أم عـلاء @am_aalaaa_2
عضوة جديدة
عن القلب تسألين!
عن القلب تسألين!
د. إسلام المازني
لإحدى قريباتي...
حين أرادت الإنتحار....
سأما من حياة كئيبة
ومن قلوب كذوبة..
حيث مرت بإحباط خاص وعام!!!:
الحمد لله حمدا كثيرا
وصلى الله على محمد وسلم تسليما..
حوار واقعي
قريبتي:
لماذا لا ينتحر الناس؟
وهل عندهم قلوب؟
وهل عاد في الحياة ما يستحق الحياة؟
آه......
ثم آه..
عن القلب تسألين...
لا يوجد شيء في الدنيا يعدل المشاعر البشرية..
ولا ثمن يساويها......
ولا سبيل إلى شرائها.....
فالمال لا يشتري الحب ولا يعوض عنه!
وحتى لو شاء إنسان أن يبيع مشاعره!
فلن يستطيع...
وإنما يستطيع كتمانها، ويستطيع تحمل التعذب بهذا الكتمان لقاء ثمن أو تضحية...
ويستطيع التظاهر بالحب نفاقا...
أما أن يحب بمقابل! فلا.... ثم لا...
فالمشاعر هي أسمى جانب في الحياة....
جعله الله فوق البيع والشراء...
ولو كان غير ذلك لكانت الحياة كالموت..
أما والحياة بها معان أغلى من الماديات، وأحيانا أغلى من الحياة نفسها!
فهي بلا شك تستحق أن نحياها..
أما عن هذه المعاني:
فأسماها هو حب المحبوب الأعظم
الخالق البارئ سبحانه!
لحظة!!!
لا تضجري ولا تملي!!!
أقول لك...
لم يمل الناس – وأنت منهم- تلك الكلمة:
فيظنون الكلام عن الحب الأكبر شيئا عاديا مكررا وموعظة فاترة مثالية!
أنت لم تعرفي الحب!
ولم تعرفي الخالق حقا..
ولم تفهمي الدنيا يقينا!
كل ما لديك قشور
بل وقشور قليلة..
حصيلة علم بسيط، وفهم سطحي...
قنوات وثقافات.. قطوف...
كله لا يزن جناح بعوضة!
...
من هنا تظنين كلامي مكرورا
ولو خبرتي عمق الثقافة وروح الحياة لفهمتي ما أعنيه..
ولن تعرفي إلا بشيئين
طلب المعرفة من منابعها
ثم طلب الفهم من العليم الخبير.....
وأنت حرة...
هو كلام لله.. لا أسألك عليه شكورا...
وهو زاد لقلبك ولروحك الجائعين...
قوت الروح أرواح المعاني وليس بأن طعمت ولا شربتا
حب الله سيأتي حين تعرفين الله بأسمائه سبحانه وبأعماله ...
فهل تعرفين معاني أسمائه بالتفصيل؟
وهل تتحركين على أساسها في دروب الحياة؟
وهل تفكرين على أساسها؟
وهل تشعرين بها؟
وسيأتي ذاك الحب..
.. يوم تفهمين ما الحب
وحين تدركين ما العالم حولك! وهذا الكون الفسيح كيف يدور
علميا واجتماعيا وفكريا ... كل شيء...
فلا تصيرين متلقية فقط ..
بل مفكرة متدبرة ...
من فئة لها ألباب..
حين ترين بحار الظلام وشموس الحقيقة..
بشرط ألا يكون علما مثلجا.. باردا.. نفعيا فقط
بل
علم تغلفه تقوى وشعور بالمعلوم...
وليس علما جامدا!
فرأس العلم تقوى الله حقا وليس بأن يقال لقد رأستا
علم وعمل ...
و إلا :
إذا ما لم يفدك العلم خيرا فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ فليتك ثم ليتك ما فهمتا
علم لا ينال بالحفظ فقط..
فهو علم عميق دافئ ...
وحينها
سترين فضل الله تعالى في كل شيء..
وستتنعمين بشيء اسمه الحب!
حب الله أخية هو الحب...
حب الله تعالى هو المعنى
الذي لا قيمة لأحد بدونه..
ولا عمق للحياة ..
ولا وزن لها.. بعيدا عنه سبحانه
ومن لم يعرفه حق المعرفة بالعلم فلم يحبه حقا ولم يخشه حقا ..
ولم يلمس حقيقة الحب ولا عمق الخشية...
فإنما يخشاه حق الخشية العلماء..
فهم من تنبه لما حوله حقا وتنبه لما فوق كل شيء ...
ومن لم يعرفه ولم يحبه فهو جاهل تعيس..
وسيتبين له كم هو ضال تائه يوما ما ...
حيث لم يهاجر قلبه إلى الله ...
فاجعل لقلبك هجرتين ولا تنم*** فهما على كل امرئ فرضان
فالهجرة الأولى الى الرحمن بالـ*** اخلاص في سر وفي اعلان
فالقصد وجه الله بالأقوال وال*** اعمال والطاعات والشكران
والهجرة الأخرى الى المبعوث بالـ*** حق المبين وواضح البرهان
فيدور مع قول الرسول وفعله*** نفيا وإثباتا بلا روغان
فالحب عمل لا قول
ولا هيام بالوجدان فقط...
