عوامل بقاء الثبات

ملتقى الإيمان




بِسم اللهِ الرَحمنِ الرَحيِمْ


الحَمدُ للِه الذيِ شَرحَ صُدوُرَ المُؤمِنين


وَ ثبَّتهُمْ عَلى الحَّقِ المُبينْ


وَ أعــاَنهُمْ فَكـانَ لَهُمْ خَير مُعيِنْ


وَحماهُمْ مِن إبليِسَ وَ حِزبهِ الغَاويِنْ


مِن شَياطينِ الإِنسِ وَ الجِنِّ أَجمعَينْ


وَوَقاهُمْ مِنْ سُلوكِ المَهَالك


والهَلاكِ في أَوديةٍ وَمسالِكْ


وَرَبطَ عَلى قُلوبهم النَقيَّة


وَ أزالَ مِنهَا الوَساوِسَ الخَفيَّة


وَ ألحَقَهُمْ بالقَالفلةٍ النُورانيَّة


أصحابِ وَأتباعِ خَيرِ البريّة


وَجعلَهُمْ مِن أهلِ اليقين


فَلمْ يكوُنوا بِحمدِ اللهِ ضَالينَ وَلا شاكِّين


وَ الصلَاةٌ وَ السلام عَلى خَيرِ الأنَـامْ


رسولِ ذي الجَلالِ والإكرَامْ


المَبعوثِ رَحمةً لِلعالميِنْ


وَدلاَلةً لِلحائريِنْ


دَعا إلى اللهِ حَتَّى أتاهُ اليقينْ


وَصبَرَ فكان صبرهُ مَعونةً للِسالكِين وثَباتاً للِمؤمنين


,



أمَّـا بَعدْ : فَالثَباتُ هُوَ الإستقَامةٌ عَلى الهُدى وَ التَمسُّكُ بِالتُقى , وإلجُامُ النَفسِ وقَسرهَا عَلى سلوُك طَريق الحَق وَالخَير


وَعدَمْ الإلتفاتْ إلىَ صوارفِ الهَوى وَ الشيطَانْ


وَنوزاع النَفسْ والطُغيانْ , مع سُرعةٍ الأوبةٍ وَالتوبة حَال مُلابسَة الإثمْ أو الرُكون إلى الدُنيـا


فَحريٌ بِنـا أن نعرِفَ عوامل بقاء الثبَاتْ


للَّهِ جُنودٌ ثُثّبتُ العَبد وَ تأخذُ بِيدهِ إلىَ خيّري الدُنيــا والآخره


وَ مِن هذهِ الجُنوُدْ :


() : الدُعـــاءْ


وهوَ السلاح الأمضى , والعامل الأقوى , ولَهُ فِعلهُ في النفوس , يثبتها ويقومها


وَ حسبٌكَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّمْ كضان يُكثر مِنَ الدُعاء بالثباتْ ويُعلمه أمَّته


فمِن تلكَ الأدعيَة : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك


وَ : اللهُمَّ إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمَةً على الرُشد


وقال الله تعالى مُعلِماً المؤمنين الدعاء بالثبات


( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنك أنت الوهاب )


سورة آل عمران


~


() : تَدبُر القُرآن


القُرآن العَظِيمْ مَصدَرْ تَثبِيتْ وهِدَايَة وَذلِكَ لِما فِيه مِنْ قِصصِ الأنبياء مع أقوامهم


ولِما فيه مِن ذِكرِ مآل الصَالحِينَ ، ومَصيِر الكَافِرِينْ والجَاحدِينْ والمُعَاندِينْ


ولِما فيهِ أيضَا مِنْ ذِكرِ تثبيتِ الله لرُسلِهِ وَأوليائِه بِأسالِيبَ مُتعدِّدَةْ


قال عزَّ وجل :
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ )
سورة الأنفال


~


() : حُسنَ الظَنْ بالله


فَاللهُ تَعـالى ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ )


سورة يوسف


~


() : التَثبيت مِن قِبلِ الصــالحينْ


وهَذا مِنْ أَعظَمِ الأموُرِ المُسَاعدة عَلى الثَباتْ ، إذ الصالحون يُرَاقِبُ بَعضهُمْ بعضا


