عندما يختفي الحب وينسحب من حياة الزوجين يترك الحياة للملل متربعاً علي العرش ، وحده الملل قادر علي قتل كل جميل في حياة الأزواج فعندما يطغي علي الحياة ويختفي منها عنصر التجديد، يضيع الحب ليحل محله الوحدة والانعزالية والصمت المطبق بين الزوجين ويكون الكلام مجرد كائن جميل قتله الملل وشيعته الرتابة إلي مثواه الأخير ، عن الطلاق العاطفي أو الطلاق الصامت ، أسبابه ومساوئه نتحدث.
الطلاق الصامت هو أن تكون الحياة الزوجية بين الزوج والزوجة غائمة أو شبه غائمة ، منفصلين ، ينام كل منهما في غرفة مستقلة ، فلا سلام ولا كلام ، ولا حتي رغبة في وجود أحدهما مع الآخر ، فالمشاكل تبدأ وتتراكم وتعلو إلي ان تصبح حائطاً زجاجياً بري خلاله كل منهما الآخر لكنهما أبداً لا يتصلان ، فقد وصلا إلي مرحلة الفتور العاطفي والتي تؤدي بطبيعة الحال أن يظل كل طرف منهما سجين غرفة بعينها خاصة به وهو ما يطلق عليه الطلاق الصامت.
وهذا الصمت قد يكون مريحاً لأحد الطرفين ولكنه يكون العذاب المضاعف للآخر فطبيعة البشر والتكوين النفسي لاغلب الناس يؤكد علي أن الإنسان كائن اجتماعي لا يتآلف مع الصمت والوحدة ، فالصمت في أغلب البيوت هو صمت المرغم المكره ، فهو من وجهة نظر الكثيرين الحل الأمثل والبديل المريح للطلاق أو الشجار والخلاف والصوت العالي .
انعدام المشاعر
----------------
في تقرير لمجلة "بونته" الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات.
وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.
حدد خبراء الاجتماع بعض من العوامل التي تؤدي بالزوجين إلى الوصول إلى الفتور العاطفي بين الأزواج الذي يؤدي شيئاً فشيئاً إلى الطلاق الصامت، وجاء على رأس على هذه العوامل هي عملية الاختيار التي قد تكون غير موفقة أو تمت بطريقة سريعة، وبالتالي لم يفهم كل من الطرفين الطرف الآخر جيدًا، وبعد أن يتم الزواج يحدث الهرب كوسيلة للتخلص من الزواج.
وأشاروا أيضاً إلى أن الأنانية بين الزوجين من العوامل المهمة في هذا الصدد أيضًا؛ إذ أن كلا من الزوجين يركز على ذاته، وإشباع رغباته الشخصية دون حساب للآخر.
لماذا يفضل البعض الطلاق الصامت؟
------------------------------------
- الترابط الأسري : من أهم السمات التي يمتاز بها هذا النوع من الطلاق، فالزوجين يختارونه لما له من مميزات في الحفاظ على الترابط الأسري، فهو يضمن للزوجين البقاء "تحت سقف بيت واحد" لضمان الصحة النفسية للأبناء ، في حين أن الطلاق الرسمي يؤدي في أغلب الأحيان إلى تشتت الأبناء بين الأبوين.
- مظهر اجتماعي : يتيح الطلاق الصامت للزوجين الظهور بمظهر اجتماعي يرغبون في الحفاظ عليه أمام الجميع فإذا ما ابتعدوا عن الناس يبقى الوضع كما هو عليه ويعود كلاً منهما لنفسه بعيداً عن الآخر.
- نوع من التحكم وإهانة الزوجة : كثيراً من الأزواج يتبعون مبدأ العناد والمكابرة فالزوجة إذا ما طلبت الطلاق من زوجها، يحمل ذلك على كرامته فكيف تجرأت هذه الزوجة على المطالبة بحق أعطاه الله إياه دون الرجوع إلى الزوج، وكيف تكون قد وصلت لهذا الحد من الحرية لتطالب بالخروج عن طوعه وترك جنته، لذا يقرر الرجل الانتقام لكرامته بأن يتركها "كما البيت الوقف" لا زوجة ولا مطلقة.
- "ضل الراجل" : بعض الزوجات يجدن أن "ضل الراجل أفضل بكثير من ضل الحيطة" فهي توهم نفسها بأنها لا تستطيع أن تتحمل مسئولية أسرة أو أبناء بمفردها فترضى لنفسها أن تعيش في بيت واحد مع زوج ليس بينها وبينه علاقة سوى أنه والد أبناءها، كذلك ترفض الكثيرات منهن أن تحمل لقب "مطلقة" تلك الكلمة التي تمثل جبلاً فوق أكتاف صاحبته بسبب نظرة المجتمع الرجعية.
- ضغطاً للنفقات : يلجأ بعض الرجال لإرغام زوجاتهم على العيش معهم في منزل واحد حتى وإن لم ييكن بينهم أي حوار أو اتصال لا لشئ سوي أن الطلاق يكون أعلى تكلفة فهو من النفقة ومؤخر الصداق وغيره .
كسر الحاجز
-------------
كثيراً ما يمل أحد الطرفين من الحال الذي وصلت إليه علاقته مع الطرف الآخر ويرغب في أن يستعيد ما مضى معه ولكنه يغفل الطريقة التي يمكن من خلالها أن يعود، ومن أهم الحلول التي تساعدهما في ذلك هو إيمان الطرفان أن الحب بين الزوجين ينمو ويكبر بالعاطفة، وبالتواصل والكلام الجميل حيث تنمو بالمشاركة الوجدانية.
فإذا ما كان الفرد يريد إصلاحاً لبيته يجب أن يتصالح مع نفسه بالبداية ويمنح الرومانسية والمشاعر الإيجابية الفرصة ، محاولاً فهم الطرف الآخر والتفاهم فرصة جديدة ، فببعض من الشوق والملاطفة والتواصل الحميم قد يعيد التوازن للحياة، فاحرصا دائماً على دفء المشاعر المتبادل بينكما وودعا الإنعزالية.
* يجب عليهما تذكر أنه من الممكن أن يكون أي منهما قد أخطأ في حق الآخر بمعاملته السيئة له، وأن يقرر بينه وبين نفسه تحطيم ذلك الجدار الموجود بينهما بنفسه، أيضاً الإصرار على التحاور في كل ما يخصهما، وأن يبدأا بالعتاب فالعتاب نصف المحبة بين الطرفين وبعدما زال حاجز الصمت!
فالمبادرة هنا لا بد أن تأتي من اي طرف يشعر أنه في حاجة للآخر . فالتحاور والتشاور يعني طرفين أحدهما يستمع، والآخر يتحدث ثم العكس، ولا يعني أن أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع منه ذلك، والآخر يستقبل طوال الوقت، أو يُنتظر منه ذلك، وتكرار المبادرات بفتح الحوار،ومحاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة، لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للقطيعة والصمت.
koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
العامريه
•
موضوع مميز جدا
الصفحة الأخيرة