شريط الذكريات...
فتحت عينيها المثقلة بالدموع في يوم من تلك الأيام...الثقيلة الحزينة المليئة بتلك الذكريات الموحشه ...فكيف حدث ماحدث لاتعرف .. وكيف اختلطت تلك الدموع بين مصدق ..ومكذب... وناف للخبر ....والمتاكد من صحته .. لاتعرف ........ مرت اشهر لم تفرق فيهم بين الليل والنهار ... فقد يكون اليوم كالأمس والأمس كالغد...
فمازالت صورة والدها وهو يزف الخبر لها ... عالقةفي ذهنها ..... فنفس اللون الأبيض الذي لبسته بالأمس فرحا....ً لبسه هو ولكنه كان ملطخاً بالدم القاني ... ..... وزف الى مثواه الأخير .. بلا رجعه.....
وكعادتها ماأن تسترجع ذلك الشريط المؤلم حتى ترجع لسريرها وتسدل جفونها ... لمحاولة نسيان ذلك اليوم ... او لمحاولة الأستيقاظ من كابوس جاثم على صدرها يخنق كل خلية في جسمها ... ....بداية النور...
دخل الى غرفتها على كرسيه المدولب...... ورآها كسيرة ..منهكه... ضائعه... وكم
كانت جميله حتى وهي في أوج حزنها .... لم يتمالك نفسه ولم يخجل من ان يترك لدموعه حرية الفرار ... فهذه هي تلك التي احبها ..ولم يتوان للحظه عن تتويج حبه بالزواج... ولكن في لحظة فرحها زف اليها خبر وفاته .... ولكن .. في الحقيقه كان في غيبوبة طويلة الأمد ...
ورأت النور أخيراً...
صحت من نومها على صوت تألفه ...فهذا هو الصوت الذي عشقت..والذي ظلت حيه على أمل سماعه من جديد.... تذكره جيداً فلم تعد تذكر سواه ... فتحت عينيها ورأته هو ولكن على كرسي متحرك ...
ظلت بلا حراك لثواني ... تريد التأكد من ان ماتراه لم يعدحلماً ... وماأن تأكدت حتى وقفت على رجليها من جديد .. وتقربت منه ورأت مجرد خيال .. شخص لم يتبق من وجهه الا الذكريات ... ورجع بها شريط الذكريات من جديد ... ولكنها لم تعد تذكر الا تلك التفاصيل الدقيقه ... سقطت امامه كطفله لاتقوى الا على البكاء ... كطفله انهكها التعب والألم والفراق .... ببكائها انقشعت تلك الغمامة السوداء وتحولت غرفتها من غرفة الأشباح الى غرفه النور والمحبه ...
النهايه...
بقلمي...