المحامية نون

المحامية نون @almhamy_non

🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة

غرور بهاء 👸 (صوره من واقع الحياة)

الأدب النبطي والفصيح








بيدين مرتجفين قربت المرآة لوجهها ..
لتعرف مدى الضرر الذي لحقه
بعد أن تعرضت لحادث مريع ، حينما كانت تقود سيارتها
بسرعة فائقة..وذهنها مشغول بأمور أخرى ...
............
لم تستطع ان تمنع نفسها من الصراخ ،
حين فوجئت بما رأت:
وجهي ..! ماذا حلّ به ؟! أعيدوا إلي وجهي ..!
وانخرطت في بكاء شديد ، وانتابتها حالة من الهستيريا ..
أسرعت والدتها لتحتضنها .. فدفعتها ..وظلت تصرخ وتبكي
وجسدها يهتز انفعالاً ..
أسرعت صديقتها في طلب الممرضات ..
نادت إحدى الممرضات الطبيب فأمر فوراً بحقنة مهدئة..
فهدأت...!
❀❀❀

مرت أ سابيع وهي على تلك الحالة ...

بين بكاء وانهيار وعلاج وهدوء ..
وبقيت مدة طويلة في المستشفى تتعالج من الكسور والكدمات
وتماثلت للشفاء
ولكن ظل وجهها على حاله فقد تعرض جزء كبير منه للتشوه
فانقلبت إلى حال من الكآبة والحزن والعزلة والنفور من الناس
وحرصت على إخفاء وجهها ..
ورفضت استقبال أحد .
❀❀❀

وعدها الأطباء بعمليات تجميل وترقيع وأملوها بتحسن حالها
فلاذت بالصبر ..
وتمر الشهور وتخضع لعدة عمليات تجميل ..
لمعالجة جانب من التلف ..
وكلما خرجت من عملية كانت تمني نفسها...
ان تعود كما هي عليه سابقاً .. لكنها لم تعد أبدا على ماكانت عليه
صحيح أن منظرها قد تحسن واصبح مقبولاً
واختفت معظم الآثار..
لكنها فقدت جمالها الذي كانت تزهو به للأبد .

❀❀❀
بعد سنوات من العلاج والتكيف مع الوضع ..
وفي إحدى الليالي التي يلفها الكآبة ...
عادت بها الذكريات الى الوراء
حين كانت تقف طويلا امام المرآة وهي تتمعن بتقاسيم وجهها
ذلك المحيا الذي يترقرق فيه ماء الجمال والنضارة
وتتذكر أنها لم تكن قانعة شاكرة
تتذكر حديثها مع نفسها في المرأة وهي تتامل عينيها الرائعتين :
آه لو كان لون عيناي أكثر بروزاً.. ياليتهماكانتا خضراوين ..
وليسا دعجاوين ..
كنت سأغدو أكثر جمالاً ..
وأنفي صحيح أنه متناسق وجميل لكن أود لو كان ..
و... ..! و...!
أمنيات لاحصر لها وكلها كانت تدل على عدم تقديرها وشكرها
على النعم التي وهبها الله تعالى ..
❀❀❀

تذكرت يوم أن دخلت والدتها غرفتها يوماً ...

وسمعتها تحدث نفسها بهذا في المرآة بصوت عالي ..
فلامتها قائلة :
كفاك يابهاء هذا الوسواس والتعلق بالمرآة ..
كيف الحال لو لم تكوني من أجمل البنات بشهادة الجميع ..
ضحكت بهاء بغرور وزهو
وقبلت والدتها وهي تقول بتحدٍ:
غداً في حفلة خطوبة بنت خالي ..
اريد ان ينبهر الجميع بجمالي وبثوبي الزهري
المتناسق على جسدي الممشوق ..!
سأكون ملكة جمال الحفل وأجمل من العروس ذاتها ...
هزت والدتها رأسها وهي ترمقها بنظرة أسف وقالت :
هداك الله ياابنتي ..! تواضعي ولا يأخذك الغرور
فالجمال ليس كل شيء ..
نظرت بهاء لوالدتها غير مقتنعة بكلامها ثم هزت كتفها بلا مبالاة.


