....
تمهيد ~
قال تعالى :
( إن الله وملائكته يصلون على النبي ، ياأيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما ).
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ....
تلك الآية الكريمة تبين لنا أن الله يرقى نبيه بالصلاة عليه ..
ترقية أثر ترقية .. بلا توقف ..
فهو دائم الترقي عند ربه حياً.. وفي برزخه ..وفي آخرته
...
فملائكة الرحمن تصلي عليه .. وتسأل له الترقي ..
ونحن مأمورون جميعاً أن نصلي عليه ..وأن نطلب إلى الله تعالى
أن يزيده رقياً وقرباً..
وذلك ذروة المقام الأعلى .. مقام الأمن والسلام .. والرفعة والسمو
التي اختص الله تعالى بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره .
في الحديبية جرت أحداث كثيرة ..
وظهر ت حقيقة قريش لسائر العرب من تعنّتها وإصرارها..
على منع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين من أداء العمرة ..
وسقطت حجتهم في أن محمداً يريد حرباً بعد ثبت العكس واتضحت الأمور ..
...
ومن هنا نواصل الحديث :
أراد الرسول أن يمتحن صبر قريش مرة أخرى بإرسال من يفاوضهم
واختار عمر بن الخطاب .. لكن عمراً أشار على الرسول الكريم
أن يرسل عثمان بن عفان فهو أنسب لهذه المهمة التي تستدعي اللين
:
دخل عثمان مكة وكان اول من قابله( أبان بن سعيد ) الذي قال له :
أنا مجيرك من قريش حتى تنتهي من مهمتك وتعود ..
أمن عثمان وانطلق ، وأبلغ الرسالة لسادة قريش ..
الذين سمحوا له وحده بالطواف كما يشاء ..
ولكنهم اقسموا أن محمدا لن يدخل مكة هذا العام عنوة .
:
طال احتباس عثمان عن المسلمين ، وترامى إليهم أن قريشاً قتلته غدراً..
بينما الحقيقة أن قريشاً كانوا يبحثون مع عثمان عن صيغة
توفق بين قسمهم على منع دخول النبي رغماً عنهم هذا العام ..
وبين حرص المسلمين على الطواف بالبيت العتيق ..
:
وضع المسلمون كل منهم يده على قبضة سيفه بعد أن شكوا في عودة الرسول
وقال قائل منهم : مايمنع قريش من قتل عثمان ..!
اما كادوا أن يقتلوا من ارسله النبي من قبله لولا الأحباش ؟!
أهكذا تغدر وتغتال قريش في الشهر الحرام ..؟!!
:
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعد المسلمين قائلاً :
( لانبرح حتى نناجز القوم )
فبايعوه جميعاً تحت الشجرة في هذا الوادي حيث كان واقفاً ..
على أن لايفروا حتى الموت ، وسمّيت تلك ( بيعة الرضوان )
قال تعالى :
(لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) الفتح
:
فلما أتم المسلمون البيعة ضرب عليه الصلاة والسلام
بإحدى يديه على الأخرى بيعة لعثمان كأنه حاضر معهم ..
واهتزت السيوف من غمودها .. واستعد الجميع لساعة الصفر
في انتظار الظفر او الشهادة وقلوبهم مطمئنة ..
وإنهم لكذلك وإذا بعثمان آتياً من بعيد .. فارتاحت لمرآه القلوب ..!
وحدثهم عثمان بما تم .. فقال :
إن قريشاً لم يبق عندها شك بعد ارسال الرسل في أننا جئنا
حاجين معظمين البيت ، ولكن وصولنا إلى قرب مكة رغما عن الجيش
الذي لم يستطع منعنا .. ضعضع مكانتهم عند العرب ..
وهم يصرون هذا العام على الإبقاء على هيبتهم ..
وفي الوقت ذاته لايريدون خوض قتال في الأشهر الحرم ..
لما يتبع ذلك من سوء العاقبة ..
فلذلك طالت المفاوضات بيننا .. وقد جئت أخبركم أنهم سيبعثون رسولا
بعد الرسوِ على بنود اتفاق بين الطرفين .
:
وكان ... ! حيث أوفدت قريش ( سهيل بن عمرو ) للتفاوض ..
وأكدت له أن يصالح النبي ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عن مكة هذا العام ..!
وجرت بين الرسول وسهيل محادثات طويلة كادت أن تنقطع مرات ،
ثم يعيد اتصالها حرصَ الجانبين على النجاح ..
:
وكان المسلمون يضيقون ببعض مايسمعون لتشدد سهيل في مسائل
وتساهل النبي في قبولها ...
لكنهم كانوا على ثقة مطلقة بحكمة النبي وبعد نظره..
ولزم الرسول الصبر في كتابة العهد .. فقد دعا علي بن أبي طالب
وقال له : " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم "...
قال سهيل :" أمسك ! لااعرف الرحمن الرحيم ، بل اكتب باسمك اللهم "
قال رسول الله : " اكتب باسمك اللهم "
ثم اكتب " هذا ماصالح عليه محمد رسول الله "
فانبرى سهيل قائلاً :" أمسك ..! لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ،
ولتكن اسمك واسم أبيك ".
قال رسول الله :" اكتب هذا ماصالح عليه محمدبن عبد الله"...
حلف الحديبية ~
ثم كتبت العهدة من الطرفين وفيها ..
أن الطرفين تهادنا عشر سنين ( في رأي أكثر كتاب السيرة )..
وأن من أتى محمداًمن قريش بغير إذن وليه ردّه عليهم ..
ومن جاء لقريش من رجال محمد لم يردوه عليهم ..
ومن حالف محمداً من العرب فلا جناح عليه ..
