غــــالــــــب كامل وبثيـــنه النــــصر

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم




" أُصيبتْ عمتُك بإغماءٍ لمدة ساعتين تقريباً إثرَ ظهور المذيع غالب كامل على شاشةِ التلفزيون السعودي لإلقاءِ أول نشرة أخبار شاهدتها قريتنا الصغيرة ونقلناها للمستوصف وهنالك كان ثلاثة أرباع نساء القرية للسبب ذاته الذي جعلنا ننقلُ عمتك للمستوصف..! "

هكذا كانت بداية حديث أمي لي عن هذه الحكاية والتي لا زالت عالقة بذاكرتي طيلة أعوامي التي مضت.

تتواصل الحكاية على لسانِ أمي_حفظها الله_:-

" كنتُ حينها أنا وعمتك نتسامر في حوش بيتنا الطين عندما دخل أخوك متوشحاً هذا الجهاز الضخم الذي عرفنا فيما بعد بأنه تلفاز، أتى به وانكفأ عليه يحاول إدارته ، خرجت أنا ( يا أمك ) لتجديد إبريق الشاي ، وهنالك _في المطبخ_ سمعتُ صوت صرخات عمتك مما جعلني أترك ما في يدي لاستطلاع الأمر فوجدت أخاك بالقرب من عمتك المطروحة أرضاً يحاول عبثاً إفاقتها مما هي فيه ولكن دون جدوى .! " انتهى



واليوم بعد مرور ما يزيد عن خمسة وعشرين عاماً على هذه الواقعة ، تتجدد ذكراها بمقدم ((بثينة النصر)) على شاشة التلفاز مذيعةً للأخبار عوضاً عن غالب كامل ، ولا بأس بذلك فليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة , ما جعلني أرجع بالذاكرة للوراء هو البون الشاسع بين جيل عمتي وجيل بثينة النصر ، ما جعل أعماقي تغوص في ذاكرة الزمن هو الفرق الكبير بين صورة المرأه الأسلاميه ,المتربيه على قيمٍ ومباديء عربية متمثلة في عمتي وصورة المرأه المقبلة من أقاصي الغرب متمثلة في بثينة النصر ورفيقاتها..!

لم تكن عمتي _حفظها الله_ أمية حتى يُعلل الرويبضة سقوطها مغشياً عليها بالجهل ، بل كانت حافظة للقرآن الكريم وعلى إطلاع كبير بالسنة والسيرة النبوية ، بل كانت محدثةً وواعظة لنساء الحي والقرية أجمع ، حتى أن صيتها ذاع وأنتشر لدرجة أن بيتنا بات في تلك الحُقبة مسرحاً للمرضى من قريتنا والقرى المجاورة.! بثينة وغيرها إن كن حائزات على بكالوريوس إعلام أو آداب فهن بشهاداتهن تلك لا يعادلن ربع علم وفقه عمتي ، وليس ثمة سببٌ أرجح به ما أصاب عمتي آنذاك سوى الحياء والعفة وخوفها _حفظها الله_ على أن يُمسا بخدش بسيط حتى لو كان هذا الخدش وجه غالب كامل..!!

قد يقول قائل: العصر والزمان تغير ، وليس هنالك أمرٌ يدعو للريبة في خروج المرأه لميادين العمل المختلفة ، ومعه حقٌ هذا القائل بجزئيتة الأخيرة ولكن لا ينسى بأن هنالك أيضاً ثوابت لا تتغير بتغير الزمان ، ولا تتبدل بتبدل الأنفس . وهنالك أيضاً أمور ثابتة في العلاقة الأزلية بين المرأه والرجل شرحتها كلُ الأديان وأقرتها كل النظريات البشرية تجعل التفكير بنتائج الاختلاط أمراً غاية في العقلانية.!

دعونا نتساءل _ والسؤال كما نعرف هو الشرارة الأولى للتفكير والتدبر _ هل فعلاً نحنُ بحاجةٍ لمذيعة أو مقدمة برامج؟!

هل وصل طموحنا لمرأه تعمل مذيعة ؟!

هل أبواب التقدم والازدهار مشروطة بظهور مذيعة على تلفاز حتى لو كانت متحجبه؟!

نعم أريدُ ويريد شريحة عريضة من المجتمع ألافاً مؤلفة من أمثال الأستاذة الكاتبة الأخت/ مشاعل العيسى ، نريد منهن أن يَدخُلن كل بيت ، وأن يُدخلن الوعي لبناتنا ويُزلن غبار ما يُسمى بالانفتاح وتحرير المر أه ولكن هل هذا كله لا يتأتى إلا بعملهن كمذيعات واختلاطهن برجالٍ من مصورين ومخرجين إلى آخر الطاقم المسؤول عن مثل هذه البرامج..؟!