فإن ضعُف أحدهم أو انحَرفَ هَبّوا لمساعدته , والوقوف بجانبه


وقد قال رسولنا صلى اللهُ عليه وسلَّم


( المؤمن مرآة المؤمن،والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته، ويحوطه من وراءه)
أخرجهُ أبو داود


ومما يجري المجرى نفسه ما ذكره الذهبي أن الإمام أحمد قال : لست أبالي بالحبس ماهو ومنزلي إلا واحد


ولا قتلا بالسيف،إنما أخاف فتنة السوط ، فسمعه بعض أهل الحبس فقال : لا عليك يا أبا عبد الله فما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي فكأنه سري عنه


~


() : صُحبـةً الصالحيِنْ


هذا وإن من خير وسائل الثبات الصلة الحسنة بالصالحين وصحبتهم , والبُعدْ عَن الطَالحيِن وعَدم مُرافَقَتهم


فـصُحبَة الصالحين فيها خير عظيم لما تورثه من ثبات على الطريق ومكث على الهداية


قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين )
سورة التوبة


وقد بين سبحانه وتعالى أن كل العلائق بين الأصحاب مقطوعة يوم القيامة لا فائدة فيها ولا يشفع أصحابها بعضهم لبعض إلا علائق المتقين الصالحين


فقال من جل قائل ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين )
سورة الزخرف


~


() : التربية الصَحيحة


الثبات دليل على حسن التربية والتذبذب والتراجٌع دَليل عَلى سُوءِ الَتربية وضُعف الَيقيِن وقلة الزاد


وللتربية الصحيحة المعينة على الثبات جوانب يجب مراعاتها منها:


* التربية الإيمانية : وهَيَ اللَّتي تُقَّوي اليَقين وَ تُعظِّم الأمل بالله
فَـ صيام التطوع وَ الإنفاق في وجوهِ الخير و قيام الليل خَيرُ معين على الثبات حتَّى الممات



* التربية الثقَافيَّة


قَال تعالى : ( أفَلمْ يَسيروا فِي الأرضِ فَينظروا كَيفَ
كَانَ عَقبةٌ الَّذينَ مِنْ قَبلِهمْ دَمَّرَ اللهُ عَليهَا وَللِكافِرينَ أَمثَلُهَا
ذَلِكَ بِأنَّ اللهَ مَولَى الَّذِينَ ءامَنوا وَ أنَّ اْلكَافرينَ لَا مَولى لَهُمْ )
سورة محمد


* التَربية العَملية بِالمواقفْ


* التربيَة على الدَعوة إِلى الله عزَّ وجل


~


() : التربية الصَحيحة


إنَّ الإطلاع علَى سيرِ الصالحين الثابتينَ مِنَ الأنبياء وَ الرُسُلْ وَالأوليَاء والعُلمَاء والمُجَاهدين لَهوَ خَيرُ مُعينْ على الثَباتْ


قَال تعالى : ( وَ كُلَّاً نقصُ عَليكَ مِنْ أنباءِ الرُسُلِ مَا نُثَّبتُ بِهِ فُؤادكَ )
سورة هُود



~


خِــتاماً أحبتي , هذهِ بَعضْ عَوامِل بقاء الثباتْ


أسألُ الله أن يُثبتني وَ إياكُمْ على صِراطهِ المُستقيم


نَقلتُهْ لُكمْ بتصرُف


مِن كتاب : الثبات لــ محمد موسى الشريف
9
814

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بياض الثلج 90
بياض الثلج 90
جزك الله خير
كشتي عنوان سعادتي
جزاك الله خيرا
ما زلت للعلم صغيرة
جزاكِ الله خيرا .. اسمحي لي نقله لتعم الفائده ولكِ عظيم الاجر بإذن الله
القــــرآن في قلبي
طرح في غاية الروعه رزقك الله الفردوس الاعلى

بارك الله فيك غاليتي وجزاك الله خير الجزاء في الدنيا واخره


وجعل كل ما تقومين به في ميزان حسناتك ورفع قدرك
المحبه لله ولكتابه
بارك الله فيك