ريــآالسنين
ريــآالسنين
جيد أخيراً شارك أحد برثائيات ....

قصيدة جملية ....فهل لديك قصائد أخر مع ذكر صاحبها وشكراً ..

ولدي سؤال هل هذه القصيدة مشهورة او معروفه .
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
أسأل الله تعالى أن لا يفرق بين زوجين ولا نرى الرثاء يسطر ويكتب أمام أعيننا :44:

والقصيدة غالبا ما يكتبه الشاعر عن حرارة وصدق مشاعر في ذلك الوقت الذي أحس فيه بلهيب المشاعر والأحاسيس ..

والذي لا يكتب عن صدق فيتضح ذلك كثيرا في عدة نقاط وصفات كثيرة جدا جدا لا حصر لها ونكشفه بسهولة ..

والصفة الواضحة جدا والأساسية سوف أكتبها لكم :

ونحن نقرأ لقصيدة رثاء مثلا لأحد الشعراء .. ونحن نقرأ ونتأمل معانيها ونعيش واقعها ..
فنجد ونحن نقرأ حرارررررة .. حرارة صادقة ونعيش مع تلك القصيدة تماما .. نقرأ ونشعر بتسلسل الأبيات وترابطها .. ويربط الحوادث بتدريج ..
نقرأ ونجد مشاعرنا وأحساسينا في أعلاها .. نشعر بدفء القصيدة يملك جوانحنا ..

وأما الذي يكذب أو يكتب بلا صدق .. ونحن نقرأ .. فتمر علينا مثلا أبيات وأبيات فيها حرارة ومن ثم نجد فجأة يقفز الكاتب من الحرارة إلى جفاء الأبيات نحن نشعرها ونحس فيها وواضحة جدا .. ولكن كاتب الأبيات الكاذب فكتبها بدون شعور منه .. ولكن القارئ والناقد هو يكتشفها ..

نشعر فجأة تحول عجيب بين الأبيات بين المشاعر بدون تدريج أو أي شي ..

وكذلك نجده في الوصف .. فنجد في الأبيات مثلا يصف زوجته يذكر مميزاتها ويحن عليها بحرارة وكأن الدمعة نشاهدها علة وجه كاتب القصيدة .. وبعد الوصف نجده تحول بتحول عجيب من الوصف إلى الكلام عن شي آخر فليس له ارتباط بالزوجة .. فكأن الأبيات فيها تفكيك أو غير ترابط نشعر نحن القارئات لها بشي ما .. من ناحية الترابط والتسلسل بين الأبيات ..

وهناك صفات أخرى ليس مجاله ذكرها الآن ..



أكباد أطفالي
محمد رجب البيومي

"قالها الشاعر في رثاء زوجته، رحمها الله تعالى"


أكبـــادَ أَطْفـالي دَهَتْكِ النارُ

أيعيشُ في لَهَبِ الجحيمِ صِغارُ

أكبادَ أطفالي! كَفَفْتُ مَدَامعي

ورأيْتُكُنَّ فهَاجني اسْتِعْبارُ

لِمَ يا حِمامُ هَصَرْتَ غُصْنَ شبابِها

ولَهُ زهورٌ غَضَّـةٌ وثِمارُ؟

دَعْ عنْكَ ناضِرَةَ الغصونِ تُظِلُّنا

وخُذِ الذَّوابلَ إنَّهُنَّ كِثارُ

أَوَصِرْتَ تهْوى الحُسْنَ؟ تلكَ قضيَّةٌ

نَهَضَ الدَّليلُ بها فلا إنْكارُ!

شاهَدْتها رَفَّـافَةً ببهائها

يَزْهى بها أَهْـلٌ وتُشْرِقُ دارُ

ولها على رغْم الصِّبا وفتونِهِ

مثْلُ العقائلِ هَيْـبَةٌ وَوَقارُ

زادَ الجمالَ عفافُهـا إشْراقَـةً

فهُما بعيْني معْصَمٌ وسِوَارُ

شاهدْتَها بسَّامَـةً في بيْتِها

مهْما طَغَتْ منْ حَوْلِها الأَكْدارُ

وتسلُّ بالبسَمَاتِ حُزْنَ قرينِها

فلَهُ بِطَلعَةِ وجْهِها استِبْشارُ

تغْشـاهُ أَخْــطارٌ فتنْفُثُ جُرْأَةً

في صَدْرِهِ تُمْحى بهــا الأخْطارُ

فيهبُّ لا مُتَضعْضِعاً بلْ واثِبــاً

ولهُ جناحٌ في المَــــدَى طيَّارُ

وتخورُ عَزْمَتُهُ فيذْكُــرُ وجْهَهـا

مُتَأَلِّقــاً ببهـــــائِهِ فيُثَارُ

شاهَدْتَ منزلَهـــا بها أُغْرودةً

رنَّتْ فَهَشِّ لِلحِـنها الــــزِّوَّارُ

تَتَعهَّدُ الأَفْلاذَ في أَحْضانِهـــا

بهوى لهُ بينَ الضُّـــلوعْ أُوارُ

لَوْ تَسْتطيعُ تَرُدُّهُمْ لضلوعِهـــا

صَوناً لهمْ من أَنْ يهُـــبَّ غُبارُ

لمَ يا حِمــامُ فَجَعْتَهمْ برحيلِهـا

وهمو فِـــراخٌ في العِشـاشِ نِثارُ؟

*****
يا أختَ ضاحكــةِ الورودِ أهَكذا

لــرُبا الفرادسِ تنْتَمي الأزْهارُ؟

إنْ كانَ منْ عبَـقٍ يُشَمُّ لدى الرُّبا

فلـــديْكِ منْهُ الجوْهرُ المِعْطارُ

تتمايلينَ مَـــع النَّضارةِ دوْحَةً

زهْراء فضّضَ تاجَهـــا النَّوَّارُ

مرْأى، وظلٌّ سابِغٌ، وفواكِـــهٌ

أوَ كلَّ ذلك تحمِــلُ الأشجارُ؟

عجَّلتِ للفردوْسِ رحلتَـكِ التي

يَزْهى بها شهداؤه الأطْهَـــارُ

وترَكْتِ بيْـتَكِ في مَهَبِّ زَعازِعٍ

متوجِّساً منْ أَنْ يحــــلَّ دَمارُ

لوْ كُنْتِ في هذي الحياةِ أَسَـأْتِني

يوْماً صبَرْتُ إذنْ وحَانَ قَــرارَ

وأقولُ أُنْثى في الحياةِ كَغَيْــرِها

ينْأى بها في النّازِحَـــاتِ مَزارُ

لكنني طالعْـــتُ عمرَكِ باحثاً

عنْ مَوْقِفٍ فيهِ عليْـــكِ غُبارُ

فإذا كتابُكِ ناصِـعٌ مُتـألِّقٌ

وإذا مُصَـــــابي فادِحٌ قَهَّارُ

لِمَ لَمْ تسيئيني فتلـــكَ مشيئتي

وأنا بمحْـــضِ إرادتي أُخْـتارُ؟

*****
يا أخْتَ نيِّرةِ السَّــماءِ وَضاءةً

هَلْ للكواكبِ في التُّـرابِ مَدَارُ؟

بخِلتْ عليْكِ القبَّةُ الزَّرقــاءُ أنْ

تجلي بها، والنيِّراتُ تغَــــارُ

فهويْتِ للغبراءِ كنْزَ صَــــباحةٍ

لا تفْتَـــــديه فِضَّةٌ ونُضارُ

أنْكرْتُ وصْفَكِ في الحياةِ تَزمُّتـاً

أيجوزُ لي بعْدَ الـرَّدى الإنْـكارُ؟

إنْ كان وصْفُ الحُسْنِ فيْضَ مَشاعِرٍ
فإلامَ يُكْبَتُ صوْتُـــهُ الهَدَّارُ؟

لأْلأْتِ آفاقَ الحيـــاةِ بناظري

فظلامُها قبلَ الهزيعِ نهَــــارُ

أيامُ بسمتُكِ الرقيقةُ بلْسَـــمٌ

والجُرْحُ في دامي الحَشا نَغَّـــارُ

