غـــــــبـــــــــــــــــــــــــــــــاء!!!!!!!!!

الأدب النبطي والفصيح

يتراقصون.. يتراقصون.. ويهزجون..
يتحلقون.. يتقافزون.. ويبحلقون..!
لا هدف لأبصارهم سواي.. ولا مغزى لهمساتهم غيري.
أجلس صامتاً.. هادئاً ولكن دون خوف!
السماء ترعد.. والبحر يزبد.. والنيران تستعر..
وأنا وسط الجموع أنتظر..!
علي بصمتي أثيرهم.. أو علي أستثير فضولهم..!
هم كما ظننتهم منذ البداية.. لا ماض يحركهم ولا غد..
كلهم يعيشون الآن..!
كأني أسمع صوت فقاقيع ماء يغلي ـ رغم الضجيج ـ..
السكاكين أسمعها تُحد.. وخطوات الراقصين تضيق.. تقترب..!
أكاد أشم رائحة الانتصار في همهماتهم.. وأهم أن أجيبهم بحرف من لغتي البكماء بينهم..
وهاأنا أراهم يقتربون.. يدنون.. يتلاصقون..
فأراني بغتة أُحمل فوق الرؤوس..!
لم يكبلوني.. لم يقيدوني.. وا فرحتاه…
لم يذبحوني…!
هل يا تراني صرت فجأة قرباناً لإله يمقت الدماء؟
أم علني صرت قديساً يُحمل فوق الهامات؟
هل أصبحت سمرتي التي طالما كرهتها شفيعاً ينقذني؟
أو ربما ثيابي السميكة جعلتهم يحجمون؟؟؟
قد يكونون مواطنين لجماعة نصبتني ملكاً لها!!
ولكن..
ذاك هو القدر الكبيـــر.. أراه يحتضن المياه الثائرة..!!!
هل سأُلقى؟ هل سأسلق حتى أكون بيضة تتقاذفها الأيدي بعد نضجها؟؟
ما هذا؟
عدت أستغرب شجاعتي..
لا رعب يسكنني ولا خوف يمر بقلبي..
هاهم يقصدون البخار المتصاعد..
وأنا تحملني الأيدي فوقه.. لأشعر بنشوة محمومة…!
فجأة..
أُترك..
لأسقط..
لأُغلى..
فأُسلق .. حياً!
والراقصون يدورون.. يتقافزون.. يبحلقون.. وينتظرون..
أما أنا..
فلذة حمراء تسري في دمي.. في عظامي.. في روحي..
أرى قرمزاً كل شئ حولي..
الماء.. الهواء.. وجلدي الصافي…!
ما أغربها..! تلك الألحان المعذبة التي تنطلق من حنجرتي متقطعة.. مترددة..
ما أعنفها..! تلك الدقات التي لا تريد أن تبرح صدري..
وما أعمقها..! تلك الآلام…
تكتسح الجذور..
أجل..
الجذور..!
تقتل إحساساً كان يسكن أعضائي.. ولكني لست أراها الآن.. فالبخار أذاب مقلتيّ..!
أظافري تلتصق كصبار عنيد..
شعري يحيط بي كثعبان ثمل..
والجلد يتساقط .. تقتلعه عواصف أرقها الغضب!

كيف السبيل لأن ينتهي كل شئ؟؟
فالراقصون يتقافزون.. يبحلقون..
و ينتظرون..!

فجأة.. انتهت تلك الثواني..
وأجدني ملقى في القدر بلا مياه.. بلا حياة…!
ما هذا؟
صوت شئ يسحب.. شئ صلب يعبث بآخر ليّن..
ما أغرب هذا الإحساس!
أطباق توضع.. شئ يوزّع..
كيف يجرؤون أن يصدروا صوتاً عند مضغهم..
أغبياء!!!!!!!!!!!!!!!!!
1
393

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
عباراتك حملت رموزاً..تعني لكِ شيئاً كثيراً

سأحاول فكّ هذه الرموز...ولن أدعي أنني سأتمكن من ذلك

ربما سأحوم حول المعنى...لأن الرموز خاصة بك..وتعبرين من خلالها عن

واقعٍ ترفضينه فتختبئين وراءه...دون ظهورٍ للنور..!!

أترككِ وسأعود لمقطوعتك قريباً