. . " عوده آلذاهبه " !

الملتقى العام


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه احدى كتابتي اضعها بين يديكم


" عوده آلذاهبه "


اللـه آللي رآد و العقده قضاها آللي عقدها
لآ على آلدنيا " سلام " ولاا لباقي العمر زينه



1990 - الريآن قطر

- يرفع آذآن الفجر و يجوب النداء شوارع آلمدينه
معلناً آلآمسآك لصوم اليوم السابع عشر مـن رمضان
مـن تلك آلسنه .،

كآنت آمي تقوم بتنظيف آلآطباق و آبي يتوضىء
لكي يخرج لآداء صلاه آلفجر مع آلجماعه و كآنت
آمي في الشهر آلتاسع مـن حملها ..

" نوره ، نوره يلآ صلي وانا ابوج " كانت
هذه كلماته رحمه آلله عليه - لي - ‏​آنَـآ و آخي الذي
يصغرني نلعب ولم آستجب لنداء " الله " ونداء
آبي ، فآنتظرته حتى خرج مـن آلمنزل لاستئناف
اللعب !

" صرخه " تكاد تخترق آذنّي ، آنهآ آمي و آحدى
صرخاتها تستنجد بي !



قلت ولصدري تناهيدً تروع مـن شهدها
آه وويلاه مـن يجذب على قلبي ضنينه



- ركضت بكل مآ آوتيت مـن آندفاع آلى جميع
الغرف و بحثت عنها حتى وجدتها على آرضيه**
المطبخ و قد فقدت وعيها ! وقد فقدت آنآ آدراكي
فتجمدت آعصآبي وسكَنت أعضاءي و بعدهآ
آنطلقت فجاءه و لآ آعلم آلى آين ؟ ، ذهبت
آلى صآله الضيوف و جلست قليلاً محتاره لآ
آعلم و لآ آدري ! فلأول مره آرى تلك الشامخه
تسقط فَ ضاقت آلمجره بتفكيري و ب خوفي !


الفضا مآ كنه آلآ خيمهً طاحت عمدها
والفرح مآ كنه آلآ شيخً آنقصت يدينه



- الفكره !
ذهاب اخي آلى آلمسجد لآبي و آخباره فخرجت ‏​آنَـآ
ﯚ آخي مسرعين آلى آلمسجد و آسمع آلآمام يقرأ
في مكبر الصوت " طه " ما آنزل عليك القرآن
لتشقى " و كان شارعنا الذي يعم بالناس و آلضجه
هآدىء و ساكن على عكس مآ آشعر ب?ُ مـن زحام
آلتوقعات و معارك الخوف والقلق والتفاءول والتشاءوم



الشوارع لفهّا ثوب آلظلام اللي هجدها
و البيوت آطلال مـن عقب المحبه والسكينه


- دخل اخي آلى المسجد وانتظرته عن الباب و كانت الصفوف تتجاوز الخمسه
و آبي ذهب آلى آلمسجد مبكراً لذلك قد يجده اخي فالأول
آو آلثاني فتجاوزا الصفوف بحثاً عن ذاك المسن
ذو اللحيه البيضاء .، حتى وجده فمسك ثوبه و جذبه
فبادر بالتسليم ﯚ قال " آمك تطلَق ؟ " فلم يستوعب اخي كان صغيرا في ذاك الوقت
وصرخ بآن آمي ساقطه على الأرض فتحامل على عجزه و
آنطلقنا بسرعه آلى آلبيت و دخلنا آلى آلمطبخ فكما
تركناها ! آخذها آبي بين آحضانه ورفعها ﯚ آوصاني
بآن آفتح باب السياره الخلفي ففعلت ما قال لي
و ركبنآ في السياره جميعنآ ..

ﯚ كنت آنظر مـن خلال نافذه السياره - وقد بلغ
الحزن فيني مبلغً عظيم - آلى البدر الذي بدء
يتقلص نوره و خيوط الفجر تنسج آزرقاقها آلداكن
على آلسما و كانت قطرات آلمطر تتدلى على نافذتي
و كأن السما تبكي ؟ فلماذا آلتشاؤم ! كان هذا
السؤال أوجهه لذاتي !




الشتا والليل والبرد والسما يصرخ رعدها
والعيون اللي ورا الشباك مذعوره حزينه



- وصلنا آلى المستشفى ! و تسارعوا إلينا الممرضين
بأسرتهم المتحركه فحمل آبي - آمي - على ذلك
السرير المتحرك - ﯚ كان يجاوب على آسـئله الممرض
ﯚ بعد عناء السير آدخلوها آلى تلك الغرفه ﯚ آقفل
الباب آخر الممرضين ولم يسمح لنا بآلدخول آليهآ !