أيامَ نظْــرتُكِ العطوفُ سكينةٌ

للنَّفْسِ باتَ يرُجُّــها الإعْصارُ

أيَّام همتكِ الطموحُ تُقيــــلُني

إنْ طاف بي ضَعْفٌ ولَجَّ عِثَــارُ

وأنا الضَّعـيفُ فمَنْ يُعينُ كهولـتي

بشبابِهِ إنْ حَــــاقتِ الأخْطارُ؟

*****
قدْ كُنْتِ راصِدةً خُطايَ فهلْ ترى

بلغَتْكِ عني في الــذُّرا الأخبارُ؟

أنظرْتِ منْ أعلى السمــاءِ هُنَيْهةً

فرأيْتِ صرْحَ سعَـــادتي يَنْهارُ

أَلَمحْتِ سَيْري في الشَّـوارعِ هائماً

حيْرانَ لا جَلدٌ ولا اسْتِقْـــرارُ؟

أخْشى اصْطداماً في الطريق تتُيحُـهُ

سيَّارةٌ أو حُفْرةٌ وجِـــــدارُ

أرأَيْتِ كيْفَ تصيرُ تَعزِيَةَ الــورى

ثَغْـــراتِ جرْحٍ هاجَهُ التَّذْكارُ؟

أجْفو الأنـــامَ تفرُّداً بكآبتي

فإذا اضطُررْتُ فَــوَحْشَةٌ ونِفارُ

أشهِدْتِ حدَّةَ الانفعَـالِ بسِحْنَـتي

فأنا بهِ مُتَضَعْضِـعٌ خَــــوَّارٌ؟

إنْ كنتِ شاهـدتي إذنْ فلْتَشْفَـعي

لي عنْــدَ ربِّـكِ إنَّــهُ غَفَّـارُ




في رثاء فارسة مسلمة

بقلم : لويس عطية الله


ما أقسى الحياة إذا وجدت نفسك وقد تبعثرت على شفتيك الأحرف وجف حبرك ومصباحك انطفا ..



ما أقسى الحياة عندما ترى وتسمع كلمات امرأة مسلمة تلبس الحجاب وسط عاصمة الكفر الأخرى موسكو تقول إنها تموت في أرضها بلا ثمن فلا أقل إذن من أن تموت وتأخذ معها أرواح مئات الكفار .. في بلادهم وسط قوتهم وعزتهم .. ترى ذلك المشهد فلا تجد ما تلوذ به سوى الصمت .. وأن تطأطئ رأسك تندب رجولتك التي سلبها منك حكام النفاق .. وعلماء النفاق ..



كنت أطالع المشهد وأنا مأسور بجمال امرأة مسلمة .. فصمتّ .. والصمت في حرم الجمال جمال ..

لكنه جمال مختلف .. جمال الإيمان الذي عمر قلبها فطلبت الشهادة في سبيل الله ..

جمال الطهر وطهر الجمال .. الجمال الذي لا يذكرك بالسفاسف ولا يثير الغرائز بل الجمال الذي يرفعك عاليا حيث النجوم هناك تعلو ..

الجمال الذي يذكرك بلقاء الله في أشرف موقف وهو الجهاد في سبيل الله ..



شاهدت خمس مسلمات ( حسان ) متلفعات بالسواد .. يخطبن في الأمة خطبة الرجولة وخطبة الموت ..

شاهدتهن وقلت في نفسي ..



قل للمليحة في الخمار الأسود *** ماذا فعلت بناسك متعبد



لكن ليس كما عنى الشاعر الأول بل ماذا فعلت بنا تلك (المليحة) المجاهدة وأي مأزق وضعتنا فيه عندما طرحت أقسى اختبار للرجولة في هذا العصر ..



أسرتني تلك الفتاة التي كانت تتحدث بعزة الإيمان .. وعلو المسلمة .. فلم أستطع سوى الصمت وأنى لي أن أتحدث وهي تشعرني بحجم المذلة التي أعيشها أنا والألوف غيري ممن كتب في وثائقهم ( ذكر ) وما أصدقه من وصف فنحن لسنا ( رجال ) نحن ذكور فقط ..



دعوت أختى الصغرى لتشاهد المشهد فصرخت عندما شاهدتهن وقالت "هؤلاء نحن" ، لم تستطع أختي أن تميز فرقا بينها وبينهن .. شعرت أنها واحدة منهن .. فقالتها بعفوية .. هؤلاء نحن .. ثم بقيت تستمع وأنا أرقبها وأنظر في عينيها فسقطت دمعة .. ثم دمعات ثم خرجت ولم تتحمل المشهد .. ولا تسأل بعدها عن حالي .. ولا تحاول أن تطالع عيني فسوف تفضحني عيوني وتفضح ما أشعر به من احتقار في تلك اللحظة لنفسي ولكل الذكور الذين حولي ..



كنت أدعو الله من قلبي أن يقمن بتفجير المتفجرات التي تمنطقن بها .. آخر ما كنت أتمناه أن اراها وقد كشف عن نور وجهها الذي تخفيه علج كافر بعد استشهادها .. رضي الله عنها وعن المجاهدات اللاتي كن معها .. أو أن يمس جسدها الطاهربعد الشهادة يد كافر نجس من أحقر من خلق الله من الكفار .. وخسئ الكافر الجبان فلم يكن يجرؤ على كشف وجهك إلا بعد استشهادك أما في حياتك فأنى للضباع الحقيرة أن تقترب من فارسة مسلمة ؟

ولقد عاهدتِ الله على الثبات والصبر والقتل والقتال وصبرتِ حتى وفيتِ بعهدكِ وثبتِ في موقف يتزلزل فيه أشداء الرجال وتنخلع قلوب الفرسان الكماة .. فقتلت صابرة محتسة .. إن لله درك من قتيل

ولن يضرك شيء بعد نيل الشهادة .. كما قالت جدتك في الشجاعة والبطولة .. أسماء بنت أبي بكر إن الشاة لا يضرها السلخ بعد الذبح ..


ولئن قعدت بنا ذلتنا فلم نكن في ذلك الوقت العصيب معك ولم نمت مثلما تموتين فإن عزاءنا أننا نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه فقد كنت في حياتك مثال العزة والشرف :



من الخفرات لم تفضح أخاها *** ولم تهتك لوالدها سترا



وفي مماتك كنت مثال البطولة والاقدام ..

صلى الله عليك فلقد حفظت زوجك حيا وبعد استشهاده قررت أنك ستحفظينه وترحلين إليه على بساط الشهادة اسأل الله أن يرزقك أنت وأخواتك أعلى درجاتها في الجنة ويجمعكن بأزواجكن في مستقر رحمته


من الاشياء التي آلمتني أني لا أعرف لهن أسماء وإلا أرغمت نفسي على كتابة قصيدة لكل واحدة منهن .. ولو كان ذلك بأن نشتري القصائد شراء من شياطين الشعر



معذورة أنت أيتها (الحسناء ) المسلمة لا تثريب عليك .. فلقد استنجدت بالمعتصم سنين طويلة فلم تجدي معتصما بل وجدت مجموعات من الأنذال سألوك هل أنت محجبة ؟ وهل خرجت مع محرم ؟



معذورة أنت يا أختاه فلقد استنجدت بالمعتصم فلم تجدي سوى مجموعة ( مخنثين ) باعوا الأرض والشرف والكرامة ثم سكروا في بيت القيصر ورقصوا على عفتك وكرامتك .. معذورة والله أنت يا مسلمة ..


نحن الملومين لأننا رضينا أن نجعل أولئك المخنثين ( وزراء دفاع ) وحكاما وملوكا لنا .. فكانت النتيجة ما كانت ومن زرع شوكا لم يحصد سوى المرارة والحسرة ..


شكرا يا فتيات الشيشان .. لقد أعدتن للمرأة المسلمة اعتبارها بعد أن حولها العلمانيون سلعة رخيصة ..


شكرا لكن فلقد أعطيتننا درسا في الرجولة ..


لقد مجدنا المجاهدين يوما ومجدنا أبا عبدالله ومن معه من المجاهدين واليوم جاء الوقت لتمجيدكن فما قمتن به لم يسمع بمثله من قبل .. ولا تفعله سوى المسلمة ..


ومهما قلنا وكتبنا في حقكن فلن نوفيكن ، بل إنكن والله رميتن قلوبنا بسهام نافذة أصمت أفئدتنا وكشفت حقيقة أنفسنا لنا ..


سدد السهم فأصمى إذ رمى *** بفؤادي نبله المفترس


ورغم كل ما حدث ورغم الألم يعتصرني وأنا أشاهد صور أخواتي وهن على كراسي المسرح وقد استشهدن إلا أن الفخر الذي شعرت به بعد ذلك غطى على كل الألم ..


اختطلت المشاعر فلحظة أنظر إليكن وعيناي مغرورقتان بالدموع ثم لحظة أبتسم فرحا وفخرا ثم أعود وأنظر فتدمع عيني ثانية ..


الفخر أن أختي في البيت أخذت درسا أنها لن تعود بحاجة لمعتصم ولا وزير دفاع مخنث ، وستتوكل على الله وتدافع عن نفسها بنفسها طالما أن الرجولة قد ذهبت فلا بأس أن تحل فتيات مجاهدات المشكلة بأنفسهن .. كيف لا وقد شق الطريق فارسات مجاهدات شيشانيات مسلمات وعلمنهن كيف تحل الأمور إذا استعصت وكيف يكون الموت على الطريقة الإسلامية ..


فإذا كانت المسلمة ستموت على يد الكافر بعد إهدار كرامتها فلا مفر من أن تذهب بنفسها للموت قبل أن يأتيها

وليمت معها أكبر عدد من العلوج .. هكذا يكون الموت على الطريقة الجديدة للمسلمات ..


أعتذر لك يا أختي التي تحدثتِ وألقيتِ فينا خطبة في بداية العملية، عن خذلاني لك، وأعتذر عن تعسر الكتابة علي وأعتذر أني لم أستطع أن أنطلق في الحديث عنك وعن بقية المجاهدات اللائي كن معك. إن ما فعلته فيّ والأثر الذي تركته في نفسي أعجزني وأعجز قلمي وأشعرني بالمهانة فولد هذا المقال كأصعب ما يكون.

إن الساعات التي قضيتها أحاول الكتابة لك ظللت فيها أردد الدعاء لكن بالقبول ورفع الدرجات في الجنة وأن يرزقني الله يوما لحظة أقف فيها على قبوركن أصلي عليكن وأدعو لكن وأطلب من الله أن يلحقني بكن .. ثم سأحاول أن أحافظ على البقية الباقية مما يسمى رجولة و سأتنحى جانبا عن قبوركن ثم أبكيكن ..

نعم سأبكيك يا أختي وأفخر ببكائي عليك فمثلك يبكى عليها والله ومثلك تطأطأ لهن الرؤوس خجلا وحياء منهن إذا وقفن وقمن في المشاهد العظيمة كما فعلتن ..

وأعتذر يا أختي فلم أعد أستطيع الاستمرار فالدموع حجبت الرؤية عن عيني والمجد العظيم الذي قمت به قتل كل معنى آخر غير أن أذكرك وأبكي عليك .. حسرة على فراقك وفراق بقية الأخوات اللاتي كن معك .. وبقية المجاهدين .. الذين قتلوا معكن ..


سأبكيك لأن الشمس ستطلع فيما يأتي من أيام ولن تشرقي أنت على الدنيا كما كنت تفعلين دائما .. وستحزن الشمس ..

وسأبكي أنا ..


سأبكيك لأن نجم المساء سيسأل عنك ولن يراك تضيئين الدنيا كما كنت تفعلين في حياتك .. وسيحزن نجم المساء..

وسابكي أنا ..



سأبكيك لأن الورد الذي كان يتورد من خديك لن يراك تطلين على نسيم الصباح ولن يتورد ثانية وسيحزن الورد ..

وسأبكي أنا ..



أما القمر ؟ فأنت القمر .. وسيحزن القمر المزيف الذي نراه في السماء على فراقك ..

وسأبكي أنا ..



سيحزن مصلاك ..

و سجادتك

و ليالي الشتاء التي كنت تصلين فيها

وسيحزن النقاب ..

والحجاب ..

وسأبكي أنا ..



ستحزن كل الدنيا على فراقك ..



وسأبكي أنا ..
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
http://www.almawa.net/shr/retha/rth8.htm
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج


الأخ محمد بن مد الله الحربي توفي يوم السبت 12 / 7 / 1414 هـ في حادث سيارة على طريق الربيعية
وكان في طريقه صباحاً إلى الجامعة ..
وكان محمدا يتميز بصلاحه واستقامته .. فيضئ وجهه نورا وكلامه فصاحة وحكمة ..
فيشد الناظرون إليه من هدوءه وسكينته وصلاحه ..

فقال الشاعر خالد القويت هذه الأبيات في ذلك اليوم .. وهو في الجامعة ..
علماً بأن محمد زميله في الدراسة في جامعة بريدة رحمه الله تعالى .. :



أحقاً بأن الموت غال محمداً ...... فأصبح في رمس من الأرض ملحدا
أحقاً بأن الحبل ما بيننا قُطع ...... فلسنا نراه اليوم كلاّ ولا غدا
ولن يُبتكر للعلم يا صاح غدوة ...... لكي يجتني من خير غرس ويسعدا
كأني به بادٍ من الباب وجهه ...... عليه سمات الخير والفضل والهدى
تحلّى من الإيمان أفضل حلة ...... إذا الخِبُّ غالى في الحرير وزوّدا
ومن حاز قبل الموت تقوى تجنُّه ...... فقد حاز مُلكاً لا أبالك مُتلدا

خليليّ في تلك " القرية " بلّغا ...... ذويه عزائي ثم للصبر أرشدا
وقولا لهم إن النفوس ودائع ...... إذا ما دعاها الله لن تترددا
ومن ذا يُرجّي الخلد بعد رسوله ...... وقد ذاق كأساً للمنيّة أنكدا
وعُوجا على قبر الفقيد محمد ...... وقوما عليه خاشعين وأنشدا

لك الله يا قبراً تضمن روحه .. لقد ضُمنت فيك المروءة والندى
وصيحا إله الخلق هذا محمدٌ ...... أتاك عري المال والأهل مفردا
فأسبغ عليه اليوم من فيض رحمة ...... وأسكنه في جنات عدن مخلدا
حنانك يا من ألهب الحزن قلبه ...... فبات على جمر الفراق مُسّهدا
كئيباً يجيل الطرف في لوحة الأسى ...... ولولا الدموع السافكات تجلدا

فإنا وإن حلت شعوب نظامنا ...... فإن لنا عيشاً لدى الله أرغدا
تواددنا فيه اليوم لا لغنيمة ...... وكل جميع فيه لن يتبددا
فدعني من التعذال يا صاح إن ترن ...... لفقد عزيز قمت في الدهر منشدا
فما روّع الإنسان شيء كفقده ...... خليلاً على مرّ النوائب مسعدا


جريدة الرياض 1414 هـ



**************





رثاء الشاب ( أحمد بن عبد الرحمن العطيفي رحمه الله تعالى )
وهو من سكان مدينة : رياض الخبراء بمنطقة القصيم ..

عندما وافاه الأجل ليلة الثلاثاء 19 / 4 / 1419 هـ
وهو في طريق العودة من مكة في حادث مؤلم عندما كان عريسا ومعه زوجته :



بكت العيون فدمعها هتانُ ...... ونفوسنا تغتالها الأحزان
والقلب يبكي من أسى وتحسرٍ ...... الهم تشكو حمله الأبدان
ما أحقر الدنيا تفرق بيننا ...... يفني بها الأحباب والخلان
من غير أن نلقاه ودعنا أخ ...... أخلاقه زهدٌ بها يزدان
ودعتنا يا أحمد فالقلب في ...... كمدٍ وغمٍ دائم .. حيران

بالأمس تغمرنا مسرة عُرسه ...... واليوم فيه تهيجنا الأشجان
هو همة تزهو به علياؤه ...... فطريقه لم يعترضه هوان
وطباعه كالنبع صاف ماؤه ...... فكم استقى من نبعه العطشان
الصمت حكمته فلا لغو ولا ...... لغطٌ كأن كلامه المرجان
وبقلبه نور الهداية ساطعٌ ...... أنعم بنور شعه القرآن
وحسبته والله أعلم بالتقى ...... عبداً تقياً صانه الإيمان
ما أبعد الآثام عن أفعاله ...... ما عابه عارٌ ولا نقصان
يسعى إلى الخيرات يرجو نيلها ...... فتراه حيث الخير والإحسان
بالحق تجمعنا محبة ربنا ...... فإخاؤنا ثبتت به الأركان

