حط باقي حرته في أجهزتها ؟؟
ليش ما ذبحها في ذيك اللحظة ؟؟ ليش ما ضربها نفس ضربه لأزهار ؟؟
ما لقي جواب لكل هالأسئلة , لكن اللي يتذكره إنه خرج متجاهل توسلاتها إنه يسامحها ويستر عليها وهو يتمنى الموت لها ألللللللللف مرة , هو شاف عدنان ينتظره في المجلس لكنه حط نفسه ما شافه وخرج مرة ثانية ودااااااااااااااااار بالسيارة في كل مكان وكلمات عدنان ترن في عقله ..
كان كل ما تعمق في الموضوع أكثر كل ما زادت الناااااار في قلبه , كان وده يمسك عصا البيسبول المعدنية اللي عنده ويفجر بها راس عبد الرحمن لكنه تذكر كلام أزهار , كان عارف إنه أخته متناصفه معاه الذنب لكن هو ذنبه أكبر , هو رجل زيه ويعرف إنه الطرف الأقوى والمسير للموضوع , اش حيسوي لمن يقابله ؟؟ هل ممكن يتعامل معاه عادي كإنه شي ما صار ؟؟ مو هو خلاص خطبها يعني بيصلح غلطته !! طيب لو ما عرفت أزهار و أجبرته بذيك الطريقة هل كانت أخته بتسكت عن الموضوع ؟؟زفر وهو يقول بداخله
~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أزهـــــــــار ~
*********************
بعد صلاة الظهر :
في شقة عمر وأزهار :
طاااااااااالع عمر في شكله في المرايا وتنهد وهو يستغفر ~ خلاص يا عمر اليوم الزواج اش بتسوي , هي راضية , بسسس معقول أسيبها تروح له وهو ضاربها أمس ولا كأنها عروس , يا ااااارب يا اااااارب استخرتك يا رب وما خاب من استخارك , يا رب إن كان لها خير في زواجها تممه على خير وإن كان فيه شر لها يارب اصرفه عنها بعلمك ومقدرتك ~ تحرك من مكانه
قدام مراية المدخل وراح لغرفة أزهار اللي من رجع من بعد الإشراق لقيها
نايمة , دق الباب ودق و دق لكنها ماردت , استغرب الأمر , العادة من يدق بإلحاح زي كذا ترد , يكون نايمة بعمق , دق الباب مرة ومرتين وزاد ضرباته لكنها ما ردت , دااااارت في عقله هواجس , فتح الباب وهو يقول : أزهار , أزهار أنا داخل , بنت ..
كانت الأنوار مطفية وأزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير , رجع على طول وصك الباب وهو يقول بابتسامة : العروس المضروبة النايمة ..
أشفق عليها فخلاها تنام على مضض لأنه عارف إنها أكيد تعبانة من طيحة أمس , صك بابها وخرج من الشقة رايح للقاعة , وهو في الطريق كان يحس بمشاعر غريبة , ما كان يتخيل إنه رايح عشان زواج أخته آخر أهله , ركن السيارة وهو يطالع في السيارات الواقفه في المواقف , وقف وهو يسحب نفس ودخل بوابة القاعة , استقبله أبو جاسم وهو يهلل ويرحب , سلم عليه عمر وبعدها سلم على أخوانه اللي عرفهم به بلهجة فخورة ..
: هلااااااااااا أبو نسب ..
ابتسم عمر وقال : من هلا ما ولى ..
سلم عليه عبد الرزاق وسأله: ما قابلت العريس لسه ؟؟..
اغتصب عمر ابتسامة وهو يقول : لا , وينه ؟؟
تقدم حسان يسلم عليه وهو يقول : دقايق ويوصل , تفضل أعرفك على أولاد خوالي ..
لحقه عمر وهو يصرخ بداخله ~ عمر خليك هادي ولا تبين شي لمن تشوفه , خليك هادي ~ وأول ما شاف مطلق ابتسم براحة وقال بفرح : هلااااااااا والله , حياااااااك الله ..
سلم عليه مطلق وهو يشد على يده , وجلسه جنبه وهو يقول بصوت منخفض : كنت بأجي في المسا لكن أبو جاسم أصر أجي الظهر والمسا كمان ..
ضحك عمر على شكله وقال : واش فيك متوتر ؟؟ ويعني جاي ظهر ومسا ..
قال : الظهر لأهل العرس بس , حاس نفسي غلط , الكل يسألني أنا ولد مين ما بقي شايب ما سألني ؟؟
حس عمر بضيقه ينجلي وهو يتبادل أحاديث متنوعة مع مطلق , كان يحس بانتماء له بشكل غريب لدرجة إنه عزمه على ملكته لكنه اعتذر بإن عنده رحلة للرياض عشان يحضر محاضرة في مستشفى التخصصي عن مرض التوحد..
شويه ودخل جاسم ووراه عدنان والكل يرحب فيه , غصب عنه رماه بنظرااااااات حاقدة , كان مو قادر ينسى شكل أخته أمس وهي طايحة على الأرض ومنظر دموعها , دقه مطلق وهو يهمس : عمر , الناس تطالع ..
بالقووووووة رسم ابتسامة وتقدم من جاسم وسلم عليه , رصصصصصص كفه بكل قوته وهو يسلم عليه وقال غصب عنه من بين أسنانه : مبروك عليك أختي ..
و فلت يده وأعطاه ظهره بدون ما يطالع فيه أو حتى نظره يجي على وجهه عشان ما يعطيه بوكس أخص من اللي أمس ..
الكل كان مشغول في المباركات و مو ملاحظ البرود اللي بين الإثنين , سلم مطلق على جاسم وقال : ألف ألف مبروك , بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ..
جاسم اللي بعد صراع داخلي رهيب خرج من الحمام ولبس ثوبه وراح مع عدنان للقاعة , ابتسم وقال : الله يبارك فيك , جزاك الله خير , حياك الله , نورت المكان يا دكتور مطلق ..
شاف التعب والضيق في عيون جاسم فقال رغم استغرابه من هالمشاعر الغريبة اللي ما تليق بعريس في يوم زواجه : منور بوجودكم ..
وبعد تبادل شوية أخبار رجع مطلق وجلس جنب عمر وقال : اللي يشوفك يقول رايح لعدوه في حلبة مصارعة مو رايح يبارك لزوج أخته ..
ضحك عمر وقال : الحمد لله اللي ما في طبيب نفسي غيرك هنا ..
ابتسم مطلق أول ما شاف نظراته المتضايقة وهو يضحك وقال بهدوء : طيب فهمت ما حأفتح الموضوع يا سيد عمر ..
زفر عمر وقال بمزح : الله يعين زوجتك , بتتعب معاك ..
قهقه مطلق وقال وهو يحك حاجبه بإحراج : صدقني هذا اللي مشردني من الزواج إلا الآن رأفة ببنت الناس اللي بأخذها ..
ضحك عمر من قلبه وهو يتمنى إنه يقدر يتغلب على كرهه لجاسم عشان يقدر يتهنى بزواج أزهار الوحيده الباقية له من أهله وقال : 36 وما تزوجت ؟؟ مو معقول ..
ابتسم وقال بهدوء وبساطة غريبة انصدم منها مطلق نفسه : كنت متزوج بوحدة قبل 6 سنوات لكنها توفت قبل ما أدخل عليها ..
طالع في عمر الساكت بصدمة وقال بنبرات هادئة وابتسامة دافئة : كنت مملك عليها وتوفت قبل زواجنا بيومين , 6 سنين مرت من دفنتها في حفرة صغيرة و حثيت عليها التراب , و ما تخلصت من ألم فقدها إلا لمن ........... شفت أزهار ..
نزل راسه على طول قبل ما يشوف عمر نظرته الحنونة وهو يقول اسمها وكمل وهو يعدل وضع ساعته الجلد : ولمن تعرفت عليك طبعا , أولا قابلت أختك وشفت بنفسي تفاؤلها ومناضلتها عشان تستعيد ذاكرتها وقوة إيمانها وصبرها وبعد كذا تعرفت عليك وعرفت بحالتك ووضعك وكيف صبرت على مصيبتك و انت ولد 23 سنة استحيت من نفسي وقررت أكون شخص ثاني ..
حس بيد عمر الدافية على كتفه وهو يقول : الله يرحمها ويعوضك في مصيبتك خير منها ..
رفع مطلق راسه ولف عليه وابتسم وقال بصوت شبه مخنوق : هذي أول مرة أتكلم فيها عن وفاة هناء قدام أحد , أول مرة من توفت ..
ابتسم عمر وقال وهو يشد على كتفه أكثر : يشرفني والله إنك وثقت فيني وارتحت لي يا مطلق ..
بلع مطلق ريقه وضحك عشان يضيع الغصة المريرة اللي علقت في أعلى حلقه لمن نطق اسمها وقال : زين صرت تناديني مطلق , حسستني إني عجوز من كثر ما تناديني دكتور مطلق ..
مد عمر يده وقال : انت لا تناديني عمور كأني أصغر عيالك وأنا ما أناديك دكتور مطلق , اتفقنا ..
ضحك مطلق وصافحه وهو يقول : اتفقنا يا عمر ..
***************************
عند الحريم :
ابتسمت العنود اللي لبست جلابية شمواه عودي مطرزة بقطع مموجة بالزيتي و العودي وقالت بهمس وهي تقدم كاسة موية صحة للعجوز الجالسة في طاولة كلها عجايز : تفضلي يا خالة الموية ..
: جزاااااك الله خير , تسلم يدك ..
همست بأدب : الله يسلمك يا خاله , تا مرين على شي ثاني ؟؟..
: سلامتك يابنتي ..
زادت ابتسامتها وهي تهمس : عن إذنك أروح أشوف أمي اش تبغى ..
: تفضلي , تفضلي ..
أول ما أعطتها ظهرها وقعت عينها على سفانة والخنساء وريم وسحر وبنات خولة المتجمعات في طاولة قدام البقعة الفاضية اللي جالسين فيها الدقاقات وهم يحمون طيرانهم , الكل كان فاطس ضحك , رفعت عيونها للسما بقرف وراحت لهم وقالت بطفش وهي تسحب المقعد : مااااااااااا حسبت أفتك منها ..
سألت سحر وهي تطالع في ساعتها : نص ساعة اش تسويييييييييين , حليتوا قضية فلسطين انتوا ؟؟
جلست و قالت : فصفصتني فصفصة , انتي أي وحده من بنات أحمد , المملكة ولا المخطوبه , يوووو الله يجوزك قولي آمين , تدرسين , متى تخرجتي واش تقديرك , لقيتي وظيفة ولا لا , ليه ماقدمتي , متى بتقدمين , هذا غير النصااااااااااايح وكل اللي حولينها العيون ليااااازر , حسيت نفسي عريانه قدامهم , حشى محكمة , وكلللللللللله كوووووووووم ونظرات الحزن وهم يقولون الله يجوزك كوم ثاني , اللي يسمعهم يقول بينحكم علي بالموت بعد كم سنة لو ما تزوجت ..
برمت ريم منديلها ودخلته في طرف عينها وهي تقول : الله يقطع ابليسك خلااااص , كحلي ساح من كثر الضحك ..
وقالت سحر بخوف وهي تحط يدها قدام فمها : اشششششش اسكتوا الله يفضحكم قاعدين يطالعون فينا ..
قالت العنود بتريقة : ينقون الضحية التالية ..
حطت أسماء يدها على قلبها وقالت : يا رب ما ينقوني , والله بيغمى عليه قبل ما أوصل لهم ..
جاتهم الجوهرة وقالت : عنود قاعدة تهرجين وتضحكين , قومي شوفي الطاولات اللي ما فيها صحون حلى وحطي فيها يلا , تحركي ما في غير عهود اللي تتحرك , مو كافي أختك اللي ما تستحي ما جات ..
قالت باستنكار : توني اللي جلست , والله رجولي تكسرت من الريحة والجية , ولسه ورانا ليل , بعدين البندري تعبانة فلا تسبينها ..
سحبتها وهي تقول بدفاشة : قومي تلحلحي ..
لمن قامت بدأوا الدقاقات أول دقه , سحبت يدها وقالت بحماس وهي تعدل جلابيتها وترتب شعرها اللي سابته مفرود : بأرقص , أخت العريس والعروسة وما أرقص ..
ولفت على البنات و سألت بلهفة : مين ترقص معايا ؟؟
قامت ريم على طول وهي تعدل وضع بلوزتها وتنورتها الخليط من الأسود والتركواز , ومن بدأوا الرقص قاموا أسماء والخنساء يغطرفون , وسحر و سفانة يصفقون , وسمية تصفر بحماس , جات الهنوف وجلست على الطاولة وهي مستغربة وتضحك في نفس الوقت من جرأة العنود اللي جات قدام طاولتهم وقامت تسوي حركات غنجاء بشعرها وعيونها , قالت سمية بعد ما صفرت تصفيره طويله : شكل العنود تبغى تصير تمرة قهوة القبيلة ... لشهر ..
ضحكت سحر على التشبيه وقالت : خليها تسوي اللي في راسها , والله لا أسوي التهاويل يوم زواج ماهر ..
وبعد ما خلصت الدقه رمت العنود نفسها على الكرسي وهي تتنفس بسرعة , قالت الهنوف وهي تقرب علبة المناديل منها : مو منك من حركاتك القرعة ..
قالت ريم وهي تجلس على الكرسي و تضحك : بغيييييييت أموت ضحك وأنا أرقص اللي يشوفني يقول وحده متوووووونسه من الرقص ما دروا إني مايته ضحك على خبالها ..
سحبت العنود منديل مسحت به جبهتها وهي تقول : قلتلكم من قبل شهر بأطلع كل مواهبي في هالجواز ..
وصلها صوت الجوهرة البارد الساخر : يا أم مواهب ..
لفت العنود بوزها ولفت على الجوهرة اللي وقفت ورى كرسيها وقالت : نعم ..