❀❀❀
كانت بهاء وحيدة أمها توفي والدها وهي صغيرة..
فكرست الأم حياتها لتربيتها وتعويضها عن فقد الأب
ولكن تدليلها الزائد جاء بنتيجة عكسية
فقد نشأت كفتاة مدللة لايرد لها طلب ....
كانت تمتلك ذلك الجمال الناطق الذي يلفت الأنظار ..
وحين بلغت التاسعة عشر والتحقت بالجامعة
استرعت الانتباه بجاذبيتها ، ونضارتها ، علاوة على جمالها ..
وزاد غرورها وقوع الكثير في دائرة حبها ..
لكنها لم تكن تبالي ، كانت تحسب نفسها ملكة غير متوجة


وما زالت مستغرقة في الذكريات ....!
...............
ففي يوم حفلة ابنة خالها ارتدت ثوبها الذي خاطته ..
خصيصاً لهذه المناسبة ..
وتزينت وتعطرت و غدت تحاكي ( سندريلا ) القصص
وشدت الأنظار إليها فور دخولها الحفل مع والدتها ..
ووصلت لأذنيها تعليقات الإعجاب ، والتساؤلات ممن لم يعرفنها :
من هذه الحسناء ؟
مااسمها ؟
ابنة من هي ؟
أي جمال وحسن وروعة يحتويها ؟!
الفتيات بعمرها كن ينظرن إليها بعين الغيرة ...
أما هي فكانت غاية في السعادة والزهو .
❀❀❀

في تلك الحفل تقربت الكثير من الأمهات لوالدتها ..
وتنافسن في طلب يدها ..كل تريدها لابنها
وكل واحدة تعدد مزايا ولدها ومركزه وخلقه ..
وكل واحدة اخذت رقم هاتف الأم ..
هذا وبهاء مشغوله ببهاءها وتأثيرها ..
ترقص في الحفل وتتنافس في الضحكات والمرح
ولا تدري من الأمر شيئا.


انتهى الحفل ..وعاد الجميع ..
وماهو إلا يوم وإذا بالأم تتلقى اتصالات من بعض الأمهات
اللاتي حضرن الحفل ..
كل واحدة تطلب زيارتهم و تعريفهم بولدهم ..
أخبرت الأم ابنتها فتعللت بالدراسة وقالت
أنها غير متفرغة الآن للزواج..
وافقتها الأم وأخبرتها أنه إذا حصل النصيب فالشرط الأول
إكمال الدراسة ..
وتحت إلحاح الأم وافقت على مقابلة من يتقدم لها مع والدته
❀❀❀

لكن غرور بهاء كان مستحكماً بها
فلم توافق على كل من تقدم لها ..
حتى زملائها الذين معها في حرم الجامعة ..
رفضت من طلبها للزواج ...
كل شخص كانت تظهر به عيباً ..
هذا قصير .. وهي طويلة ..
هذا أسمر ولا يتوافق مظهره معها ببشرتها الناصعة
وسيكون محل مقارنة ونقد ..
هذا مركزه لايوافق طموحها ..
هذا ليس من عائلة معروفة ..
وهكذا ظلت تختلق الاعذار ..
لأنها في الحقيقة كانت ترى أن كل واحد من هؤلاء لايستحقها
تراه دونها ، وترى نفسها أحسن بكثير ..
نرجسيتها طغت عليها وكانت تتضخم في داخلها..
فنفرت منها الصديقات الحقيقيات
وتقربت منها المتزلفات
!!
18
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المحامية نون
المحامية نون




وتمر السنوات ..

وجمال بهاء كان قد نضج و تألق ..
و نجحت في حياتها العملية
ولكن الربيع الذي كان نضراً بدأ ينسحب قليلاً
فقد بلغت الرابعة والثلاثين من العمر ..
لكنها لاتزال على شيء من الغرور في أعماقها ..
ومع ذلك فقد بدأت تفكر أن عليها أن لاترفض كل متقدم لها
خاصة وأنه كلما مر عام كان الإقبال عليها يقل ...!
فلتنظر لمستقبلها الآن بجد .
ولكن كان لها موعد مع القدر في أحد أيام
عامها الرابع والثلاثين ..
وجرى ماجرى ..
❀❀❀



