
خواطر وأفكار كثيراً ما تدور في الذهن السليم
تجرد الحقيقة من ثياب الغفلة ..
وتعلنها صراحة : انتبهوا !
لاتُسلموا لمتع الدنيا كل متاعكم ..
ادخروا منه لآخرتكم ..
نحن لسنا مخلدين !
ولا حتى لعيش غدنا ضامنين .
***
من بين سطوركتاب ( الشيطان يحكم )
اقتطعت هذه التساؤلات ..
لمصطفى محمود ..
الذي كانت بداية رحلة حياته الفكرية
الإلحاد ..
ثم تفتقت جنائن الإيمان في عقله وقلبه
وغدت بساتين تغدق أطيب الثمر ..
لمن يذوقها ..
قال رحمه الله ؛
"أتعجب تماما و أندهش ..
من ناس يجمعون و يكنزون و يبنون
و يرفعون البناء و ينفقون على أبهة السكن
و رفاهية المقام..
و كأنما هو مقام أبدي..
و أقول لنفسي أنسوا أنهم في مرور؟.
ألم يذكر أحدهم أنه حمل نعش أبيه
و غدا يحمل ابنه نعشه..
إلى حفرة يستوي فيها الكل؟..
و هل يحتاج المسافر..
لأكثر من سرير سفري
و هل يحتاج الجوال..
لأكثر من خيمة متنقلة؟.
و لم هذه الأبهة الفارغة و لمن؟.
و لم الترف و نحن عنه راحلون؟.
هل نحن أغبياء إلى هذه الدرجة؟.
أم هي غواشي الغرور و الغفلة ..
و الطمع و عمى الشهوات و سعار الرغبات
و سباق الأوهام؟.
و كل ما نفوز به في هذه الدنيا وهمي،
و كل ما نمسك به ينفلت مع الريح.
***
إنها ليست دعوة للزهد ..
ولكنها للتذكير ..
ولكسر غرور النفس !
***
من كتــاب : الشيطان يحكم "
د مصطفى محمود رحمه اللَّه