: قومي بسرعة معاي , ورانا .................
قامت العنود معاها وهي صامة أذانيها عن بقية الكلام , كانت عارفة إنه مافي يحتاج تصليح أو غيره بس الجوهرة ما ترتاح و العنود جالسة ...
*******************************
: والله ما تشيل ولا صحن ..
ساب مطلق صحن الرز وقال باعتراض وهو يلف على أحمد : ليه يا عم ؟؟
قال أحمد وهو يسحبه من يده : ما شاء الله العيال يكفون و ييوفون , ما قصرت روح ارتاح , ما عزمناك عشان تشتغل ..
قال عبد الرزاق بتريقة وهو يشيل الصحن ويطالع في عدنان اللي مشمر أكمام ثوبه و شايل صحن : ناس عن ناس , الضعيف ذاك جاي من الرياض وقاعد يكرف كرف الحمير وما قال له ارتاح وحلف عليه ..
ابتسم عدنان وطنشه وهو يكمل طريقه , قال أبوه اللي انحرج بصوت عالي عشان يسمعه عدنان : عدنان ولدنا..
قال وهو رافع واحد من حواجبه : يعني مطلق غريب عننا ..
ضحك مطلق وقال قبل ما يقول أحمد شي : ما عليك منه يا عم ..
ولمن دخل لصالة الغدا ضرب أحمد ولده على كتفه وهو يقول : اش قصدك باللي قلته ؟؟
قال وهو يشمر أكمامه : it is just a joke ..
: مزحة ها ؟؟ قوم ودي الأكل و انت ساكت ..
ضحك جلال وقال : شباب آخر زمن , حتى عيالي مطلعين لي الشيب في راسي ..
: آآآآآآآآآآآآآه الله يصلحهم بس , وينهم أحمد ومحمد ..
قال : كلهم جوة يفرشون السفر حتى حمزة وعلي شغلتهم معاهم ..
: الله يحفظهم لك يارب ..
كان الكل مشغول , حتى جاسم قام يشتغل معاهم وهو كان مبسوط من هالشي عشان يشغله عن التفكير في اللي صار وفي عبد الرحمن اللي يروح ويجي كإنه يمشي على قلبه وعن ........ نظرات عمر الباااااااردة , انحط غدا الرجال على قرب الساعة 2 وغدا الحريم على 3 , ومن أذن العصر راح الرجال للمسجد وبعدها راحوا يشوفون أشغالهم , والحريم استعدوا عشان يروحون للكوفيرات استعدادا لليل ...
قالت العنود بصوت عالي وهي ترص جوالها بقهر : أميييييييييي عبد الرزاق ما يرد ..
زفرت هدى وقالت وهي تحاول تسمع بنتها من وسط رجة الدق والتصفيق : الله يصلحه هو متفق معايا يوديكم للكوفيرة بعد الصلاة على طول عشان يمديكم تخلصون بدري , يمكن إنه في المسجد ..
قالت الهنوف وهي تطالع في ساعتها : أمي الصلاة مخلصة لها نص ساعة ..
زفرت العنود وقالت وهي تصك جوالها : حتى جاسم ما يرد وأبوية يقول ما يدري وينهم وهو ما يقدر يودينا ..
سألت حنان : انتم تعرفون الطريق ؟؟
هزت الهنوف راسها وقالت : أنا أعرفه ..
ابتسمت حنان وقالت و هي تخرج جوالها : خلاص أدق على عدنان يوديكم ..
هتفت الهنوف على طول بلا شعور : لااا ..
وانتبهت لنظرات الاستغراب من أمها وحنان , قهقهت العنود من قلبها على وجه أختها اللي صار بحمرة الطماطم من كثر الخجل , جاتهم سحر وهي تلبس عبايتها وسألت : ها متى بنمشي ؟؟
قالت أمها وهي تحط يدها على فخذ هدى اللي جالسة جنبها : خلاص أنا بأجلس مع خالتك بنسوي كل شي هنا , بس انتي ارسلي لي فستاني وبقية الأشياء مع عدنان ..
واتصلت على عدنان اللي وقف سيارته جنب الباب بانتظارهم , شاف إنهم ثلاثة بس لكنه ما حاول يدقق فيهم , دخلوا للسيارة وقالت له سحر إنه يوديهم على البيت أول عشان ياخذون البندري و سلافة معاهم ..
دوى بداخله رغما عنه بفضول ~ يعني وحده منهم هي العنود , يا ترى مين ؟؟ أكيد أم عباية على الكتف ما أظنها أم العباية على الراس , عدناااااااان وقف عن التفكير , مالك ومالها , استغفر الله , مجرد التفكير إنه عندها الجرأة تدخل لسيارتي بعد فعلتها الوقحة ~ فتح فمه لأول مرة من دخلوا البنات وسأل : ليش سلافة ما حضرت ؟؟..
قالت سحر بتريقة : يعني ما تعرفها وتعرف غلاستها ..
وقامت تقلد صوتها المدلع وهي تقول : أوووو noooo waaaaaaay أروح ظهر , أنا زواج سمر بالقوة حضرت الظهر forget مستحيل أروح ..
ابتسم وقال بهدوء : عاد انتي ما تحسبين يسألك عنها عشان تحشين فيها ...
الهنوف كان ودها الأرض تنشق وتبلعها من الخجل وهي تدعي إنه ما يتذكر حركتها اليوم الصبح و العنود رغم إنها غااااااااارقة في تفكيرها مع البندري لكنها ميزت العمق الغريب اللي في صوت عدنان واللي دفعها إنها ترفع راسها للحظة شافت انعكاس عيونه الواسعة الكحيلة وجبينه المتوسط وطرف الطاقيه البيضا المغطاه بشماغ , رفع عيونه لمن حس بشي غريب و شاف عيونها لثانية قبل ما تسحب غطاها على نقابها وهي تلف وجهها على الطاقة , صرخت تأنب نفسها ~ ياقلبييييييييييييييييييييييي , أنا اش سويييييييييييت ؟؟ يا فشلتييييييييييييي ~ ولمن وصلهم للبيت نزلت العنود على طول و قالت لأختها بسرعة : روحي انتي مع البنات وأنا ألحقكم مع البندري ..
وقبل ما تستنى رأي الهنوف صكت الباب و دخلت الفيلا وهي تدعي ربها ما تتكرفس قدامه بعبايتها زي ذيك المرة قدام عمر ..
صرخ بداخله بصدمه ~ هذي هي العنوووووووود , عباية على الرااااااااااس , يا خسارة العباية فيها , لا وتطالع كمان , أففففففففففففففففففف استغفر الله ~ ...
في الحوش تقابلت العنود مع سلافة اللي كانت تمشي على أقل من مهلها , قالت بتريقة : لو كان أخوك جاسم ولا عبد الرزاق كان غبارك ما أشوفه من العجلة ..
ضحكت وقالت بدلع : أخوية special ..
طاالعت فيها العنود بقرف وقالت : أنا ما خلصت من عبد الرزاق وكلامه اللي ما أفهمه تجيني انتي ..
و توادعوا ودخلت العنود الفيلا وطيراااااااان على غرفة البندري , دخلت من دون ما تدق الباب لقيتها منسدحة على ظهرها وعيونها للسقف , صكت الباب وقالت بمرح : ما أقدر أنا على المروقين ..
ابتسمت البندري وجلست معتدلة وهي تقول بصوت هادي النبرات مو زي عادتها : يلا الكوفيرة ..
قالت العنود وهي تنط وتجلس قدامها : مو قبل ما نشرب نسكافة ونروق في كلمة راس ..
زفرت البندري وقالت وهي تقوم : عنود إذا تبغين راحتي لا تسألين شي ..
كانت العنود بتمووووووووت خوف على أختها , أفكارها من الصباااااااح وهي تتضارب في بعض , كان ودها تضرب البندري إلين تقول اش صار عشان يرتاح بالها لكنها ضغطت على نفسها وقالت : طيب يلا , أفصخ ثوبي وأصلي ألقاك جاهزة عشان نمشي مع أخونا المطيع اللي عمره ما رفض لنا طلب وخمنا بكذبه ..
ضحكت البندري وقالت : مين قصدك ؟؟
قالت وهي تفصخ اكسسواراتها : مين غيره , سوناردي ..
********************************
بعد صلاة العصر بوقت :
طالع في الرقم متردد , سحب نفس عميق ودق , أول ما سمع صوتها الناعم قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصله همسها الخجول وهي ترد السلام , حس بكل همه وقلقه ينزاح لثانية قبل ما يسأل بتلعثم : أكيد عرفتيي , أنا عمر , كيف حالك منى ؟؟
ردت عليه بهمس خجوووول : بخير ..
حك جبهته مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تقدرين تجين شقتنا دحين ؟؟
و لمن ما جاوبته عرف إنها انصدمت من طلبه اللي هو توه استوعب المعاني المبطنة فيه ~ عمر الله يهديك ما لقيت أحسن من هالتعبير , خوفتها ~ قال يفسر وهو يحس حرجه يزيد مع كل ثانية : لاااا أنا قصدي , آآآآآآ , هو ... لي ساعة من جيت من الغدا وأنا أدق على غرفة أزهار ما ترد عليه , بابها مفتوح بس أستحي أدخل عليها , حتى على جوالها دقيت و ماردت و أبغاك تدخلين تشوفينها إذا تقدرين , أنا بأخرج من الشقة و انت تعالي شوفيها لأن الوقت تأخر ولازم تروح للمقينة ..
ولمن وافقت , خرج من الشقة وساب الباب مردود , هو صح كان منحرج يدخل غرفة أخته اللي مازالت على نفس وضعية الظهر و لكن الحقيقة هو خاااااايف يكون صار لها شي , من نامت بعد الفجر ما صحيت ووضعيتها ما تغيرت , كان يستغفر ويسبح عشان يلهي أفكاره اللي بدأ الشيطان يرسم له فيها خواطر مخييييييييفة ..
فتحت منى باب غرفة النوم بعد ما دقته كذا مره , لقيت أزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير, ابتسمت وقالت وهي تتوجه للسرير : أزهار , زهرة , أزهاروووو ..
وجلست على السرير وهزتها من كتفها وهي تقول : أزهااااااار , أزهااار قومي , أزهاااااااار ...
ولمن ما تحركت من مكانها هزتها بقوة أكبر وهي تناديها , ولمن شافت مافي استجابة حطت يدها قدام أنفها وهي خااااااايفة لكن أنفاس أزهار الحارة طمنتها , هزتها بقوة وهي تصرخ : أزهااااااااااااااااااار ..
انقلبت أزهار على الجنب الثاني بهدووووء و بدون ما تفتح عيونها , شهقت منى وقالت : مستحييييييل , اش هالنوم ؟؟
وقامت للحمام بللت يدها بالموية ورجعت للغرفة و مسحت وجهها وهي تقول : أزهاااااااار قوميييييييي ..
بدأت أزهار تحرك جفونها شوية قبل ما ترجع تغووص في النوم , وبعد محاولات مستميتة فتحت أزهار عين وحدة بتعب ولمن شافت منى فركت عيونها وهي تسأل بصوت مخدر : منى اش جابك ؟؟
حطت منى يدينها على خصرها وقالت بغيض : اش جابني ؟؟ الساعة 5.30 العصر يا أفندية , خوفتي عمور الضعيف وخليتيه يتصل عليه عشان أجي أصحيك ..
تمغطت وهي لساعها منسدحة وصحصحت و قالت بابتسامة خبيثة لمن لمحت من طرف عينها عمر اللي تصنم عند الباب لمن سمع كلامها : و ليش زعلانه ؟؟ مو انتي كنتي تنتظرين إنه يتصل عليك عمووورك بفارغ الصبر من يوم الملكة , هذا هو اتصل عليك أخيرا بفضل الله ثم بفضل نومي ..
شهقت وضربتها ووجهها يحمر من الخجل وقالت بصوتها الناعم : مالت عليك , أنا الغبية اللي متعبة نفسي معاك ..
و قامت ولفت بتخرج من الغرفة , تغيرت ملامحها لمن شافته ونزلت راسها بحيا , تلعثم عمر وهو يخرج من الغرفة وهو يقول بتبرير : أنا كنت .. , أنا.... جيت أشوف ليش تأخرتي و .....
قامت أزهار وهي تضحك على أشكالهم وراحت دفت منى من ظهرها تخرجها من غرفتها وهي تقول : روحوا تفاهموا لوحدكم يا دوب أتروش وأصلي , شكرا لمساااااااااعيكم الحسنة ..
وطبقت الباب , وقفت منى في مكانها عند الباب وهي تلعب في أظافيرها بحيا , وتصنم عمر في مكانه وهو يطالع في الأرض , ساد صمت طويييييييل ابتسم عمر بعده لمن قدر يرفع راسه و يطالع فيها , قال بهمس : جزاك الله خير , سامحينا تعبناك معانا ..
انتفض قلبها وهي تهمس بعفوية : لا عادي , تعبكم را....
وسكتت لمن انتبهت للي قاعدة تقوله , لفت طرحتها بيدين مرتجفة وخرجت بدون حرف , طااااااااالع عمر في باب الشقة اللي اختفت منه وهو يبتسم , انفتح باب أزهار اللي خرجت راسها وقالت بغيض : ما قدرت تقولها اش الحلاوة هذي ؟؟ وحشتيني , كنت أفكر فيك , ولا اش جاب القمر عندنا ؟؟ ولا من هذا الكلام , ياخي تعلم الكلام المعسول ..
حس بخجل غريب يعتريه , مسك الدفتر اللي على طاولة المدخل ورماه عليها لكنها صكت الباب قبل ما يوصلها وهي تقهقه , ضرب الدفتر في الباب وطاح على الأرض , قال بغيض : الحق عليه اللي خفت عليك ياكيس النووووم ....