ومن أحب محالفة قريش فلا جناح عليه ..
وأن يرجع محمد وأصحابه عامهم هذا على أن يعودوا في العام الذي يليه
فيدخلوا مكة لثلاثة أيام ليس معهم سلاح إلا السيوف في اغمادها .
:
ماكاد هذا الحلف يكتب حتى حالفت خزاعة محمداً
وحالفت بنو بكرٍ قريشاً ..
:حادثة تعرض العهد للخطر :
أقبل على المسلمين رجل يدعى ( ابو جندل بن سهيل بن عمرو )
والحلف مازال أخضراً .. يريد الانضمام للمسلمين وصاح بأعلى صوته :
يامعشر المسلمين أجيروني .. أو أرد إلى الكفار فيفتنونني في ديني..!
وجاء أبوه سهيل فضربه على وجهه وجرّ به إلى قريش ..
واستاء المسلمون ... فماذا يصنع رسول الله ..وقد عقد عهداً لتوّه ..؟
نادى بأعلى صوته موجهاً الخطاب لأبو الجندل :
" ياابا الجندل اصبر واحتسب .. فإن الله جاعل لك
ولمن معك من المستضعفين .. مخرجاً. إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً
واعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله ، وإنا لانغدر بهم ).
:
وراى النبي شأن من حوله من القلق وعدم الرضا ، فقام مصلياً ،
ثم أقام إلى هديه فنحره، ثم جلس فحلق رأسه إيذاناً بالعمرة
وقد امتلأت تفسه بالسكينة والرضا ..
فلما رأى المسلمون صنيعه تواثبوا ينحرون ويحلقون ومنهم من يقصّر ..
:
ثم قفلوا راجعين إلى مكة وفي نفس الكثير منهم التساؤل عن الحكمة في
هذا العهد ، ومنهم من لايرى معالم النصر الذي وعد الله به رسوله
في رؤياه ..
وإنهم في ظنونهم ،و في طريقهم بين مكة والمدينة ، نزلت هذه الآيات :
( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ
مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا
وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) إلى آخر السورة ..
:
لم يبق للمسلمين ريب بعدها في أن عهد الحديبية فتح مبين ..
وذلك ماأثبتته الأيام .. في ان بهذا العهد كان حكمة وبعد نظر كان لهما
أكبر الأثر في مستقبل الإسلام والعرب كله ..
فقد كانت هذه أول مرة تعترف فيها قريش بمحمد على أنه
ندٌّ لها وعِدلها ،
وضمن العهد اعترافها بالدولة الإسلامية
ثم إقرارها للمسلمين بحق زيارة البيت ، وإقامة شعائر الحج
:
وقد مهد الحلف للمسلمين الطمأنينة من ناحية الجنوب
فلم يعودوا يخشون غارة قريش ..
وقريشاً كانت ألد أعداء الإسلام وأشد محاربيه ..
:
وبفضل الله تعالى تضاعف الخير ..
وانتشر نور الإسلام بعد الهدنة أضعافاً عن انتشاره من قبل
لقد جاء للحديبية الف واربعمائة مسلم ..
فما كان بعد عامين اثنين إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قد جاء بعشرة الآف من المسلمين لفتح مكة ..
كلمة أخيرة :
بقي بند في عهد الحديبية لايزال يشعر فيه المسلمون بأنهم ظلموا
ذلك الجانب هو أن يعاد كل مسلم فار من دينه من مكة .. إذا ماأتى المدينة
مستجيراً ..!!
ولكن حادثة وقعت بعد مدة قصيرة.. بينت الحكمة من هذا البند
لما تبعه من نصر للمسلمين ..
وكانت السبب في الغاءه ..
فما هي قصة تلك الحادثة ذات الأثر البعيد ..؟؟
قريباً إن شاء الله نلتقي ..!
فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عاشقة الصداقة
•
معك متابعين ي الغاليه بارك الله بجهدك وشكر لك
عاشقة الصداقة :معك متابعين ي الغاليه بارك الله بجهدك وشكر لكمعك متابعين ي الغاليه بارك الله بجهدك وشكر لك
مرحباً بك أختي الغالية ..
وجزاك الله خيراً على مشاركتك الطيبة
وبارك بك .
وجزاك الله خيراً على مشاركتك الطيبة
وبارك بك .
رائعة فيوضة اخدتنا في رحلة الى عهد الحبيب المصطفى
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡
طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقك باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡
طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقك باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله
امي حب دائم :رائعة فيوضة اخدتنا في رحلة الى عهد الحبيب المصطفى اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡ طــرح رائـع بارك الله فيك واثابك الجنه جزاك الله خيرا ورزقك باب من ابواب الجنه وجعله في ميزان حسناتك دمت برضى اللهرائعة فيوضة اخدتنا في رحلة الى عهد الحبيب المصطفى اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره...
الرائع ياغالية حضورك
وحروف مشاركتك الجميلة
وفائض دعاءك ..
رزقك الله خير الدنيا ..
وأعلى منازل الجنة ..
بوركتِ.
وحروف مشاركتك الجميلة
وفائض دعاءك ..
رزقك الله خير الدنيا ..
وأعلى منازل الجنة ..
بوركتِ.
ولا زلنا نسبح في رحاب المصطفي فلا نمل القراءة أو التعلم
سلمت يداك حبيبتي فيض على هذا الجهد المبارك
وجعله الله في ميزان حسناتك بإذنه تعالى
ولا زلنا ننتظر البقية
ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض
سلمت يداك حبيبتي فيض على هذا الجهد المبارك
وجعله الله في ميزان حسناتك بإذنه تعالى
ولا زلنا ننتظر البقية
ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض
الصفحة الأخيرة