غرابه الاسماء والذنب الذي يلحق بالاباء...

الملتقى العام

السلام عليكم
اخواتي الموضوع للنقاش والفايده :39:
اسم الشخص هو الرمز اللفظي الدال عليه، وقد يعطي الاسم نوعاً من التأثير أو الانطباع الحسن أو السيئ عن الشخص المتسمي به كما تدل بعض الإشارات قديماً وحديثا، ولذا كانت العناية باختيار الاسم منبعثة من أهميته، فهو يلازم الإنسان حيّاً وميتا، ويظل أيضاً متسمياً به حتى في عالمه الآخر.
ولقد نبه نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وسلم لتلك القيمة الرمزية للاسم، فحث على اختيار الأسماء الحسنة، واقترح أمثلة عليها، ولم تعجبه أسماء أخرى، فأنكرها أو أمر بتغييرها.
وشيء له هذا الثبات وتلك الديمومة جدير بأن نوليه عناية خاصة، فنحن لن نَعجب من رجل يعتني بمنـزل أحلامه، ويستدين الديون الطائلة من أجل إتمامه، وإظهاره بصورة حسنة يرضاها، وهو عَمَلٌ قد يستحق ذلك؛ لأن حقبة طويلة من عمر ذلك الرجل سترتبط بذلك المكان.
فكيف والاسم أكثر أهمية وارتباطاً وبلا كُلْفة؟! أفلا نعجب حينئذ من أولئك الذين يسمون أبناءهم وبناتهم بأسماء لا تدل على الاهتمام، ولا على حسن الاختيار، أو تدل على التبعية العمياء لغير العرب الذين ننتمي إليهم؟!
ولعلكم لاحظتم ما شاع في الأعوام الأخيرة من أسماء جديدة وغريبة لا تتصل بلغتنا، ولا بثقافتنا، وبخاصة أسماء الإناث، مما دَفَعَ فئة منهم إلى اختراع أسماء عجيبة لا وقار فيها، أو ذات دلالة عكسية، أو بلا دلالة مطلقا، لا يهمهم من ذلك كله إلا مواكبة (الموضة المحمومة) للأسماء الجديدة والغريبة.

ومن تلك الأسماء المقرونة بمعانيها التي توحي أنها معان عربية وهي ليست كذلك: (رانسي: اسم الغزال)، (كارمن: اسم زهرة برية)، (ميار: ضوء القمر)، (مادلين: اسم فاكهة صيفية)، (تولين: اسم الزهرة)، والأطرف: (هايدي: اسم فتاة الجبل)، ويبدو أن
الذي اخترع هذا المعنى نسي أن يُضيف (سالي) و(أَلِيْس)، ويَدَّعي أن معنى سالي: (فتاة الحزن)، ومعنى أَلِيْس: (فتاة العجائب).
وهناجملة من المعايير التي يتحقق من خلالها جمال الاسم وجلاله، وتتأكد فيه صلاحيته الزمانية والمكانية، والمعايير هي:
1- أن يكون الاسم عربيّا، فالأمة المعتزة بذاتها تحافظ على هويتها، ولا تقلد الآخرين فيما لا موجب له، كما أن معاجمنا العربية تتسع لآلاف الأسماء، ومؤهلة للتوالد والاشتقاق، وهذا معيار لا تنازل عنه مطلقا.