أما مسألة كبر الحب ونقائه، حتى يصل لدرجة بذل الروح له سبحانه ...
فهو أمر لا يفهمه إلا المؤمنون حقا ......
وإن عمل به الجميع حينا من الدهر!
وبعد ذلك يأتي الحب الثاني
حب الموحدين في الله ولله ..
ثم باقي المشاعر البشرية
حب الأبناء، وحب الأم والأب ...
وهي معجزات ليس لها تفسير علمي، ولولاها لضاعت البشرية،
ولتركت النساء أطفالهن للموت، إيثارا للراحة والكسل والمتع الأخرى..
ولكن الله حببهن فيهم..
وصبرهن على بنيهم
وجعل الأم مسخرة بالحب لطفلها الضعيف...
ترعاه وتخدمه!
وحب كبير بعده
هو حب الرفيق الطيب (الزوج أو الزوجة)..
وهو كبير وخاص جدا
وإيجابي جدا...
لو كان في موضعه مع من يستحقه!
وهو هام لراحة البال ..
ولبقاء البشرية بالإنجاب
ولتحمل الحياة، ولتجاوز الأخطاء المتبادلة
وإلا لم يطق شريك شريكته، ولا العكس ...!
وبعد ذلك حب الخير للبشر الباحثين عنه، والشفقة تجاههم
والرأفة بهم..
والرحمة حيالهم....
والرغبة في إيصال الخير لهم ..
مع بغض المجرم منهم، وبغض من أنكر حق المنعم عليه.. حق ربه المتعال، لأنه شخص جاحد كنود قبيح، لا يستحق الحب والسلام ..
وإن كنا نتمنى له الهداية لينضم لموكب النور...
فنحن من يفيض شعورا وإحساسا وليس التافهون الراقصون
كما قال الشاعر:
أترى أحيا بروح لا تحس
وفؤاد ليس يدري ما الشعور
أكتم الأنفاس إن جالت بحس
ثم أبقى صخرة بين الصخور
إن نفسي ليس ترضى: أي نفس
تقبل العيش كسكان القبور؟
تقولين ما هذه المقدمة..
ولماذا..؟
أعني بها أننا نملك ما يجعلنا من أغنى الناس وأسعدهم ..
أو على الأقل أكثرهم رضا وأمنا وطمأنينة..
فنصبر حتى حين ..!
نملك أول الخيط لمعرفة الله سبحانه، وهو الكتاب المنير ..
ثم كلام الهادي البشير صلى الله عليه وسلم
نملك حبنا للحق
وهو مؤنسنا وكافينا
حتى لو تركنا وقلانا
من رجونا أن يحبنا من بني قومنا!
فالملائكة ستصحبنا وتصلي خلفنا
لو هاجرنا بقلبنا أولا
ثم بكل أعمالنا وأقوالنا ... إلى ربنا ...
يا هجرة طالت مسافتها على*** كسلان منخوب الفؤاد جبان
يا هجرة والعبد فوق فراشه *** سبق السعادة لمنزل الرضوان
فهي الروح والريحان ..
بشرط أن نعرف مولانا
حق المعرفة!
وحيال هذين الكنزين لا نملك إلا الشكر والحمد ...
والحمد أعم من الشكر ..
وعلامة الصدق أن نتحرك بالشكر العملي، لا الشكر القولي فقط ..
اعملوا ءال داود شكرا ....
وأن نتقرب أكثر، لنعرف أكثر
ونتبتل ليعيننا الحق، لكي نفهم ونميز
عن طريق الرجاء والدعاء ..
وعن طريق البذل والعمل الصالح
"وأنواعه كثيرة تملأ القرآن" وترصع السنة ...
وعن طريق العلم والمعرفة
وهى طرق متكاملة! تؤدي للعلم بالله سبحانه ..
ثم بما يريده لنا ومنا!
وما يغضبه علينا!
وكيف أنشأ كونه سبحانه ..
ومن نحن
وما دورنا
وإلى أين المسير
وما المصير
وكيف تجري الأمور
فنفهم بدلا من أن نكون كحمار الرحى
نطحن ولا ندرك شيئا
ونظن أنفسنا نفهم، ونحن نأكل تبنا!
فستنير تلك المعرفة دروبنا، كالقمر في ليالي الربيع الصافية...
وحوله النجوم المتألقة...
وستصل الرؤية بنا لسمو الروح وراحتها، وصفاء القلب وهدوئه
وهنا نتحمل الحياة بلا كلفة ولا عناء ولا مشقة
.. مهما بدت حياتنا للآخرين ضيقة .. كثيرة العوائق وصعبة التكاليف
.. فنحن نحياها منشرحين مستقرين واثقين راضين
لا يشغلنا حلوها ومرها بل يشغلنا ما بعدها ...
وما بعدها جنة
بها حبيب لكل حبيبة
وحبيبة لكل حبيب
وخدم ونعيم ...
