غزة ما بين العقل والعاطفة

الملتقى العام

غزة بين العقل والعاطفة

قلوب ترتجف بالخوف تلتحف
من سماء صافية تمطر نيران حارقة تخطف الاحباب وتسرق الارواح وتذهب بالابصار
ترقب و تحسب في اي مكان سيكون خراب الدار
لا احد يدري اين الطائرات تضرب مسجد ام مدرسة او بيت فيه اسرة نائمة
فالهدف كما يزعمون بأن فصائل من حماس فيه يختبئون

و الحقيقة أنهم للاطفال يستهدفون ولضرب المساجد يتقصدون ولاهل غزه يرعبون حتى ينحنون ولابو مازن يستنجدون وعن حماس يتخلون وبذلك ينتصرون بأن يوهموا أن من سيطبق الاسلام سيجلب لنفسه الدمار فالاسلام كما يزعمون دين تطرف لا يسمح للمسلمين أن يكونوا إذلاء ولا يسمح لهم بالانحناء للاعداء ولا يسمح لهم بالعيش إلا اعزاء
ويدعوهم بأن يضحوا بأموالهم وانفسهم من اجل اعلاء راية الحق

فهذا ما لا تريده اسرائيل فهم يعرفوا حق المعرفة أن قيام راية الاسلام يعني زوال دولة اسرائيل

فهم يريدون حكومة تفاوضهم بأن يسمحوا لهم بالعيش تحت راية اسرائيل وأن يمتثلوا بما تقوله وأن لا تعارضها فيما تفعله وأن لا تستنكر أن قتلت افراد من شعبها ولا أن تعترض أن دنسوا القدس وأن ينسوا قضية الاجئين وأن يسلموا الاسلحة ويقبضوا على كل من يمثل خطر على اسرائيل من مسلمين موحدين ومؤمنين موقنين بنصر الله

ولكن في النهاية سينصر الله جنده ويثبت عبادة ويظهر الحق على الباطل ويشفي قلوب المؤمنين بنصر عاجل قريب فما زادت الكربات إلا قرب الفرج

اما نحن فلقد جعلنا غزة بين العاطفة والعقل

فالشعوب تنظر لقضية غزة بنظرة عاطفية فهم يشاهدون ما تنقله القنوات من واقع مؤلم ومن مناظر تدمي القلب فطائرات وقذائف الصهاينة لم تفرق بين اطفال او نساء فهم بالنسبة لهم اعداء

فمن يشاهد تلك المناظر يحزن ويتألم فمنهم من يشعر بغضب لا يدري كيف يطفئه يشعر أنه مقيد وتمر لحظات وتأتي هموم الدنيا فتشغله

ومنهم من يشعر بالضعف والهوان وأن ازالة دولة اسرائيل امر مستحيل المنال
بل وصل بعضهم إلى أن صور له ابليس أن بمقدور اسرائيل ان تمد مساحة اراضيها من الفرات إلى النيل دون مشقة وعناء وهذا من ضعف الايمان

ومنهم من يشكك ويجعل الشعب الفلسطيني المتهم ويقول لو كان الشعب ملتحم ما كانت اسرائيل تفكر لغزة أن تقتحم

ومنهم من تفاعل في اول الايام ثم اصبح الموضوع عنده امر معتاد فالدماء المهدورة والاجساد المبتورة يشاهدها في الاخبار كأنه يشاهد اخبار الكورة

ومنهم من اخرج الزعماء من الاسلام بل اتهمهم أنهم في صف الاعداء فهو يرى أن لعنه وشتمه للزعماء سيخرج غزة مما فيه
بل ان المصيبة أن هناك من الكتاب الذين يعيشون في بريطانيا من اصحاب الاصول الفلسطينية تتاح له الفرصة للكلام في الإعلام فيبدأ يسب جميع زعماء العرب ما عدا رئيس الحكومة الفلسطنية وكذلك انساق البقية من الكتاب السياسيين
فكل كاتب اصبح عنده قضية آخرى غير غزة وهو الدفاع عن رئيس دولته واتهام جميع زعماء العرب بأنهم هم خذلوا شعب غزة

فإذا سب الزعماء لا يأتي بفائدة بل سيجلب الفرقة وتنشئ عداوة لا تأتي إلا بفتنة فإذا اتمنى ترك سب الرؤوساء والانتباه لقضية غزة

اما الشباب وما ادراك ما الشباب فهم عماد أي امة ومقدمة كل نهضة وحاموا حدود كل دولة فمنهم من يشاهد بعض القنوات التي تعرض ما يحدث في غزة من مذابح تستنكرها كل الانسانية مع اغنية او اناشيد حسب السياسة المتبعة في القناة
ومع ايقاع الكلمات والمشاهد المحزنة يبدأ الشاب بالتفكير في القتال فحين تغني اغنية اين الملايين او تنشد انشودة أين انتم يا عرب يصبح الشاب في قمة الهيجان مستعد لخوض اي معركة

ونحن نعرف ما معنى حرب او معركة فلن تجعل تلك الاغاني ولا تلك الاناشيد بأن يثبت الشباب في المعركة فحين يسمع دوي القنابل وقصف الطائرات ويوقن أن الموت امامه فأن لم تكن العقيدة راسخة في قلبه فسيرجع من الطريق التي جاء منها حامل فوق ظهره عار الفرار والهزيمة

ففي معركة عين جالوت لم يحفظ الشباب اغاني ولا اناشيد تثير الشجاعة وانما حفظوا سورة الانفال
وكذلك رسخ في قلوبهم قوله تعالى( أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فأستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )سورة التوبة
فأنتصروا بأذن الله

اما الزعماء فهم ينظرون لقضية غزة بعين العقل

قبل البداية ارجوا ممن يقل ادبه على الزعماء أن يحترم نفسه فأن سب الرئيس يعني سب كل من هو تحت سلطته
فأن وصف الرئيس بالجبن فبالاحرى أن يكون رئيس على شعب جبناء فليس منطق أن يصبح جبان رئيس على شعب شجعان وقس على ذلك فأن شتم وقال رئيس نذل فالشعب انذال وهكذا فأنا اتمنى من القنوات أن لم تحترم الرؤوساء أن تحترم شعوبهم

فأنا اجزم أن كل رئيس يتألم لما يحدث في غزة اكثر من تألم شعبه ولكنه يكتم مشاعر العاطفة ويستخدم العقل في مساعدة غزة فهو لا يريد أن يدخل شعبه ومن هم تحت سلطته في متاهات قد تجعل القصف يشمل حتى الارض التي فيها يمتد سلطته

فهو يبحث عن حلول سياسية تخفف عن اهل غزة معاناتهم وترفع جور عدوهم
وقد يكون يعلمون سياسة عدوهم ويدركون ماذا له يرمون ولما هم له يسعون

ومن الممكن أنهم حسبوا حساباتهم وفكروا قبل اتخاذ قراراتهم
فهم يعتقدون أن خوض معركة ضد اسرائيل في الوقت الراهن ستكون الخسائر كبيرة جدا مقابل الانتصارات التي يمكن تحقيقها
حيث أن الرؤوساء العرب يعلمون علم اليقين أن الحرب ضد اسرائيل يعني الحرب ضد الغرب الذي سيدعم اسرائيل
اذا هم يعتقدون أن قرار الحرب سيكون ضرره اكثر من نفعه

حيث أن من الصحفيين السياسيين الذين يعيشون في اراضي بريطانيا اقترحوا عدة حلول او نسميها قرارات نيابة عن الرئيس لو تم تنفيذها

فأن ذلك يعني قيام الحرب مع اسرائيل وكلنا نعلم أن تلك الدولة(بريطانيا) التي ارسل منها الصحفي افكاره النيرة هي ستكون من اول الدول وقوفا مع دولة اسرائيل سواء بالمال او السلاح والرجال
فأنا بشكل شخصي لا احترم اي شخص يتكلم عن قضية فلسطين وهو ساكن في الدولة التي سلمت فلسطين لليهود

وقبل الختام وحتى يصبح بين العقل والعاطفة وئام فلابد من رابط يقرب بينهما
فلا يكفي أن تنظر الشعوب لقضية غزة بعاطفة
ولا يكفي أن ينظر الرؤوساء لقضية فلسطين بالعقل

فلابد أن يتضح دور العقيدة ويبان دور الاسلام وتصبح قضية فلسطين عقيدة في قلوب المسلمين واسترداد القدس واجب على كل فرد مسلم
وأن يكون كل مسلم مستعد بأن يضحي بماله ونفسه من اجل إعلاء كلمة التوحيد في ارض المحشر


فحين تجتمع قلوب المسلمين على التوحيد وتوقن بالنصر ولو بعد حين ويكونوا مستعدين لخوض المعركة بقلوب ملؤها اليقين وأن الله اشترى من المؤمنين اموالهم وانفسهم بجنة عرضها السموات والارض

وحين يجتمع عند الرؤوساء العقل والإيمان الراسخ وينظروا أن شعوبهم قد عاهدوا الله بالقتال حتى آخر نفس وآخر نقطة دم تسيل
وأن لا يخذلوهم ولا يلوموهم أن ادخلوهم في حرب فيها الكفة العسكرية غير متوازنة
وانما دخلوها صابرين محتسبين بنصر الله موقنين
فأنا واثق أن كل رئيس عربي يتمنى أن يكون له شرف قيادة المسلمين لمعركة مثل معركة حطين

فنحن نعلم أن النصارى امنوا بعقيدتهم فأستعمروا العالم
واليهود أمنوا بعقيدتهم فأستحوذو على فلسطين

فأن امنوا المسلمين بعقيدتهم
فلا يهود ولا نصارى ولا ملحدين ولا حتى وأن اجتمع كل المشركين أن يقفوا امام جيوش المسلمين لأن الله معهم
فمن كان الله معه فبشره بالنصر المبين

اللهم انصر المجاهدين في غزة واجعل نصرهم اية
اللهم تقبل موتاهم شهداء
اللهم واربط على قلوبهم وبالصبر عظم اجورهم
اللهم اشفي جرحاهم واكتب لهم الشفاء العاجل
اللهم انزل على قلوبهم الاطمئنان والصبر والاحتساب ليوم لا ينفع مال ولا بنون
اللهم ارحمهم واغفر لهم وغير حالهم من خوف لإمان ومن حزن لافراح
اللهم أنا نستودعك غزة وما فيها فأحفظها بحفظك وانصرها بنصرك
12
708

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام رتوج ورنوش
ام رتوج ورنوش
صح لسانك وجوزيتي خيرا ومعظم الذين يتحدثون عن وطنية دولة وخيانة دولة جالسين في اماكن مكيفة ومرتاحين وليس همهم سوي انشقاق العرب والوقيعة بينهم وسايؤين علي مبدأ "فرق تسد"
ما عُدتُ أنا
ما عُدتُ أنا


عذراً..


فيني غصه من كل الحكام..


وماراح يتغير شعوري..


أخت تيرانا
أخت تيرانا
اللهم ـآآآآمين..الله ينصرهم..


لافوض فوك..







^ ^ ^


no comment..



وشوكرن
* اميرتي لين *
* اميرتي لين *
قال تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) صدق الله العظيم
خياال الخيال
خياال الخيال
شكرا لتواجدكم

اتمن لدعاء لغزة