استندت على الباب وهي تحس بمشاعر مختلطة , اش خلاها تنام هالنوم العميق الثقيل ؟؟ من صلت الفجر ما عاد حست بالوقت ولا تفتكر حتى متى نامت , وجاسم وموضوعهم اش بيصير فيه , معقول هي في عصر يوم زواجهم , كلها ساعات وتنزف له , قالت بهمس : أحسن , فعلا النوم وسيلة هروب حلوة .. تحركت عشان تنتهي من أمورها وهي تدلك ظهرها اللي شكل ألمه هو سبب نومها العمييييييييييق , ولمن شافت الأفكار تهاجمها أكثر من أول قالت لنفسها : للأسف النوم وسيلة هروب مؤقته , كويس اللي اقتنعتي بهالشي ست أزهار ...
تحرك عمر و رفع الدفتر عن الأرض وطالع في الصفحة المفتوحة , كانت قائمة مقاضي مشخطة ومرسوم حولينها رسمات غريبة وصتها إياه في يوم من الأيام (( طبق بيض , كيس سكر ناعم يا ويلك لو جبت خشن , عيش صامولي , حلاوة أم عود ركز عليها , جبنة بيضاء , الأشياء النسائية )) ضحك و فتح صفحة صفحة , مقاضي , وصفات أكل , رسومات هبلة , أرقام تلفونات , وتوقف عند الصفحة المكتوب فيها توزيع الفلوس اللي جمعتها له عشان زواجه , وابتسم وهو يشوف قلوووب وأسهم تخترقها , ضم الدفتر لصدره وعصره بقوة , استغرب من هالحركة العفوية اللي سواها وهو يبعد الدفتر عن صدره ويطالع فيه بألم ~ يارب استخرتك , يارب ما خاب من استخارك , ياااااااااااااارب , هل ممكن يجي يوم يعرف فيه جاسم إنه أخذ إنسانة معطاءة بلا حدود حساسة رومانسية زي أزهار اللي تحب الهدايا والمفاجأت , اللي تموت في زهور الأوركيد وتعتبرها أعظم هدية ممكن يقدمها لها أحد , هل بيجي اليوم اللي تحبها فيه يا جاسم وتبذل كل شي عشانها , أزهار , أزهااااااااااااار ~ طااااااااالع في الباب المغلق وهو يقاوم إنه يقتحم غرفتها عشان يضمها و يتوسلها إنها ما تتزوجه , بلع غصة مريرة وراح لغرفته وهو يرص بكل قوته على دفترها الصغير ...
************************
انتبه جاسم من سرحانه وهو جالس في سيارته على يد تشد على كتفه , لف وابتسم لمن شاف وجه أبوه القلقان , قال وهو يفك بابه بيخرج : هلا أبوي , بغيت شي ..
صد أبوه الباب وقال وهو مبتسم : لا تخرج , أنا بس شفتك جالس لك فترة قلت أشوف اش عنده العريس ..
قرأ القلق في عيون أبوه اللي تجعد جلدها بسبب ابتسامته الخفيفه , زاد من ابتسامته عشان يطمنه وقال بمرح : أستنى صاحب العريس ..
حس بالراحة وهو يشوف القلق يتلاشى من وجه أبوه اللي قال : عدنان , جزاه الله خير راح يودي البنات الكوفيره ..
قال بهدوء : خلاص هو على وصول ..
مد أبوه يده لجيبه وخرج ظرف ناوله له وهو يقول بخجل وتردد مو من طبيعته الصارمة القوية : هدية زواجك , إن شاء الله تعجبك ..
خرج جاسم من السيارة وقال باحتجاج : أبوية والله ما يحتاج ..
حط أحمد الظرف في يده وشد عليها وقال : أنا عارف ظروف زواجك الت .... الغريب , والعجلة اللي صار فيها كل شي , وكنت عارف إنك مع المشاغل ما بتفكر بشي عشان كذا سويت لك حجز انت وأزهار على ماليزيا , كان ودي اليوم أو بكرة لكني ما لقيت حجز إلا على بعد بكرة ..
طالع جاسم في الظرف بصدمة , ما كان حاط في باله رحلة ولا فكر حتى يسافر صح كان من قبل زواجه يفكر يسافر هو وعروسته لكن عروسته الحاليه لاااااااااااا , أبدا مستحييييييييييييل ..
ضم أبوه بقوووووة وسلم عليه يشكره بعمق وهو بداخله يحس أفكاره صارت تتخبط أكثر من أول , ما كان يبغى يسافر , لازم يحل موضوع البندري و عبد الرحمن , حط الظرف في جيبه ودخل سيارته بعد ما انصرف أبوه ودق على عدنان عشان يقول له يقابله في البيت لأنه مو قادر يستحمل الانتظار مع كل هالأفكاااااااار ..
**********************************
فتحت أزهار باب السيارة اللي ورى وهي تقول بحزم : اطلعي قدام وانتي ساكته ..
قبضت منى على عبايتها و فغصتها وهي تهمس برجاء وغيض : أزهار تكفين اطلعي قدام , لا تخليني أندم اني رايحة معاك ..
طنشتها أزهار ودخلت وصكت الباب , وقفت منى مكانها وهي تفرك يدينها بتوتر , أشرت لها أزهار من ورى القزاز إنها تطلع , فتحت الباب اللي قدام وجلست أول ما شافت عمر اللي واقف يتكلم مع أبوها يتحرك من مكانه جاي للسيارة , همست بخوف وخجل وهي تصك الباب بشويش : الله يسامحك ..
دخل عمر وهو يسلم , ولف على اللي جنبه وقال وهو يضربها بأطراف أصابيعه على ذراعها : كيفك يالعروس النايمة ؟؟ صاحية دحين ..
قهقهت أزهار من قلبها وهي تشوف منى تمسك ذراعها وهي تلصق في الباب أكثر مما هي لاصقة , انتبه عمر إنه ضحكت أزهار من ورى , لف بصدمة وقال : انتي هنا ..
ولف على اللي جنبه وحس بالفشلة لمن عرف إنها منى , قال بهمس وهو يطالع في يدها القابضة على ذراعها مكان الضربة : آسف على بالي أزهار ..
منى اللي ودها تختفي وسط ملابسها من الخجل هزت راسها يعني فاهمة وهي مدنقة راسها , لف على أزهار اللي مهي قادرة توقف ضحكها ورماها بنظـــرة وأشر لها على لحيته يعني أنا أوريك , حرك السيارة اللي سادها صمت يقطعه كل شوية ضحك أزهار , قال عمر وهو يطالع في المرايا الأمامية لأخته الغارقة في نوبة ضحك ثانية : ترى مسامحينك عشان عروسه ..
تنحنحت وقالت وهي تدخل راسها بينهم : والله الموقف يضحك , أحسن خلي منى تعرف مزحك الزغل كسرت يدها , شفتي يا منى ..
قرصها عمر بخفة يعني اسكتي , لفت عليه وقالت وهي ناوية تفشله : اش تبغى ؟؟ أحسن الصورة ..
ضحك على مرحها اللي حسسه إنه استعاد أزهار الحقيقية وقال : لا تكفيييييييين , سكوتك أحسن ..
اتكت بكأواعها على أطراف مقاعدهم وجلست تطالع فيهم بفرح , كانت تحس براحة كل ما شافتهم مع بعض , قالت بخبث وهي تشوف عمر يدور على شريط يشغله بيد مرتجفة : منى عمر مشغول بالسواقه اختاري شريط نشغله قبل ما يصدم بنا من كثر الفرحة إنك قاعدة قدام جننننننبه ..
ما تحركت منى من مكانها ومد عمر يده وضرب جبهتها وهو يقول : ارجعي ورى ..
رجعت ورى وهي تنقل بصرها بينهم بحماس , شغل شريط أناشيد عشان يغير الصمت اللي ساد الجو , ومن وصلوا المحل خرجت منى بسرعة , ابتسمت وهي تشوف عيونه معلقه بها وحمحمت وقالت : نحن هنا ...
استحى إنها انتبهت له فلف عليها وقال بغيض غريب : هو انت تخلين الواحد ينسى ...
قهقهت من قلبها , ابتسم عمر لمن سمع ضحكها اللي يفرح قلبه بشكل لا يمكن يتصور إنسان و خرج ظرف من جيبه وقال : هذا باقي المبلغ حقك وفوقه 500 ريال لمنى ..
سحبتها وقالت بامتنان عمييييق : الله يبارك لك يا قلبي في فلوسك ولا يحرمني منك , إحنا من نخلص نتصل عليك ..
هو أصر يدفع لها سعر فستانها و مكياجها كهدية زواج لها , أول ما دخلت الصالون ضربتها منى وهي تقول : والله تركبين قدام وإحنا راجعين يالدب ..
ضحكت وقالت وهي تدق على مشاعل : أفكر ..
وقالت بعد ما سلمت : أنا في الصالون دحين , انتي فين ؟؟ .....شوفي قبل ما توصلين القاعة اتصلي عليه عشان أخلي وحده من البنات تقابلك ....... إن شاء الله , يلا مع السلامة ..
لفت على منى وقالت : ترى عمر طلب مني أحاسب على تسريحتك ومكياجك ..
شهقت منى وقالت : لااااااا ما يحتاج أبويه أعطاني ..
قالت وهي تهز أكتافها : مالي دخل أنا بأحاسب وانتي تصرفي في فلوس أبوك زي ماتبغين ..
وكملت تخوفها : ترى عمر عصبي و بيزعل , وإذا زعل ما أدري اش ممكن يسوي ..
سكتت منى بخوف , ضحكت أزهار وهي تقول جوتها ~ ياحليلك يا منى صداقه , يااااا بختك يا عمر بها , الله يتمم لهم على خير ~ استقبلتها العاملة بترحاب أول ما طلعت لها ورقة الموعد , وجلست على المقاعد تستنى , نقلت بصرها في المكان و حست بضيييييق يخنقها , بعض العاملات ملابسهم خليعة وثنتين يدخنون , وأصوات الإستشوارت وريحتها مخلوطة بصوت موسيقى المحل , لولا الضرورة ما جات هنا لأنها تكره هالأماكن , نادت على وحده من العاملات وطلبت منها تصك الموسيقى أو تخفضها ولمن رفضت عشان الزباين ما يحبون السكون خرجت جوالها بصمت وحطت السماعات في أذانيها وهي تقول لمنى اللي شغلت نفسها بمطالعة التساريح اللي في الكاتالوج : زين اللي حاطة احتياطاتي ..
قالت منى : يا بختك لو دريت سويت زيك , بس ما عندي سماعات , والله إزعاج ..
شغلت أناشيدها على أعلى صوت عشان ما تسمع الأغاني اللي زادت هم قلبها هم , كانت الأناشيد تضج في راسها بصوت حسته بيخرم طبلة أذانيها لكنه مع كذا ما قدر يشغلها عن أفكارها اللي تثقل قلبها ثقل , ولمن شافت الوقت قرب من المغرب صكته وقامت تسبح وتقول أذكار المساء , وصلت في مكان مخصص للصلاة وجلست هناك عشان أصوات الصالون كانت بعيدة نوعا ما هنا , قالت منى : ياليتنا جينا هنا من زمان ..
ابتسمت أزهار وهي توافقها وقالت بابتسامة : ترى عمور اتصل يقول خلي منى تقرى على نفسها ..
حمر وجهها ولفته من دون ما تعلق , ضحكت أزهار وقالت : انتي تستنين أي شي عشان تحمرين , ذكرتيني بالهنوف ..
سألت منى بعفوية : ليش انتي ما تستحين من جاسم ؟؟
حست بقلبها يغوووووووص بداخلها ~ أستحي ؟؟ ومن جاسم ؟؟ هو خلى في مجال أستحي منه ~ زفرت وقالت بمرح مصطنع : لا وضعنا غييييييييير ..
سكتت منى لمن حست إنها لو قالت شي ثاني بيصير تدخل في الخصوصيات , أشرت لها العاملة عشان تتبعها للغرفة اللي بتتزين فيها وهي تقول : تعبنا وإحنا ندور عليك ..
تبعتها أزهار بعد ما توضت مرة ثانية عشان ما تتوضأ بعد المكياج لصلاة العشا ودخلت وسابت منى اللي استلمتها وحده عشان تسشور لها قبل المكياج , سشورت شعرها وقبل ما تسلم نفسها للي بتمكيجها قالت بمرح وهي تشوفها مجهزة العدة : شوفي يا قلبي , سوي في وجهي الخريطة اللي تعجبك , إن شاء الله الصين ولا الإتحاد السوفيتي , لكن حواجبي لا تقربين منها أبببببببببدا , لا موس ولا ملقاط ولا حتى مقص ..
احتجت العاملة بضيق وقالت : المكياج بيطلع بشع ..
جلست أزهار قدامها وقالت : لا يلعنك ربي ولا يلعني سوي اللي أقوله ولا أضف وجهي وأطلع ..
قالت : طيب خلينا نتفاهم ..
هزت أزهار راسها بتصميم وقالت بتودد : دايما أقول اللي مكياجها حلو لو إش ما صار بيكون حلو , يلا ورينا شطارتك يا عسل ..
زفرت العاملة وبدأت تحط الأساس وأزهار تحاول تفهمها بلطف عقوبة النمص وهي تهز راسها يعني طيب , كانت عارفة إن العاملة تدخل كلامها من جهة وتخرجه من جهة لكن كانت تصر على الموضوع عل وعسى ربي يفتح قلبها في يوم من الأيام , سمعت وحده تنادي بصوت مدلع : ماااااامااااا شوفي اش سوت لي , أنا ما أبغاه كذاا قوليلها تغيره ..
