mjd

mjd @mjd

عضوة جديدة

عودة أنثى

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم ----اعجبتني هذه القصه من الاخت الامراتيه دمعة فرح واحببت ان تقرؤها----------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم
عودة أنثى

كنت اشق طريقي بصعوبة وكأنني كنت اغرق في بحر من الأحزان وكأنني كنت أتلهث لي ألتقط أنفاسي ثم أعود واغرق من جديد حيينها تذكرت كل ما قمت به أجل عائلتي ، تذكرت عمر ونظرة الحزن التي جائني بها حين قال لي : أمي لقد رسبت في الامتحان ، لقد كانت مصيبة فعمر دائما من الأوائل في المدرسة فكيف يرسب ، أم أنا هي من سقطة من المسئولية .. فلم اعد أتذكر سوى عملي ، ومكتبي والمنصب الذي اطمح أليه منذ سنين
فلقد جاءني أخيرا ما كنت اطمح أليه منذ سنين وما حلمت به طوال عمري ، جاءني منصب الإدارة في الشركة التي اعمل بها ، لقد كسبت كل شي في عملي ، ولكني بالمقابل خسرت كل شي ، أسرتي وزوجي الحبيب الذي هجرني لأنني أهملته وأهملت كل شي في حياتي الخاصة ولم اكن أتصور أن حبي سوف يصل الى درجة الجنون .. للوصول ألي أعلى مركز في عملي ، ولكن ما بيدي حيلة ، فلقد قررت منذ الصغر أن انتقم من جميع الرجال ، بسبب أبى وسلطته علي وعلى والدتي وأختي وقد جعل من اخوتي الخمسة قضاة في البيت ، يحكمون على تصرفاتنا ويتابعون أثرنا ، وبعد وفاته رفض اخوتي أن اكمل تعليمي كما فعلوا بأختي ولكني لم استسلم مثلها بل قاومت بكل ما لدي من قوه حتى أكملت تعليمي .. فقد أردت أن اثبت لهم أن ما هم سوى مجموعة فاشلة ولا يستطيعون تحمل المسؤولية ، إما الفتاة فهي الذكاء والدهاء والجمال في نفس الوقت .
ولكن أين الانوثة ، هل أضعتها ، هل تحولت ألي رجل بأفعالي واعمالي ، وتجاهلة حقيقة أن زوجي قد تزوج بامرأة وليس بمديرة ، يالله ؟ كل هذه الأفكار قد جاءت مرة واحدة ولم انتبه إلى الطبيب الذي كان ينادي في المشفى قائلا : أين هي والدة احمد ، صرخة قائلة : انا هي ، كيف احمد وأين هو ، لقد ابلغني الشرطي عن الحادث في الهاتف ولكنه لم يخبرني عن اية تفاصيل فما الذي حدث أيها الطبيب .
قال لي الطبيب وهو يشير لي بالذهاب معه : تفضلي يا أم احمد لقد تاخرة بالمجئ وقد حاولنا الاتصال بك عدة مرات ولكن ما من مجيب اما والده فأنه موجوداً معه ، قلت له وقد أحسست بأنني أضعف امرأةً على وجه الارض وليس اخوتي أو الرجال كما كنت اعتقد : ما الذي حدث أيها الطبيب .. لا شي يدعوا للخوف ولكن ابنك احمد كان من الجالسين في خلف الحافلة والحادث قد حدث من الخلف وقد سبب له ارتجاج طفيف في الجمجمة
يالهي ؟ هل أنا السبب ، هل لو كنت في البيت وانا من اقله إلى المدرسة هل كان جرى ما جرى ، إنا اعرف أنها الأقدار ، واناانسانة مؤمنة بالقضاء والقدر ، ولكن هل إيماني هذا كفيلاً بان يزيل تأنيب الضمير الذي اشعر به ألان ؟؟؟؟
لم استطع أن اضع عيني في عين سالم حين رأيته ممدداً إلى جنب احمد ولم استطع أن اخفي دموعي الحارة التي أنسكبت على وجنتي ، هل هما دموع الحزن ! ام دموع الندم ! أم الخوف! لا اعرف ؟ فعندما رأيت احمد محاطاً بالأسلاك ، والإبر المخدرة وجهاز التنفس الذي كان يغطي وجهه الصغير انكببت عليه ابكي وان العن اليوم الذي التحقت فيه بالعمل ، واندب حظي على أباً لم يعلمني ما هو الشئ الوسط فقد عشت معه أما ابيض أو اسود كما هو حالي ألان
ولم أرى منه سوى أبا قاسيا سلط علي وعلى أمي وهي امرأة ، وأختي وهي امرأة ، جيشا من الاخوة ، يضعوننا في السجن وهم القضاة والجلادين فما كان مني ألا أن اصبح أنا القاضية والسجانة لعائلتي وزوجي الذي لم أرى منه سوى الخير ولم يرى مني سوى الإهمال
عندما رأني الدكتور طلب مني الخرج ليقوم بفحوصات هامة والتفت ألي عادل فأمسكت بيده ، عندها جائني إحساس غريب فقد شعرت بما شعر به طوال هذه السنين التي كان يعيشها معي ، يااااااااااااااااااه؟؟؟ كم كان يعاني هذه الرجل من الوحدة ، وأنا قد عانيتها خلال ساعة عندما تلقيت الصدمة وأتيت وحدي ولم أجده بجانبي وشعرت بألمه عندما وجدته بجانب ابني وحيدا ، وأحسست بوحدته عندما تركته منذ سنين ، يا الهي ؟ كم يسبب هذا الشعور من آلام ، يالهي؟ كم كنت قاسية وظالمة لهذا الرجل بسبب ظلم الرجل لي وكأنه انتقام أو دائرة تدور .. لا اعرف؟
لا اعرف سوى هذا الشعور الجميل عندما امسك عادل بيدي ، ثم أقترب من جبين احمد وقبله وهو يبكي بحرقة والم ، ثم التفت ألي الطبيب قائلا : كيف حاله ، كيف هو أيها الطبيب ، رد عليه الطبيب وهو مشغولا بفحص احمد: انه بخير وهو يحتاج ألي فحوصات سريعة للقيام بالعملية ، لذى يرجوا منكم الاستراحة خارجا حتى يحين موعد العملية
لقد كان الطريق طويلا وضيق ، وشعرت بالاختناق، وكأن الموت اصبح يدنوا مني ، حتى وصلنا ألي الاستراحة ، ثم جلسنا أنا وعادل وهويحتضنني بقوة لم أشعر بها من قبل؟؟ .. يالهي كم كنت اشتاق لهذا الجسد الذي بجانبي فمنذ سنة هجرني عادل لأنني لم اكن آبه به .. لم اكن انظر سوى لعملي وانتقامي من الرجال ، لقد كنت أريد أن ارأسهم كما فعلوا اخوتي وأبي بي منذ زمن ، لقد كانت الأفكار تتوالى ألي مخيلتي ولم اكن أرى أو اسمع في المستشفى سوى أنفاس عادل الذي التفت وقال لي : كيف حالك يام عمر كم أشتاق لكي
رددت عليه وفي أنفاسي شوقاً يقتل : أنا بخير وانت يا عادل كيف حالك
رد على وكأنه كان يحمل بركانا في داخله : حالي ؟ أنظري إلى حالي ، انظري ألي حالي في عيون احمد ، قلت له وكأنني أريد أن ابعد المسؤولية عن كاهلي : انه قضاء وقدر يا عادل
رد علي بغضب هادئ : قضاء وقدر ، وهل إهمالك لنا كان قضاء وقدر ، وقتلك لانؤثتك وعمرك وأسرتك كان قضاءً وقدراً ؟؟ وهل لجنونك بحب السلطة وتجاهل حب زوجك وأبناءك كان ايضاً قضاء وقدراً ؟؟ وهل لتركك لنا منذ أول النهار واحضار عملك أخر الليل والبقاء عليه حتى الفجر كان قضاءً وقدراً ؟؟ قاطعتهٌ بسرعة وانا أضع وجهي بين كفي قائلة :
أرجوك يا عادل كفى يكفيني ما بي
ولكنه اكمل قائلاً : ونحن ألا يكفينا ما بنا ، لقد كنت خير معيناً لك طوال حياتي ، أردت لك المجد والسلطة ، ولكنك عشقت هذا الطريق وابتعدت عنا ، فلم اكن ابخل عنك بأي شيء حبي ومساندتي وحتى صبري كان طويلا طويلا جدا !!! .. ولكن كل شي وله حدود ، وله نهاية ينفذ منها ، وقد نفذ صبري بعد عشر سنوات ، لقد ضعت واهملة عملي حتى انتبه للأبناء ، وابنك عمر المتفوق قد سقط بسبب إهمالك له ، وها هو احمد يضيع من بين أيدينا ، أنا لا أُحملك المسؤؤلية فأنا مؤمن بقظاء الله وقدره ، ولكن أين كنت قبل الحادث ؟؟ ، فلم يرك احمد منذ عدة شهور وأنت لا يهمك سوى أن تعتلي في منصبك ، وها قد وصلت أليه ، ولكنك بالمقابل