ما أعجب الدنيا وزينتها التي ...... تغريك فيها النفس والشيطان
خضراء تبدي حسنها فكأنها ...... دمنٌ يزين قبحها الألوان
فلتلق عنك رداءها من قبل أن ...... يرديك فيها الإثم والعصيان
فكر بنفسك ما يكون مصيرها ؟ ...... أجنان خلدٍ أم هو النيران
نعدو سريعاً في الحياة بغفلةٍ ...... نلهو ونلعب والهوى فتّان
آمالنا أن الحياة طويلةً ...... والموت يلحقنا وليس أمان
آجالنا محدودة مكتوبةٌ ...... في اللوح سجّلها لنا الرحمن

فلنعتبر قبل الممات فإنه ...... لم يسلمن شيب ولا شبان
فانعم خليلي بالجنان مخلداً ...... فيها المسرة دائماً نشوان
واسعد بظل وارفٍ وأرائكٍ ...... فيها يطوف الحور والغلمان
تُلقي الملائكة السلام تحيةً ...... ويزيد رؤيته لك المنان
فإذا المنية فرقت بيننا ...... فغداً سيجمع بيننا الرضوان



الشاعر : عبد العزيز العزاز / أبها
1419 هـ
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج

مع انني أكره الخواطر والكتابات الحزينة .. إلا أنني لا أدري .. أصدق المشاعر .. أم رقة الشعور .. أم الحس المرهف هو ما يجذبني دوماً إلى قصائد الرثاء .. وأحاول أجمع ما تسقط عليه يدي لأدونه في مذكرة أو ملف خاص بي ..
حب شديد وميل عجيب لهذا النوع من القصائد .. فطالما جلست أتصفح ( جريدة ، مجلة ) بين الأخوة والأخوات .. فأحلق بعيداً وأعيش عالماً خاصاً عندما أرى قصيدة رثاء ..
والغريب أنها لا تروق لي إلا عندما أقرأها بصوت عالٍ !! وطالما جمعت أخوات لي أشرح لهن قصيدة - من تلك المذكرة - فأحس بلذةٍ عجيبة ..

نتمنى في المستقبل أن نرى منتدى خاصا بالرثاء من ضمن هذا القسم ( الواحة الأدبية ) ..
فالرثاء فيها من الحكم والمواعظ الشي الكثير .. يدمع العين .. ويحيي القلوب .. وتتأثر فيه النفوس ..

فما أجمل أن نتذاكر ونتناصح فيما بيننا .. وكل يذكر الآخر .. ونشد الأيادي معا ونحقق معنى الصداقة حقيقية لا تزييفا ..
فما هذا المنتدى إلا كمجلس من مجالس الأخوة الصادقة .. ففيها ذكر الله وقال الله وقال رسوله .. فيها ما يغذي الروح والقلب والبدن .. نأمل ذلك ونسأل الله الثبات ,,




****************




ألقت هذه القصيدة الداعية المعروفة ( أم أحمد ) من منطقة الرياض .. حيث حضرت إلى الجامعة أيام دراستي فيها جزاها الله خيرا ..
وفي آخر موعظتها ألقت تلك القصيدة .. بصوت شجي مؤثر .. فأبكت الحاضرات بكاء مريرا .. فسمع منهن البكاء والنشيج من بعيد ..
أم أحمد ما استطاعت قراءة الجزء الأخير من القصيدة إلا بعد ربع ساعة من الوقت .. فقد أخذتها وأخذ جميع الحاضرات من طالبات ومعلمات العبرة ..
رحلت بنا إلى عالم آخر .. فالقلوب تفطرت .. والدموع تساقطت .. والوجوه تغيّرت .. والأجسام ارتعدت .. والجوارح اضطربت .. والألوان تغيرت .. لا إله إلا الله ..




