مـات فقيـراً بائسا في حين تباع لوحاته بأسعار خياليه " بـ مـلاييـن الدولارات "
عجز عن شراء علبه دواء للسعال فأعطى لوحة ازهار السوسن التي بيعت قبل سنوات " بـ 45مليون دولار " لشقيقه مقابل علبة الدواء تلك ..
أغلى لوحة في التاريخ كانت لوحته أهداها لـ طبيبه الخاص (الدكتور جاشية) الذي استعملها لاحقاً لترميم خن للدجاج .. " بيعت بــ 75 مليـون دولار " ..
فينيسينـت فـان جــوخ "
Gogh Vincent van
فان لمـ يوفق في حيـاته الخاصه لا في عمل ولا زواج و لا حتى في صداقه.. و لكنه خلف فن وإبدااع بـ لوحات خلدها له التاريخ ..
تميزت لوحاته ببساطة التكوين مع النزوع الى التناسق بألوان عالية النغمة بـ ضربات فرشات متوترة الشدة فكان
يرسم في الطبيعة حيث أدرك الشمس والظل فرسمهما ولم يسبق لرسام أن ترك آثار فرشاته على سطح
القماش في ذلك الوقت
" حياتـــه "
و لد فان عام " 1853" في قرية زونديت بـ هولندا .. لأب يعمل قسيساً بكنيسة البلدة ..
و عندما بلغ السادسة عشرة من عمره أصطحبه عمه إلى مدينة "لاهاي" ليعمل معه في القاعة التي يديرها والمتخصصة في بيع الأعمال الفنية..
ثم نقل إلى فرع المحل بـ لندن لتميزه .. وهناك كان فان جوخ ناجحا لأول مرة في حياته..
يرتدي ثيابا أنيقة ويحيا حياة جيده إلى ان وقع في حب " أرسولا " ابنة صاحب البيت الذي كان يقطنه و التي رفضت الزواج منه بسخرية بالغة وصدمته عاطفيا ليعيش لوثة عقلية و أصيب بـ هوس يشبه الهوس الديني فبدلاً من أن يناقش العملاء عن جماليات اللوحات المعروضة بالقاعة التي يديرها أخذ يحثهم علي الدين..
مما جعل أصحاب المحل ينقلونه بعيدا عنهم إلى فرع باريس و بكل أسف عاودته الهلاوس الغريبة في عاصمة الفن والنور أيضا، فكان يتكلم عن التجارة باعتبارها سرقة منظمة .. ويتشاجر مع الزبائن الذين يشترون اللوحات بأغلى الأثمان ..
وكانت النهاية المحتومة بطرده من فروع محل جيوبيل كلها، ليبدأ حياة التخبط ..
اتجه إلى لندن ليعمل كمدرس للغة الفرنسية .. و لكن جو لندن المظلم الكئيب و ذكريات جرحه العاطفي جعلت حالته النفسية تزداد سوءاً فعاد إلى هولندا حيث التحق بمعهد لاهوتي في "أمستردام" و عكف على الدراسة الجادة ستة أشهر حتى أصابه الملل
-------------------------------------------------------------------------------
وذات صباح حمل فان جوخ امتعته ليعمل في بلدة صغيرة ببلجيكا .. وهناك لاحظ الجحيم الذي يعيش فيه أهل البلدة من عمال المناجم ويتمثل هذا الجحيم في: انهيار الأرض .. تسمم الهواء .. انفجار الانابيب البالية .. أمراض الصدر والرئة .. بجانب ان الشركة الرأسمالية تبخسهم حقوقهم فلا يحصلون سوى على كوخ متهدم وطعام لا يكاد يقيم الأود.. وقد حاول فان جوخ أن يحصل لهم على بعض الحقوق من الشركة كما استأجر على نفقته بيتا يغمره الدفء وجعله منارة يهتدي اليها الجميع للتداوي والتعلم.. واستمرت الحياة على هذه الوتيرة حتى حدثت كارثة انفجار أحد المناجم.. وهرع الأهالي لانتشال الجثث وانقاذ الضحايا .. وهم فان جوخ بحماس إلى مداواة المصابين ومواساة الثكالى حتى اضناه الهزال والحمى..
قامت السلطات الدينية بطرده قبل أن يمر عام واحد على تسلمه لهذا العمل.. و ذلك لعدم اقتناعهم بطريقته في تطبيق التعاليم المسيحية على هذا النحو..
وفي غمرة هذا الأسى ووقف وقد لف جسده بالخيش .. والعيون رغم المرض والجوع متعلقة بصمت شفتيه.. ولم يعلق فان جوخ بكلمة واحدة بل راح يردد بينه وبين نفسه: " ما من احد يفهمني.. الناس يظنوني مجنونا لأنني اريد أن أكون مخلصا في عملي.. وعندما اجتهد لأخفف من آلام الفقراء أطرد تحت شعار انني اثير المتاعب وألطخ الكنيسة بالعار!! لست أدري ما أنا فاعل؟! " ..
في تلك الفتره قويت علاقته " بأخيه ثيو" الذي كان يرسل الى أخيه كل ما يمكنه أن يقتطعه من راتبه الضئيل .. وبكل حماس أخذ فينسينت يرسم رسوما عن حياة الفلاحين وعمال المناجم . ولم يكن ثيو باستطاعته أرسال الكثير الى أخيه .. فمضى فينسينت يجوب الريف في أسماله البالية وحذائه الممزق .. يستجدي خبزه .. وينام في قارعة الطريق . وتدلنا رسوم تللك الحقبة على التعاطف العميق بينه وبين النماذج البشرية..