دعونا نُخضع العقل لقيمنا لا أن نتركه ألعوبة بيد شهواتنا ورغباتنا الذكورية والتي ستموت موتاً لا حياة بعده بعد أن تُلامس تلك الأكاذيب عائلة كل ذكرٍ فينا نادى بالحرية للمرأه ، ويموتُ معها كل قلم طالبَ ببثينة النصر وأشكالها..!

العقلُ يقول هنالك بديل يصل بالصوت الهادف للآخر ، ويحفظُ للمرأه عفتها التي هي تاجها ، تتمثل هذه البدائل بعدة قنوات مؤثرة وفعاله في حياة كل أُسرة ..كـ الجامعات ، الصحافة ، المنتديات الإلكترونية ، المدارس على مختلف مراحلها ، الجمعيات الخيرية النسوية ، البيوت نفسها...الخ

قد يخرج عليك إمعة آخر يردد ويهذي بكلامٍ لا يفهمه أو بالأصح لا يريد أن يفهم منه إلا ما تريده نفسه الأمارة بالسوء ويقول : النساء في عهد النبي كُن يعالجن الجرحى ويخرجن معه عليه أفضل الصلوات في غزواته.

وجواب مثل هذا يفرضه العقل أيضاً هل نحن في مواجهة حقيقية مع عدونا حتى نضطر أن نسمح بقيادة السيارات ، أو أن نبث بناتنا على القنوات الفضائية كي يزغردن لحملة السيوف ؟!

أو هل وصلنا في قوة ديننا إلى حد مقارنتنا بالرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه..؟! هل نهتم بالجزئيات _ المتمثلة في عمل المر أه _ ونترك الكليات ؟!

خلاصة هذا السرد هو أنه في ظل التنامي الشرس للعلمانية في مجتمعنا وهو بالتأكيد يأخذ أشكالاً عدة ويطرق أبوابا مختلفة ومن أهمها إن لم يكن أهمها اللعب على وتر"تحرير المرأه" والذي كما تعلمون يا سادة بأنه الطريق لهدم أي أمة، أقول في ظل هذا الغزو الفكري و في ظل هيمنة هذا الفكر الدخيل على غالبية المنابر الإعلامية في بلادنا يتوجب على أمثال الكاتبة مشاعل ومن بناتنا الغيورات التحرك الفعّال والسريع والتواجد المثمر الهادف بشكل أكبر وأكثر فاعلية مما هو عليه الآن ، حتى لا نصفق باليمين الشمالا ونعود لنقطة البدء كما حدث في مصر بدايات القرن الفائت.!



~آخر الكلام~
المرأه المهانة رمز الأمة المهانة.

وصلني عبر البريد
3
880

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*ام خـــــــــــــــــالد*
جزاك الله خيرا

بصراحه تغيرات كثيرة ومتلاحقه تدور حولنا ولاادرى الى اين يريدوا ان يصلوا.......حسبنا الله ونعم الوكيل

امس تعميم يصل لجميع المدارس عن بطاقة المراءه وانه ضرورى لمراجعة المرأة للبنك و........و ..........سبحان الله

الان اختيارى ولكن فيما بعد واظنه قريبا جدا اجبارى

وفى نفس اليوم تطالعنا جريدة عكاظ وعلى صدر صفحتها الاولى سيدات اعماااااااال سعوديات كاشفات الوجوه والشعور وبالمكياج الكااااااااااااامل

وبعد ذلك اقرا استفتاء لمجموعة من الشباب انه لامانع لديهم من ظهور المرأه فى التلفزيون واراء كثيره وفى النهايه تعليق للجريده ان هناك افكاااااااار باليه اكل الدهر عليها وشرب يجب ان تتغير
والان بثينه النصر وغدا فيلم سعودى .............الله المستعان

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.............وارنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه
الحنـــــــــــــون
حسبنا الله ونعم الوكيل 00 حسبنا الله ونعم الوكيل

ولاحول ولاقوة الا بالله العلي الظيم

فتن كقطع الليل المظلم اعاذنا الله منها وهو حسبنا وكافينا بمن سعى اليها

ولاحول ولاقوة الا بالله العلي الظيم
*اخت النجوم*
*اخت النجوم*
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم....