
كعمر الحكايات جداً قصارْ
حكاياتُ قلبي كثارٌ كثارْ..
بدايتها حينَ كنا صغار
نهرول خلف فراشاتنا..
ونرسم شمساً بكراساتنا
وبين الأنامل يطوي النهارْ
نشبّكهــا بأمانٍ عِذابْ
ونحلم ليلاً بأنّــا كبارْ
وياليتنا قد بقينا صغارْ !
**
تلتها حكاية نبضٍ بــرئٍ
تهدهدهُ نغمات الوتــرْ
ويغرق بين حنايا السحرْ
يوشوش أحلامه بخبــرْ
ولم يعط للغد أي اعتبارٍ
ليدرك أن النقاء انكسارْ
فياليتنا قد بقينا صغار
**
وثالثها حين جاب المدى
فؤادٌ صريــحْ
ليوقف نزف الربيع الجريحْ
تمدد فوق بساط الهوى
ومد الكفوف
ليجمع من قطرات الندى..
نهيراً ليروي جفاف القفارْ
ولكن أرض الغــرام بوارْ
وفاء الحبيب بهــا كالأوارْ
فياليتنا قد بقينا صغــارْ !
**
ورابعها حين كنا وتــدْ
نكابدُ رغم اعتلال الجسدْ
وصرنا بدرب الأحبة نوراً
سندْ ..
ولما أتاهم سوانا المــددْ
تلاشت خطاهم بوضح النهارْ
وصاروا دمىً
تعلق فوق رفوف الجدارْ
فياليتنا قد بقينا صغارْ
**
وتمضي بنا عثرات المحنْ
نجاهدُ نركض للغدْ
نرفض زيف المدنْ
تخور قوانا وحيناً نقاوم..
حتى نعود لدفء السكنْ
وقربُ الأحبة كان الوطنْ
نحطم فيه قيود الحصارْ
نداوي بهم الانهيارْ
نقاسمهم قطرات المطرْ
صروف القدرْ...
ونرشف بين حكايا السحرْ
بصحبتهم لذة الصلح بعد الشجارْ
وفرحتنا بعد كل انتصارْ
**
وآخرهاحين كان الرحيلْ
وغابت شموس الزمان الجميلْ
وفي لحظة : حين كنت تهيلْ..
حجار الفراق على من تحبْ
بكف عليلْ
وتبحث عن وجهةٍ في الجوارْ
تلوذ بها
وتسكبُ دمعاً كمَـدِّ البحارْ
وتصرخ .. تصرخ..
قدر احتمالك
ليت الليالي تعود بنا لأمسٍ بعيــدٍ .. بعيد..
بحضن الأحبة دون الغيابْ
بلا حمل همٍّ
بغير انتظـارْ
ولكنها حكايا كثارْ
ستروى بأيامنا وما من فــرارْ
إلى أن يحينَ انتهاءُ المسارْ
فياليت أنا بقينا صغارْ