لم تعد لديه الشجاعة لأن يبدأ من جديد .. فراح يسير على غير هدى لا يعرف أين تمضي به قدماه، وليس أمامه سوى أن يتأمل حياة هؤلاء البؤساء ويرسمها بكل مافيها من اسى ومن آلام.. كان يرسم ثم يعرض رسوماته على الفنانين الكبار وذات يوم صدمه أحد الفنانين ويدعى انطون موف قائلا له: " إن رسومك يا فان جوخ رديئة " !!
دخل فان جوخ في عدة تجارب عاطفية بائسة احب ابنة عمه المطلقة لكن والدها طرده من البيت، رحل إلى باريس .. وهو يدرك أنه لم تعد له في الحياة سوى معركته مع الفن.. فكان لا يحجم عن الخروج في المطر والضباب والعواصف ويستغرق في رسم عشرات اللوحات آملا أن تخرج اللوحة كالطبيعة تماما.. نارية.. حيوية.. متشظية..ممتلئة بحرارة العاطفة.. وفي باريس تعرف على الانطباعيين أمثال: مانيه ورينوارولوتريك.. وكان أخوه ثيو بائع اللوحات يتكفل بكل مصروفاته تقريبا ويعمل على بيع لوحاته .. لكنه لم يجد في باريس الطبيعة التي يبحث عنها فرحل إلى بلدة آرل ليعيش تحت الشمس المتوهجة. زاره صديقه جوجان وراحا يعملان معا بحماس ومرح رغم خلافاتهما الكثيره ..
وفي لحظة طائشة تشاجر الصديقان العنيدان وحاول فان جوخ ان يطعن صديقه بالموس لكنه ارتبك واستدار باكيا..وفجأة بتر اذنه اليسرى وكاد ان يموت من فرط ما نزف من دماء لولا أن هرع به جوجان إلى أقرب مستشفى..
وهناك رواية اخرى انه قطع اذنه عامدا كي يهديها الى احدى الساقطات تدعى " راشيل " كانت قد أعجبت بـ أذنـــه ..
وفي الصباح كان فان جوخ في حالة شديده من الاعياء لفرط ما نزف من الدماء .. على أنه ما لبث أن استرد عافيته ..
وقد رسم فان جوخ بعد هذه الحادثة لوحته الشهير" الرجل الذي صلم أذنه " كما رسم لوحة للطبيب الذي أشرف على علاجه ..
هذه اللوحة أهداها فان جوخ لـ طبيبه " جاشيت " و لكنها لم تنل على إعجاب امه و التي صاحة عندما رأتها بـ " ولكن عينيك ليستا ذات ظلال خضراء وفمك ليس بنفسجيا وعنقك ليس أحمر ، بكل حال هذا ليس أنت "
فما كان من الطبيب ألا أن ألقى هذه اللوحه في بيت الدجاج ..
عند خروج فان جوخ من المستشفى نصحه الاطباء بالابتعاد عن الانفعالات .. ولكن جيرانه وأهل البلدة وجدوا فيه هدفا لسخريتهم ، فكان الصبية في الشارع يلاحقونه هاتفين " أعطنا أذنك ..أيها المجنون " وتحت هذه الضغوطات انهارت قواه العقلية من جديد.. فأدخل الى المصحه ..
وهناك أنتج فان جوخ ما يقارب على المئة وخمسين لوحة بالاضافة الى مئات أخرى من الرسوم .. من تلك اللوحات لوحة " السجناء " .
والواقع أن أنتاج فان جوخ لم يكن أنتاج رجل مجنون بأي حال من الأحوال، من تلك اللوحات " المصحة والخريف " و " أشجار السرو في حقل القمح " وكانت ألوانه في تلك الفترة أقل نورانية وأكثر قتامة .
__________________
----------------------------------------------------------------------------
الأسابيع الأخيرة من حياة فان جوخ:
أمضى فان جوخ الأسابيع الأخيرة من حياته في ضاحية ريفية من ضواحي العاصمة .. وقد عنى ثيو بأخيه وأشعره بأنه يحيا حياة عادية .. ألا أن ثيو كان مدركا أن الضجيج والأنفعال الذى تنطوي عليه الحياة في باريس من شأنه الايذاء بأخيه ..
وفي السابع والعشرين من يوليو أخذ فان جوخ أدواته الى الرابية لكي يصور حقول القمح التي أغرم بها ولا أحد يعلم على وجه اليقين ما حدث هناك فربما استبد به احساس بعدم الجدوى من حياته .. فأطلق الرصاص على صدره وقد أخطأت الرصاصة قلبه واستقرت بين ضلوعه .. واستطاع ان يعود الى منزله وهو متخبط بدمه وهناك وافته المنية بعد يومين من الحادث.
ودفــن فينسينت فان جوخ وغطي قبره بزهور دوار الشمس الحبيبه الى قلبه ..
لي عوده لوضع بعض اعماله .. بإذن الله
__________________
عيون الفن @aayon_alfn
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بصراحه موضوع رائع
Merci Pour L'info
بارك الله فيك على المعلومات