وصوت أمها وهي تحاول تراضيها و توعدها تسوي اللي تبغاه , حست بقلبها ينعصر و يغووووص بداخلها و حسرة غريبة لها طعم مررررر تمتزج مع ألمها , قالت بداخلها على طول خوفا على البنت ~ الله يخليلك أمك ويبارك لك فيها يا رب , الله لا يحرمك منها , يارب تحفظهم لبعض ~ ولمن حست بالدنيا تتموج قدامها قامت وهي تعتذر من العاملة , ناولتها العاملة مناديل وهي تقول بضحكة : هذا خوف عادي , من يوم تشوفين وجهه الحلو يروح هذا كله ..
ضحكت أزهار على تفكير العاملة وصرخت بداخلها بألم ~ ياليته خووووووف كان يروح , لكنه جرح عميييييييييق , ما مرت 5 شهور على وفاتهم إلا وأنا عروس , الله يرحمكم , أمي , عمار , عمير , الله يرحمكم ~ رجعت انسدحت وقالت بابتسامة مصطنعه : الله يسهل , يلا كملي خريطتك ..
قالت العاملة بضحكة : ما شاء الله عليك على طول مبتسمة ..
ضحكت أزهار لمن تذكرت مثل قرته ~ الذين يضحكون كثيرا هم دائما من يموت ألما ~ استغفرت ربها وجلست تسبح وتدعي عشان تشغل عقلها المثقل بالأفكار و قلبها المثقل بالألم ..أمي الحبيبة ..
ابتسمي , امسحي دموع الفرح ..
لقد صرت عروسا ..
أخي وأستاذي الغالي عمار ..
ادعوا لي وانصحني و أنا أبتسم بخجل ..
لقد صرت عروسا ..
عمر قلبي ..
لا تقلق , اسخر مني وأنا أضحك ..
لقد صرت عروسا ..
عمير صغيري ..
شد شعري ممازحا وأنا أصرخ بك ..
لقد صرت عروسا ..
آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي ..
أي غصة أحسستها وأنا أتخيل طيفك أمامي ..
لن تبتسمي لأجلي وأنت تثنين على شكلي ..
لن تمدي يدك الحانية لتصلحي لي طرحتي إن انزلقت ..
لن تدمع عينيك وأنت تتأملينني ..
ولن أبتسم وأنا أمسح تلك الدموع بمحبة ..
لن أحتضنك لأنهل من دفء صدرك ..
ولن أرى لمعة الفخر والسعادة في عينيك ..
لن تقرئي علي خوفا ..
لن تقبلي خدي فرحا ..
آآآآآآآآآه يا عمار ..
أي وجججججع عصف بقلبي و أنا أؤمن
أنني لن أراك شامخا إلى جواري ..
تمسك يدي بيدك الدافئة لتزفني إلى زوجي ..
لن تربت على كتفي ..
لن تقرص خدي وأنت تتأملني بحنان الأب وأنت تقول
هاهي صغيرتي أصبحت عروسا ..
آآآآآآآآآآآه يا عمر ..
أي قلق يعتريني أي ألم أي خوف ..
سامحني لم أكن أريد أن ترى ما رأيت ..
سامحني سأشغل عقلك وقلبك المثقل رغما عني ..
سامحني لأنني أردت أن أريحك من همي فأغرقتك في هم آخر ..
آآآآآآآآآه يا عمير ..
أين أنت ؟؟
أي شوووق ذاك الذي يحدوني إليك !!
وجهك النحيل , شعيرات لحيتك التي تعبت من كثرة مراقبتها أملا أن تنمو ..
ابتسامتك الواسعة , نابك اللي نمى فوق ناب ..
نظرة الشقاوة والأذية التي تلمع في زوايا عينيك ..
لن تضربني
لن تركض خلفي
لن تضع قدمك أمامي معترضا سبيلي على أمل أن أقع ..
وكل هذا حتى تضحك وتقول : عروس سقطت في يوم زفافها ..
نعم
هذا صحيح
اليوم يوم زفافي
قلبي الصغير ..
لا ترتجف ألما ..
لا تشتكي هما ..
لا تدمي وجعا ..
عيناني الكحيلتين المثقلتين بالأصباغ ..
لا تطرفي خوفا ..
لا تدمعي حزنا ..
لا تغمضي رعبا ..
.
.
لأنني
.
.
أعلم أنها كانت ستفعل كل ذلك ..
لقد تخيلتك أمي , هذا يكفي ..
.
.
متأكدة أنك كنت ستحتضنني حبا ..
لدرجة أشعر أن رائحة عودتك القديمة تزكم أنفي ..
وهذا يكفي ..
.
.
واثقة أنني كنت سأتفادى قدمك عمير ..
وكنت سأضحك لأغيظك ..
وأظن أن هذا .... يكفي ..
.
.
لأنني
.
.
رغم
كل
هذا
.
.
سأسير
وحدي
.
.
أملا وإيمانا ويقينا
أنني سألقاكم
يوما
.
.
برحمة من ربي
في جنة عظمى ..
.
.
.
أحبكم بوسع محيطات العالم ..
أشتاق لكم حد الموت كمدا ..
.
.
همسة :
أرهقتك يا قلبي
بكثرة خنقي
لمشاعري
.
.
سامحني
*****************************
..............................
الفصل التاسع : أصبحـ (ت) زوجـ (ت) ـي ..
من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب
يوم الأربعاء 2 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم قبل صلاة الظهر :
دخلت الهنوف مجلس الرجال وهمست بهدوء وهي تهز كتف جاسم اللي قالت لها أمها إنه ما نام في غرفته أمس : جاسم , جاسم قوم , جسوووووووم ..
وصلها صوته المخنوق يقول بهمس : أنا ماني جاسم ..
قالها وهو يشد اللحاف ويغطى نفسه أكثر , ضربته على كتفه وهي تقول : هاهاها ضحكتني , قوم , أبويه يبغاك ضروري , ترى الساعة 11 و شويه ...
وشدت اللحاف منه فجأة , وهي تقول بعناد : قوووووووووووم ...
شهقت لمن شافت الشعر مو نفسه شعر جاسم , شعر أخوها أنعم وأكثر , رمت اللحاف عليه وشردت من المجلس ..
قام عدنان من سدحته بعد ما سمع صوت الباب الداخلي ينصك بقوووة وزفر وهو يغطي وجهه ويقول : استغفر الله , أنا اش خلاني أنام هنا , الله يقطع شرك يا جاسم , كله منك ..
بعد يدينه وطالع في ساعته و هو يستغفر , و رجع طالع في الباب وضحك وهو يقول لنفسه : والله كانت بتموت بشهقتها ..
غطت الهنوف وجهها وهي جالسة تصيييييييح فوق سرير العنود اللي مهي قادرة توقف ضحكها الهستيري , بعدت الهنوف يدينها وقالت بقهر : ما يضحك عساك تاكلين زيها يالحمارة ...
مسحت العنود دموعها وهي تقول بصوت غرقان ضحك : بطنيييييي , بطني تعورني من كثر الضحك , بأروح الحمااااااام ..
وانسدحت وهي تحاول توقف ضحكها , ضربتها الهنوف وقالت : طيب انقلعي أحد ماسكك ؟؟
سحبت نفس عميق وخرجته وهي تمسح باقي دموعها وهي تقول : والله أنا ماني حزنانة عليك حزنانة على المسكين اللي قلك أنا ماني جاسم لكنك ما سمعتيه ..
ورجعت تقهقه وهي تمسك بطنها وتقول : أظنه خاف على نفسه , على باله بتسوين له شي ..
مسكت الهنوف المخدة و نطت ولصقتها في وجهها وعصرتها عليها عشان تكتم صوت ضحكها وهي تقول بغيض : لاااااااااااا تضحكييييييييييييييين ..
وسكتت وهي تلتفت على البندري اللي مازالت نايمة رغم كل هالصراخ والضحك , سألت باستغراب : البندري ما نامت بدري أمس ؟؟ غريبة ما صحيت على هذا الإزعاج كله ..
قامت العنود وهي تبعد المخدة و قالت : لا والله , نامت بدري , شفتي بعد ما طلعت من عند الضيوف كانت نايمة , على كل خليها نايمة أحسن عشان تصحصح في الزواج , مو زيي شكلي بأنام في نص الفرح ..
وقامت بكسل , قالت الهنوف : هذا مفروغ منه يوم إنك ما نمتي إلا على الفجر , ناسية إنه ورانا جواز ؟؟..
تمغطت وهي تصارخ , ضربتها الهنوف وهي تقول : بس , كم مرة هاوشناك على هالحركة ..
طنشتها و طالعت في المراية تتأكد إن المكر ما تفكك مع النوم , انفتح الباب فجأة ودخلت منه الجوهرة وهي تقول : هذا كله نووووووووم , يلا قوموااا ..
وقفت وراها ريناد تقول بصوتها الصغير : يلااااااا ..
ضحكت الهنوف وقالت وهي تضمها : يازيييييييييينهااااااااااااااا ..
طفت الجوهرة المكيف وقالت بحزم : يلا انتي و اياها كلها نص ساعة و رايحين القاعة ..
قالت العنود بضيق حاولت تخفيه : ليه طفيتيه ؟؟ يختي الدنيا حر و إحنا بالمكيف كيف بدونه ؟؟
رمتها بنظرة حادة وقالت قبل ما تخرج : انتم لو ما مشاكم أحد بالقوة ما مشيتوا , خلوا الحر يلحلحكم شوية ..
زفرت بحرقة و دنقت لريناد وقالت بقهر : والله لو طلعتي زي أمك بأذبحك ساااااااامعة ؟؟
ضحكت ريناد ببراءة وقالت : سامعه ..
قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة : لا تسمعك الجوهرة تجيب أجلك , أنا رايحة أجهز أشيائي ..
دخلت العنود الحمام وقبل ما تصك الباب شهقت وهي تشوف محمول البندري مكسر لأجزاء مرمية في الزبالة , طالعت من الباب للبندري النايمة ورجعت طالعت في المحمول , دنقت ورفعته وهي مهي مصدقة , الشاشة المهشمة لوحدها منفصلة عن لوحة المفاتيح اللي صار نصها بلا أزرار , حطت يدها على موضع قلبها وهي تشوف بين الأنقاض جوالها اللي صار أشلاء , رمتها من يدها وجريت على البندري بخوف , سحبت اللحاف وهي تقول : بندري ..
لقيت البندري دافنة وجهها في المخدة بصمت , بعدت شعرها بتردد وهي تهمس : بندري حبيبتي اش صار ؟؟
قالت البندري بصوت مخنوق : ولا شي ..
انصعقت وهي تشوف آثار ضربة في خدها , لفتها و شهقت لمن شافت وجهها المتورم من كثر الصياح , حطت يدها على فمها وهي تسأل برعب : بنت , اش صااااار ؟؟ هذا النفخ من الصياح ولا من إيييييييييييه ؟؟
هزت البندري راسها بلا وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , هزتها العنود وهي تقول بعصبية : بتفهميني اش صار ولا لا ؟؟ محمولك وجوالك , تكلمييييييييي ..
تفاجأت لمن قامت البندري و رمت نفسها على صدرها وهي تقول بصوت مقطع من البكى : لا..لا..لا تقولين لأحد , الله يخليك يا عنوووود , لا تقولييييين لأحد ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : بسم الله عليك , بسم الله عليك , خلاص ما أقول لأحد بس فهميني اش صار , والله قلبي يعورني من كثر الخوف ..
هزت راسها بلا وهي تقول : ما أبغى أتكلم دحين ..
مسحت على شعرها بحنان وهي تقرأ عليها وعقلها مو قادر يثبت على فكرة معينة أو سبب للحال اللي هي فيه , همست : بندري لازم أفهـ....
زاد صياحها وهي تقول : الله يخلييييييييك ما أبغى أتكلم ..
سكتت على مضض وبعد فترة دخلت البندري الحمام عشان تتروش وطلبت من العنود تقولهم إنها تعبانة و ما تبغى تحضر الظهر , وبالقوة قدرت العنود تقنع أمها إنها ما تروح للبندري عشان تجرها غصب عنها لظهر زواج أخوها ..
*************************
أول ما شافه داخل المجلس صرخ : تووووووو الناااااااااااااس ..
التفت جاسم لعدنان اللي واقف وهو عاقد ذراعينه بغيض , ابتسم جاسم وقال : سامحني والله نسيتك ..
تقدم منه ولكمه على صدره وهو يقول : حلوة نسيتك , مواعدني أمس على جلسة عزابية بعد العشا وتروح , تفشلت لمن جا أبوك و معاه الفرش عشان أنام ويوم قلتله مادامك منت في البيت أطلع أنام مع أهلي في الملحق حلف ما أتحرك من المجلس وانك أكيد دقايق و تجي وشوي الدقايق تتحول سااااعاااااات ..
زفر جاسم ورمى نفسه على الكنبة وقال : والله يا عدنان مهموووووووم و ..
طالع في ساعته و كمل : كملت الآن 28 ساعة بدون نوم ..
حط عدنان يده على راسه وهو يقول بصدمة : الله أكبر عليك , انت ناسي اليوم جوازك ..
مسح وجهه بإرهاق وهو يقول : أي جواز الله يرحم والديك , والله مأتم ..
: استغفر ربك ..
تأفف وهو يمسد شعره على ورى ويشد عليه بقبضتيه وسند راسه للجدر , حس عدنان بخوف يجتاحه طاااااالع في جاسم وسؤال واحد يتردد في عقله ~ يكون دري عن العنود ؟؟ ~ التزم الصمت يوم وصل لهالتفكير وما حب يتكلم لأنه لو اللي في باله صحيح معناته أي كلمة منه بتزيد الطين بله ..
: are you there my brother ??? , أوووو hiiiiiiii عدنان ..
لف عليه عدنان وقال بضيق وهو يشوف السلسلة حولين رقبته من فتحة ثوبه اللي لسه ما زرره : الناس تسلم أول بعدين حرام اللي لابسه , لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ..
طالع عبد الرزاق بلا اهتمام في سلسلته السوداء اللي لها تعليقة فضية على شكل قرن مزخرف بنحوتات غريبة وهو يكمل تزرير ثوبه و بعد شعره المبلل اللي طايح حولين وجهه وقال وهو يعدل طاقيته اللي ما أخفت شعره اللي واصل لأكتافه : أوووو SORRY, السلام عليكم ..
