غراس السنابل

ملتقى الإيمان

غراس السنابل

الإهداء

إلى تلك الصور المتميزة و الاشراقات المتلألئة على جبين حفيدة عائشة و فاطمة و أسماء .

إلى الوجوه المضيئة التي تفخر بها أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، نهدي هذه السنابل التي تتصاغر أمام تلك الأخت العاملة الصامتة وهي تسارع تتقي بيدها الوهن والضعف وقطرات العرق تجمل جبينها .. ما كلت قدمها و لا تعبت يدها

ولا فتر لسانها ..تحمل هم الأمة قولا و عملا وتلح لها بالدعاء و التمكين .. إنها أمة الله .. علمت أنها ما خلقت عبثا ولا تركت هملا . علمت أن هناك موقفا فاستعدت وان هناك سؤالا فأعدت .

_________________________________________

سنبلة العام



من التف يمنةً و نظر يسرةً يطاله العجب من حال العالم الإسلامي .. جراحٌ في كل مكانٍ و آلامٌ و آهاتٌ في كل جسدٍ مسلمٍ ..

كثيرةٌ هي آمالنا .. أن نعينَ المنكوبَ و نعلمَ الجاهلَ و نرعى الأرملةَ و نكفلَ اليتيمَ .. و لكنها تبقى أماني حتى تخرجَ إلى أرضِ الواقع قولاً و فعلاً ..

نتساءل في أوقاتٍ كثيرةٍ و الحزن يملأ القلوب .. ماذا نفعل ؟! و ماذا نقدم ؟!

إليك يا من طال تساؤلكِ .. و كثرت أمانيكِ بابٌ مفتوح للخير ..

مشروعنا الأول – كما أسموه – خطوةٌ في دربِ الجهاد الطويل ..

إنه مشروعٌ دعويٌّ يتكرر نهايةَ كل عام دراسي مرةً واحدةً ، يتمثل في جمع أوراق الدفاتر المدرسية الزائدة عن الحاجة و التي لم تستعمل ، و تجميعها و إعادة تغليفها بالورق المقوى ، ليصبح لدينا بعد تجميع الأوراق دفتر جديد صالح للاستعمال .

في هذا المشروع البسيط و من مدرسة واحدة في منطقة " الدمّام " تم جمع أكثر من 4500 دفتر .

نعم في عام واحد و من مدرسة واحدة أربعة آلاف و خمسمائة دفتر ..

التكاليف محدودة جداً .. دباسة و أوراق لاصقة ، توضع فوق غلاف الدفتر الجديد فيها معلومات عن الاسم و المدرسة و الصف ، إضافة إلى الغلاف المقوى الخارجي .

و قد قامت إحدى الهيئات الخيرية بإرسال هذه الدفاتر إلى أبناء المسلمين المحتاجين إليها .

إنه مشروع دفاتر طالب العلم .. للحفاظ على أموال المسلمين من أن تلقى في المخلفات و هي صالحة للاستعمال .

و بالإمكان جمع بقايا الأدوات المكتبية الأخرى كالأقلام و المساطر و غيرها .

دعوة ممن بدأن العمل و سن سنةً حسنةً :

مدي يدكِ .. اجعليها في أيدينا كل عام .. و في أيامٍ معدودةٍ تساهمين مساهمةً كبيرةً في نشر العلم بين صفوف المسلمين .. إنها أيامٌ غالية ..

لا تضيعينها في الأماني و الأمنيات أيتها الحبيبة ..



_________________________________________
15
688

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عصير كوكتيل
عصير كوكتيل
سنبلة مشرقة



منذ أحد عشر عاماً كانت تلك الليلة .. ليلةً مشرقةً في حياتي .. لا زلت أذكرها جيداً ، حيث تحدثنا عن الإسراف و التبذير في مجتمعنا و هو مجال ملاحظ و مشاهد .. إنها نعمٌ لا نلقي لها بالاً ..

كنا ثلاثُ نساءٍ فقط في تلك الأمسيةِ الجميلةِ ، و لامسنا الجرح المؤلم و النزف الدائم لأموالنا .. عندها تشاورنا أن يكون لنا دورٌ في خدمة هذا الدين العظيم .. هنا صممت إحدانا و بقيت أنا و أخت واحدة .. انتهى الحديث و قررنا العمل على قدر استطاعتنا ..

بدأنا بجمع مبالغ شهرية تصل إلى مائة ريال فقط ، لم ينقص من أموالنا شيء و لا رأينا في ثيابنا قلة .. استمر عملنا أشهراً متتابعة و نحن ندخر مائتي ريال شهرياً و ندفعها لصالح الأعمال الإسلامية الخيرية .. ثم يسر الله و توسعت الدائرة و كثر الخير .. و بدأ الكثيرات يشاركننا في دفع هذا المبلغ الرمزي .. مائة ريال كل شهر .. حتى وصل ما نجمعه إلى مبالغ كبيرة معظمها من المعارف و الأقارب و الجيران ..

بدأنا بإرسال رسائل إلى الخارج تحمل كتباً في العقيدة بمعدل إرسال أسبوعي يقارب مائتي رسالة و أكثر من خمسين طرداً كبيراً يحوي أمهات الكتب إلى أنحاء العالم ..

و رغم أن هذا و عملنا لفترة طويلة و مستمرة إلا أنه تبقى لدينا خلال تلك الفترة فائض مالي عن حاجة الإرسال فكان أن أنفقناه في مشاريع أخرى عن طريق جهات خيرية معروفة ..

إنه مشروع بدأ بمائتي ريال .. و لكن ألقي – أختي المسلمة – نظرة إلى بعض الحصاد .. حفر تسعة عشر بئراً عادياً .. و حفر ثلاثة آبارٍ ارتوازية تكلفتها ستون ألف ريال و بناء خمسة مساجد و إرسال ألوف من الكتب .. إضافة إلى مبالغ مقطوعة تدفع لمساعدة إخواننا المحتاجين في الصومال و البوسنة و غيرهما ..

إنه مشروع صغير .. مائة ريال .. حتى بارك الله فيها و جعلها تنمو و تنمو و تنمو ..



_________________________________________
عصير كوكتيل
عصير كوكتيل
سنبلة مباركة



في ريعان الشباب كفراشةٍ تنبض بالحياة .. لم يتجاوز عمرها السبعةَ عشرَ عاماً .. تحمل همّ الدعوة .. و همّ الأمة .. تتحرق شوقاً لرفع راية الإسلام .. عيونها تتابع المحاضرات و متى موعدها و من سيلقيها .. أما حفظ القرآن فقد انصرفتْ بكليتها نحو حفظه .

حركة لا تهدأ ، فمن نصيحةٍ رقيقةٍ تهديها إلى إحدى زميلاتها إلى كلمة حلوة تدعو فيها لحفظ القران في مصلى المدرسة … إلى قوة في إنكار المنكر وعدم الصبر على رؤيته .. أما المدرسات فلهن نصيب من دعوتها ..

الله أكبر .. لا تراها إلا تتقلب في أنواع العبادة ..

يوماً أهمها أن ترى مديرة المدرسة لا تلبس الجوارب .. صعدت إليها و سلمت في أدب رفيع و شكرت المديرة على جهدها .. و قالت : " نحن ندعو لك بظهر الغيب و أنت القدوة و المربية و الموجهة " .. ثم تبعت ذلك .. " لا أراك تلبسين الجواربَ و أنتِ تعلمين أن القدم عورة و خروجكِ و دخولكِ مع البوابة الرسمية عبر أعين الرجال يا أستاذتي الفاضلة " ..

طأطأت مديرة المدرسة رأسها و هي تعلم صدقَ نصيحة الفتاة فكان أن قبلتْ و شكرتْ .. و قالت في نفسها إن الكلمة الصادقة لها رنين و وقع في النفس ..

فرحتْ الطالبة و هي ترى المديرة تستجيب لله و لرسوله و تعود من قريب .. و حمدت الله على قبول النصيحة .. و لكن هناك أمراً أهمها .. فكَّرَتْ لمن تبثه .. و لمن تقوله ..

فاجأت مدرسة العلوم الشرعية و هي قدوتها و مربيتها بسؤالٍ عجيب .. يا أستاذتي الفاضلة .. أين نصيب المستخدمات في المدرسة من الدروس و حفظ القرآن و المواعظ ..؟ هيا لنبدأ معهن !

قررتْ مع مدرستها أن تعلمهنَّ قصارَ السور و يدعينَ لحضور المحاضرات المدرسية .. و بحثن عن داعيةٍ في المدرسة صاحبةِ صبرٍ و جلدٍ و سعةِ بال و قلن لها : هنا نساء في منزلة أمهاتنا .. لمن نتركهن ؟؟

إنها فتاة الإسلام مباركة أينما كانت .. مباركة أينما حلت و ارتحلت .. !



_____________________________________
عصير كوكتيل
عصير كوكتيل
سنبلة الصحبة



· أثر الصحبة عجيب ..

تأمل قول الله تعالى في سورة الكهف عندما رفع درجة الكلب برفقته للصالحين و ذكره معهم : " سَيَقُولُونَ ثلاثةٌ رابِعُهُم كَلْبُهُم .." .



* عندما توفيت صديقتها جعلت عمرة ابنها الصغير عن هذه الصديقة .. أما الأخرى فإن لسانها يلهج بالدعاء و الرحمة لها .