2- أن يكون الاسم حسن المعنى، وهذا من البدهيات التي لا يختلف عليها ذوو الوعي؛ إذ لا قيمة لأي اسم مهما كان مغرياً إذا كان معناه غير حسن، مثل اسم (شَجَن وشُجُوْن وأشْجَان)؛ إذ إن أشهر معانيها يدل على الهم والحزن، وذلك ما لا يريده أحد لفلذة كبده، ويجب الانتباه إلى أن بعض معاني الأسماء تبدو حسنة في منظور دون منظور، مثل: (هُيَام)، فالهيام هو منتهى العشق، وفي الجملة يبدو معنى غير سيئ، ولكنه ليس مثاليّا، ولا يناسب فتاة يأمل فيها أهلها أن تكون راشدة حصيفة، وكذلك اسم (غُرُوْب)، فمن دلالات الغروب الانتهاء والغياب، ويقال غربت شمسه وغرب نجمه إذا انتهى عمره ومات، وهو كذلك يُشير إلى مشهد شاعري نراه للشمس أثناء غروبها، ولكن الدلالة الأولى أفسدت الثانية، وجعلت الاسم غير مثالي، ومن الجدير ذكره في هذا السياق نقد قولهم: «الأسماء لا تُعَلَّل»، بل تُعَلَّل وتُعَلَّل، ولا يوجد اسم إلا وهناك معنى له، وسبب في اختياره حتى لو خفي علينا بشكل أو آخر، وتلك المقولة يَحتج به من يَجهل معاني الأسماء، أو من يُرَوِّج لأسماء لا معاني لها.


3- أن يدل الاسم المذكر على مذكر أو صفة يناسبها التذكير، مثل: (مهند) و(مُنذر)، وأن يدل الاسم المؤنث على مؤنث أو صفة يناسبها التأنيث مثل: (أَرْوَى) و(بَتُوْل)، فإذا جرى العرف على أن الاسم المذكر يعود لمؤنث باتفاق فلا بأس، مثل: (غدير) و(أسيل) و(أريج)، فهذه أسماء لا يتسمى بها إلا الإناث مع أنها تعود لمذكر، فيقال: (هذا غدير، وهذا خَدّ أسيل، وهذا أريج طيب)، أما إذا كان الاسم جديداً لم يُتَعارف عليه فإن الأصل أن يَحتكم الناس في تذكيره وتأنيثه إلى اللغة، فمثلاً اسم (الجودي أو جودي) يعود على مذكر، وهو جبل رست عليه سفينة نوح عليه السلام، فمن غير المناسب إطلاقه حاليّاً على أنثى إلا إذا انتشر بين الناس على أنه اسم أنثى، وهناك أسماء مشتركة بين الجنسين، والأسلم تجنبها، مثل: (مَلَك) و(فَرَح).


4- أن يكون الاسم مقبولاً في أعراف البيئة المحلية، فقد نجد اسماً عربيّاً حسن المعنى، ولكن العرف يكاد يحصره على بيئة أخرى غير بيئة المتسمي بالاسم، وهذا من شأنه أن يُعَرِّض صاحب الاسم للنبز واللمز من المراهقين وأمثالهم،


5- أن يكون إيقاع اللفظ مناسبا، فالاسم المذكر يُناسبه الإيقاع القوي أو المعتدل، أما الاسم المؤنث فيناسبه الإيقاع العذب الرقيق، فمن غير المناسب أن يُسمى الولد (وسيم)، والبنت (عائضة).


6- أن يُنطق الاسم باللهجة العامية كما ينطق باللغة الفصحى، مثل: (باسل) و(زياد) و(رزان) و(هتون)، وهناك أسماء جميلة المعنى والنطق بالفصحى، ولكنها لا تنطق كما هي في اللهجة العامية المحلية، مثل: (سُهَيْل) و(عَمْرو) و(مَيْس) و(هَيْفاء)، فبعض كبار السن والموغلين في العامية سينطقونها إما بتغيير الحركات، أو بزيادة الحروف أو نقصانها، وسينطقون (سُهَيْل) (سْهِيل) بتسكين السين وكسر الهاء، و(عَمْرو) سينطقونها بالواو التي لا تُنْطق، وفي (مَيْس) سيقولون (مِيْس) بإمالة فتحة الميم إلى كسرة، وفي (هَيْفاء) سيحذفون الهمزة (هَيْفا)، وقد يُمِيْلون فتحة الهاء إلى كسرة أيضاً (هِيْفا)، وهذا من شأنه أن يُفسد بنية الاسم وإيقاعه.