صحت بهاء من تفكيرها ..
وانقطع شريط الذكرى ..
وهاهي بعد أربع سنوات من الحادث
ومراحل العذاب التي مرت بها
والعمليات المتعبة نفسياً وجسدياً
تنتبه لنفسها وواقعها ..
وقد رفعت غشاوة الغرور عن عينيها
إنها تشعر بالندم ..! وهل يجدي ذلك نفعاً ؟
هاهي تصحو على واقعها المرير ..
جمالها سلاحها ..
محط ثقتها ، وزهوها ، واعتزازها ..! فقدته ..
وعليها تبدأ مرحلة جديدة من حياتها ..
لامكان فيها للجمال الخارجي ..
عليها أن تتعود قبول نفسها كما هي ..
فلقد كان ماأصابها صحوة من غفلة ..
هي الآن بعد مرور السنوات تعودت تدريجياً ..
أن تتقبل هذه المرأة الجديدة التي تطالعها في المرأة
وأدركت أن الجمال الخارجي حقيقة لن تدوم
سواء بحادث أو بفعل الزمن
وأن جمال الروح هو الدائم ..
وجمال الخلق والطباع هو الأهم ..
والأبقى والأشد تأثيراً في قلوب الناس
ورب ضارة نافعة !!
:
تنهدت بقوة وجرّت نفَساً طويلاً
وقالت :
الحمد لله ..
لقد دفعت الثمن باهضاً
ولكني تعلمت الدرس جيدا
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
أجدت السرد وحبك الأحداث يانون ..!
مبتدأة من النهاية ، ثم عدت للبداية
بتسلسل جميل وبعبارات سلسة ..
وخرجنا من قصتك بدرس يعلمنا التواضع
ويحذر. من الغرور. وعاقبته ..
ولذا كان للقصة قيمة ومعنى ..
إضافة إلى جمالها
بارك الله بك
وزاد عطاؤك في واحة الخير .
حنين المصرى
حنين المصرى
جميلة قصتك القصيرة يا نون
ومتكاملة العناصر
بالبداية والنهاية والأحداث والعقدة والمغزي والحبكة
وملائمة الصور والكلمات للقصة
سلمت يداك حبيبتي على ذلك الطرح الجيد والذي هو لون آخر نفتقده هنا وها انت تفتحين بابا آخر بواحتنا الحبيبة
ننتظر إبداعات قلمك المميز نونتنا الغالية
ودمت بود وحب دائمين غاليتي
المحامية نون
المحامية نون
أجدت السرد وحبك الأحداث يانون ..! مبتدأة من النهاية ، ثم عدت للبداية بتسلسل جميل وبعبارات سلسة .. وخرجنا من قصتك بدرس يعلمنا التواضع ويحذر. من الغرور. وعاقبته .. ولذا كان للقصة قيمة ومعنى .. إضافة إلى جمالها بارك الله بك وزاد عطاؤك في واحة الخير .
أجدت السرد وحبك الأحداث يانون ..! مبتدأة من النهاية ، ثم عدت للبداية بتسلسل جميل وبعبارات سلسة...
مرورك باقة ورد عطرة ...
ألقت برونقها الجميل على قصتي المتواضعة ...شكرا لك فيضنا على كلماتك القيمة الله. يحفظك ويبارك فيك
المحامية نون
المحامية نون
جميلة قصتك القصيرة يا نون ومتكاملة العناصر بالبداية والنهاية والأحداث والعقدة والمغزي والحبكة وملائمة الصور والكلمات للقصة سلمت يداك حبيبتي على ذلك الطرح الجيد والذي هو لون آخر نفتقده هنا وها انت تفتحين بابا آخر بواحتنا الحبيبة ننتظر إبداعات قلمك المميز نونتنا الغالية ودمت بود وحب دائمين غاليتي
جميلة قصتك القصيرة يا نون ومتكاملة العناصر بالبداية والنهاية والأحداث والعقدة والمغزي والحبكة...
كل الشكر لك غاليتي حنين الألق
على تشجيعك واطرائك وهذه محاولات متواضعة للتغيير بعض الشئ ....
اسعدني تقييمك واعتز به كثيراً ...
دمت شاعرتنا الرقيقة بخير وحب وسلام
❥❀❥