* بدأنا طريق الهداية و نحن في المرحلة الجامعية ثلاث قريبات جمعتنا القرابة و زادت المقاعد المدرسية ذلك الحب و الود .. ثم تأصل كل ذلك محبةً في الله .. بدأنا في جمع مبلغ بسيط من مرتباتنا في الجامعة به نشتري بعض الكتيبات و الأشرطة ، و على الرغم من قلة هذا المبلغ إلا أن الله تعالى بارك فيه ليشمل ما نوزعه جميع أقاربنا و معارفنا .. و بدأ ينضم إلينا بعض فتيات العائلة حتى تيسرت أمورنا و لم تعد المادة عائقاً نحو شراء تلك الكتب و الأشرطة .



صاحبة طاعة و قيام ليل .. لا تترك النوافل .. و عندما تحدث زميلاتها في المدرسة الثانوية تحث فيهن روح العمل .. هيا نصلي .. متى نعمل إذا كبرنا و أصبح الوقوف صعباً و الركوع مشقة و السجود بجهد .. نحن في زمن النشاط و القوة .. هيا نعمل و نجد في الطاعة قبل أن يدركنا الموت أو تدب إلينا الأمراض و الأسقام و الأوجاع .. و قبل أن تكثر مسؤولياتنا من زوج و أبناء ..

· ثلاث زميلات في الجامعة تعاهدن على حفظ القرآن كاملاً .. و كان بينهن اتصال مستمر مساء كل يوم لتسميع ما حفظن .. دقائق معدودة و في نهاية الأسبوع يكون التسميع لبعض الآيات .. من أول السورة و وسطها و آخرها ليسترجعن و يتأكدن من حفظهن .. كانت النتيجة من هذا الخير في شهر و نصف حفظن سورة البقرة .

· طريق يومي تسلكه يتراوح بين عشر دقائق و خمس عشرة دقيقة ، إنه طريق الذهاب إلى الجامعة و العودة .

قررت أن تجعل هذا الوقت لقراءة كتيب نافع و مراجعة قراءة ما حفظته من كتاب الله .. كثيرات يسلكن مثل هذا الطريق منذ سنوات و لكن دون فائدة ..

______________________________________
عصير كوكتيل
عصير كوكتيل
سنبلة الحفيدة



مدارس كثيرة بها خيرة المعلمات علماً و دعوةً و نشاطاً .. أما هي عندما عينت فإنها أرسلت إلى مدرسة تزخر بالمعلمات لكنهن نائمات .. فلا توجد محاضرات و لا دروس .. في البداية بدأت في التودد إلى المدرسات و قالت : هم أهم عندي الآن من الطالبات لأنهن داعيات خاملات آثرن الكسل و الدعة .. فقط يحتجن إلى إيقاظ ..

بدأت خطوات الإيقاظ بالكتاب و الشريط و الهدية .. حتى تحولت المدرسة إلى شعلة نشاط و مركز دعوة .. حمدت إحداهن الله و هي تردّد كيف ضاعت مني خمس سنوات يومياً أقف أمام الطالبات و لم أدعهن و أحدثهن و أركز على تربيتهن !! إنها الغفلة اليوم و الحساب غداً ..

· شرعت المعلمة في بيان أضرار السفر و الفساد و الانحلال في بلاد الكفر ، و عقبت بدعاء صادق .. " نسأل الله ألا ندخلها و لا نذهب إليها " ، و لم ينته الدعاء حتى تسلل من بين الصفوف صوتٌ حمل همَّ الدعوة : " نعم يا معلمة ! نسأل الله عز و جل ألا ندخلها إلا فاتحين !!"

لا فض الله فاك و جعلك و أبناءك من الفاتحين ..!

· تكد و تكدح للآخرة .. و الله إنها تركض للآخرة ركضا و تسعى لها سعيا .. فمن محاضرات إلى ندوات إلى نصائح..كل عمل خير لها فيه نصيب ..

و في نهاية كل شهر علمت إحدى المدرسات من زميلاتها أنها ترسل راتبها كاملاً لأعمال الخير .. نعم كاملاً و أقسمت لقد رأته برباطه ترسل به إلى كفالة أيتام و طبع كتب و تجهيز غاز ..

جعل الله مستقرك جناتِ عدنٍ أيتها المؤمنة ، و رفع درجتك و أعلى منزلتك و كثر الله من أمثالك .. و والله لأنت حفيدة عائشة و فاطمة ..!

* اجتمعت معلمات المدرسة و قررن الدخول في " جمعية " مع بعض .. و كل منهن تتحدث عما ستفعل بالمبلغ عندما تستلمه ، أما هي فصامتة تنتظر ذلك اليوم .. حتى إذا استلمت المبلغ دفعت به لبناء مسجدٍ .. لعله يصيبها الأجر و الثواب ..

كتبه : الشيخ الفاضل عبد الملك القاسم

منقول من موقع السلفيون

www.alsalafyoon.com
atheer
atheer
جزاك الله خيرا اختي tomah وفعلا لو اجتمعت الايادي على فعل الخير لعمّ وانتشر ..