لم يكمل عامه الثالث بعد..اكتشف عالم الماء..عالم مثير جداً..دخل المطبخ..فتح باب الثلاجة..وسكب الماء ليبلّ ريقه مروراً بملابسه وانتهاء بأرضية المطبخ..!!
تتجه والدته نحو موقع الحدث:
"أنت طفل مزعج..مؤذٍ ..مخرب..كريه..بغيض..لا تُطاق..لا يمكن العيش معك بأمان..!!".
يبلغ عامه الثاني عشر، وهو لا يزال في عين والدته ذلك الطفل المزعج المخرب، ونضيف إليها فقرة جديدة من أهم عيوبه بأنه: "لا فائدة منه عند الحاجة إليه"، على الرغم من أنه للتوّ أحضر لك الزيت والبيض من السوق، ورتب فراشه، وتناول غداءه، ولم يضرب شقيقه الأصغر و.....
***
تقدم له صحن الحلوى:
- تفضل يا صغيري..
تجيبها والدته بلطف:
- شكراً لك..ثم تبعدين الصحن عن عينيه الجائعتين وتعقبين:
- إنه لا يأكل هذا الصنف من الحلوى..
وتهز جارتها رأسها:
- غريب!!
تضحكين:
- إنه بالفعل غريب..
***
- ما اسمك؟
يقفز بينهما:
- اسمه عزوز- تجيب والدته - ..عفواً..عبد العزيز..عمره ثلاث سنوات.. في الحقيقة هو طفل خجول..ولا يجرؤ على الكلام مع الآخرين وبصعوبة يستطيع الانسجام معهم..
***
وفي حوار نسائي عن الأبناء تتقافز المواقف على ألسنة النسوة:
- طفلي يحب الأحرف الأبجدية..إلا حرف الدال..إنه يزعجه ولا يمكن أن يحفظه..
- طفلتي أنا لديها عقدة ارتداء الملابس..إنها تصر على وجودي معها ومساعدتها في ذلك.. يبدو أنها ستظل هكذا حتى تكبر..
- وأما طفلي.. فلا يجيد القيام بأي نوع من المهام التافهة..إنه الأكسل في مجموعة الأطفال..
***
عندما يتقدم أحدنا للالتحاق بوظيفة ما فإنه يعبر عن نفسه بأفضل ما يمكن.. ويظهر مواهبه وقدراته لكي يكون الأفضل..
عندما نستمع إلى الأشخاص الآخرين وهم يتحدثون عنا.. فإننا نطرب لتلك الأحاديث التي تمدح إنجازاتنا وأعمالنا التي فعلناها..
ولكن..عندما نتحدث عن أطفالنا..فإننا قد ننسى هذا كله..ونسمح لأنفسنا بالتحدث نيابة عنهم..أو تقدير مهاراتهم السلبية.. تحديد ما يحبونه..وما يكرهونه..وما لا يفضلون مواجهته..
نستمتع بالحوارات.. نتسابق لحكاية قصص أبنائنا المخجلة أحياناً..ونضحك من ذلك كله..وهم هناك ينصتون بعمق شديد..يلتهمون كلماتنا حرفاً حرفاً.. تتكسر لديهم حواجز الخجل بسبب المواقف المزرية التي قاموا بها رغماً عنهم..وهاهي بين يدي الآخرين يتلقفونها..وأسماء هؤلاء الأطفال تتردّد بينهم ضاحكين ساخرين..
عندما نتحدث عن أبنائنا فلننتبه إلى أن ما نقوله لا يؤدي إلى:
كسر حاجز الخجل وهتك الستر:
ففي حديثنا عن التبول الليلي- مثلاً - لدى أبنائنا مع ذكر أسمائهم، فإن ذلك يجعل من السهل على الآخرين أن يتندروا بهم.. فما دام أن الأم قد قبلت على ابنها أن تُشاع عنه مثل هذه الأخبار.. فلن يكون المستمعون أكثر حرصاً منها على ستره وحماية مشاعره من الخجل.. فضلاً عن أن الطفل ذاته قد يعبرعن استيائه، لما يُقال بشكل صراخ، وتمرّد واضح في حركاته..
وإذا كانت لديه بعض العيوب السيئة كأخذ الحلوى من حقيبة والدته خلسة.. أو ما شابه ذلك، فمن الأفضل حل المشكلة بشكل سري..وعدم استخدامها كنموذج مسلٍّ لشقاوة الأطفال في المجالس..لكي لا يكون ذلك شاهدَ عيانٍ لدى الآخرين على أن هذا الطفل مشروع ناجح لسارق كبير في المستقبل.. ويتفق هذا مع جميع أخطاء الأبناء بلا استثناء..فالستر والتعديل، وإصلاح الحال هو الواجب في مثل هذه الحالة..وليس التشهير..والفضائح..
ترسيخ بعض العيوب والأخطاء كصفات ملازمة:
- ما هذا الحرف..؟
- لا أعرف..
- لماذا لا تعرف..هيا انطقه معي..دا..دال..
- أنا لا أحب هذا الحرف..ألم تقولي بأنني لا أعرف حرف الدال!!
وإن كان الطفل يعرف هذا الحرف.. ويعشق ذلك النوع من الحلوى.. فإن شهادات الآباء قد تجعل الأبناء يتبنون كثيراً من أفكار الكره والنفور..
إضعاف ثقة الأبناء بقدراتهم:
"أنت طفل لا فائدة منه" موقف يجعل الطفل فيما بعد يقوم بأعماله قدر الاستطاعة ليختمها قائلاً: "هذا ما استطعت عمله مع أنه ليس عملاً جيداً كما يجب أن يكون..أووووه..أنا شخص لا فائدة منه.. "وربما لا يقوم بأي عمل؛ لأنه يوقن في قرارة ذاته..بأن كل ما يقوم به في الحقيقة..(لا فائدة منه) مسبقاً!!
وختاماً:
إذا كنا نودّ التحدث عن أبنائنا لا محالة..فمن الأفضل أن نفتح الصفحات المشرقة في حياتهم لقراءتها أمام الآخرين..وإن كنا نخشى على أبنائنا من الحسد والعين إن ذكرنا هذه الإنجازات..فلا أفضل من أن نتحدث عن موضوع آخر لا يؤذي أحداً..
منقول

رى الوادى @r_aload
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

دلة المزايين
•
كلام سليم ومفيد


سبحان الله
اصعب وظيفة هي التربية
الله يعين على تربيتهم ويهديهم يااااارب
يسلمووو غاليتي على الموضوع الرائع
اصعب وظيفة هي التربية
الله يعين على تربيتهم ويهديهم يااااارب
يسلمووو غاليتي على الموضوع الرائع


غـروب :
كلام ميه بالميه صحيح بس الله يعيننا على التربيه الصالحهكلام ميه بالميه صحيح بس الله يعيننا على التربيه الصالحه
كلام صحيح وسليم 100% يعطيك ربي ألف عافية علية
الصفحة الأخيرة