عنف... بارعة أنت فيه!

الأسرة والمجتمع

يكثر الحديث في المجلات والصحف وعلى صفحات "النت" عما يمارسه الرجل من عنف ضد المرأة في معظم المجتمعات العالمية، إلا أن الحديث عما تمارسه المرأة من عنف تجاه الرجل يقابل في معظم الأحيان بالتهكم والسخرية، انطلاقا من عدم قدرة المرأة على ممارسة العنف ضد الرجل وضعفها الجسدي، مقابل قوة الرجل التي خلقه الله عز وجل عليها. إلا أن هذه المقارنة تُسقط في كثير من الأحيان نصف الحقيقة القائلة إن العنف بات في كثير من المجتمعات متبادلا بين الزوجين..! ولكن أي عنف هو الذي تمارسه المرأة تجاه الرجل وتكون فيه هي الأقوى؟!

سمعنا الكثير عن نساء تدربن على فنون القتال مثل "الكاراتيه" وغيره، للدفاع عن أنفسهن، وسمعنا عن نساء استخدمن أدوات المطبخ لممارسة العنف ضد أزوجهن، وعن اللواتي لجئن للغدر لئلا يضطررن إلى المواجهة فيخسرن.

ولكن كل ما سبق ذكره لا يمكن للمرأة أن تكون فيه هي الأقوى؛ لأنه عنف جسدي.. لكن عنفا آخر تستطيع المرأة أن تمارسه بسهولة وتكون فيه متفوقة على الرجل، وللأسف فإن الكثيرات تمارسنه مع زوجها.. فهل عرفتن أي عنف هو؟!

إن تعريف العنف بشكل عام يدخل ضمنه العنف الجسدي واللفظي والنفسي، وإذا كان الرجل بارعاً في العنف الأول، فإن المرأة أكثر براعة في العنف الثاني والثالث، وهي عادة ما تكسب الجولة في هذه الأنواع، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى عنف معاكس من قبل الزوج.

في دارسة تمت في معمل "بحث العائلة" في جامعة "هامشير" خلال الأعوام: 1975،1985، 1992م، جاءت النتائج لتؤكد أن معدلات سوء الاستغلال والعنف الجسدي واللفظي بين الزوجين متساوية تقريبا بين الرجل والمرأة (مع ملاحظة أن الدراسة شملت العنف بكل أنواعه).

وحددت الدراسة أدوات العنف الخاصة بالنساء بـ "الكثير من الشتائم والقليل من الأسلحة (كالسكاكين ـ الماء المغلي ـ الحجر وأسياخ المدفأة)..".

وقد لا يتساوى في عالمنا العربي ـ رغم القصص الكثيرة التي تملأ الصحف عن عنف المرأة ـ العنف الجسدي بين الزوجين، إلا أن المرأة تفوقت على الرجل في العنف اللفظي..

وعلى الرغم من أن المرأة تتأثر بممارسة العنف اللفظي ضدها من قبل الزوج أكثر مما تتأثر بالعنف الجسدي، إلا أنها، رغم ذلك، كثيرا ما تستخدم هذا الأسلوب في التعامل مع زوجها، ومع أن كلمة صغيرة تخرج من فم زوجها تجرح أنوثتها لوقت طويل من الزمن، لكنها لا تنتبه أبدا إلى الألفاظ التي تلقيها في وجه زوجها للتعبير عن غضبها منه.

ولكن.. ما هي الأسباب؟..
ـ يشير أحد الباحثين إلى أن السبب يكمن في أن الإعلام والمراكز النفسية تتحدث دائما عن العنف الموجه ضد المرأة، مما يجعلها في منأى عن هذه التهمة، وبالتالي لا تنتبه لتصرفاتها وكلامها مع زوجها، متناسية العنف الذي توجهه إلى الرجل، والذي ـ في كثير من الأحيان ـ يؤدي إلى عنف معاكس أو مضاد.

ـ في تعريف لدكتور "مصطفى الحجازي" عن العنف يشير إلى أنه: لغة التخاطب الأخيرة الممكنة مع الواقع والآخرين، حيث يحس المرء بالعجز عن إيصال صوته والاعتراف بكيانه وقيمته، وربما تواجه المرأة مثل ذلك في هذا المجتمع الذكوري.

وأيا كان.. فإن العنف مؤشر على ضعف الشخصية ونقصان في رباطة الجأش وتوازن السلوك.

ـ إن لتربية الأسرة وسلوكية الأبوين أثراً بالغاً على تحديد شخصية أبنائهما، إذ يتأثر الأبناء بسلوك آبائهم، وتتوخى الفتيات تقليد سلوكيات أمهاتهن، فإن نشؤوا على الشتائم استعملوها في حياتهم الزوجية.

ـ كلما زادت الأنا زاد العنف.

ما الحل؟..

* الكلمة الطيبة تدفع العنف والكراهية، وتربي نفس الفرد على المودة، وتساعد على حسن السلوك وإشاعة روح طيبة في المجتمع، وبها لن يجد العنف مجالاً للنمو والترعرع في المجتمع.

* تقوى الله والتوجه إليه بالدعاء والصلوات، وتعلم الصبر والحلم وحسن الخلق من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- الإكثار من قراءة القرآن وحفظ اللسان وجعله رطباً بذكر الله وطاعته وصرفه عن معصيته، فاللسان إما أن يكون سبباً في رفع درجة العبد عند الله، وإما أن يكون سبباً في ضياعه، فكم من كلمة قالها صاحبها مستخفاً بها هوت به في نار جهنم سبعين خريفاً.

* ملأ الفراغ بالهوايات المفيدة.

* تنمية الحوار بين الزوجين؛ ليفهم كل منهما نفسية الآخر، ويكون ذلك بتهيئة الزوجين وتثقيفهما في متطلبات الحياة الزوجية، في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية مثلاً، بالإضافة إلى الدورات التثقيفية عن الحياة الزوجية، وتنمية روح الحوار بينهما..

* الانتباه إلى ما قد يسببه الشجار بين الزوجين من تهديد صحي عليهما؛ إذ حذر باحثون في جامعة "ميامي" الأمريكية أن الشجار بين الزوجين قد يهدد صحتهما، حيث وجدوا أن النقاشات المحتدمة تسبب زيادة ملحوظة في ضغط الدم يدوم طوال مدة الحديث.. والذي عادة يصاب بها هو الطرف المتطلب.

وقال الباحثون أن الزيادة المتكررة والدائمة في ضغط الدم قد تؤثر على صحة الجسم مما يؤدي إلى إصابتهما أو أحدهما بأمراض القلب..

وأكد الخبراء أن الأشخاص الذين يصابون بزيادات عالية في ضغط الدم خلال فترات النقاش المسببة للغضب والتوتر.. هم الأكثر إصابة بالأمراض والأكثر إظهارا للسلوكيات السلبية..

* الحرص على استحضار كل من الزوجة والزوج عند احتدام النقاش بينهما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه عقبة بن عامر رضي الله عنه يسأله عن طريق النجاة، فقال له ((أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك)).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وهو يوصيه بوصايا عظيمة.. يختم هذه الوصايا بقوله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال: بلى يا نبي الله، قال: كف عليك هذا، وأشار إلى لسانه، قال: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ـ أو قال ـ على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟!)).


منقوووووووووووووووووووووول
2
783

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

habibatoh
habibatoh
سلمت يداك على هالنقل الحلو


وجزاكى الله خيرا
ورد الامارات
ورد الامارات
مشكورة أختي على هذه المعلومات وننتظر منها المزييييييييد:26: