غربتي .............

لقد عدت اليك يااختي عاشقه الشهاده بالموضوع الذي وعدتك به وحاولت جهدي ان اصف لك بكلماتي البسيطه والمختصره جزءا من تجربتي القاسيه..اردتي مني ان اعطيك فكره عن الغربه ولم اكتبها في رساله خاصه لعل فيها ما يفيد بعض الاخوات.

لقد قلت لك في اخر مره ان موضوعك الذي عاتبتي فيه الاعضاء له علاقه بما اكتبه
لا تستغربي وتمعني جيدا فستعرفين ان هذا هو لب موضوعي .. فالانسان مهما كابر واستقوى فأنه مخلوق ضعيف لايستطيع العيش لوحده ويحتاج لغيره من بني البشر ممن يتفق معهم في الفكر والعقيده والاخلاق. فالالفه والمحبه موجوده داخلنا جميعا بالفطره ولانستطيع الاستغناء عنها مهما حاولنا.

وهنا تكمن مشكلة الغريب (اينما كان ببلده اوخارجه) .. لااحد يرد ولاشي يسمع سوى صدى الافكار .
حاولت التقرب من اهل ديني وامتي أولا فوجدت الجميع لاهثا يكاد قلبه يقف من كثرة الركض والانشغال بمهام الحياة..كل واحد يعيش داخل قوقعته .. كثير منهم قد نزع جلده وتطبع بالبلد الجديد والباقي منهم قليل و قليل جدا.

حاولت ان اغرق نفسي بالدراسه والعمل لاخرح من وحدتي فوجدت الامر اتعس من قبل..فقد قرأت في كتابنا الكريم عن الكفار والمنافقين والضالين ولكني لم أختلط بهم يوما في حياتي ومن خلال عملي تعرفت عليهم وصرت ارى ما تقرف منه الانفس ..اناس لو شبهوا بالحيوانات لظلمنا الاخيره .. حمدت الله وزاد تعلقي به اكثر واكثر لانه جعلني مسلمه وابصرني الهدايه.

يسخرون مني احيانا ويدعون اني لااعيش الحياة لاني لااعمل المنكر الذي في عرفهم لذه وحق طبيعي في الحياة.

أراهم وأسمعهم يكفرون بربي والعياذة بالله ويعيشون في كفر لامنتهى له.. ارجع بيتي والدموع تملئ عيني فلا احد يقبل ان يمس احد حبيبه بسوء فما بالك لو كان الله عز وجل هو المقصود .. وبالرغم من دفاعي اجد نفسي لااستطيع ان اغير ما في قلوبهم لان الله لم يكتب لهم الا المذله والشقاء.

قررت الانعزال حتى اجنب نفسي مااكره وحتى لااشارك كفرهم بسمعي اياهم ولكن اليوم يمر علي ثقيل وبطي لوحدتي.

ذكرياتي هي زادي. بقدر ما تفرحني وعلى ذكراها اعيش بقدر ما تؤلمني وتعصر قلبي . فالشوق لاهلي وبيتي ومدينتي وصديقاتي صار نارا يزيد لهيبها وحدتي والغربه التي اعيشها.فالموت وحده من نقبل فراقه ولانستطيع الاعتراض عليه ولكن عندما يكون الفقيد حيا عندها ترفض النفس الفراق مهما حاول الانسان.

وأخيرا اصور لك مستقبل اولادنا الصغار فوالله ان الامر يهون لو كنا وحدنا لاننا مدرعين بحب الله وذكره ولكن هولاء الصغار الابرياء يكبرون وهم بالكاد يتكلمون لغتنا ومهما حاولنا في شرح ديننا وكتابنا فلن نستطيع ان نوفي ابدا فأنا نفسي تعلمت من اهلي ومدرستي وجيراني واقاربي وصديقاتي والمجتمع كله .. فهل يستطيع احد ان يعوض هذا كله.

وما خفي كان اعظم.....

سلاحي هو دعائي ان يحفظنا الله مسلمين مؤمنين ومن عباده الصالحين اينما حيينا وان يسهل احزاننا ويجعلها في ميزان حسناتنا .