7- أن تكون حروف الاسم منطوقة في اللغة الإنجليزية، وذلك مطلب عصري، ويجدر بنا الالتفات إليه وإن كان ثانويّا، ولا سيما أن كثيراً من تعاملاتنا الحديثة لا تخلو من اللغة الإنجليزية نطقاً أو كتابة، ومن تلك الأسماء الصالحة للغتين: (وليد) و(هشام) و(أماني) و(هند)، ومن الأسماء التي سيتغير نطقها في اللغة الإنجليزية: (صالح)؛ حيث سينطق: (ساله)، و(عواطف) سينطق: (أواتف).


8- أن يناسب الاسم المراحل العمرية للإنسان، ومؤخراً غفل بعض الآباء عن هذا الجانب وبخاصة في أسماء البنات، وتَصَوَّرَ أن ابنته ستظل طفلة، فاختار لها اسماً لا يناسب مراحلها العمرية المتقدمة، مثل: (وَجْد)، (وَسَن)، والأدهى من ذلك أن يكون الاسم غير عربي، فمن منا يتصور أن تكون له جدة اسمها: (جوَان) أو (جُوليا) أو (فريال)؟!


وبعد، فهذه جملة من المعايير المثالية يَحسن الأخذ بها كلها أو بمعظمها، فإن لم يكن فلا تتهاونوا في المعيارين الأول والثاني، وليعلم الآباء أنهم سيختارون لكل مولود اسماً واحدا، ولن يضيرهم لو أطالوا تفتيشهم عن الاسم المناسب الذي يحقق كل المعايير أو أكثرها، ويستطيعون سؤال المتخصصين في علوم اللغة العربية وآدابها، ولا تنسوا أن الاسم أجمل إهداء يقدَّم للمولود، فانتقوا هداياكم، وتيقنوا أن أسوأ ما في الهدية بَخْسُها أو رَدُّها، وسيحدث ذلك حين يعي صاحب الاسم أن اسمه غير مناسب، فيصيبه نفور منه، أو يسعى إلى تغييره.

بقي أن أُذَكِّر إدارات الأحوال بضرورة الحفاظ على هويتنا العربية في أسماء أبنائنا وبناتنا، ولهم في وزارة التجارة وأمانات المناطق والبلديات أسوة حسنة، فالقائمون عليها يمنعون المنشآت التجارية المحلية من التسمي بأسماء أجنبية أو عديمة المعنى، والمحافظة على هوية أسماء أبنائنا وبناتنا أولى بكثير من المحافظة على هوية أسماء المخابز والمطاعم، وأخشى إن لم تتخذ إدارات الأحوال موقفاً جادّاً من تلك الظاهرة الدخيلة أن تزداد عاماً بعد آخر، فتنعكس الآية، ثم يصير الاسم العربي نشازاً مثيراً للسخرية، ولا أظن أن الاستعانة بمتخصصين في اللغة العربية أمر يشق على إدارات الأحوال، وبإمكان أولئك المتخصصين أن يُسهموا في إقرار الأسماء المناسبة، وفي اقتراح أسماء عربية جديدة توافق أهواء محبي التغيير.
اعيد واكررللفاااااااااااااااااااااااائده فقط
25
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

راحتي انعزالي
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
نفس مطمئنه
نفس مطمئنه
يديك العوافي...
بالاخير يظل اختيار الاسماء قناعه .. نستغرب بعض الاسماء
كيف سموها او كيف عاجبتهم .... بس هم مقتنعين فيها ويشوفونها حلوه


وسبحان الله لكل من اسمه نصيب فالافضل اختيار شي حلو
عشان ينول صاحبه من حلاته




لا اله الا الله
هدى ana
هدى ana
و الله صادقه كله كوم واسامي النصارى الدخيله علينا كووووووم ايلينا ونورسيان صررااحه خربوها تالي بس لسه الدنيا بخير وش تتوقعين صديقتي مسميه ولدها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ معاويه على معاويه بن سفيان لها جل الاحترام والتقدير اساءل ان يسد ثغره من ثغور المسلمين
راحتي انعزالي
تسلمون يالغوالي
هدى حبيبتي الحمدلله لسى الدنيا فيها خير
محبة الخير2007
محبة الخير2007
جزاك الله خير
لا اله الا الله