ف تهت في ممرات الانتظار وآبي آخذ له مقعد
و خرجت و لأول مره تدمع عيناي مـن غير ضرب
أو حرماني مـن شيء " خرجت آلى حديقه المستشفى
ﯚ لاا آع‘ـلمُ سر نفسي !! فكأني خرجت لآبحث عنها
خلف آحدى المظلات !!



رحت آنآدي و آتلمس في مهب الريح يدها
كني حصانً بلا صاحب طوى آلبيدا حنينه

رحت أصيح الصبح وينه والعرب ما رد أحدها
ما سمعت إلا صدى صوتي يقول : الصبح وينه ؟



- جلست على آحدى الكراسي آمآم البوابه ﯚ استغرقت
بالنوم حتى آحرقتني شمس الصباح و نفضت مآ
أثقل حملي مـن وساويس وهواجيس و آحسست
بآني آطلت البقاء هُنا ﯚ لم يأتيني آحد ﯚ لم يوقظني
فذهبت آلى حيث تركتهم فوجدت آبي ﯚ آخوتي
ينامون على كراسي آلآنتظار ! كنوم أفكاري
على كراسي الأمل ! لقد آطالوا بالداخل بدون
ان يطمئنونآ على آلحاله على آقل تقدير ! فكنت
لوحدي في ممر المستشفى كالآبره في نسج
الثوب !




طولوا في الكهف آلآصحاب ﯚ بقت روحـي وحدها
كنهآ في كوكبً ثآني خلا مـن سآكنينه



- ف سمعت صوت طفل " يبكي " ف صرخ آبي
فرحاً ولكن آلفرح لم يلج صدري ﯚ ذلك لأن لآ
آدله على وجودهآ ! ﯚ وصل بي التشاؤم لاعتقادي
ب آن الطفل يبكي على فقدها ﯚ ليس كما جرت
العاده ! " فقدانها سيف ! آنتظر آعلانه ليجهز علي "


الوداع اللي بلا علم لعيني آعبر مَُنَُ رمدها
ﯚ الوداع اللي بلا علم لقفص صدري غبينه

والوداع اللي بلا رجعه علي آمر و آدهى
والله آنهآ غرغرره سم وسكاكين سنينه


- فخرج الدكتور ﯚ كانت نظراته الحاده تتجه نحو
آبي و قال " سبحآن الذي يخرج الحي مـن آلميت .. !!
صابتني رعشه بعد كلمته هذه و لم آعد آسمع
بعدها شيء وسقطت على ركبتي ﯚ صابتني
كهرباء في رأسي وضربت باقوى ما أملك الحائط
بكفوف مفردّه ﯚ فقدت وعيي ﯚ ‏​آنَـآ بوعيي
لاا أملك تفسيرها حتى لو وجدته ="(


آثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها
والربيع آقفت ب?ُ اللي كانت آلتاج لجبينه

للحزن فيني مثل ما للطهاره في جسدها
ويش آسوي لاا فتشت اللي لها وسط آلخزينه ؟



- يد آبي تربت علي ﯚ آختي آلصغيره تحضنني
و جسمي لم يعد فيه طاقه لمسير خطوه
فخارت قواي و آنهارت عزائمي فلم آعد
آملك مشاعر ﯚ لآ آحآسيس فقد آعدمت على
هذه آلصاعقه !


كنهم مـن يوم ذيك الشمس غابت عن بلدها
طلعوني في النفود وصكوا آبواب آلمدينه

كنهم مـن يوم ذيك آلذاهبه محدً وجدها
كل رجالاً مـن آلشرهه قلع آلدرب عينه



- اليوم آلثامن عشر مـن رمضان 1410
اليوم السادس عشر مـن مآيو 1990

بعد فقد آغلى مـن مـن ولد
فقد رزقنا بطفل اسميناه " خالد "
ﯚ قد فقدنا آمراه اسميناها " آلذاهبه "



عند منزلها الصغير وقفنا و آنزلناها بثوب
بلا إكمام آبيض هي آبيض منه و طاهر وهي
آطهر منه ﯚ وودعتها ب آخر قبله على جبينها
و دمعه ذرفتها على جسدها لكي توانسها في
وحشتهآآ !



