عندما يزل القلم

الملتقى العام

القلم هبة ونعمة من الرحمن الأعلى وهبه عباده فيجري سيالا بين أنامل منّ الله بها عليه بالكتابة والبيان، يصوغ الكاتب بقلمه مشاعر تختلج في صدره وأحاسيس تخالط حياته ونظرات تلوح في فكره فتراه يريح نفسه من العناء عندما يكتب أكثر وأكثر وكلما ازداد ضيقه بمن حوله أو اختمرت الفكرة في رأسه حنّ إلى قلمه فيضمه بيده ضمة حانية لعله يجد فيه راحته وأنسه.
علاقة الكاتب بالقلم أو القلم بالكاتب علاقة من نوع نرجسي تخبت بالهجران وتسموبالقرب والوصال فإذا بالقلم المطيع السيال يصبح عصيا بعد الفراق الطويل وحق له،
فماذا يفعل حتى يهجر وماذا اقترف وجنى سوى أن صاحبه له قلم.
عجبا لكاتب منحه الله نعمة الكتابة فأجرى له القلم ووهب له البلاغة والبديع والبيان وتجده ينبري هو ويبري قلمه ضد منهج الله وحزبه تارة يكتب عن التجديد والإبداع، فتحسبه يضيف جديدا فإذا تعريف الإبداع عنده هو التخلص من ربقة كل ما يمت للدين بصلة، وتارة أخرى يدافع بحرارة عن الطواغيت ويسبل عليهم ترتيلات المدح والتسبيح بحمدهم،يشتد عداؤه لكل من انتسب إلى دين الله ودعا إليه فيرسل التهم جزافا والتشكيك في النوايا علانية فما أشد افكه وظلمه لنفسه ولقلمه، وحسبنا أن أقلام هؤلاء شاهدة عليهم لا لهم هم وان سلموا من مقصلة هذه الحياة آنيا فان مقصلة التاريخ لا ترحم، بله العقاب الإلهي أشد وأعظم وعند الله تجتمع الخصوم.
0
450

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️