رد جاسم السلام بهدوء و قال عدنان بغيض وعصبية : لا والله , يا رجال اسطلب وشد ظهرك ليش أحس جسمك مايع و ذايب ..
ضحك جاسم اللي كان وده قبل دقيقة يمسك قنبلة ويرميها على العالم من كثر ضيقه ورفع راسه وقال وهو يطالع في صاحبه وأخوه ويأشر عليهم : النقيضين اجتمعوا , ولد الديرة وولد 2006 ..
دخل أحمد وقال مقاطع النقاش اللي كان بيصير : ما تجهزتم لسه ؟؟ الله يهديكم أبغى أوصل للقاعة قبل الناس ..
قال عدنان وهو يرمي عبد الرزاق بنظرات حادة : شوية ونلحقك أنا وجاسم يا عم ..
قال وهو يسحب عبد الرزاق : يلا نسبقكم بس لا تتأخرون , صلوا الظهر هناك في القاعة ..
لف على جاسم بعد ما صاروا لوحدهم وقال وهو يطالع فيه بنظرات سعيدة قلقه : زين اللي ضحكت أخيرا , ما بغيييييييييت تسمعنا هالضحكة ..
قام جاسم وقال بابتسامة ساخرة : مو هم يقولون دايما , شر البلية ما يضحك ..
وزفر وكمل : إستناني أتروش وأجي ..
دخل البيت ووقف في الصالة الداخلية وطااااااااالع في الدرج اللي يودي على الدور الثاني , تنهد وراح على غرفته وهو ما وده يشوف أحد , صك الباب وغرق في أفكاره , من خرج من الشقة وهو يحس بنااااااااار في جوفه , دار شوارع جدة كلها وراح البحر ورجع البيت والنار لسه ما انطفت , حاول يهدي نفسه لكنه ما قدر , كان الشيطان يعطيه أفكار وخيالات سحقت روحه سحق ,
جلس على سريره ودفن وجهه بين كفوفه و عقله يسترجع رجعته أمس , كان سامع صوت العنود مع الحريم جوة المجلس , طلع على طول لغرفتها هي والبندري وهو مو حاس بنفسه و ليش هو طالع أصلا أكيد إنها جالسة مع الحريم تحت , فتح الباب من دون ما يدق و اتفاجأ لمن لقيها لوحدها , كانت جالسة على مكتبها وقدامها اللاب توب , التفت وقالت بضيق للشخص اللي حسبته العنود : كم مرة قلتلك دقـ....
و تبلمت لمن شافته وساد الغرفة لحظة صمت قاااااتله , وقفت البندري وهي تحس بكل خلية بداخلها ترتجف من نظراااااااات عيونه , كان يحس أنفاسه تتسارع بشكل فضيع , سأل بلا مقدمات : اش بينك وبين عبد الرحمن ؟؟
اصفر وجهها وتغير وهي تهمس بخوف وهي بالقوة تبلع ريقها اللي جف : أزهار قالت لك ...
قال ببرود وهو يعصر قبضة الباب : جاوبي ..
طاااااااااالعت فيه وهمست من بين دموعها : جاسم لا تضربني ..
دخل خطوتين فقالت برجاء : جاسم آسفة ما كنت أدري إن الموضوع بيتطور كذا , أنا أقلك كل شي , بس الله يخليك لا تضربني , لا تضربني ...
انصعق من كلمتاها ~ يعني كلام أزهار صح , صـــح ~ صك الباب وقفله بالمفتاح , قفلة الباب حستها تعصر قلبها عصر وهي تتذكر شكل أزهار اللي شالوها زي الجنازة بعد ضربه , قالت وهي ترتجف : جاسم سامحني , سامحـ...
واختنقت الكلمة بداخلها لمن تقدم منها بسرعة رهيبة , طوله وجثته حستها تخلع قلبها من مكانه , مدت يدينها قدامها وهي تصرخ برجاء : جاسم , لا تضربني جاسـ.....
رفع يده وهوى بها على خدها بكل قوته , الصفعة من قوتها طرحتها على الأرض , رفعت وجهها وطالعت فيه وعيونها تذرف دموع , كان وده يضربها لكن كلمات أزهار كانت تتردد في عقله بشكل مزعج , رفع يده لعقاله ونزلها , رفع يده وهو يعض على شفايفه من القهر ورجع نزلها ومسكها من ذراعها وعصرها بقوة وهو يقومها , غطت وجهها بيدينها وصاحت وهي تسحب ذراعها منه وهي تقول : الله يخليك لا تضربنييييييييييي , والله ندمانة , والله ما كنت أدري إنه بيصير هذا كله , والله ندمانه ..
قال من بين أسنانه وهو وده يكسر أسنانه من الغيض : بندري قومي ..
هزت راسها وهي تصرخ بشكل هستيري : لا تضربنييييييييييييي , الله يخليك لا تضربني , الله يخليييييييييييك ..
مد يده ومسكها مع شعرها وهو يصرخ : قومييييييييييييييي ..
مسكت في رجوله وهي تصرخ : لااااااااااا , لا تضربنييييييييي , والله هو اللي ضحك عليه , الموضوع كان كله مكالمات ما كنت أدري إنه بيصير اللي صار , والله ما كنت أدريييييييييي ..
الخوف خلاها تعترف وهي منهارة , كانت تتكلم كلمات حسها جاسم طعنات في قلبه وتعترف اعترافات هزت بدنه , كانت عند رجوله تصيح بشكل فضيع لدرجة حس بقطرات دموعها تبلل أقدامه , رفع راسه للسما وحط يدينه على راسه كان يحس بفوضى في مشاعره ما كان يتخيل إنه حيجي يوم في حياته تعترف فيه أخته بعرضها اللي رااااااااح , ومع ميــن ؟؟ مع الشخص اللي كان لازم يحرص عليها أكثر منه , كان وده يذبحها أو يدفنها وهي حية , ( العرض دين ) , ( دقه بدقه يا سيد جاسم ) كلمات عدنان وأزهار كانت تحسسه إنه هو السبب , هو السبب ..
: جاسم سامحنييييييييييييي ..
بعد يدينه ونزل راسه وطالع فيها , شعرها الحريري بخصلاته الشقراء الخفيفة المتناشر على وجهها وملامس الأرض عند أقدامه , جسمها الرشيق المحشور في بجامة وردية تنطق بالبراءة اللي تصرخ بها سنينها العشرين ~ تمتع بها ذاك الحيوااااااااااااااااااان العجوز , أكبر مني , أكبر مني ولعب في أصغر أخواتي , شافها , لمسها , ضمها , باسها وأكيييييد كان بيرميها بعد ما قضى حاجته , تكون صاحت عند رجوله كذا تتوسله يتزوجها , يكون أهانها ورماها بعد ما انتهى منها ~ كانت الأسئلة تدووووور وكلام أزهار عن ندمها يتردد مع أسئلته , رغم كلللللللللل اللي سوته ورغم فضاعة فعلتها ما كان هاين عليه ذلها قدام عبد الرحمن , حس بقلبه ينقبض وصدره بيتفجر وهو يتذكر القبلات اللي طبعها على ليلى , صرخ بها بغييييض : قومي عن الأرررررررض ..
رفعت راسها وقامت بسرعة وحضنته وهي تقول من بين شهقاتها : سامحنيييييييي , جاسم سامحنيييييييييييييي ..
عيونها الواسعة الباكية وسط وجهها الأبيض المحمر من البكا , شفايفها الوردية , كان في كل تقسيم من تقاسيم وجهها يشوف عبد الرحمن قدامه , دفها بكل قوته وهو يصرخ : لا تلمسينييييييييييييييي أنا أأنف إنه تلمسني يدينك القذرة ..
وعشان ما يذبحها بيدينه مسك المحمول ورماه على الأرض بكككككككل قوته , لصقت في الجدر اللي وراها وهي تشوفه يرجع يمسك المحمول ويرميه ويرجع يمسكه ويرميه , صرخ فيها : جواااااااااالك فييييييييييييييييييييييين ؟؟
أشرت على شنطتها مسكها وفرغ كل محتوياتها ومسك الجوال وقال : هذا اللي بدأتي فيه صياعتك يا كللللللللللبه ..
ورماه عليها بكل قوته , غطت وجهها وجلست على الأرض من الفجعة لمن ضرب الجوال في الجدر وتفكك لأجزاء من قوة الضربة , سمعت صوت خطواته الثقيلة وهو يتقدم لها بسرعة , مسك شعرها ووقفها ولصق فمه في إذنها لدرجة كانت أنفاسه تخترقها قال : والله لا أعذبك ..
وسابها وتحرك , طاحت على الأرض وهي تصيح وتقول : جاسم استر علي , جاااااااااسم , جاسم سامحنيييييييييييي , الله يخليك استر علي , جاااااااااااااااااسم ..
كيف مسك أعصابه رغم كل اللي عرفه و حط باقي حرته في أجهزتها ؟؟
ليش ما ذبحها في ذيك اللحظة ؟؟ ليش ما ضربها نفس ضربه لأزهار ؟؟
ما لقي جواب لكل هالأسئلة , لكن اللي يتذكره إنه خرج متجاهل توسلاتها إنه يسامحها ويستر عليها وهو يتمنى الموت لها ألللللللللف مرة , هو شاف عدنان ينتظره في المجلس لكنه حط نفسه ما شافه وخرج مرة ثانية ودااااااااااااااااار بالسيارة في كل مكان وكلمات عدنان ترن في عقله ..
كان كل ما تعمق في الموضوع أكثر كل ما زادت الناااااار في قلبه , كان وده يمسك عصا البيسبول المعدنية اللي عنده ويفجر بها راس عبد الرحمن لكنه تذكر كلام أزهار , كان عارف إنه أخته متناصفه معاه الذنب لكن هو ذنبه أكبر , هو رجل زيه ويعرف إنه الطرف الأقوى والمسير للموضوع , اش حيسوي لمن يقابله ؟؟ هل ممكن يتعامل معاه عادي كإنه شي ما صار ؟؟ مو هو خلاص خطبها يعني بيصلح غلطته !! طيب لو ما عرفت أزهار و أجبرته بذيك الطريقة هل كانت أخته بتسكت عن الموضوع ؟؟زفر وهو يقول بداخله
~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أزهـــــــــار ~
*********************
بعد صلاة الظهر :
في شقة عمر وأزهار :
طاااااااااالع عمر في شكله في المرايا وتنهد وهو يستغفر ~ خلاص يا عمر اليوم الزواج اش بتسوي , هي راضية , بسسس معقول أسيبها تروح له وهو ضاربها أمس ولا كأنها عروس , يا ااااارب يا اااااارب استخرتك يا رب وما خاب من استخارك , يا رب إن كان لها خير في زواجها تممه على خير وإن كان فيه شر لها يارب اصرفه عنها بعلمك ومقدرتك ~ تحرك من مكانه
قدام مراية المدخل وراح لغرفة أزهار اللي من رجع من بعد الإشراق لقيها
نايمة , دق الباب ودق و دق لكنها ماردت , استغرب الأمر , العادة من يدق بإلحاح زي كذا ترد , يكون نايمة بعمق , دق الباب مرة ومرتين وزاد ضرباته لكنها ما ردت , دااااارت في عقله هواجس , فتح الباب وهو يقول : أزهار , أزهار أنا داخل , بنت ..
كانت الأنوار مطفية وأزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير , رجع على طول وصك الباب وهو يقول بابتسامة : العروس المضروبة النايمة ..
أشفق عليها فخلاها تنام على مضض لأنه عارف إنها أكيد تعبانة من طيحة أمس , صك بابها وخرج من الشقة رايح للقاعة , وهو في الطريق كان يحس بمشاعر غريبة , ما كان يتخيل إنه رايح عشان زواج أخته آخر أهله , ركن السيارة وهو يطالع في السيارات الواقفه في المواقف , وقف وهو يسحب نفس ودخل بوابة القاعة , استقبله أبو جاسم وهو يهلل ويرحب , سلم عليه عمر وبعدها سلم على أخوانه اللي عرفهم به بلهجة فخورة ..
: هلااااااااااا أبو نسب ..
ابتسم عمر وقال : من هلا ما ولى ..
سلم عليه عبد الرزاق وسأله: ما قابلت العريس لسه ؟؟..
اغتصب عمر ابتسامة وهو يقول : لا , وينه ؟؟
تقدم حسان يسلم عليه وهو يقول : دقايق ويوصل , تفضل أعرفك على أولاد خوالي ..
لحقه عمر وهو يصرخ بداخله ~ عمر خليك هادي ولا تبين شي لمن تشوفه , خليك هادي ~ وأول ما شاف مطلق ابتسم براحة وقال بفرح : هلااااااااا والله , حياااااااك الله ..
سلم عليه مطلق وهو يشد على يده , وجلسه جنبه وهو يقول بصوت منخفض : كنت بأجي في المسا لكن أبو جاسم أصر أجي الظهر والمسا كمان ..
ضحك عمر على شكله وقال : واش فيك متوتر ؟؟ ويعني جاي ظهر ومسا ..
قال : الظهر لأهل العرس بس , حاس نفسي غلط , الكل يسألني أنا ولد مين ما بقي شايب ما سألني ؟؟
حس عمر بضيقه ينجلي وهو يتبادل أحاديث متنوعة مع مطلق , كان يحس بانتماء له بشكل غريب لدرجة إنه عزمه على ملكته لكنه اعتذر بإن عنده رحلة للرياض عشان يحضر محاضرة في مستشفى التخصصي عن مرض التوحد..
شويه ودخل جاسم ووراه عدنان والكل يرحب فيه , غصب عنه رماه بنظرااااااات حاقدة , كان مو قادر ينسى شكل أخته أمس وهي طايحة على الأرض ومنظر دموعها , دقه مطلق وهو يهمس : عمر , الناس تطالع ..