خسرتينا أجمع
صمت عادل وهو يبكي ، وصمت انا لأنني لم اعرف بماذا أجيب هل هو على حق ، وأنا هل انا على حق ؟ لا اعرف إذاً من هو المذنب هل هو المجتمع أم أبي أم انا .. ؟ لا أعرف ؟ كل ما اعرفه أن جميع ما قاله عادل على حق ، فأنا نسيت بيتي وابنائي ولم اذكر سوى ما نذرت نفسي له وان أكون انا الحاكمة على الرجال وليس العكس ، يالهي كم هذه الأفكار تؤلم رأسي ، ومنظر ابني وهو خارج من الفحوصات إلي غرفة العمليات كم يؤلم هذا المنظر قلبي وعندما اغلق عليه الباب ، حلفت عندها أن خرج سالما لسوف اغلق على نفسي باب بيتي ولن اخرج أبدا ولا حتى إلى عملي إلا بقدر المعقول ، عندها التفت إلى عادل واحتضنته بشدة قائلة : أرجوك سامحني يا عادل اقسم لك إنني سوف أتغير منذ ألان فليس كل الرجال واحد فأنت إنسان مختلف عن أبى واخوتي الذين بسببهم كرهت الحياة و الرجال ، سوف أنسى كل شي وأذكركم ، ولكن ادعي أن يخرج عمر بخير فالله سبحانه سوف يستجيب لدعائك فأنت رجل صالح وإنسان تقي ، عندها رفع عادل يده يدعو الله ورفعت انا يدي ادعوا الله معه ، وأرجوه بان لا يرد القضاء بل يتلطف به وبي وبطفلي الصغير ، وبعد ثلاث ساعات مرة علي وكأنها ثلاثة قرون !!! خرج الطبيب قائلا : الحمد لله نجحت العملية ولم يبقى سوى الشكر لله والدعاء له بالشفاء العاجل
وعندما رجعنا إلى المنزل كان قد مر ثلاثة اشهر لم اذهب بها ألي العمل ، وبعد ما انتهت إجازتي قمت من الفراش صباحا وقبل ان انهض لمست يد عادل فأحسست كانه يشدني بقوة إلى الفراش ثم فتح عينيه قائلا : خذي اليوم إجازة من اجلي ، ثم عدة إلى حضنه مرة أخرى وأنا اهمس لنفسي قائلة : يالهي لا يوجد اجمل من حضن زوجي الحنون وأبا رؤف واسرة دافئة
والبقية تعرفونها
الى لقاء قريب مع قصة جديده

النهاية
قصة من تأليف .... الكاتبة الصغيرة


القصة لصديقة عزيزة جدا على قلبي .. أتمنى أن تعجبكم
اختكم دمعة فرح




تمت الفهرسة
1
1K

هذا الموضوع مغلق.

fahad
fahad
السلام عليكم

جزاك الله خيرا mjd

القصة فيها عبر كثيرة

وننتضر المزيد

فهد

------------------
...التوقيع......
.لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟! ، لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ، وحزنت من الفقر فازددت نكدا ، وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع.

لاتحزن : فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.

لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.

لا تحزن : وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان ، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان: { فبأي ءالآء ربكما تكذبان } .

لا تحزن : ولك دين تعتقده ، وبيت تسكنه ، وخبز تأكله ، وماء تشربه ، وثوب تلبسه ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا تحزن؟!
* من كتاب((لا...تحزن)للشيخ :عائض القرني