سل المتيم كيف عيشته إذا*** وهما على فرشيهما خلوان
يتساقطان لآلئا منثورة *** من بين منظوم كنظم جمان
وسل المتيم كيف مجلسه مع الـ***ـمحبوب في روح وفي ريحان
وتدور كاسات الرحيق عليهما *** بأكف أقمار من الولدان
يتنازعان الكأس هذا مرة *** والخود أخرى ثم يتكئان
فيضمها وتضمه، أرأيت معـ***ـشوقين بعد البعد يلتقيان
فنحن نأمل ..
ونحاول أن نكون أفضل ..
ولا نيأس من روح الله ...
فقد مضى فيها محمد بن عبد الله عليه صلوت الله وسلامه
وعانى القلة والشدة ..
وكل محنة
وجاءته غنائم الدنيا
ففرقها في ساعة ومضى لبيته خاويا ..
مضى يوجه وجهه لله كما أحب دائما
ينتظر يوم يراه!
شوقا اليه ولذة النظر التي*** بجلال وجه الرب ذي السلطان
فالشوق لذة روحه في هذه الـ***ـدنيا ويوم قيامة الأبدان
والله ما في هذه الدنيا ألذ *** من اشتياق العبد للرحمن
فكان دوما مع الله
يفهم ما هنالك
لا تهمه قريش ولا الروم
ولا يتراجع بسبب خوف أو جوع
ولا يضره سفيه
بل يشغله شيء واحد
أأنت راض يا رب!
يا نور السماء والارض!
يا من تعلم كل شيء
وتسيطر على كل شيء!
لا يهمني سواك شيء
اخترت رضاك
وأعلم أن ثم ثمن للجنة
وشكر للمنة ..
مهما كلفني من شيء!
فرفض مغريات عمه وعروضه
وأجابه
ولو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري!
هل فهمتم!!
إنه فوق ...
فوق ..
محلق هناك
لم يعد يحسب حساباتكم ..
كما قال القائل ...
شئت الحياة متاعا
ورحلة وصراعا
واخترت دربي بنفسي
وسرت فيه سراعا
إن كان في الخلد خسر
فالخير أن تخسروني ......
إن الجاهل يحيا ضاحكا، ويموت عابسا مكفهرا، ويحشر قانطا مرعوبا..
أما العاقل فهو يحيا صابرا متصبرا ..
حينا باسما وحينا دامعا ..
شاكرا ذاكرا ..
ويموت ثابتا مستبشرا
ويحشر هانئا في ظل العرش ..
إن الذين لا يقرأون ولا يتدبرون إذا قرأوا ..
ولا يعلمون إذا تدبروا هم أناس خاسرون فاشلون ..
عاجزون عن نفع أنفسهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
إن أبسط الناس وأقلهم عقلا يمكنه أن يعبر عن صدقه بطلب العلم ودوام الذكر
وحين يعرف أين سفينة النجاة! أين السنة المنيرة من البدعة الحقيرة!
أين الفرقة الناجية من ألم الحامية!
فسيشعر بالفرق ...
وبالأمل
ولو كان قليل العمل
ولو تصدق فقط بترك فضول الكلام
والذين لم يعرفوا معاني أسماء الله الحسنى
و يعيشوا جوها
ويسبحوا فيها
ويتدبروها في أنفسهم
وفي الدنيا حولهم
وفي التاريخ قبلهم، ومع العقلاء أمثالهم ..
وبين أوراق الكتب النافعة ..
هؤلاء أناس محرومون ..
حرموا معاني العظمة .. حرموا الأنس بالله ..
دخلوا الدنيا ..نعم ...
دخلوا وخرجوا، و لم يأخذوا ما ينفعهم من الدار .. يا للعار .......
بقلم الدكتور إسلام المازني
3
723
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
((لحظـة وفـاتي))
•
أم علاء اشكرك على الموضوع الرائع لكن احب اوضح نقطه في الموضوع وبذات الانتحار لان الانسان يمر بظروف خارقة تفقده السيطره عن نفسه وهذه والله مريت فيها انا ولكن بيني وبين نفسي قلت انا بموت ليه اموت قبل يومي والحمد لله على نعمة العقل اللهم احفظنا من شرور اعمالنا واغفر لنا يا تواب يا رحيم أشكرك بعنف أم علاء راااائعه جداُ
حب الله أخية هو الحب...
حب الله تعالى هو المعنى
الذي لا قيمة لأحد بدونه..
ولا عمق للحياة ..
ولا وزن لها.. بعيدا عنه سبحانه
0
0
اللهم نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك
0
0
دمت بروعة منقولك
سلمت من كل شر
وكل عام وانت بخير وعافيه
0
0
حب الله تعالى هو المعنى
الذي لا قيمة لأحد بدونه..
ولا عمق للحياة ..
ولا وزن لها.. بعيدا عنه سبحانه
0
0
اللهم نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك
0
0
دمت بروعة منقولك
سلمت من كل شر
وكل عام وانت بخير وعافيه
0
0
الصفحة الأخيرة