بالقووووووة رسم ابتسامة وتقدم من جاسم وسلم عليه , رصصصصصص كفه بكل قوته وهو يسلم عليه وقال غصب عنه من بين أسنانه : مبروك عليك أختي ..
و فلت يده وأعطاه ظهره بدون ما يطالع فيه أو حتى نظره يجي على وجهه عشان ما يعطيه بوكس أخص من اللي أمس ..
الكل كان مشغول في المباركات و مو ملاحظ البرود اللي بين الإثنين , سلم مطلق على جاسم وقال : ألف ألف مبروك , بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ..
جاسم اللي بعد صراع داخلي رهيب خرج من الحمام ولبس ثوبه وراح مع عدنان للقاعة , ابتسم وقال : الله يبارك فيك , جزاك الله خير , حياك الله , نورت المكان يا دكتور مطلق ..
شاف التعب والضيق في عيون جاسم فقال رغم استغرابه من هالمشاعر الغريبة اللي ما تليق بعريس في يوم زواجه : منور بوجودكم ..
وبعد تبادل شوية أخبار رجع مطلق وجلس جنب عمر وقال : اللي يشوفك يقول رايح لعدوه في حلبة مصارعة مو رايح يبارك لزوج أخته ..
ضحك عمر وقال : الحمد لله اللي ما في طبيب نفسي غيرك هنا ..
ابتسم مطلق أول ما شاف نظراته المتضايقة وهو يضحك وقال بهدوء : طيب فهمت ما حأفتح الموضوع يا سيد عمر ..
زفر عمر وقال بمزح : الله يعين زوجتك , بتتعب معاك ..
قهقه مطلق وقال وهو يحك حاجبه بإحراج : صدقني هذا اللي مشردني من الزواج إلا الآن رأفة ببنت الناس اللي بأخذها ..
ضحك عمر من قلبه وهو يتمنى إنه يقدر يتغلب على كرهه لجاسم عشان يقدر يتهنى بزواج أزهار الوحيده الباقية له من أهله وقال : 36 وما تزوجت ؟؟ مو معقول ..
ابتسم وقال بهدوء وبساطة غريبة انصدم منها مطلق نفسه : كنت متزوج بوحدة قبل 6 سنوات لكنها توفت قبل ما أدخل عليها ..
طالع في عمر الساكت بصدمة وقال بنبرات هادئة وابتسامة دافئة : كنت مملك عليها وتوفت قبل زواجنا بيومين , 6 سنين مرت من دفنتها في حفرة صغيرة و حثيت عليها التراب , و ما تخلصت من ألم فقدها إلا لمن ........... شفت أزهار ..
نزل راسه على طول قبل ما يشوف عمر نظرته الحنونة وهو يقول اسمها وكمل وهو يعدل وضع ساعته الجلد : ولمن تعرفت عليك طبعا , أولا قابلت أختك وشفت بنفسي تفاؤلها ومناضلتها عشان تستعيد ذاكرتها وقوة إيمانها وصبرها وبعد كذا تعرفت عليك وعرفت بحالتك ووضعك وكيف صبرت على مصيبتك و انت ولد 23 سنة استحيت من نفسي وقررت أكون شخص ثاني ..
حس بيد عمر الدافية على كتفه وهو يقول : الله يرحمها ويعوضك في مصيبتك خير منها ..
رفع مطلق راسه ولف عليه وابتسم وقال بصوت شبه مخنوق : هذي أول مرة أتكلم فيها عن وفاة هناء قدام أحد , أول مرة من توفت ..
ابتسم عمر وقال وهو يشد على كتفه أكثر : يشرفني والله إنك وثقت فيني وارتحت لي يا مطلق ..
بلع مطلق ريقه وضحك عشان يضيع الغصة المريرة اللي علقت في أعلى حلقه لمن نطق اسمها وقال : زين صرت تناديني مطلق , حسستني إني عجوز من كثر ما تناديني دكتور مطلق ..
مد عمر يده وقال : انت لا تناديني عمور كأني أصغر عيالك وأنا ما أناديك دكتور مطلق , اتفقنا ..
ضحك مطلق وصافحه وهو يقول : اتفقنا يا عمر ..
***************************
عند الحريم :
ابتسمت العنود اللي لبست جلابية شمواه عودي مطرزة بقطع مموجة بالزيتي و العودي وقالت بهمس وهي تقدم كاسة موية صحة للعجوز الجالسة في طاولة كلها عجايز : تفضلي يا خالة الموية ..
: جزاااااك الله خير , تسلم يدك ..
همست بأدب : الله يسلمك يا خاله , تا مرين على شي ثاني ؟؟..
: سلامتك يابنتي ..
زادت ابتسامتها وهي تهمس : عن إذنك أروح أشوف أمي اش تبغى ..
: تفضلي , تفضلي ..
أول ما أعطتها ظهرها وقعت عينها على سفانة والخنساء وريم وسحر وبنات خولة المتجمعات في طاولة قدام البقعة الفاضية اللي جالسين فيها الدقاقات وهم يحمون طيرانهم , الكل كان فاطس ضحك , رفعت عيونها للسما بقرف وراحت لهم وقالت بطفش وهي تسحب المقعد : مااااااااااا حسبت أفتك منها ..
سألت سحر وهي تطالع في ساعتها : نص ساعة اش تسويييييييييين , حليتوا قضية فلسطين انتوا ؟؟
جلست و قالت : فصفصتني فصفصة , انتي أي وحده من بنات أحمد , المملكة ولا المخطوبه , يوووو الله يجوزك قولي آمين , تدرسين , متى تخرجتي واش تقديرك , لقيتي وظيفة ولا لا , ليه ماقدمتي , متى بتقدمين , هذا غير النصااااااااااايح وكل اللي حولينها العيون ليااااازر , حسيت نفسي عريانه قدامهم , حشى محكمة , وكلللللللللله كوووووووووم ونظرات الحزن وهم يقولون الله يجوزك كوم ثاني , اللي يسمعهم يقول بينحكم علي بالموت بعد كم سنة لو ما تزوجت ..
برمت ريم منديلها ودخلته في طرف عينها وهي تقول : الله يقطع ابليسك خلااااص , كحلي ساح من كثر الضحك ..
وقالت سحر بخوف وهي تحط يدها قدام فمها : اشششششش اسكتوا الله يفضحكم قاعدين يطالعون فينا ..
قالت العنود بتريقة : ينقون الضحية التالية ..
حطت أسماء يدها على قلبها وقالت : يا رب ما ينقوني , والله بيغمى عليه قبل ما أوصل لهم ..
جاتهم الجوهرة وقالت : عنود قاعدة تهرجين وتضحكين , قومي شوفي الطاولات اللي ما فيها صحون حلى وحطي فيها يلا , تحركي ما في غير عهود اللي تتحرك , مو كافي أختك اللي ما تستحي ما جات ..
قالت باستنكار : توني اللي جلست , والله رجولي تكسرت من الريحة والجية , ولسه ورانا ليل , بعدين البندري تعبانة فلا تسبينها ..
سحبتها وهي تقول بدفاشة : قومي تلحلحي ..
لمن قامت بدأوا الدقاقات أول دقه , سحبت يدها وقالت بحماس وهي تعدل جلابيتها وترتب شعرها اللي سابته مفرود : بأرقص , أخت العريس والعروسة وما أرقص ..
ولفت على البنات و سألت بلهفة : مين ترقص معايا ؟؟
قامت ريم على طول وهي تعدل وضع بلوزتها وتنورتها الخليط من الأسود والتركواز , ومن بدأوا الرقص قاموا أسماء والخنساء يغطرفون , وسحر و سفانة يصفقون , وسمية تصفر بحماس , جات الهنوف وجلست على الطاولة وهي مستغربة وتضحك في نفس الوقت من جرأة العنود اللي جات قدام طاولتهم وقامت تسوي حركات غنجاء بشعرها وعيونها , قالت سمية بعد ما صفرت تصفيره طويله : شكل العنود تبغى تصير تمرة قهوة القبيلة ... لشهر ..
ضحكت سحر على التشبيه وقالت : خليها تسوي اللي في راسها , والله لا أسوي التهاويل يوم زواج ماهر ..
وبعد ما خلصت الدقه رمت العنود نفسها على الكرسي وهي تتنفس بسرعة , قالت الهنوف وهي تقرب علبة المناديل منها : مو منك من حركاتك القرعة ..
قالت ريم وهي تجلس على الكرسي و تضحك : بغيييييييت أموت ضحك وأنا أرقص اللي يشوفني يقول وحده متوووووونسه من الرقص ما دروا إني مايته ضحك على خبالها ..
سحبت العنود منديل مسحت به جبهتها وهي تقول : قلتلكم من قبل شهر بأطلع كل مواهبي في هالجواز ..
وصلها صوت الجوهرة البارد الساخر : يا أم مواهب ..
لفت العنود بوزها ولفت على الجوهرة اللي وقفت ورى كرسيها وقالت : نعم ..
: قومي بسرعة معاي , ورانا .................
قامت العنود معاها وهي صامة أذانيها عن بقية الكلام , كانت عارفة إنه مافي يحتاج تصليح أو غيره بس الجوهرة ما ترتاح و العنود جالسة ...
*******************************
: والله ما تشيل ولا صحن ..
ساب مطلق صحن الرز وقال باعتراض وهو يلف على أحمد : ليه يا عم ؟؟
قال أحمد وهو يسحبه من يده : ما شاء الله العيال يكفون و ييوفون , ما قصرت روح ارتاح , ما عزمناك عشان تشتغل ..
قال عبد الرزاق بتريقة وهو يشيل الصحن ويطالع في عدنان اللي مشمر أكمام ثوبه و شايل صحن : ناس عن ناس , الضعيف ذاك جاي من الرياض وقاعد يكرف كرف الحمير وما قال له ارتاح وحلف عليه ..
ابتسم عدنان وطنشه وهو يكمل طريقه , قال أبوه اللي انحرج بصوت عالي عشان يسمعه عدنان : عدنان ولدنا..
قال وهو رافع واحد من حواجبه : يعني مطلق غريب عننا ..
ضحك مطلق وقال قبل ما يقول أحمد شي : ما عليك منه يا عم ..
ولمن دخل لصالة الغدا ضرب أحمد ولده على كتفه وهو يقول : اش قصدك باللي قلته ؟؟
قال وهو يشمر أكمامه : it is just a joke ..
: مزحة ها ؟؟ قوم ودي الأكل و انت ساكت ..
ضحك جلال وقال : شباب آخر زمن , حتى عيالي مطلعين لي الشيب في راسي ..
: آآآآآآآآآآآآآه الله يصلحهم بس , وينهم أحمد ومحمد ..
قال : كلهم جوة يفرشون السفر حتى حمزة وعلي شغلتهم معاهم ..
: الله يحفظهم لك يارب ..
كان الكل مشغول , حتى جاسم قام يشتغل معاهم وهو كان مبسوط من هالشي عشان يشغله عن التفكير في اللي صار وفي عبد الرحمن اللي يروح ويجي كإنه يمشي على قلبه وعن ........ نظرات عمر الباااااااردة , انحط غدا الرجال على قرب الساعة 2 وغدا الحريم على 3 , ومن أذن العصر راح الرجال للمسجد وبعدها راحوا يشوفون أشغالهم , والحريم استعدوا عشان يروحون للكوفيرات استعدادا لليل ...
قالت العنود بصوت عالي وهي ترص جوالها بقهر : أميييييييييي عبد الرزاق ما يرد ..
زفرت هدى وقالت وهي تحاول تسمع بنتها من وسط رجة الدق والتصفيق : الله يصلحه هو متفق معايا يوديكم للكوفيرة بعد الصلاة على طول عشان يمديكم تخلصون بدري , يمكن إنه في المسجد ..
قالت الهنوف وهي تطالع في ساعتها : أمي الصلاة مخلصة لها نص ساعة ..
زفرت العنود وقالت وهي تصك جوالها : حتى جاسم ما يرد وأبوية يقول ما يدري وينهم وهو ما يقدر يودينا ..
سألت حنان : انتم تعرفون الطريق ؟؟
هزت الهنوف راسها وقالت : أنا أعرفه ..
ابتسمت حنان وقالت و هي تخرج جوالها : خلاص أدق على عدنان يوديكم ..
هتفت الهنوف على طول بلا شعور : لااا ..
وانتبهت لنظرات الاستغراب من أمها وحنان , قهقهت العنود من قلبها على وجه أختها اللي صار بحمرة الطماطم من كثر الخجل , جاتهم سحر وهي تلبس عبايتها وسألت : ها متى بنمشي ؟؟
قالت أمها وهي تحط يدها على فخذ هدى اللي جالسة جنبها : خلاص أنا بأجلس مع خالتك بنسوي كل شي هنا , بس انتي ارسلي لي فستاني وبقية الأشياء مع عدنان ..
واتصلت على عدنان اللي وقف سيارته جنب الباب بانتظارهم , شاف إنهم ثلاثة بس لكنه ما حاول يدقق فيهم , دخلوا للسيارة وقالت له سحر إنه يوديهم على البيت أول عشان ياخذون البندري و سلافة معاهم ..
دوى بداخله رغما عنه بفضول ~ يعني وحده منهم هي العنود , يا ترى مين ؟؟ أكيد أم عباية على الكتف ما أظنها أم العباية على الراس , عدناااااااان وقف عن التفكير , مالك ومالها , استغفر الله , مجرد التفكير إنه عندها الجرأة تدخل لسيارتي بعد فعلتها الوقحة ~ فتح فمه لأول مرة من دخلوا البنات وسأل : ليش سلافة ما حضرت ؟؟..
قالت سحر بتريقة : يعني ما تعرفها وتعرف غلاستها ..
وقامت تقلد صوتها المدلع وهي تقول : أوووو noooo waaaaaaay أروح ظهر , أنا زواج سمر بالقوة حضرت الظهر forget مستحيل أروح ..
ابتسم وقال بهدوء : عاد انتي ما تحسبين يسألك عنها عشان تحشين فيها ...
الهنوف كان ودها الأرض تنشق وتبلعها من الخجل وهي تدعي إنه ما يتذكر حركتها اليوم الصبح و العنود رغم إنها غااااااااارقة في تفكيرها مع البندري لكنها ميزت العمق الغريب اللي في صوت عدنان واللي دفعها إنها ترفع راسها للحظة شافت انعكاس عيونه الواسعة الكحيلة وجبينه المتوسط وطرف الطاقيه البيضا المغطاه بشماغ , رفع عيونه لمن حس بشي غريب و شاف عيونها لثانية قبل ما تسحب غطاها على نقابها وهي تلف وجهها على الطاقة , صرخت تأنب نفسها ~ ياقلبييييييييييييييييييييييي , أنا اش سويييييييييييت ؟؟ يا فشلتييييييييييييي ~ ولمن وصلهم للبيت نزلت العنود على طول و قالت لأختها بسرعة : روحي انتي مع البنات وأنا ألحقكم مع البندري ..
وقبل ما تستنى رأي الهنوف صكت الباب و دخلت الفيلا وهي تدعي ربها ما تتكرفس قدامه بعبايتها زي ذيك المرة قدام عمر ..
صرخ بداخله بصدمه ~ هذي هي العنوووووووود , عباية على الرااااااااااس , يا خسارة العباية فيها , لا وتطالع كمان , أففففففففففففففففففف استغفر الله ~ ...
في الحوش تقابلت العنود مع سلافة اللي كانت تمشي على أقل من مهلها , قالت بتريقة : لو كان أخوك جاسم ولا عبد الرزاق كان غبارك ما أشوفه من العجلة ..
ضحكت وقالت بدلع : أخوية special ..
طاالعت فيها العنود بقرف وقالت : أنا ما خلصت من عبد الرزاق وكلامه اللي ما أفهمه تجيني انتي ..
و توادعوا ودخلت العنود الفيلا وطيراااااااان على غرفة البندري , دخلت من دون ما تدق الباب لقيتها منسدحة على ظهرها وعيونها للسقف , صكت الباب وقالت بمرح : ما أقدر أنا على المروقين ..
ابتسمت البندري وجلست معتدلة وهي تقول بصوت هادي النبرات مو زي عادتها : يلا الكوفيرة ..
قالت العنود وهي تنط وتجلس قدامها : مو قبل ما نشرب نسكافة ونروق في كلمة راس ..
زفرت البندري وقالت وهي تقوم : عنود إذا تبغين راحتي لا تسألين شي ..
كانت العنود بتمووووووووت خوف على أختها , أفكارها من الصباااااااح وهي تتضارب في بعض , كان ودها تضرب البندري إلين تقول اش صار عشان يرتاح بالها لكنها ضغطت على نفسها وقالت : طيب يلا , أفصخ ثوبي وأصلي ألقاك جاهزة عشان نمشي مع أخونا المطيع اللي عمره ما رفض لنا طلب وخمنا بكذبه ..
ضحكت البندري وقالت : مين قصدك ؟؟
قالت وهي تفصخ اكسسواراتها : مين غيره , سوناردي ..
********************************
بعد صلاة العصر بوقت :
طالع في الرقم متردد , سحب نفس عميق ودق , أول ما سمع صوتها الناعم قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصله همسها الخجول وهي ترد السلام , حس بكل همه وقلقه ينزاح لثانية قبل ما يسأل بتلعثم : أكيد عرفتيي , أنا عمر , كيف حالك منى ؟؟
ردت عليه بهمس خجوووول : بخير ..
حك جبهته مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تقدرين تجين شقتنا دحين ؟؟
و لمن ما جاوبته عرف إنها انصدمت من طلبه اللي هو توه استوعب المعاني المبطنة فيه ~ عمر الله يهديك ما لقيت أحسن من هالتعبير , خوفتها ~ قال يفسر وهو يحس حرجه يزيد مع كل ثانية : لاااا أنا قصدي , آآآآآآ , هو ... لي ساعة من جيت من الغدا وأنا أدق على غرفة أزهار ما ترد عليه , بابها مفتوح بس أستحي أدخل عليها , حتى على جوالها دقيت و ماردت و أبغاك تدخلين تشوفينها إذا تقدرين , أنا بأخرج من الشقة و انت تعالي شوفيها لأن الوقت تأخر ولازم تروح للمقينة ..
ولمن وافقت , خرج من الشقة وساب الباب مردود , هو صح كان منحرج يدخل غرفة أخته اللي مازالت على نفس وضعية الظهر و لكن الحقيقة هو خاااااايف يكون صار لها شي , من نامت بعد الفجر ما صحيت ووضعيتها ما تغيرت , كان يستغفر ويسبح عشان يلهي أفكاره اللي بدأ الشيطان يرسم له فيها خواطر مخييييييييفة ..
فتحت منى باب غرفة النوم بعد ما دقته كذا مره , لقيت أزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير, ابتسمت وقالت وهي تتوجه للسرير : أزهار , زهرة , أزهاروووو ..
وجلست على السرير وهزتها من كتفها وهي تقول : أزهااااااار , أزهااار قومي , أزهاااااااار ...
ولمن ما تحركت من مكانها هزتها بقوة أكبر وهي تناديها , ولمن شافت مافي استجابة حطت يدها قدام أنفها وهي خااااااايفة لكن أنفاس أزهار الحارة طمنتها , هزتها بقوة وهي تصرخ : أزهااااااااااااااااااار ..
انقلبت أزهار على الجنب الثاني بهدووووء و بدون ما تفتح عيونها , شهقت منى وقالت : مستحييييييل , اش هالنوم ؟؟
وقامت للحمام بللت يدها بالموية ورجعت للغرفة و مسحت وجهها وهي تقول : أزهاااااااار قوميييييييي ..
بدأت أزهار تحرك جفونها شوية قبل ما ترجع تغووص في النوم , وبعد محاولات مستميتة فتحت أزهار عين وحدة بتعب ولمن شافت منى فركت عيونها وهي تسأل بصوت مخدر : منى اش جابك ؟؟
حطت منى يدينها على خصرها وقالت بغيض : اش جابني ؟؟ الساعة 5.30 العصر يا أفندية , خوفتي عمور الضعيف وخليتيه يتصل عليه عشان أجي أصحيك ..
تمغطت وهي لساعها منسدحة وصحصحت و قالت بابتسامة خبيثة لمن لمحت من طرف عينها عمر اللي تصنم عند الباب لمن سمع كلامها : و ليش زعلانه ؟؟ مو انتي كنتي تنتظرين إنه يتصل عليك عمووورك بفارغ الصبر من يوم الملكة , هذا هو اتصل عليك أخيرا بفضل الله ثم بفضل نومي ..
شهقت وضربتها ووجهها يحمر من الخجل وقالت بصوتها الناعم : مالت عليك , أنا الغبية اللي متعبة نفسي معاك ..
و قامت ولفت بتخرج من الغرفة , تغيرت ملامحها لمن شافته ونزلت راسها بحيا , تلعثم عمر وهو يخرج من الغرفة وهو يقول بتبرير : أنا كنت .. , أنا.... جيت أشوف ليش تأخرتي و .....
قامت أزهار وهي تضحك على أشكالهم وراحت دفت منى من ظهرها تخرجها من غرفتها وهي تقول : روحوا تفاهموا لوحدكم يا دوب أتروش وأصلي , شكرا لمساااااااااعيكم الحسنة ..
وطبقت الباب , وقفت منى في مكانها عند الباب وهي تلعب في أظافيرها بحيا , وتصنم عمر في مكانه وهو يطالع في الأرض , ساد صمت طويييييييل ابتسم عمر بعده لمن قدر يرفع راسه و يطالع فيها , قال بهمس : جزاك الله خير , سامحينا تعبناك معانا ..
انتفض قلبها وهي تهمس بعفوية : لا عادي , تعبكم را....
وسكتت لمن انتبهت للي قاعدة تقوله , لفت طرحتها بيدين مرتجفة وخرجت بدون حرف , طااااااااالع عمر في باب الشقة اللي اختفت منه وهو يبتسم , انفتح باب أزهار اللي خرجت راسها وقالت بغيض : ما قدرت تقولها اش الحلاوة هذي ؟؟ وحشتيني , كنت أفكر فيك , ولا اش جاب القمر عندنا ؟؟ ولا من هذا الكلام , ياخي تعلم الكلام المعسول ..
حس بخجل غريب يعتريه , مسك الدفتر اللي على طاولة المدخل ورماه عليها لكنها صكت الباب قبل ما يوصلها وهي تقهقه , ضرب الدفتر في الباب وطاح على الأرض , قال بغيض : الحق عليه اللي خفت عليك ياكيس النووووم ....
استندت على الباب وهي تحس بمشاعر مختلطة , اش خلاها تنام هالنوم العميق الثقيل ؟؟ من صلت الفجر ما عاد حست بالوقت ولا تفتكر حتى متى نامت , وجاسم وموضوعهم اش بيصير فيه , معقول هي في عصر يوم زواجهم , كلها ساعات وتنزف له , قالت بهمس : أحسن , فعلا النوم وسيلة هروب حلوة .. تحركت عشان تنتهي من أمورها وهي تدلك ظهرها اللي شكل ألمه هو سبب نومها العمييييييييييق , ولمن شافت الأفكار تهاجمها أكثر من أول قالت لنفسها : للأسف النوم وسيلة هروب مؤقته , كويس اللي اقتنعتي بهالشي ست أزهار ...
تحرك عمر و رفع الدفتر عن الأرض وطالع في الصفحة المفتوحة , كانت قائمة مقاضي مشخطة ومرسوم حولينها رسمات غريبة وصتها إياه في يوم من الأيام (( طبق بيض , كيس سكر ناعم يا ويلك لو جبت خشن , عيش صامولي , حلاوة أم عود ركز عليها , جبنة بيضاء , الأشياء النسائية )) ضحك و فتح صفحة صفحة , مقاضي , وصفات أكل , رسومات هبلة , أرقام تلفونات , وتوقف عند الصفحة المكتوب فيها توزيع الفلوس اللي جمعتها له عشان زواجه , وابتسم وهو يشوف قلوووب وأسهم تخترقها , ضم الدفتر لصدره وعصره بقوة , استغرب من هالحركة العفوية اللي سواها وهو يبعد الدفتر عن صدره ويطالع فيه بألم ~ يارب استخرتك , يارب ما خاب من استخارك , ياااااااااااااارب , هل ممكن يجي يوم يعرف فيه جاسم إنه أخذ إنسانة معطاءة بلا حدود حساسة رومانسية زي أزهار اللي تحب الهدايا والمفاجأت , اللي تموت في زهور الأوركيد وتعتبرها أعظم هدية ممكن يقدمها لها أحد , هل بيجي اليوم اللي تحبها فيه يا جاسم وتبذل كل شي عشانها , أزهار , أزهااااااااااااار ~ طااااااااالع في الباب المغلق وهو يقاوم إنه يقتحم غرفتها عشان يضمها و يتوسلها إنها ما تتزوجه , بلع غصة مريرة وراح لغرفته وهو يرص بكل قوته على دفترها الصغير ...
************************
انتبه جاسم من سرحانه وهو جالس في سيارته على يد تشد على كتفه , لف وابتسم لمن شاف وجه أبوه القلقان , قال وهو يفك بابه بيخرج : هلا أبوي , بغيت شي ..
صد أبوه الباب وقال وهو مبتسم : لا تخرج , أنا بس شفتك جالس لك فترة قلت أشوف اش عنده العريس ..
قرأ القلق في عيون أبوه اللي تجعد جلدها بسبب ابتسامته الخفيفه , زاد من ابتسامته عشان يطمنه وقال بمرح : أستنى صاحب العريس ..
حس بالراحة وهو يشوف القلق يتلاشى من وجه أبوه اللي قال : عدنان , جزاه الله خير راح يودي البنات الكوفيره ..
قال بهدوء : خلاص هو على وصول ..
مد أبوه يده لجيبه وخرج ظرف ناوله له وهو يقول بخجل وتردد مو من طبيعته الصارمة القوية : هدية زواجك , إن شاء الله تعجبك ..
خرج جاسم من السيارة وقال باحتجاج : أبوية والله ما يحتاج ..
حط أحمد الظرف في يده وشد عليها وقال : أنا عارف ظروف زواجك الت .... الغريب , والعجلة اللي صار فيها كل شي , وكنت عارف إنك مع المشاغل ما بتفكر بشي عشان كذا سويت لك حجز انت وأزهار على ماليزيا , كان ودي اليوم أو بكرة لكني ما لقيت حجز إلا على بعد بكرة ..
طالع جاسم في الظرف بصدمة , ما كان حاط في باله رحلة ولا فكر حتى يسافر صح كان من قبل زواجه يفكر يسافر هو وعروسته لكن عروسته الحاليه لاااااااااااا , أبدا مستحييييييييييييل ..
ضم أبوه بقوووووة وسلم عليه يشكره بعمق وهو بداخله يحس أفكاره صارت تتخبط أكثر من أول , ما كان يبغى يسافر , لازم يحل موضوع البندري و عبد الرحمن , حط الظرف في جيبه ودخل سيارته بعد ما انصرف أبوه ودق على عدنان عشان يقول له يقابله في البيت لأنه مو قادر يستحمل الانتظار مع كل هالأفكاااااااار ..
**********************************
فتحت أزهار باب السيارة اللي ورى وهي تقول بحزم : اطلعي قدام وانتي ساكته ..
قبضت منى على عبايتها و فغصتها وهي تهمس برجاء وغيض : أزهار تكفين اطلعي قدام , لا تخليني أندم اني رايحة معاك ..
طنشتها أزهار ودخلت وصكت الباب , وقفت منى مكانها وهي تفرك يدينها بتوتر , أشرت لها أزهار من ورى القزاز إنها تطلع , فتحت الباب اللي قدام وجلست أول ما شافت عمر اللي واقف يتكلم مع أبوها يتحرك من مكانه جاي للسيارة , همست بخوف وخجل وهي تصك الباب بشويش : الله يسامحك ..
دخل عمر وهو يسلم , ولف على اللي جنبه وقال وهو يضربها بأطراف أصابيعه على ذراعها : كيفك يالعروس النايمة ؟؟ صاحية دحين ..
قهقهت أزهار من قلبها وهي تشوف منى تمسك ذراعها وهي تلصق في الباب أكثر مما هي لاصقة , انتبه عمر إنه ضحكت أزهار من ورى , لف بصدمة وقال : انتي هنا ..
ولف على اللي جنبه وحس بالفشلة لمن عرف إنها منى , قال بهمس وهو يطالع في يدها القابضة على ذراعها مكان الضربة : آسف على بالي أزهار ..
منى اللي ودها تختفي وسط ملابسها من الخجل هزت راسها يعني فاهمة وهي مدنقة راسها , لف على أزهار اللي مهي قادرة توقف ضحكها ورماها بنظـــرة وأشر لها على لحيته يعني أنا أوريك , حرك السيارة اللي سادها صمت يقطعه كل شوية ضحك أزهار , قال عمر وهو يطالع في المرايا الأمامية لأخته الغارقة في نوبة ضحك ثانية : ترى مسامحينك عشان عروسه ..
تنحنحت وقالت وهي تدخل راسها بينهم : والله الموقف يضحك , أحسن خلي منى تعرف مزحك الزغل كسرت يدها , شفتي يا منى ..
قرصها عمر بخفة يعني اسكتي , لفت عليه وقالت وهي ناوية تفشله : اش تبغى ؟؟ أحسن الصورة ..
ضحك على مرحها اللي حسسه إنه استعاد أزهار الحقيقية وقال : لا تكفيييييييين , سكوتك أحسن ..
اتكت بكأواعها على أطراف مقاعدهم وجلست تطالع فيهم بفرح , كانت تحس براحة كل ما شافتهم مع بعض , قالت بخبث وهي تشوف عمر يدور على شريط يشغله بيد مرتجفة : منى عمر مشغول بالسواقه اختاري شريط نشغله قبل ما يصدم بنا من كثر الفرحة إنك قاعدة قدام جننننننبه ..
ما تحركت منى من مكانها ومد عمر يده وضرب جبهتها وهو يقول : ارجعي ورى ..
رجعت ورى وهي تنقل بصرها بينهم بحماس , شغل شريط أناشيد عشان يغير الصمت اللي ساد الجو , ومن وصلوا المحل خرجت منى بسرعة , ابتسمت وهي تشوف عيونه معلقه بها وحمحمت وقالت : نحن هنا ...
استحى إنها انتبهت له فلف عليها وقال بغيض غريب : هو انت تخلين الواحد ينسى ...
قهقهت من قلبها , ابتسم عمر لمن سمع ضحكها اللي يفرح قلبه بشكل لا يمكن يتصور إنسان و خرج ظرف من جيبه وقال : هذا باقي المبلغ حقك وفوقه 500 ريال لمنى ..
سحبتها وقالت بامتنان عمييييق : الله يبارك لك يا قلبي في فلوسك ولا يحرمني منك , إحنا من نخلص نتصل عليك ..
هو أصر يدفع لها سعر فستانها و مكياجها كهدية زواج لها , أول ما دخلت الصالون ضربتها منى وهي تقول : والله تركبين قدام وإحنا راجعين يالدب ..
ضحكت وقالت وهي تدق على مشاعل : أفكر ..
وقالت بعد ما سلمت : أنا في الصالون دحين , انتي فين ؟؟ .....شوفي قبل ما توصلين القاعة اتصلي عليه عشان أخلي وحده من البنات تقابلك ....... إن شاء الله , يلا مع السلامة ..
لفت على منى وقالت : ترى عمر طلب مني أحاسب على تسريحتك ومكياجك ..
شهقت منى وقالت : لااااااا ما يحتاج أبويه أعطاني ..
قالت وهي تهز أكتافها : مالي دخل أنا بأحاسب وانتي تصرفي في فلوس أبوك زي ماتبغين ..
وكملت تخوفها : ترى عمر عصبي و بيزعل , وإذا زعل ما أدري اش ممكن يسوي ..
سكتت منى بخوف , ضحكت أزهار وهي تقول جوتها ~ ياحليلك يا منى صداقه , يااااا بختك يا عمر بها , الله يتمم لهم على خير ~ استقبلتها العاملة بترحاب أول ما طلعت لها ورقة الموعد , وجلست على المقاعد تستنى , نقلت بصرها في المكان و حست بضيييييق يخنقها , بعض العاملات ملابسهم خليعة وثنتين يدخنون , وأصوات الإستشوارت وريحتها مخلوطة بصوت موسيقى المحل , لولا الضرورة ما جات هنا لأنها تكره هالأماكن , نادت على وحده من العاملات وطلبت منها تصك الموسيقى أو تخفضها ولمن رفضت عشان الزباين ما يحبون السكون خرجت جوالها بصمت وحطت السماعات في أذانيها وهي تقول لمنى اللي شغلت نفسها بمطالعة التساريح اللي في الكاتالوج : زين اللي حاطة احتياطاتي ..
قالت منى : يا بختك لو دريت سويت زيك , بس ما عندي سماعات , والله إزعاج ..
شغلت أناشيدها على أعلى صوت عشان ما تسمع الأغاني اللي زادت هم قلبها هم , كانت الأناشيد تضج في راسها بصوت حسته بيخرم طبلة أذانيها لكنه مع كذا ما قدر يشغلها عن أفكارها اللي تثقل قلبها ثقل , ولمن شافت الوقت قرب من المغرب صكته وقامت تسبح وتقول أذكار المساء , وصلت في مكان مخصص للصلاة وجلست هناك عشان أصوات الصالون كانت بعيدة نوعا ما هنا , قالت منى : ياليتنا جينا هنا من زمان ..
ابتسمت أزهار وهي توافقها وقالت بابتسامة : ترى عمور اتصل يقول خلي منى تقرى على نفسها ..
حمر وجهها ولفته من دون ما تعلق , ضحكت أزهار وقالت : انتي تستنين أي شي عشان تحمرين , ذكرتيني بالهنوف ..
سألت منى بعفوية : ليش انتي ما تستحين من جاسم ؟؟
حست بقلبها يغوووووووص بداخلها ~ أستحي ؟؟ ومن جاسم ؟؟ هو خلى في مجال أستحي منه ~ زفرت وقالت بمرح مصطنع : لا وضعنا غييييييييير ..
سكتت منى لمن حست إنها لو قالت شي ثاني بيصير تدخل في الخصوصيات , أشرت لها العاملة عشان تتبعها للغرفة اللي بتتزين فيها وهي تقول : تعبنا وإحنا ندور عليك ..
تبعتها أزهار بعد ما توضت مرة ثانية عشان ما تتوضأ بعد المكياج لصلاة العشا ودخلت وسابت منى اللي استلمتها وحده عشان تسشور لها قبل المكياج , سشورت شعرها وقبل ما تسلم نفسها للي بتمكيجها قالت بمرح وهي تشوفها مجهزة العدة : شوفي يا قلبي , سوي في وجهي الخريطة اللي تعجبك , إن شاء الله الصين ولا الإتحاد السوفيتي , لكن حواجبي لا تقربين منها أبببببببببدا , لا موس ولا ملقاط ولا حتى مقص ..
احتجت العاملة بضيق وقالت : المكياج بيطلع بشع ..
جلست أزهار قدامها وقالت : لا يلعنك ربي ولا يلعني سوي اللي أقوله ولا أضف وجهي وأطلع ..
قالت : طيب خلينا نتفاهم ..
هزت أزهار راسها بتصميم وقالت بتودد : دايما أقول اللي مكياجها حلو لو إش ما صار بيكون حلو , يلا ورينا شطارتك يا عسل ..
زفرت العاملة وبدأت تحط الأساس وأزهار تحاول تفهمها بلطف عقوبة النمص وهي تهز راسها يعني طيب , كانت عارفة إن العاملة تدخل كلامها من جهة وتخرجه من جهة لكن كانت تصر على الموضوع عل وعسى ربي يفتح قلبها في يوم من الأيام , سمعت وحده تنادي بصوت مدلع : ماااااامااااا شوفي اش سوت لي , أنا ما أبغاه كذاا قوليلها تغيره ..
وصوت أمها وهي تحاول تراضيها و توعدها تسوي اللي تبغاه , حست بقلبها ينعصر و يغووووص بداخلها و حسرة غريبة لها طعم مررررر تمتزج مع ألمها , قالت بداخلها على طول خوفا على البنت ~ الله يخليلك أمك ويبارك لك فيها يا رب , الله لا يحرمك منها , يارب تحفظهم لبعض ~ ولمن حست بالدنيا تتموج قدامها قامت وهي تعتذر من العاملة , ناولتها العاملة مناديل وهي تقول بضحكة : هذا خوف عادي , من يوم تشوفين وجهه الحلو يروح هذا كله ..
ضحكت أزهار على تفكير العاملة وصرخت بداخلها بألم ~ ياليته خووووووف كان يروح , لكنه جرح عميييييييييق , ما مرت 5 شهور على وفاتهم إلا وأنا عروس , الله يرحمكم , أمي , عمار , عمير , الله يرحمكم ~ رجعت انسدحت وقالت بابتسامة مصطنعه : الله يسهل , يلا كملي خريطتك ..
قالت العاملة بضحكة : ما شاء الله عليك على طول مبتسمة ..
ضحكت أزهار لمن تذكرت مثل قرته ~ الذين يضحكون كثيرا هم دائما من يموت ألما ~ استغفرت ربها وجلست تسبح وتدعي عشان تشغل عقلها المثقل بالأفكار و قلبها المثقل بالألم ..أمي الحبيبة ..
ابتسمي , امسحي دموع الفرح ..
لقد صرت عروسا ..
أخي وأستاذي الغالي عمار ..
ادعوا لي وانصحني و أنا أبتسم بخجل ..
لقد صرت عروسا ..
عمر قلبي ..
لا تقلق , اسخر مني وأنا أضحك ..
لقد صرت عروسا ..
عمير صغيري ..
شد شعري ممازحا وأنا أصرخ بك ..
لقد صرت عروسا ..
آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي ..
أي غصة أحسستها وأنا أتخيل طيفك أمامي ..
لن تبتسمي لأجلي وأنت تثنين على شكلي ..
لن تمدي يدك الحانية لتصلحي لي طرحتي إن انزلقت ..
لن تدمع عينيك وأنت تتأملينني ..
ولن أبتسم وأنا أمسح تلك الدموع بمحبة ..
لن أحتضنك لأنهل من دفء صدرك ..
ولن أرى لمعة الفخر والسعادة في عينيك ..
لن تقرئي علي خوفا ..
لن تقبلي خدي فرحا ..
آآآآآآآآآه يا عمار ..
أي وجججججع عصف بقلبي و أنا أؤمن
أنني لن أراك شامخا إلى جواري ..
تمسك يدي بيدك الدافئة لتزفني إلى زوجي ..
لن تربت على كتفي ..
لن تقرص خدي وأنت تتأملني بحنان الأب وأنت تقول
هاهي صغيرتي أصبحت عروسا ..
آآآآآآآآآآآه يا عمر ..
أي قلق يعتريني أي ألم أي خوف ..
سامحني لم أكن أريد أن ترى ما رأيت ..
سامحني سأشغل عقلك وقلبك المثقل رغما عني ..
سامحني لأنني أردت أن أريحك من همي فأغرقتك في هم آخر ..
آآآآآآآآآه يا عمير ..
أين أنت ؟؟
أي شوووق ذاك الذي يحدوني إليك !!
وجهك النحيل , شعيرات لحيتك التي تعبت من كثرة مراقبتها أملا أن تنمو ..
ابتسامتك الواسعة , نابك اللي نمى فوق ناب ..
نظرة الشقاوة والأذية التي تلمع في زوايا عينيك ..
لن تضربني
لن تركض خلفي
لن تضع قدمك أمامي معترضا سبيلي على أمل أن أقع ..
وكل هذا حتى تضحك وتقول : عروس سقطت في يوم زفافها ..
نعم
هذا صحيح
اليوم يوم زفافي
قلبي الصغير ..
لا ترتجف ألما ..
لا تشتكي هما ..
لا تدمي وجعا ..
عيناني الكحيلتين المثقلتين بالأصباغ ..
لا تطرفي خوفا ..
لا تدمعي حزنا ..
لا تغمضي رعبا ..
.
.
لأنني
.
.
أعلم أنها كانت ستفعل كل ذلك ..
لقد تخيلتك أمي , هذا يكفي ..
.
.
متأكدة أنك كنت ستحتضنني حبا ..
لدرجة أشعر أن رائحة عودتك القديمة تزكم أنفي ..
وهذا يكفي ..
.
.
واثقة أنني كنت سأتفادى قدمك عمير ..
وكنت سأضحك لأغيظك ..
وأظن أن هذا .... يكفي ..
.
.
لأنني
.
.
رغم
كل
هذا
.
.
سأسير
وحدي
.
.
أملا وإيمانا ويقينا
أنني سألقاكم
يوما
.
.
برحمة من ربي
في جنة عظمى ..
.
.
.
أحبكم بوسع محيطات العالم ..
أشتاق لكم حد الموت كمدا ..
.
.
همسة :
أرهقتك يا قلبي
بكثرة خنقي
لمشاعري
.
.
سامحني
*****************************
..............................
الصفحة الأخيرة