جاورت عقب الحدائق ! حفرهً ما أقسى لحدها
حفرهً مآني مصدق كيف ضمت " يآسمينه "



- جآء عيد الفطر و لبست آلناس الثياب آلجديده
و تهندمت ﯚ نحن لبسنآ الثوب ليس الأجدد إنما
الإنكد ﯚ لبست آختي الصغيره فستانها آلآسود
ﯚ " خالد " لم تبقى ؤآحده مـن خالاتي آلآ آرضعته
فحرموّا عليه بناتهن .، ﯚ آبي ذلك المسن
يرى حزني وحزن آخوتي لفقدنا " فقائد فقيده وفقيده "
ﯚ يرى دموعنا ﯚ كأن لسان حاله يقول :



العمر قطعه زجاجاً انكسرت ولاا طال آمدها
- ﯚ العرب في العيد بدموع اليتامى مستهينه -




- فذهب العيد تلو العيد ، حتى وصلت لعيد الفطر
رقم " 21 " بدونها ﯚ " 11 " بدونه ﯚ " 2 " بدونه !


21 عيد فطر بدونها ﯚ 11 بدون ذلك المسن الذي
كان الأم والأب والأخ وكل ما لدي فهو يستحق
كتابه لوحدها لاا لذكره جزئيآ ! ﯚ رقم 2 بدون مولودها
في ذلك اليوم " خالد " الذي رحل في 2009 !


2012 الريان قطر

- بعد صلاه العيد و آنآ في طريقي للمنزل أخذت
آلآرقام المهمه لـ آعآيد على صآحباتي فمن ضمن
آلآرقام " رقم لـ آحد صديقاتي وكان مدون بآسم
فاطمه ناصر القحطاني
فذكرني والدها بشاعر الآندلس وقصيدته التي آسميتها
بفقيدتي " آلذاهبه " ف آرجعتني الذكرى آلى ذلك
اليوم ﯚ دمعت عينآي حتى ظننت آني فقدت بصري
ﯚ سحقت فرحتي تلك الذكرى ﯚ آبآدت كل آبتسامه
آظهرهآ آلعيد على مُحياي ، كيف لاا و ‏​آنَـآ آكرر
الفعله كلما عادت آلذاهبه في ذهني ﯚ ذكرتها ..

فلم يُكن شيء آبلغ حزناً مـن " عوده آلذاهبه "
على ذهني

- ف يختلف وضعي عن قول الشاعر :-


الوداع اللي بلآ رجعه علي آمر و آدهى


ف ‏​آنَـآ آعتقد آن آلرجعه هي آلآمرّ ﯚ آلآدهى
بالنسبه لي



- ولكن يتشابه وضعي مع قول الشاعر
ﯚ آءييده في هذا آلبيت :-

كيف عند العالم أيام العزاء محصى عددها
وآلآ آنآ طالت شهوره ﯚ الله آعلم كم سنينه ؟


- ففعلاً آنآ قائمه في عزاها حتى آللحظه ولاا أعلم
كم سنين العزاء كما قال ﯚلكني آعتقد أنها ستوازي سنين تواجدي
على البسيطه بعدها !

فَ :-


" خلوا آغلى ذاهبه ترعى ربيع اللي فقدها
والربيع أقفت ب?ُ اللي كانت التاج لجبينه
"




* آحدى كتاباتي التي لآمسني ألم ( خيالها ) فقتلني !
البيت الأخير " ُمركب " يعني شطر مـن بيت
والشطر الثاني مـن بيت !

كتبتها يوم العيد بس حبيتكم تقرونها

" عوده آلذاهبه "
17
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

dodo.ba
dodo.ba
موضوووعك يهبل ماشاء الله جزاك الله الف خير
تحــلم بصحبة النبي
الاروع مروركم

+

باب النقد مفتوح .. فلغتي العربيه الفصحى و اسلوبي فالكتابه والطرح ليس بالحد الكافي


اسعدني مروركم =)
تحــلم بصحبة النبي
مشكوره مشرفتنآ على المرور

عطرتي الصفحه =)
تحــلم بصحبة النبي
رفع =)
للسجود لذه
للسجود لذه
بغض النظر عن تداخل الفصحى بالعامي ........ لا املك الا ان تدمع عيني
فقد الام صحيح مؤلم .. وطفل يتيم لم يرا امه الا بعد ان لحق بها اكيد اشد الم ولكن القاتل هو منظر المسن وهو يعجز عن موساة اطفاله لفقد امهم ورفيقة دربه ..لانه عاجز عن مواساة نفسه اصلا
رائع ما خطته اناملك اختي ... وجبر الله عزائك في الغالين