( نفثة محزون )

توفيت أمه فجأة فجادت قريحته بهذه الأبيات :



الحمد لله ذي الإحسان والقدر .... وجاعل الموت مقدوراً على البشرِ
يوم الثلاثاء أتت أخبار مفزعة .... يا بئس ما سمعت أذناي من خبر
سمعت موت التي بالحب تجمعنا .... أمي لها الفضل ذات الخير والطهر
في أول الصبح كانت بين أعيننا .... وفي المساء مع الأموات في الحفر
أُكذّب الموت في أمي وأرقبها .... وأوهم النفس أن الأم في سفر
وقد حملناك نحو القبر في ألم .... يسوقنا دافع الإيمان بالقدر
ثم إنصرفنا وظل فيه معظلة .... جاء العزاء وكسري غير منجبر
من موتها إزداد قلبي في تفطره .... الدمع منسكب والقلب في سعر

أماه جسمك غاب اليوم عن نظري .... وفضلك اليوم فينا غير مستتر
أماه لو تنظرين الدمع أسبله .... أكابد الهم من حزن ومن سهر
أماه يا شمعة كانت تضيء لنا .... وتبعد الهم والأحزان بالنظر
أماه يا رحمة كانت تحل بنا .... وتجمع الشمل بالآصال والبكر
أماه نفديك بالأرواح إن نفعت .... وبالبنين وبالأزواج والدرر
يا موت بالله هل أبقيت لي أحداً .... من بعد أمي فعيشي اليوم في كدر

الله أكبر كم كانت مصيبتنا .... وكم بكينا من الآلام والكدر
وكم بكينا دموعاً لانقطاع لها .... وهل ترد دموعي نافذ القدر
والموت حق وكل سوف يدركه .... فرض على الخلق من أنثى ومن ذكر
وكل بيت له كأس سيشربه .... من المصائب والأكدار والضرر
والحي لو غاب فالأيام ترجعه .... وغائب الموت لا يأتي من الحفر
قد مات أفضل خلق الله كلهم .... والموت حق كما في سورة الزمر
أحدث النفس أني سوف أنظرها .... فيطرب القلب من شوق إلى نظر
وأغمض العين كي أخطى بنظرتها .... عسى خيالاً يريح القلب عن فكر
إذا رأيت مكاناً فيه قد جلست .... تفطر القلب من ذكرى ومن أثر
وإن نظرت إلى أخت تجالسها .... تساقط الدمع من عينيّ كالمطر

الله أكبر ما أقوى مصيبتنا .... مصابنا عبرة من أعظم العبر
أقابل الناس مسروراً ومبتسماً .... ويعلم الله ما أخفي من الكدر
أشكو إلى الله جرحاً لا شفاء له .... في الصبح دمع وأما الدم في السحر
يجدد الجرح أطفالي إذا سألوا .... عنها فأخبر أن الأم في سفر
فيذهب الطفل عند الباب منتظراً .... وقت الرجوع ليحظى الطفل بالخبر
فيتعب الطفل من طول إنتظار لها .... وهل يعود إلينا ميّت البشر

يا رب لطفاً فما باقي لنا جلدٌ .... أستغفر الله لا أشكو من القدر
والصابرون لهم أجراً إذا صبروا .... عند المصاب كما قد جاء في الأثر
يا والدي فاحتسب أمي فإن لنا .... رباً يجازي جميل الصبر بالظفر
يا والدي إنها الدنيا وكم غدرت .... من قبلنا ببيوت العز والفخر
يا والدي ليست الدنيا بباقية .... من مات فات ولن يبقى على الأثر
يا إخوتي فاصبروا فاالله يرحمها .... ويجعل القبر روضات من الزهر
وادعوا لها رب الناس يكرمها .... فإنه عالم بالسر والجهر
ويستجيب لمن يدعوه في ثقةٍ .... وهو المجيب لمن يدعوه في السحر
يا رب فاغفر لها واقبل تضرعنا .... واجبر عزانا لها يا خير مقتدر
ثم الصلاة على المختار وسيدنا .... محمد صفوة الأعراب والحضر
والآل والأصحاب ثم التابعين لهم .... ما غرّد الطير فوق الماء والشجر