sugar

sugar @sugar

محررة فضية

عندي بحث... واحتاج مساعدتكم

ملتقى الإيمان

السلام عليكم...

بصراحه ما ادري وين احط هذا الموضوع؟؟ ماادري اكتبه في اي قسم؟؟
قلت يمكن البنات اللي هنا يقدرون يساعدوني....

المهم..

انا وحده مغتربه مع زوجي للدراسه... وعندي موضوع ابي اكتب عنه اللي هو: الدلائل على وجود الله سبحانه وتعالي..
انا اخترت هذا الموضوع لجهل الناس في هذه البلاد... الكثير منهم مايؤمنون بوجود إله !!!
بصراحه قلت اكتب شي .. يكون سبب في إسلام بعض الناس و إستفاده لهم د... ويكون لي ولكم الاجر والثواب...

انا عندي كم فكره.... بس ودي بأفكار قويه ... تبين عظمة ووجود الخالق سبحانه وتعالى...

ياريت تساعدوني يا بنات.... والله يوفقكم ويسخر لكم ....
2
542

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ابي الاسلام
ابي الاسلام
تعالوا نتعرف إلى الله
الشيخ عادل بن سالم الكلباني

الحمد لله علي الشأن عظيم السلطان تفرد بالبقاء وحده وكل من عليها فان أحمده - سبحانه - وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن وأشهد أن محمد عبده ورسوله المبعوث بشيراً و نذيراً للثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى صحبه الجامعين بين شرف الزمان وشرف والمكان وسلم تسليماً كثيراً.

وقد عاد الحجيج إلى ديارهم سالمين غانمين مغفورة ذنوبهم محطوطة آثامهم كما نرجو لهم فان من أعظم ما حققوه في حجهم بعد ما قضوا تفثهم ووفوا نذورهم واطوفوا بالبيت العتيق، إن أعظم ما حققوه في ذلك توحيد الله وذكره ولهذا شرعت شرائع الدين وأرسل الرسل وسلت سيوف الحق للجهاد كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله فمن قال لا اله إلا الله عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة وفي كتاب الله - عز وجل - آيات وآيات تفيد هذا المعنى وتنص عليه من أبرزها وأشهرها قوله - جل وعلا -: (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فيا عباد الله تعالوا بنا نؤمن ساعة ونتعرف على مولانا وخالقنا ورازقنا لنحبه ولنعظمه فنعبده حق عبادته ونشكره حق شكره.

واعلموا رعاكم الله، أن العبادة لله حقا تقوم على ساقين (المحبة والتعظيم) ومن عرف نعم الله عليه ورآها أمام عينيه تترى لا يحصيها العدد ولا يقطعها الأبد أحبه ثم أحبه ثم أحبه حتى يكون الله أحب إليه مما سواه ومحبة الله متضمنة لمحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إذ هو الدليل إليه ومعرفنا عليه وشفيعنا لديه فلا خير نفعله إلا عن طريقه ولا شر نجتنبه إلا عن طريقه جزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته وأما تعظيم الرب فبمعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله والنظر في ملكوت السماوات والأرض الدال على عظمة الخالق - سبحانه - والمتضمن عجز المخلوق التام وحاجته الدائمة في كل وقت وحين بل في كل طرفة عين إلى مولاه وخالقه فحياة الإنسان ليست إلا من الله بدايتها واستمرارها أو انقطاعها (هو الذي يحي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون) (قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) (وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم) (وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير).

أيها المسلمون: إن أعظم كلمة تشير إلى المولى - جل وعلا - هي لفظ الجلالة (الله) هذه الكلمة التي خرت لها الجبابرة وصغرت أمامها قوة الأباطرة والقياصرة فاكتفي بها في حال المقابلة والمحاجة (آلله خير أما تشركون) والجواب مهمل لظهوره ولبيانه وكان مثله ذلك السؤال (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) فما أجملها وما أعظمها من كلمة حلوة في نطقها عذبة في سماعها تعشقها قلوب المحبين تسكن في وجدانهم وتنتقش في أفئدتهم فعليه يثنون وله يذكرون وعليه يتوكلون وبه يعتصمون واليه يحتكمون وله يدعون ويلجأون وإذا مسهم الضر فإليه يجأرون.

أيها الأحبة إن الحديث عن الله جل جلاله وتقدست أسمائه حديث لا أخشع منه ولا أهيب ولا أعظم منه ولا انفع حديث يقوي الإيمان ويعلي قيمة الإنسان قال الله - تعالى - في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) ولا عجب أن يذكر المخلوق خالقه ورازقه ومحييه ومميته ولكن العجب أن يذكر الخالق مخلوقه الضعيف وهو نكرة لا يعرفه من الخلق إلا قليل فيا لفضل الله ما أعظمه. إن الله - تعالى - عظيم في ذاته عظيم في أسمائه وصفاته عظيم في أفعاله وأحكامه ولن نثني عليه أو نمجده أو نسبح له إلا بمنه وكرمه وتوفيقه فذكرنا له نعمة من نعمه علينا وعبادتنا له من فضله علينا فكل نعمة منه و كل فضل منه (وما بكم من نعمة فمن الله) لا اله إلا هو ذو الفضل العظيم. ذاته - سبحانه - أكمل ذات كمل في جماله فهو الجميل الجمال الذي لا حد له ولا نقص فيه أو عيب وما في الجنة نعيم أفضل من النظر إلى وجهه الكريم لا حرمني الله وإياكم تلك النظرة ولا تلك النظرة حياته - سبحانه - أكمل حياة لم يسبقها عدم ولا يعقبها موت فهو الأول ليس قبله شيء والآخر ليس بعده شيء ولا يعتري حياته نقص من أي جهة فهو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم قائم بنفسه مقيم لغيره لا بد لكل شيء منه ولا غنى لأي شيء عنه، رزق كل حي عليه ومصير كل شيء إليه، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه لا غالب لأمره ولا راد لفضله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، قدرته لا تقهر وقوته لا تدفع وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال، قهر الجبابرة والمتكبرين وأعز عباده المتقين وهو - سبحانه - إذا عذب فلا يعذب عذابه أحد وإذا أثاب أفاض من خزائن جوده عطاء غير مجذوذ: (وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير).
أيها المؤمنون إن ربنا الله نور السماوات والأرض فالق الحب والنوى لا اله إلا هو الرحمن فاسأل به خبيرا أحق من ذكر وأحق من عبد لا مفر منه إلا إليه.

قابض باسط معز مذل *** لم يزل مرغما أنوف الطغاة

شافع واسع عليم حكيم***بالنوايا والغيب والخاطرات

خافض رافع بصير سميع*** بدبيب النمل فوق الحصاة

ظاهر باطن حسيب رقيب *** ليس يخفى عليه مثل القذاة

أول آخر علي غني *** كيف نحصي آلائه الوافرات

باعث وارث كثير وكيل*** وأمان للأنفس الخائفات

كامل حامد حميد مجيد*** فارج الهم كاشف المعضلات

أنه الواحد الذي لا يضاهى *** في معاني أسماءه والصفات

قاهر غالب قوي عزيز *** ونصير للمهتدين الهداة

غافر راحم حليم تجلى *** بره في عطاءه للجناة

عباد الله انه الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم أرحم بك من والدتك فتزود من رحمته واعمل لها فمن ما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (إن لله مائة رحمة انزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وادخر تسع وتسعين رحمة يرحم بها عبادة يوم القيامة) كتب على نفسه الرحمة فيا لسعة رحمة الله وسعت كل شيء (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سيلك وقهم عذاب الجحيم) (إن ربكم الله الذي لا اله إلا هو وسع كل شيء علما) (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا اصغر من ذلك ولا أكبر) (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) (إنها إن تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله) - فأين تذهبون؟ (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) – (ذلكم الله ربكم له الملك لا اله إلا هو إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) – (يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) (خلق الأرض والسماوات العلا الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما و ما تحت الثرى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى) (هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون).

إن ربكم حكم عدل حَرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرما فلا يظلم مثقال ذره وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما فالمؤمن عنده لا يخاف ظلما ولا هضما والكافر لا يضل ربي ولا ينسى ولا يضيع ربي عمل عامل من ذكر أو أنثى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) ولا يظلم ربك أحدا وما ربك بظلام للعبيد فأوجب العدل وقضى به (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) (وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشيائهم) (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) (وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) وربكم غني حميد يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء فوالله ما أنفق - سبحانه - منذ خلق السماوات والأرض لم ينقص من خزائنه شيء وهو القائل لنا في حديثه القدسي (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسيته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلكم من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر) يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز).

أيها الناس إن ربكم عظيم لا تدرك عظمته وسع كرسيه السماوات والأرض وما السماوات السبع والأرضين السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة وما الكرسي في العرش إلا كتلك الحلقة في الفلاة وان احد حملة عرشه ما بين ترقوته إلى شحمة أذنه مسيرة سبعمائة عام (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه - سبحانه وتعالى - عما يشركون) يطوي - سبحانه - السماوات بيده ثم يهزهن ويقول أنا الملك أين ملوك الأرض أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرض بيده الأخرى ثم يهزها ويقول أنا الملك أين ملوك الأرض أين الجبارون أين المتكبرون - سبحانه وتعالى - عما يشركون أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون إلهكم اله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون" الله كل يوم هو في شأن يرفع أقواما ويضع آخرين يرزق ويحي ويميت يجيب داعيا ويشفي سقيما يعز من يشاء ويذل من يشاء يجبر كسيرا ويغني فقيرا يعلم جاهلا ويهدي ضالا ويرشد حيرانا ويغيث لهفانا ويكسو عريانا ويطعم جائعا ويبتلي بالخير والشر ويستر عورة ويؤمن روعة قدر فهدى وأخرج المرعى رفع السماء بغير عمد وبناها والجبال أرساها والأرض بعد ذلك دحاها أعطى كل شيء خلقه ثم هدى رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم واليه ترجعون هو الملك لا شريك له والفرد لا ند له لا صاحبة له ولا ولد ولم يكن له كفوا أحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير أرئف من ملك وأجود من ٌسئل وأوسع من أعطى يغفر عن عزة ويمنع عن حكمة لن يطاع إلا بإذنه ولن يعصى إلا بعلمه أقرب شهيد وأدنى حفيظ كل نقمة منه عدل وكل نعمة منه فضل أرحم الراحمين وأسرع الحاسبين وأحكم الحاكمين ولي المهتدين ومولى المتقين يجيب المضطر إذا دعاة ويغيث الملهوف إذا ناداه يكشف السوء ويفرج الكربات ويقيل العثرة ويغفر الزلات بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا عنت الوجوه لعظمته أحاط بما لدى خلقه جميعا وأحصى كل شيء عددا (إن كل من في السماوات والأرض إلا آت الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم) (ذلكم الله ربكم لا اله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير).

أيها المسلمون: هذه أطراف من بعض صفات ربنا إذا تأملناها قادنا هذا التأمل إلى عبادته وحده لا شريك له فلا أحد غيره يستحق أن يعبد أو أن يدعى أو يستغاث به أو يستعان به أو يذبح له أو ينذر بل هو الله العزيز الحكيم جعلني الله وإياكم من أهل توحيده وعبادته ومن علينا جميعا بالتزاور في دار كرامته أخوانا على سرر متقابلين.


http://www. islamword. com المصدر
أين الله؟
شيخ الإسلام ابن تيمية

سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية - رحمه الله -:عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله - سُبْحَانَهُ و تعالى - فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله - سُبْحَانَهُ - لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي - رضي الله عنه -، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟

الجواب: الحمد لله، اعتقاد الشافعي - رضي الله عنه -واعتقاد"سلف الإسلام"كمالك، والثوري،والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.وكذلك أبو حنيفة - رحمة الله عَلَيهِ -، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد
والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.

قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة"الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ ((لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير))لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي
ذاته، وَلاَ فِي أفعاله. إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد.
والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً.

وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ - رضي الله عنهما -: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء.فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء.
وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم.
وقال فِي سياق حديث الجارية المعروف: (أين الله؟) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.

وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش - من المخلوقات - أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع - وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ.
وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول - صلى الله عليه وسلم -، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي
الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.
ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه - قبل أَنْ يتحرّك لسانه - معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة.
ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق - تعالى -.وَقَدْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي الحديث الصحيح: (كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: ((فطرة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا، لاَ تبديل لخلق الله)).
وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، والرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها.
وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم: فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم.
وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ.
فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ: ((وَإِذَا رأيت الَّذِينَ يخوضون فِي آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا فِي حديثٍ غيره)). ومن يتكلّم فِي الله وأسمائه وصفاته بِمَا يخالف الكتاب والسنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات
الله بالباطل.
وكثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومالك، وأبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. ويقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم.
وقال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام.
قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ.
وَقَدْ قَالَ - تعالى -: ((وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً)) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
.


http://go2top.netالمصدر:
أين الله ؟
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

عن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله! فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إليّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منّـا رجالاً يأتون الكهان.
قال: فلا تأتهم.
قال: ومنّـا رجال يتطيّرون.
قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنّهم. أو قال: فلا يصدنكم.
قال قلت: ومنّـا رجال يخطُّون.
قال: كان نبي من الأنبياء يخطّ، فمن وافق خطه فذاك.
قال: وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَـلَ أحد والجوانية، فاطّـلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكّـة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعظّم ذلك عليّ.
قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟
قال: ائتني بها.
فأتيته بها فقال لها: أين الله؟
قالت: في السماء.
قال: من أنا؟
قالت: أنت رسول الله.
قال: أعتقها، فإنها مؤمنة. رواه مسلم.

فوائد الحديث:
1 – أن الصلاة لا تنقطع بكلام الجاهل والناسي، بينما تنقطع بكلام العامد.
2 – أن الكلام الذي يكون في الصلاة إذا كان من لفظ القرآن لا تبطل به الصلاة.
3 – التلطّف في تعليم الجاهل، فقوله: فو الله ما كهرني أي ما انتهرني.
4 – حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأفته بأمته، وشفقته بهم.
5 – تحريم إتيان الكهان. والكاهن هو من يدّعي معرفة الحوادث المستقبلية، ويدّعي معرفة الأسرار.
6 – عدم الالتفات إلى ما يدور في الصدر من الطيرة والوساوس ونحو ذلك.
7 – معنى"كان نبي من الأنبياء يخطّ" قال النووي: الصحيح أن معناه من وافق خطه فهو مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة فلا يُباح، والمقصود أنه حرام؛ لأنه لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها، وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فمن وافق خطه فذاك" ولم يقل: هو حرام بغير تعليق على الموافقة، لئلا يتوهم متوهّم أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبي الذي كان يخطّ، فحافظ النبي - صلى الله عليه وسلم - على حرمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى أن ذلك النبي لا منع في حقه، وكذا لو علمتم موافقته، ولكن لا علم لكم بها. انتهى.
8 – قِبَـلَ أُحـد والجوانية: أي جهة جبل أحد وموضع يُسمّى "الجوّانيّة" شمال المدينة.
9 – جواز استخدام الجارية"الأمَـة"في الرعي ونحوه.
10 – آسف: أي أغضب.
وهو - رضي الله عنه - قد اعتذر عن نفسه بهذا الأسلوب حيث قال: وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون. أي أغضب كما يغضبون.
11 – التشديد في حقوق الخلق، والمُسامحة في حق الله.
فلما أخطأ معاوية - رضي الله عنه - وتكلّم في الصلاة لم يُعنّفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بل لم ينتهره، ولما ذكر ما فعل بالجارية من ضربها ولطمها شدّد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه؛ لأن ذلك حقّ متعلّق بمخلوق، وحقوق الخلق مبنيّة على المُشاحّة والمقاصّة.
12 – جواز السؤال بـ: أين الله؟
والجواب: أنه في السماء.
13 – من شهد أن الله في السماء وشهد للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة حُـكم له بالإيمان، والسرائر أمرها إلى الله.
أما من شهد أن الله في كل مكان أو أنه لا يعلم أين الله، فلا يُشهد له بالإيمان.
14 – تشوّف الإسلام إلى العتق، والمبادرة إليه، ففي كثير من الكفارات يدخل عتق الرقاب. والله أعلم.


http://www.saaid.netالمصدر:
هل من دليل على وجود الله؟

دليل الإمام الشافعي على وجود الله تعالى:
جاء أحد الملاحدة إلى مجلس الإمام الشافعي - رضي الله عنه -فقال له: ما دليلك على وجود الله؟
فقال الإمام: ورقة التوت طعمها واحد, ولونها واحد, وريحها واحد, ولكن حين تأكلها دودة القز يخرج منها الحرير وحين تأكلها النحل يخرج منها العسل, وحين تأكلها الشاة ينمو فيها اللحم ويزداد فيها اللبن, وحين تأكلها الظباء تغذيها وينعقد في نوافجها المسك, فمن الذي جعل هذه الأشياء متعددة الإفرازات, مختلفة النتائج مع أن الغذاء واحد؛ إنه (الله).
{فتبارك الله أحسن الخالقين).

دليل الإمام جعفر الصادق على وجود الله - تعالى -:
وجاء زنديق إلى الإمام جعفر - رضي الله عنه - يجادله في وجود الحق - تبارك و تعالى - فقال له الإمام: هل ركبت البحر؟ قال: نعم؛ قال: هل رأيت أهواله؟
قال: لقد هاجت يوما رياحه الهائلة, فكسرت السفن وأغرقت الملاحين؛ فتعلقت ببعض ألواحها, ثم ذهب عني اللوح, فإذا أنا مدفوع بتلاطم الأمواج حتى دفعت بي إلى الساحل.
فقال الإمام جعفر: لقد كان اعتمادك قبل على السفينة والملاح, ثم على اللوح حتى ينجيك, فلما ذهبت عنك هذه الأدوات أسلمت نفسك للهلاك, ومع ذلك كله ترجو السلامة فيما بعد؟ قال: بل رجوت السلامة.
قال جعفر إن (الله) هو الذي كنت ترجوه في ذلك الوقت, وقد أقرّ به قلبك عند الشدّة, وان أنكره لسانك عند النجاة, وهو الذي أنجاك من الغرق. وصدق الله العظيم: {وإذا مسّكم الضرّ في البحر ضلّ من تدعون إلا إياه, فلما نجّاكم إلى البرّ أعرضتم, وكان الإنسان كفورا}. الإسراء 67.

الإمام أبو حنيفة يناقش الملحدين:
ويروى أن الإمام الفقيه أبا حنيفة - رضي الله عنه -الذي كان كالسيف المصلّت على طائفة الدهرية وهم الذين يؤلهون الدهر وينسبون الموت إلى الشيخوخة واستهلاك خلايا الجسم, فقد هجموا على الإمام ذات يوم في المسجد, وعلى حين غفلة ليفتكوا به ويستريحوا منه, فقال لهم في ثبات وإيمان: أجيبوني عن مسألة؟ ثم افعلوا بي ما شئتم, فقالوا: سل؟
فقال: ما تقولون في رجل يقول لكم: إني رأيت سفينة مشحونة بأحمال, مليئة بأثقال, تتقاذفها في لجة البحر أمواج متلاطمة, ورياح عاصفة, وهي مع ذلك تجري مستوية بلا ملاح يقودها ولا متعهد يدفعها, هل يجوز ذلك في العقل؟
فقالوا: هذا شيء لا يقبله العقل.
فقال أبو حنيفة: يا سبحان الله, إذا لم يجز في شرعة العقل, سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا ربان, فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها وتغير أعمالها, وسعة أطرافها, وتباين أكنافها من غير صانع ولا حافظ. فبهتوا جميعا وقالوا: صدقت ثم أسلموا وانصرفوا تائبين.
انظر إلى ما حولك ثم فكّر وتدبّر!...

أما الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - فشبّه كيفية الخلق بقلعة حصينة ملساء لا فرجة فيها, ظاهرها كالفضة المذابة وباطنها كالذهب الابريز, ثم انشقت الجدران وخرج من داخل القلعة حيوان سميع بصير.. قال الإمام أحمد: أفيحدث هذا بلا صانع؟ وعنى بالقلعة البيضة, وبالحيوان الفرخ, وبالفضة البياض وبالذهب الصفار.
انظر لتلك الشجرة ذات الغصون النضرة *** كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة
فابحث وقل من ذا الذي يخرج منها الثمرة *** وانظر إلى الشمس التي جذوتها مستعرة
فيها ضياء وبهاء حرارة منتشرة *** من ذا الذي أوجدها في الجو مثل الشررة
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة *** ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة
وانظر إلى الليل فمن أوجد فيه قمره ***وزانه بأنجم كالدرر المنتشرة
وانظر إلى الغيم فمن أنزل منه مطره *** وانظر إلى المرء وقلمن شق فيه بصره
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمره


http://go2top.net المصدر:
sugar
sugar
جزاكم الله خييييييييييييييير :26: