غرفة طفلك هي عالمه الخاص فاتركيه يمرح ويعيش فانتازيته فيها
لندن: «الشرق الأوسط»
الخطأ الذي يقع فيه الكبار عندما يصممون غرف أطفالهم ينسون أنهم كانوا أنفسهم، في يوم من الأيام، صغارا ومن ثم ينسون أن يضعوا أنفسهم مكان الطفل حتى يتصوروا ما يمكن أن يروق له ويدخل السعادة إلى نفسه. ما علينا أن نتذكره هو أنه لا يفهم الفرق بين الأسلوب الكلاسيكي أو الاسلوب الحديث، بين التافتا والأورغنزا، كل ما يفهمه هو الألوان الزاهية والمساحات التي تمكنه من اللعب والحركة بدون قيد أو محاذير. وإذا راقبنا سلوكيات الطفل، فسنلاحظ أنه يميل إلى المساحات الشاسعة، لكنه أيضا ينجذب إلى الأماكن الممنوعة او المقفلة لأسباب مختلفة، مثل الأقبية، أو الخزائن الكبيرة، التي يمكن ان تسعهم، وحتى العلَيات، ومهما حاولنا ثنيه عن دخولها أو فتحها، فإن هذا المنع لا يزيده إلا إصرارا وعنادا، ويتحول الأمر بالنسبة له إلى نوع من التحدي أو المغامرة لاستكشاف عالم غامض. من الأفضل في هذه الحالة ألا نستعمل أسلوب المنع، بل فقط نتخلص من كل الأشياء التي من شأنها ان تُشكل خطرا عليه، أو تسبب له بعض الأذى، وتحويلها إلى أماكن آمنة يمكن له أن يجول ويصول فيها بحرية.
إلى جانب أماكن اللعب، فإن غرفة نوم الطفل هي عالمه الخاص، الذي يفترض ان يضم كل لعبه وأشياءه الخاصة، وبالتالي فتصميم هذه الغرفة يجب أن يخضع للكثير من محاذير السلامة، كأن تكون الشبابيك عالية أو لا يستطيع فتحها وما شابه ذلك.
عندما يكون طفلك رضيعا، فإن التحكم في ذوقه واحتياجاته يكون أسهل، فهو ينام في سريره الخاص بالقرب منك أو في غرفة مجاورة لك، بحيث تتصنتين على تنفسه، وتنتبهين إلى كل حركاته وسكناته، تطلين جدران غرفته باللون الذي تشعرين أنه يروق له ويناسب سنه، لكنه عندما يكبر ويصل إلى مرحلة الدراسة، يصبح له رأي خاص. وبالتالي يصبح تغيير ديكور غرفته بشكل يناسب سنه، أمرا مفروغا منه، حتى يلائم شخصيته ومتطلباته في اللعب وأداء واجباته المدرسية في الوقت ذاته. ثم لا ننسى تغيير لون الغرفة ورسوماتها الكارتونية التي كانت تناسبه وهو طفل، فقد أصبح الآن «كبيرا»، على الأقل من وجهة نظره الخاصة، وبالتالي لم تعد هذه الرسومات الطفولية تناسبه. كما يمكن إضافة مكتب صغير وعدد من الخزانات، لأنه لا يمكن أن نُعلِمه أو نفرض عليه تنظيم أغراضه إذا لم تكن لها أماكن خاصة لحفظها. وكلما كبر في السن يمكن إضافة خزانات جديدة لحفظ أغراضه التي تزداد وتتراكم كل شهر. وقد نحتاج، في بعض الحالات، إلى استغلال أي ركن، حتى تحت السرير بوضع صناديق خاصة يمكن سحبها بسهولة. أما بالنسبة للعب، فالأطفال يميلون إلى الأماكن الشاسعة ليتحركوا بحرية، لذلك فكلما صممت هذه الغرفة بعدد محدود من قطع الاثاث كلما كان ذلك افضل. وبما أنهم أيضا يميلون إلى الأماكن الصغيرة والمغلقة، فلا بأس من الاستعانة بنجار لبناء خزانة صغيرة على قياسهم، يمكنهم أن يستعملوها لحفظ لعبهم أوالجلوس عليها، وذلك بتثبيت لحاف أو ما يشبه الوسادة فوقها. كما يمكن تصميم بعض الأماكن غير المستعملة، كالتي توجد عادة تحت السلالم، كأماكن يلعبون فيها. أما إذا كان لدينا قبو كبير غير مستعمل، فيمكن تحويله إلى غرفة لعب خاصة بهم، في سنواتهم الأولى. وليس مهما أن تكون مؤثثة، فالأطفال لا يهتمون بهذه التفاصيل، لأن اللعب بالنسبة لهم أهم، بل وتزداد متعته إن لم يكن هناك أي شيء قابل للكسر.
عملية تصميم غرف الاطفال لا تقتصر على السلامة، بل أيضا على اختيار أدق التفاصيل سواء كانت الأقمشة التي يمكن غسلها مرارا وتكرارا من دون أن تفقد قوة ألوانها، أو ورق الحائط، الذي علينا اختيار القابل منه للمسح بإسفنجة مبللة، لأن للأطفال عادة مستفزة هي رسم خربشات على الحائط، وبالطبع لا يمكن تغيير ورق الحائط كل مرة يقومون بذلك. وهذه المتطلبات كلها انتبه لها العديد من مصممي الديكور، منهم سارة هاردايكر، التي تصمم لدار هارلوكان البريطانية وعبَرت عنها بقولها إنها عندما تصمم أي مجموعة خاصة بالأطفال تأخذ بعين الاعتبار العملية والجمالية في الوقت ذاته، إذ من الضروري، حسب رأيها، أن يكون كل شيء فيها مرحا يدخل السعادة على الكبار والصغار في الوقت نفسه، أي أن يحبه الطفل الذي لا زال يحبو، ويتقبله المراهق المتمرد، بحيث لا نحتاج إلى تغييره.
PILOT @pilot
عضو فعال
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بدبود
•
مشكوررررة عالموضوع الحلو00:26:
الصفحة الأخيرة