كهف المساء

كهف المساء @khf_almsaaa

محررة برونزية

ع َ البال

الأسرة والمجتمع


أمي الحبيبة

من أجمل المقالات التي تعبر عن المشاعر بكل صدقها هذا المقال الذي للأسف لا أعرفه صاحبه من، وكل ما أعرفه أن زميلي حسام أعطاني إياه قبل اسبوع وقال لي: اقرأي هذا وحتماً ستبكين! لأني بكيت قبلك!.. وتعجبت ماالذي سيبكيني بهذه السهولة حتى قرأت هذا المقال!.. ولشدة تأثري به، فقد اخترت أن أضعه في مساحتي الصغيرة هذه رغم أنني لست صاحبته، ورغم أنها المرة الأولى التي أعرض فيها هنا مقالاً لأحد غيري.. ليقرأه الجميع.

بعد 21 سنة من زواجي، وجدت بريقاً جديداً من الحب. قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي،وكانت فكرة زوجتي حيث بادرتني بقولها اعلم جيداً كم تحبها.. المرأة التي ارادت زوجتي ان اخرج معها وأقضي وقتاً معها كانت أمي التي ترملت منذ 19 سنة، ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية، 3 أطفال ومسؤوليات، جعلتني لا أزورها إلا نادراً . في يوم ما اتصلت بها ودعوتها الى العشاء فسألتني: هل انت بخير؟لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما وتقلق، فقلت لها: نعم أنا ممتاز ولكنني أريد ان اقضي وقتا معك يا أمي، فقالت: نحن فقط ؟ فكرت قليلاً ثم قالت: أحب ذلك كثيراً. في يوم الخميس وبعد العمل، مررت عليها وأخذتها،كنت مضطرباً قليلاً، وعندما وصلت وجدتها هي ايضاً قلقة، كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه لها أبي قبل وفاته، ابتسمت امي كملاك وقالت: قلت للجميع إنني سأخرج اليوم مع ابني، والجميع فرح، ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي. ذهبنا الى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ. تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى، بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث انها لا تستطيع إ لا قراءة الأحرف الكبيرة، وبينما كنت اقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين وقاطعتني قائلة: كنت انا من اقرأ لك وانت صغير. أجبتها: حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء.. ارتاحي أنت يا أماه. تحدثنا كثيرا ً أثناء العشاء. لم يكن هناك أي شيء غير عادي، ولكن تطرقنا إلى قصص قديمة وأخرى جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل، وعندما وصلنا الى باب بيتها قالت: أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى ولكن على حسابي، فقبلت يدها وودعتها. بعد أيام قليلة توفيت امي بنوبة قلبية.حدث ذلك بسرعة كبيرة. لم أستطع عمل أي شيء لها، وبعد عدة أيام وصلتني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تناولنا العشاء به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخط يدها: دفعت الفاتورة مقدما ً. كنت أعلم أنني لن أكون موجودة، المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك،لأنك لن تقدر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي. أحبك يا ولدي. في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة «حب» أو «أحبك » وما معنى جعلنا الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه. لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم. امنحهما الوقت الذي يستحقانه، فهو حق الله وحقهما وهذه الأمور لا تؤجل. بعد قراءة القصة تذكرت قصة من سأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو يقول: أمي عجوز لا تقوى على الحراك وأصبحت أحملها الى كل مكان حتى لتقضي حاجتها وأحياناً لا تملك نفسها وتقضيها علي وأنا أحملها. اتراني قد أديت حقها ؟ فأجابه ابن عمر رضي الله عنهما: ولا بطلقة واحدة حين ولادتك تفعل هذا وتتمنى لها الموت حتى ترتاح أنت وكنت تفعلها وأنت صغير وكانت تتمنى لك الحياة.

غيداء دياب
7
953

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الرحيل
الرحيل
موضوع جميل جداً..

يزاج الله خير أختي هيو على النقل..

وهنيئاً لهذا الابن مرضاة ومحبة أمه.. أسأل الله أن يرضي والدينا عنا في طاعته..:24:
habibatoh
habibatoh
موضوع رائع يا هيو

دكرتينى بالوالدة والايام الحلوة الي قضيناها مع بعض قبل مجيئى الى بلاد الغربة


اسال الله ان يرضى والدينا عنا في طاعته والله لا يحرمنا منهم يارب

مشكورة حبيبتى
أم شمسة
أم شمسة
موضوع رائع يا هيو


:26: :26:
][أم شــوق][
][أم شــوق][
مشكوره
zina
zina
موضوع رائع جداا فعلا بكيت عند قرائته لاني تذكرت امي الحبيبة
الي سنتين ما شفتها بسبب الغربة :44: