غربة في بيتها ..

الأدب النبطي والفصيح

عزيزاتي وأعزائي قراء عالم حــواء . .

هذه مشاركتي الأولى في منتداكم التي أتوسم فيه خيرا كثيرا . . دلتني عليه إحدى

صديقاي العزيزات . . فأحببت أن أشارك فيه . . وعسى أن تقبلوا مني مشاركاتي

المتواضعه . . ولا تبخلوا علي بالنقد والتصحيح . . فلا غنى لي عنكم . .

-------------------------------------------------------------------------

غربــــــــــــــــــة في بيتـــــــتها ..

استجارت بكل شيء حتى المرض . ولهذا كانت تبعث النداء تلو النداء إلى كل من حولها

ولكن دون مجيب فيعود رجع الصوت ليرتد إليها .. ودت لو تلتهمها السخونة وتفقد

الوعي .. ودت لو تنزف حتى آخر قطره . ودت لو أن بإمكانها إنهاء كل شيء في هذه

اللحظة فقد ملت من سرد معاناتها على صفحات دفاترها وملت الانتظار .


لكنها بقيت رهينة الفراش ، مريضه دون مرض حقيقي يذكر ، تتأمل وجهها وهو يذوي

في المرآة وحالتها تزداد سوء يوما بعد يوما، و دميتها ترقد جانبها تقاسي معها بعض

آلامها فهي آخر ما تبقى لها بعد أن قررت أن تهجر الناس لغلظة قلوبهم لتهمس إليها

بهدوء : " يا دميتي يا حلوتي ، إليك أشكي في وحدتي ، فسليني لأسليك ".


تمتاز دميتها بطبيعة هادئة وسكينة يثيران الحسد . فحين تداعبها بطريقة لا تعجبها

ترمقها بعينيها الناعستين لتفهم منها أنها غير راضيه دون أن تنطق ببنس شفة ، وعندما

تقوم بشيء يستدعي السرور ترمقها أيضا بتلك العينين لتفهم مباشرة ما قصدته الدمية

فتبتسم لها بحنان وإعجاب أم . لو يملك الناس بعض ما تملك دميتها ...


لو يملك البعض ما تملك من هدوء و حسن إنصات للغير كما تنصت إليها عندما تحدثها ،

لو أن للبعض مثل وجهها المبتسم دوما ... لو .. لو .. لو ... كانت تغرق في تفكير أقل ما

يوصف بأنه غير واقعي عندما تكون مع دميتها .


بقيت صامته تتأمل دميتها لبعض الوقت حتى أصابها الملل فانتشلت جسدها من الفراش .

أرادت أن تمضي بعض الوقت مع والدتها فقد تاقت نفسها إلى سماع ما ترويه لها من

أحاديث مسلية وهي ملقية برأسها على كتفها كما اعتادت على ذلك في طفولتها . ولكنها لم

تجد والدتها بمفردها، كانت بصحبة أم ياسر تنبش في كل الحكايات وتسرد كل مآسي

النساء عدا مأساتها .. موضي تطلقت ، أحلام رسبت ، وجواهر سحرت من قبل

خادمتها الآسيوية .



عندها تراجعت تجر خطاها بألم إلى غرفتها حيث يمكنها أن تجد من ينصت إلى كل ما

ترويه دون مقاطعة مفضلة وحدتها مع دميتها على الاستماع إلى أحاديث أم ياسر.


تحياتي لكم ،،
1
402

هذا الموضوع مغلق.

ginger
ginger
هلا بك شذى الشمال...كرحبا بيك بين خواتك في عالم حواء...

الله يعطيها العافية صديقتك..عشانها دلتك على هالموقع الرائع...وانشالله دايما نكون عند حسن ظنك...

قصتك جميلة وتذكرني بنفسي احيانا خاصة لما ذكرتي انه لها دمية تعتبرها صديقة لها...

المهم الله يعطيك الف عافية على مشاركتك وراح نشاوف لاكثر من كذا انشالله..

تحياتي لك...:15: